هل سيعاني اهل العراق 250 عام بسبب الاميركان؟

ضياء ثابت السراي

الحوار المتمدن-العدد: 3075 - 2010 / 7 / 26 - 22:13
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    

250 عام هو عمر المعاناة العراقية القادمة ،والتي ستكون معاناة مختلفة قد يرافقها كلما نعانيه الان... تبدو العبارة سوداوية ،لكن الحقيقة تفرض نفسها في كل زمان ومكان ... فالاثار المشعة التي تسببت بها حرب الاميركان في العراق ،واستخدام البلد من قبل الاميركان لافراغ ترسانتهم الحربية الملوثة والحاملة للاشعاعات النووية كاليورانيوم والنفايات النووية التي استخدمت مع الاسلحة والقنابل والصواريخ الملقاة على العراق،ادت الى ان تترسخ الاشعاعات النووية واثار اليورانيوم في ارضنا وماءنا ودماءنا كما ملىء سماءنا غاز الدايوكسين السام الذي يصعب التخلص منه.
اليوم تشكل بقايا الترسانة العراقية المحطمة المبعثرة في كل مكان مصدر خطر كبير يهدد الامن الصحي للعراقيين سيما وان هذه المخلفات الحربية والخردة العسكرية ملوثة بالمواد المشعة التي تسبب السرطانات للعراقيين كونها تعرضت لقذائف وصواريخ القوات الاميركية الملوثة باليورانيوم.
منظمة الصحة العالمية فرع العراق مكتب بغداد تؤكد ان العراق لن يتنظف من اثار اليورانيوم المستخدم في الاسلحة حتى 250 عام ،وان الارض قد تلوثت بنسبة 66% من المساحة الكلية للعراق وخصوصا مناطق (بغداد الانبار ديالى البصرة النجف كربلاء ميسان الناصرية والسماوة) هذه المناطق قد بلغت نسب التلوث فيها بحسحب المنظمة اكثر من 48% من نسبة الخطر وفق المقاييس الدولية للتلوث ،وهنالك مناطق اخرى تلوثت لكن بنسب اقل تترواح مابين 20_40% تقريبا كواسط وبابل وصلاح الدين ومناطق اقليم كردستان .
الخطر الاكبر يتمثل في ان كل ماتنتجه الارض وتتناوله الاحياء ومنها البشر ،ملوث باليورانيوم وينتقل في مكونات الطبيعة ويتسبب بجملة من الاثار الاولية والتي تعد مقدمات عواصف وكوارث التلوث وهي امراض الحساسية بمجملها والضعف المناعي وتشوه الولادات اضافة الى تغير الالوان بالنسبة للبشر وكثرة حالات الضعف الجنسي وتزايد حالات العقم لدى الشباب ،الدكتور البيئي ادوارد ايستون من مكتب المنظمة ،اوضح "لبدر"ان المكتب يستغرب من لامبالات الحكومة والجهات المختصة بعد كثرة التقارير التي تقدم بها المكتب لمكاتب رئاسة الوزراء والجمهورية واللجان المختصة بالبرلمان والوزرارت المختصة ...والجميع لم يعر الموضوع اهمية .
الدكتورايستون يوضح ان اكثرمن ثلثي السكان معرضين لمخاطر الاصابة بالسرطان وتحديدا سرطانات الرئة والجهاز الهضمي والتنفسي والجلد وسرطان الدماغ ،ولابد من تفعيل حملة دولية واثارة الراي العام العالمي من اجل التضامن مع العراق واجبار الولايات المتحدة الاميركية على تنظيف البلد من الاثار السيئة التي جلبتها والتي ستغير من خارطة العراق الاحيائية والطبيعية ،ويبرز الاثر الاكبر في نسبة تراجع المكونات الطبيعية من النباتات والحيوانات بمختلف انواعها ،وعليه لابد من تفعيل اليات تنظيف البيئة في العراق بدءا من العلاجات الطبيعية ومنها البكتريا التي تغير من السلسلة الكيمائية لليورانيوم والتي يمكن زجها في المياه او الاراضي ، والاشجار التي تمحو اثار هذا الخطر كالسرخسيات وانواع اخرى كثيرة وبالنسبة للمياه فان هنالك اليات ايضا وهذه جزء من الحلول ،وهنالك حلول اخرى منها تكثيف العلاجات التي تمنح للانسان بشكل يتلائم والقضاء على اثار هذه الملوثات التي قد تفتك بالانسان العراقي ،وهذه كلها كما يقول ايستون بحاجة الى اموال طائلة ومساعدات دولية فنية ومادية فضلا عن التكاتف الدولي والدول وجهود دعاة حماية حقوق الانسان والبيئة.
الوزارات العراقية المختصة تولي اهتمامها للشؤن الادارية المتمثلة بزيادات رواتب موظفيها واحتساب الاستقطاعات الوظيفية ومحاربة فساد اداري قديم والبدء باخر جديد وفق جدلية العزل والفصل والتعيين ... اضافة الى اهتمامها برد التهم وتلميع صورها اعلاميا ،اما الحقائق المزرية كتلوث البلد باليورانيوم فانها ليست مهمة بحسب تلك الوزارات لانها غير مرئية ولاتزال غير محسوسة !!!.
المكاتب الدولية التي نشطت لفترة سابقة منذ 2006 وحتى الان اوشكت بعثاتها على الانتهاء كبعثة الاتحاد الاوربي التي ينتهي عملها في عام 2012 وتغادر ومكاتب اخرى كثيرة ستغادر ايضا لكن دون الاستفادة منها من قبل الحكومة العراقية او الحكومات ،والسبب ان ليس لدى العراقيين حكومة تهتم لامرهم...في الوقت الذي يبقى فيه التلوث رفيق العراقيين ل250عام بحسب التوقعات العلمية.

#ضياء_ثابت_السراي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل