أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - على عجيل منهل - فرانسيس مراش - 1836 - 1873 فى خدمة العقلانية والتنوير وتعليم المرأة















المزيد.....

فرانسيس مراش - 1836 - 1873 فى خدمة العقلانية والتنوير وتعليم المرأة


على عجيل منهل

الحوار المتمدن-العدد: 3089 - 2010 / 8 / 9 - 22:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


السؤال الشهير: لماذا تقدّم الغرب وتأخّرنا؟! وهو ما سمّي لاحقاً "سؤال النهضة"
في هذا المقال نسلط الضوء على رجلٍ كرّس حياته القصيرة زمنيّاً --37 عاماً-والطويلة الممتدّة في تأثيرها وعطاءها، في خدمة التقدّم من خلال التنوير بالعلم والعقلانيّة، ومحاربة الجهل والتخلف الذي ساد عصره. إنّه فرانسيس مرّاش -1836 ـ 1873- ابن مدينة حلب السوريّة.
في عام (1850) وقعت في حلب انتفاضة شعبيّة ضدّ السلطة العثمانيّة، تشبه إلى حدّ ما ثورات-1848-- - في أوروبّة. تلخّصت مطالب انتفاضة حلب بمسألتين أساسيتين: إلغاء-- التجنيد الإلزامي- المطبّق وقتها على المسلمين،--وإلغاء الجزية-- التي كان يدفعها المسيحيون للسلطات العثمانية.
في تلك الفترة بالذات - 1850)- سافر فرانسيس مرّاش إلى باريس للمرّة الأولى مع والده المثقف المهتم بالشعر والأدب --فتح الله مرّاش- حيث أقام فيها لأكثر من عام تعرّف فرانسيس خلاله عن قرب ـ وهو المتقن للغة الفرنسية في زمنٍ عزّ فيه على السواد الأعظم معرفة القراءة أو الكتابة في لغتهم الأم ـ إلى نتاج عصر الأنوار والنهضة الأوروبية، وتأثّر بها تأثّراً بالغاً رافقه مع عودته إلى حلب، حيث بدأ التبشير والدعاية للأفكار التي حملها معه من هناك. سيذكر في كتابه (رحلة باريس) أنّ عام -1850- كان "مفصلاً خطيراً" في حياته لما له من أثر على عمله الفكري.
يعود إلى فرنسا مجدّداً بعد ذلك بسنوات --1866-- لدراسة الطبّ. لكنّه سيغادرها إلى حلب دون أن يتمكّن من إكمال دراسته بسبب-- إصابة أعصاب عينيه بالشلل-- فيفقد بصره --نهائياً إثر ذلك. منذ ذلك الوقت بدأ-- يملي على الآخرين- لتدوين أفكاره- التي نشرها في الكتب والمقالات، ذلك أنّ فرانسيس مراش خلال مسيرة حياته نشر في الصحافة التي كانت حينها في بداياتها الأولى في المنطقة العربية، وكان ينشر بشكل خاصّ في المنابر التي تتبنّى أفكاراً تنويرية كجرائد : -مرآة الأحوال- -الجنان --النحلة- الجوائب- كما نشر العديد من المؤلفات أبرزها -شهادة الطبيعة في وجود الله والشريعة-- حلب 1861، -غابة الحق-- حلب 1865 وهي كما يراها عدد من النقّاد أول رواية عربيّة، -المرآة الصافية في المبادئ الطبيعية- حلب 1865، -رحلة باريس- بيروت 1867، إضافة إلى ديوان شعر له بعنوان -مرآة الحسناء-
لذا اخترنا تناول بعضٍ من ملامح -التوجّه العقلانيّ والعلمانيّ في خطابه،-- سواء في- مسألة الدين-أو في-المسألة الوطنية،-- إضافة إلى-- موقفه المتميز من--قضيّة تحرّر المرأة.
