أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حامد حمودي عباس - حينما تؤمن أمة ، بأن سكينا تنطق !! .















المزيد.....

حينما تؤمن أمة ، بأن سكينا تنطق !! .


حامد حمودي عباس

الحوار المتمدن-العدد: 3088 - 2010 / 8 / 8 - 17:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


( في لقاء ثنائي جمع الامام جعفر الصادق عليه السلام ، مع احد المدعين بالقرابة من النبي صلى الله عليه وسلم ، جرى خلاله حوار بين الاثنين ، حيث طالب الرجل ان يكون له حق في ما يستحصل من خراج الخمس ، والمقرر لآل البيت اسوة بغيره من المنتسبين لهذا البيت الطاهر ، فما كان من الامام الصادق إلا ان اجابه وبحزم .. إذا نطقت السكين في كمك ، فانت محق في دعواك .. أي ان الرجل كان يخفي سكينا في كمه لاغتيال الامام في لحظة ما .. فاطيح بالرجل وقام مندحرا من مجلسه وغادر المكان ) .. الحكاية هذه سمعتها يوم امس من خلال احد الشيوخ المنتدبين لاقامة العزاء باستشهاد الحسين بن علي في مدينة كربلاء ، ونقلته فضائية عراقية شبه رسميه ، والغرض من ذلك كما يقول الشيخ ، هو الدلالة القاطعة ، بكون ان الأئمة المعصومين ، كانوا يحملون علم الغيب ، شأنهم شأن من سبقوهم من الرسل والانبياء .. ثم اردف الشيخ في معرض حديثه ، مدعيا بانه حينما اورد هذه الحكايه ، قبل ثلاثين عام من الان ، قوبل بالاستهجان ، واشار عليه البعض في حينها بعدم ترديد القصة ذاتها في مجالسه القادمه .. أما الان .. فقد آن له الأوان لكي يذكر هذه الحكاية المعبرة جدا بنظره ، كون ان العلم قد اثبت صحتها بما لا يقبل الشك ، حين تم اختراع الهاتف النقال ( الموبايل ) !! .. إذ يمكن وفي هذه الحالة ، مقارنة الموبايل بسكين الرجل التي كادت ان تنطق تحت ردائه يوم حاور الامام الصادق .. ويسأل الشيخ حضور مجلسه .. ما الفرق اذن بين هذه وتلك ؟؟ .. السنا اصبحنا نتحدث بالهاتف النقال عبر مناطق العالم برمته ؟ .. فلماذا نستغرب ان سكينا ستنطق بمشيئة الله تعالى ؟ .
لم يكن انتباهي مشدود للشيخ وهو ينطق بعلم تعلمه من مراجعه الخاصه ، وراح يبثه في وسط اضحى ارضا خصبة لتقبل افكار كهذه فحسب .. غير انني كنت الاحظ ، وبشعور من الالم ، تلك الوجوه الساهمة ، والاعناق المرفوعة باتجاه منبر نشر الحكمة ، وهو يبذر من حوله نباتات غريبة عن قوانين الطبيعه ، ليقتل بها عقول شخصت اليه وببلادة ما بعدها بلاده .
الحضور كانوا اغلبهم من الشباب ، وقد عينت الهيئة المشرفة على اقامة مجلس العزاء ذاك ، احد المتخصصين بلغة الخرسان ، ليوضح لمجموعة منهم ما يقوله الشيخ ، وعلى طريقة بعض القنوات التلفزيونيه ، حينما تعمد الى ترجمة نشرات الاخبار .. في ذات الوقت ، كان احد الاصدقاء ، قد نقل لي صورة حقيقية لمجموعة من الاطفال العراقيين ، من المنتسبين لاحدى روضات الاطفال ، وهم يقومون بفعاليات ارغمهم القائمون بادارة تلك الروضه على القيام بها قسرا على ما يبدو .. وتتلخص بتجمعهم حول نعش وهمي للزهراء بنت النبي محمد .. حيث كان الاطفال يفتعلون القيام بالنحيب كما يشار لهم ، ويتجمعون حول النعش وبطريقة مرسومة بخبث ، بهدف التقاط الصور ونشرها ، للتعبير عن سيادة فكر لا يقترب الذهن الطفولي من ادراكه وفهم خباياه .
إنني ، وفي معرض التعاطي مع الطروحات الفكرية للكثير من كتابنا ، سيما الاخوة العراقيين ، كنت ولا أزال ، اجنح للاعتقاد بان جل ما نكتبه في الشأن العراقي ، والعربي عموما ، ما هو إلا حلب خارج الاناء ، لكونه لا يقترب مما يجري بالفعل من عمليات تشريحية باتت توغل الى عمق ذهن الفرد العادي لتخريبه ، ومن ثم تجنيده باتجاه ضرب الفكر التقدمي ، والاجهاز على جسد الحداثة بكل توصيفاتها وملامحها المعهوده .. ففي العراق وبشكل خاص ، لا زالت معاول الهدم تطال كل شيء ، ضمن ردة عنيفة شملت المناهج التعليمية والتربوية ، وتركزت وبشكل يدعو للشعور بالخوف ، مظاهر نشر الوعي المتخلف ، والانحراف بالطاقات البشرية والتي هي اثمن شيء في عمليات البناء والارتقاء بالبلاد الى درجات اعلى ، لتبقى تلك الطاقات ، رهن الاشارة في اقامة احتفالات الموت ، وترك الاهم في حياة الناس من ضرورات باتت معدومة لصالح طبقات طفيلية حديثة العهد بالتواجد على الساحة السياسية العراقيه .. هذا في الوقت الذي يحار فيه كتابنا ، منساقين وراء اطراف لعبة خطرة ابطالها قادة الاسلام السياسي الجدد ، ليكونوا ، دون ان يعلموا ، ضمن دائرة التعطيل الفكري ذاتها ، عندما يبقى نشاطهم الثقافي في سلة الدوران في الفراغ ، وهم يبحثون عن تفسيرات لا تغني ولا تسمن لمصطلحات سياسية ، او احداث تاريخية اصبحت في غياهب الماضي البعيد .
وإلا ما معنى ان ينبهر العديد من مثقفينا ، بعملية محاورة الطريقة التي يتم فيها تشكيل الحكومة في العراق ، في الوقت الذي يموت الناس وفي كل لحظة بفعل الذوبان في مراجل الحر القاتله ، وتتم ، وبتفرد مشين ، عمليات التخريب المتعمد لعقولهم وطاقاتهم ، ضمن التهييج النفسي والجسدي لاقامة شعائر دينية يساهم فيها ويموت الملايين في كل عام بحجة احياء شعائر يقال عنها بانها دينيه ؟؟ .. الى أي حد يمكن ان يقال عنه بانه يشكل علامة خطرة في مسيرة ومستقبل الشعب العراقي ، اكثر من كونه يرغم على الايمان بان سكينا تنطق تحت كم بشر ، في الوقت الذي تنقل شاشات تلفزيونية حكومية داخل البلاد هذه الدعاوى وبكل حريه على مسمع ومرأى العالم باجمعه ؟ ..
ولم تكن تلك الردة الفكرية القوية والمصطبغة بملامح التخلف ، مقتصرة على العراق ، حيث ان امتداداتها باتت واضحة في بقية البلدان العربية عموما ، متأثرة بمراكز نشر الوعي السلفي المعتمد على شتى اشكال الدعم المادي والاعلامي غير المسبوق .. ولاحت وبوضوح تام ، عوالم التحدي لمشاعر الانسانية المتحضرة ، وبكل وقاحة ، من قبل الفلول المؤمنة بجدوى الاسلام السياسي ، والى الحد الذي وفر المناخ الملائم ، لأن تقوم طالبان مثلا بجدع انف واذن احدى الصبايا لكونها جميلة وقد تفتن الرجال .. والى الحد الذي سمح لايران بان تعلن حكمها برجم امرأة بتهمة الزنى ، دون ان يتخطى العالم باحتجاجه ابعد من ارغام السلطات الايرانية على تغيير وسيلة القتل وليس الغائها .
مقابل ذلك ، فان حركات التحرر وبشتى صنوفها واختصاصاتها ، لم تعد بادية للعيان وبنفس القوة والتأثير ، لتكون مصدا فاعلا ، يقي المجتمعات المغلوبة على امرها من شر الضياع وسط هذا الكم الهائل من الخزعبلات والرؤى غير المستندة على علم أو واقع .
إن الاصطفاف التقدمي ، المستند على أسس الشعور بالخطر المحدق بمجتمعاتنا العربية ، لهو الضرورة الوحيدة باتجاه تفعيل الحركة الرامية لانقاذ ما تبقى من اذهان واجساد افراد تلك المجتمعات ، قبل ان تبقى السكين ناطقة كالبشر في عقولنا ، وقبل ان يبقى اطفالنا أسرى لنعوش وهمية ، توضع امامهم الى جانب النعوش الحقيقية لمن يموتون على مسالك الاحتراب المذهبي والطائفي ، وقبل ان تفنى آخر بقايا الأمل بالخروج من هذه المحنة .



#حامد_حمودي_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصير كادت أن تقرره حبة تمر
- إحكام العقل ، وما ينتظرنا في رمضان .
- للرجل ذكرى ، مازالت موقدة في ذاكرة العراق .
- لماذا نحن ( خارج منظومة العصر ) ؟؟
- تحريف المناهج التربوية في العراق ، لمصلحة من ؟ ..
- يوم في دار العداله
- أللهم لا شماته ....
- رغم ما يقال .. سيبقى النظام الاشتراكي هو الافضل .
- وجهة نظر من واقع الحال
- من قاع الحياة
- خطاب مفتوح لمؤسسة الحوار المتمدن
- لماذا يلاحقنا إخواننا في الكويت ، بديونهم في هذا الزمن الصعب ...
- ألقطة سيسيليا ...
- المرأة في بلادنا .. بين التمييز والتميز .
- من هو المسؤول عن مأساة ( منتهى ) ؟؟ .
- أنا والمجانين
- واحد من مشاريع التمرد ، إسمه ستار أكاديمي
- تشضي الشخصية العربية ، وفقدان وسيلة التخاطب .
- ألنفط وصراخ الكفار
- يوم في مستشفى عمومي


المزيد.....




- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...
- إيهود أولمرت: إيران -هُزمت- ولا حاجة للرد عليها
- يهود أفريقيا وإعادة تشكيل المواقف نحو إسرائيل
- إيهود باراك يعلق على الهجوم الإيراني على إسرائيل وتوقيت الرد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حامد حمودي عباس - حينما تؤمن أمة ، بأن سكينا تنطق !! .