ينتمي فرانسيس مرّاش إلى أسرة مسيحية من طائفة الروم -. وعلى اعتبار أنّ المسيحيين كانوا في وضعية اجتماعية أكثر سوءاً من نظرائهم المسلمين في ظلّ دولة الخلافة الإسلامية ـ العثمانية، فقد كان التمييز ضدّهم يبدو جليّاً في تبوّء المناصب الحكومية أو في بعض مجالات النشاط الاقتصادي، وفي التضييق على ممارسة شعائرهم الخاصّة، ناهيك عن الضريبة/الجزية التي كانت تُجبى منهم فقط لأنّهم مسيحيون.
سبّب ذلك تعميق الانقسام الديني والطائفي المكرّس أصلاً من قبل سلطة الاستبداد، وتحوّلت "مجتمعات" الطوائف ـ وما أكثرها في المنطقة ـ إلى ما يشبه "الغيتوهات". عزّز ذلك نفوذ طبقة رجال الدين وسطوتهم بما لهذا من أثر في تكريس قراءاتهم وفهمهم للدين ونصوصه، وفرضها حتى بالقوة على أتباعهم المؤمنين، أضف لذلك التخلف والجهل السائد عموماً آنذاك لتكتمل الصورة المزرية للحال التي كانت عليه الأفكار السائدة.
لم يمنع هذا الوضع فرانسيس مرّاش بفكره النقديّ وعقله الحرّ من تناول وبحث مسائل كانت ـ ولا زالت ـ تُعدّ مقدّسة ولا يجوز المساس بها : "الكتاب المقدّس".
يرى مرّاش : "إنّ القول بربّ متنزّه عن إدراك الأفهام، مهتمّ دائماً بتدبير عموم تلك المخلوقات ومنه الحياة كانت وكلُّ به كان وبغيره لم يكن شيء ممّا كُوّن لا يكفي لتفسير الظواهر الكونية والطبيعية التي تفسرها قوانينها الخصوصية والعمومية". وزيادة في التوضيح يذهب إلى : "إنّ كلام التوراة على وجود النور إن هو إلاّ كلام تخبير مسند إلى أمر الله ولا كلام تعليل. . . ولمّا كان لكل ذي عقل حرية أن يتصرّف بتعليل الأشياء التي لا يوجد لها تعليل في كتاب منزل أذنت لنفسي أن أقول عن هذا العنصر اللطيف، إنّه صادر عن احتراق ذرات الأثير"، ما سبق جاء في سياق ردّه على اتهامه بالإلحاد من قبل الإكليروس في حلب بسبب مقالات نشرها في (الجنان) يتحدّث فيها عن "نظريّة النور" التي ظهرت في ذلك الحين وتبنّتها الأوساط العلمية في أوروبّة، وينتهي فرانسيس مرّاش من خلالها للقول بنفي "النور الإلهي" واعتبار "النور" هو فقط النور الطبيعي "يصدر عن احتراق ذرّات الأثير بين أسطحة الأجرام الفلكيّة بما يتأتّى من الحرارة لدى احتكاك هذه الأسطحة عندما تتثاقل مع بعضها بالجاذبية العامّة". هذه الاقتباسات ليست ترجمةً لنصوصٍ أوروبّية من عصر الأنوار، إنّها كتابات مثقّف سوريّ من القرن التاسع عشر!
إنّ الاقتراب من مسلّمات مقدّسة بهذه الجرأة العلميّة والرؤية النقديّة، في مجتمع متخلّفٍ ومتديّن، يؤكّد عمق اقتناع المفكّر بدوره التنويري، وأهميّة المواجهة والابتعاد عن مسايرة السائد ومجاملة طمأنينة المجتمع لمعتقداته البالية، كما يعكس مدى --استيعابه لأسس النهضة الأوروبيّة وعلى رأسها ضرورة --"الإصلاح الديني".
نشير هنا إلى كتابه- المرآة الصافية في المبادئ الطبيعيّة- الذي يتّضح من خلاله الوعي العقلانيّ لديه وأهمّية العلم في صياغة منهجه الفكري.
بالانتقال إلى جانب آخر لدى فرانسيس مرّاش نجد أن مفاهيمَ-- "المجتمع المدني"، "دولة التمدّن"، "الخير العام" و"الرابطة الوطنية"--هي مفاهيم أساسيّة تتكرّر في معظم كتاباته، وهي دليل على تبنّيه لنظريّة "العقد الاجتماعي" لروسّو،-- و فرانسيس مرّاش - -"يكاد يكون أوّل منوّر استوعب نظريتي --الحقّ الطبيعي-و- العقد الاجتماعي- - التنويريّتين على نحو منظوميّ مترابط ". ورغم انتماء المرّاش إلى عائلة مسيحية كما أسلفنا وخلافاً لنسبة لا بأس بها من المسيحيين الذين اعتُبروا أو اعتبروا أنفسهم تحت حماية الدول الغربية، تبعاً للامتيازات التي حصّلتها تلك الدول من السلاطين العثمانيين لحماية الأقلّيات المسيحيّة، إلاّ أنّ-- فرانسيس مرّاش بحسّه الوطني العالي-كان يرفض هذه الحالة جملةً وتفصيلاً-- أنّ المرّاش سبق عصره من حيث قدرته الملفتة على التمييز بين الغرب الذي أنتج قيم الحرّية والعدالة وحقوق الإنسان وأعلى من شأن العقل وبين الغرب المستعمر الذي أعمل نهباً واستغلالاً للبلدان المتخلّفة.
كما يربط مرّاش في كتابه -غابة الحقّ- الانتقال "من مملكة التوحّش والعبودية إلى التمدّن" حسب تعبيره بتطبيق "شرائع التمدّن وقوانينه" والتي من خلالها يتحوّل "مجتمع التوحّش" من "مجتمع فسيفسائي إلى مجتمع مدني"، لذا فهو يدعو إلى--"محبّة وطنية منزّهة عن أغراض الدين"- وإحلال --"حبّ الوطن"-- مكان "حبّ الملّة" أو "الرابطة الملليّة" كشرط أساسي يرتهن به تحقّق "التمدن". إنّها بلا شكّ أفكار تتبنّى بوضوح العلمانية والمواطنة التي ما نزال نجهد لتحقيقها.
وللمرّاش ريادة وأسبقيّة في إثارة موضوع --تعليم المرأة-- كمقدّمة أولى لتحرّرها. يقول: "ولا يعتدّ بهؤلاء المتظاهرين بالتمدّن، إذا كانت رؤوس نسائهم تشعشع بأنوار الأحجار الكريمة ذات الثمن الوافر والعديمة الثمرة، ولم يكن في تلك الرؤوس أدنى شعاع العقل والأدب. بل يعتدّ بهم إذا رفعوا جميع تلك الظواهر الخيالية وأثبتوها للنفقة على تعليم نسائهم وتهذيبهنّ". وهو في كلامه-- لا يكتفي بالتنظير ثم يدير ظهره ليسلك نقيض ما يفكّر كمعظم مثقّفي هذه الأيّام، بل يقدّم نموذجاً في الانسجام بين الفكر والممارسة حين يدعم رغبة--- أخته ماريانا مرّاش--1849 ـ 1919- في متابعة دراستها في لبنان، لتعود فيما بعد إلى حلب و تفتح صالونها الأدبي وتصبح من الشاعرات المميّزات في عصرها

عام 1865، خرج من المطبعة المارونية في حلب كتاب عنوانه "غابة الحق" لفرنسيس مراش بعدما سدد تكلفة الطباعة صديقه اليان نقولا اليان. لنقرأ بعض ما ورد في الكتاب منذ 141 سنة حيث كان يخيّم على--الولاية الحلبية-- وعموم السلطنة العثمانية- ظلام الجهل والاستبداد والفساد.-- يقول المؤلف في بدء الرحلة "الخيالية"-- "اخيراً انفتح باب رحب مكتوب على قنطرته- العقل يحكم والعلم يغلب.--وظهرت لي حينئذ جيوش التمدن الزاهر ممتطية متون الاختراعات العجيبة والمعارف الكاملة وهي تتمخطر متموجة بأنوار اسلحة الحكمة والعدل، متدرعة بدروع الحرية. ورأيت ممالك الظلام تتراكض على اعقاب القهقرى والانكسار. وهكذا مدت دولة العقل قوتها على كل بقعة ومكان". ولأن امتداد دولة العقل اقتصر على اوروبا وبخاصة فرنسا التي اتقن مراش لغتها وأقام فيها، كما سيجيء في "رحلة باريس"، وتم الانتشار نتيجة الثورات والمعارك وليس عبر التبشير، فقد انتقل الكاتب الى التجييش بواسطة لغة الشعر التي اتقنها، وهي الأكثر تأثيراً على متكلمي لغة الضاد:
هبّوا من الغفلات يا اهل الوطن/ ان العدو دنا وها نار الفتن
كرّوا الى الاعداء كر الاسد يا/ أسد الوفاء، فهم ثعالبة خون
لا يحسن الموت الزؤام لدى امرىء/ لكن فدى الاوطان موتكم حسن
في ذلك الزمن، كانت حلب مثل بيروت، قبلة انظار البعثات التبشيرية والتعليمية، وكان الحلبيون، كما البيارتة، مقبلين على المدارس ومقلدين للأجانب. في المناسبة، مراش نفسه درس الطب في حلب على يد مدرّس خصوصي انكليزي يتقن العربية هو الدكتور يوحنا ورتبات، الذي ساهم في تأسيس الجامعة الاميركية وتولّى تدريس الطب في احدى كلياتها. لكن التمدن الحقيقي يُصنع ولا يُستورد. لذلك قال مراش في مكان آخر من كتابه: "لا يغتر اولئك المدعون بالتمدن اذا كانت بيوتهم مشحونة بالاثاث العقيم كالفضة والنحاس وانواع الخزف والاقمشة، ولم يوجد فيها كتاب او صحيفة يومية ولا ادنى وسيلة للعلم". اضاف: "ولا يعتد بهؤلاء المتظاهرين بالتمدن، اذا كانت رؤوس نسائهم تشعشع بأنوار الاحجار الكريمة ذات الثمن الوافر والعديمة الثمرة، ولم يكن في تلك الرؤوس ادنى شعاع العقل والادب. بل يعتد بهم اذا رفعوا جميع تلك الظواهر الخيالية واثبتوها للنفقة على تعليم نسائهم وتهذيبهن".
و قال مراش: "وبينما كنت اسرح نواظري في هذه البيداء المجدبة، سمعت صوتا يناديني: هذه برية الشهباء فلتبشر بقدوم الخير. فقلت في نفسي: من اين سيأتي الخير الى هذه الاقفار المجدبة الساقطة من اعين العناية منذ الف عام". وعاد الصوت ينادي: "ابشري ابشري يا برية ارم القديمة وافرحي وابتهجي يا شهباء سورية، فها العناية الملوكانية مقبلة اليك والمراحم السلطانية هاجمة عليك". فسارع المكتوبجي ليوافق على طبع المخطوطة من غير ان يقرأ الاسطر الاخيرة التي ختم بها مراش سياحته، حيث قال فيها: "واذ لم أعد استطيع النظر الى هذا المشهد المنير، اغمضت عيني على غشاوة الانبهار وأخذت اضرب في اودية الهواجس. ولما فتحت اجفاني، وجدت نفسي مضجعاً على فراش النوم تحت سماء اليقظة"
بعد حوالى العام، ابحر مراش الى باريس من اجل اكمال-- دروسه الطبية وتتويجها بشهادة جامعية. لكن، بدلا من ان يكمل تخصصه ويعود الى حلب ليشفي مرضاها، مرض هو ولم يتمكن اطباء باريس من معالجته، فعاد شبه اعمى. وعلى ضوء بصيرته، كتب وقائع رحلته واصدرها في كتاب عنوانه "رحلة باريس". ولما كانت باخرة باريس تمر في بيروت، فقد خصها مراش بأسطر قال فيها: "ان هذه المدينة قد جلست الآن على المرتبة الاولى ما بين مدن سورية (بلاد الشام) وأصبحت مبزغاً لكل نور يلوح في هذا الاقليم، ففيها جملة علماء عظام ومدارس معتبرة وجمع غفير من المطابع وآلات البخار... وبالاجمال فوجهها متجه على الدوام الى آفاق التقدم والنجاح غصبا عن معارضة الظروف الساعية كل يوم بردع همم التمدن هناك". والعبارة الاخيرة تنطوي على نقد لاذع للمحتل التركي. عند وصوله الى باريس، تحول اعجابه بالعاصمة اللبنانية الى انبهار بالعاصمة الفرنسية: "كل هذا الجمال العجيب والكمال الغريب الذي رقت اليه هذه المدينة المعظمة انما هو نتيجة ما بلغ اليه العقل عندهم من التقدم والنجاح. فلا ريب ان سلطان عقل هذا الجيل في هذه الديار قد جلس الآن على قمة عرش كماله، واخذ يشن على العالم غارات قواته ليفتتح معاقل الطبيعة ويقلب ممالك الظلام".
اضافة الى اصداره الكتب، ساهم مراش في تحرير عدد من الدوريات، منها "مرآة الاحوال" لرزق الله حسون، و"الجوائب" لأحمد فارس الشدياق و"الجنان" و"الجنة" للمعلم بطرس البستاني وابنه البكر سليم، و"البشير" لليسوعيين، و"النحلة" للدكتور لويس صابونجي و"النشرة الاسبوعية للانجيليين"، و"النجاح" ليوسف الشلفون، و"الزهرة" للويس صابونجي ويوسف الشلفون. من مساهماته في "الزهرة" مقالة عنوانها "الوطن" نشرت في 11 حزيران 1870 انتقد فيها "ما ادخلناه من العادات الافرنجية الغريبة عنا. فقد اقتبسنا من الافرنج اللبس والجلوس والهرولة والزفلقة والغنة والخنة والايماء والدمدمة والهمهمة والهز والزيف والقتار والهتار والتمليق، لكننا لم نقتبس منهم المعقولات والمنقولات والصناعة ودقة التجارة والزراعة والسفر وحسن البيوت والاسواق والشوارع وكل لواحق ذلك. فليس لنا والحالة هذه من الجوهر الافرنجي الا الاعراض التي بها اضعنا جوهر جنسيتنا، اذ اقمنا اعراضا في غير جوهرها".
تبقى حقائق ثلاث--
1 - ثمة دوحة مراشية ثقافية في حلب تشبه الدوحات الثقافية، الاخرى، وبخاصة الدوحة اليازجية. فهذه اسسها ناصيف اليازجي بالاشتراك مع ابنه اللغوي والشاعر ابرهيم وابنته الشاعرة وردة. واسس تلك، فتح الله مراش بالاشتراك مع ابنيه فرنسيس وعبدالله وابنته الشاعرة مريانا.
2 - رحل مراش باكرا اسوة بمعظم مبدعي بلاد الشام. جبران لم يتجاوز الثانية والخمسين، واديب اسحق عاش 29 سنة، ونجيب عازوري 37 سنة، وسليم البستاني 36 سنة، ومارون النقاش 38 سنة، وعبد الرحمن الكواكبي 47 سنة، وانطون سعادة 45 سنة، ومراش 38 سنة، واثبت هذا الاخير والآخرون ان الابداع لا علاقة له بعد السنين.
3 - تأثر مراش-- بالفكر الاصلاحي الفرنسي --اسوة --بالبستاني وشميّل والنقاش-وأثّر بدوره على بعض الادباء والمفكرين المبدعين وفي طليعتهم جبران. والاخير لم يكتف بالاستفادة من مضمون انتاج مراش يوم درسه وهو طالب في الحكمة بين 1899 و1901، بل هو اعجب بأسلوبه الى درجة تقليده، وخصوصا في كتاب "دمعة وابتسامة". على سبيل المثال، قال مراش في مقدمة "غابة الحق": "بينما كنت ذات ليلة ضاربا في اودية التأملات العقلية، وطائرا على اجنحة الافكار المتبلبلة في جو الهواجس والاحلام التخيلية... انفتح لدى اعين خواطري مشهد عجيب تلعب به اشباح الاعصار السالفة، وترنّ في هوائه نغمات الشعوب الغابرة وراء حجب التواريخ الخالدة". ورغم ان هذا الاسلوب المرّاشي يتماهى مع الاسلوب الجبراني، فان معظم الباحثين الجبرانيين لم ينوهوا به، ربما لأن مراش ليس من بيت نيتشه مثلا!








#على_عجيل_منهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احمد فارس الشدياق- 1804- 1887 رائد الحرية - ونصير المرأة--وض ...
- الاسرار والطباعة والوثائق المسربة السرية--من يوهان جوتنبرج- ...
- المفكر عبد الرحمن الكواكبى - 1854--1902- بين محاربة الاستبدا ...
- اسماعيل مظهر 1891- 1962- بين -اصل الانواع و وتحرر المرأة
- المفكر فرح انطون 1874-- 1922- - ومفهوم --التساهل و- التسامح ...
- المعلم بطرس البستانى-1819 -1883 من تأليف القواميس- الى- الدع ...
- هدى شعراوى- علم- من اعلام تحرير المرأة العربية
- المفكر أسعد داغر-1886-1958- يتهم - نحن المثقفين علة تخلف الن ...
- المفكر سلامة موسى- 1887 -1958- وحرية المرأة - و مساواتها بال ...
- لطفى السيد --استاذ الجيل - رائد التطور التعليمى و الاجتماعى ...
- المفكر شبلي شميل (1850-1917)---- المرأة والرجل , وهل يتساويا ...
- ابو حيان التوحيدى -يفسر الضحك
- حماس والمرأة فى غزة -تمنع عرض الملابس النسائية وملصقات الملا ...
- المنطقة الجنوبية فى العراق - ضحايا الامراض الكيمياوية والسرط ...
- حسين الشهرستانى-ارفعوا ايدكم عن الحركة العمالية - مجزرة للحر ...
- الامر بالمعروف والنهى عن المنكر و زراعة المخدارات-محافظة اال ...
- من تراث معاداة المرأة العربية - عباس محمد العقاد - عدو المرأ ...
- جبال القمامة فى العراق-وحرامية امانة العاصمة --وحكومة الخبز ...
- من تراث معاداة المرأة المسلمة- ابو حامد الغزالى نموذجا
- المناطق المتنازع عليها- الحدود الادارية للمحافظات العراقية- ...


المزيد.....




- أغنيات وأناشيد وبرامج ترفيهية.. تردد قناة طيور الجنة.. طفولة ...
- -أزالوا العصابة عن عيني فرأيت مدى الإذلال والإهانة-.. شهادات ...
- مقيدون باستمرار ويرتدون حفاضات.. تحقيق لـCNN يكشف ما يجري لف ...
- هامبورغ تفرض -شروطا صارمة- على مظاهرة مرتقبة ينظمها إسلاميون ...
- -تكوين- بمواجهة اتهامات -الإلحاد والفوضى- في مصر
- هجوم حاد على بايدن من منظمات يهودية أميركية
- “ضحك أطفالك” نزل تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ج ...
- قائد الثورة الإسلامية يدلى بصوته في الجولة الثانية للانتخابا ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف 6 أهداف حيوية إسرائيلية بص ...
- -أهداف حيوية وموقع عسكري-..-المقاومة الإسلامية بالعراق- تنفذ ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - على عجيل منهل - فرانسيس مراش - 1836 - 1873 فى خدمة العقلانية والتنوير وتعليم المرأة