أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مرثا فرنسيس - الدموع














المزيد.....

الدموع


مرثا فرنسيس

الحوار المتمدن-العدد: 3068 - 2010 / 7 / 19 - 00:30
المحور: حقوق الانسان
    


الدموع
من الشائع في مجتمعاتنا الشرقيةاعتبارالبكاء دليلاً على الضعف ،خاصة بالنسبة للرجل ، فالطفل الذكر يسمع جملة معينة ترن في أذنه وكإنها من أهم المبادئ الحياتية التي يجب ان يلتزم بها منذ نعومة اظفاره ويطبقها في كل المناسبات ( الراجل مايبكيش )،ففي اعتقاد اغلب الناطقين باللغة العربية ان البكاء للمرأة والأطفال فقط لأنه تعبير عن الضعف،(وكالعادة حكموا بالضعف على المرأة في كل المجالات حتى في البكاء)وصدقاً لاأعلم من أين استنبطوا هذه المعلومة المغلوطة ، فالبكاء حق شرعي لكل انسان للتعبير عن بعض المشاعر المختلفة التي قد يصعب التعبير عنها بالكلام أو بالشكوى وكثيراً مايكون الكلام والشكوى مؤلماً للنفس . البكاء هو تعبير عن الإستجابة الطبيعية لانفعالاتنا الداخلية ، وهو يريح الإنسان من الضغوط النفسية التي يتعرض لها في المواقف الصعبة والمؤلمة ويساعد على تفريغ طاقة الحزن الداخلي دون أن تؤثر بشكل سلبي على الإنسان جسدياً ونفسياً .
الدموع تغسل العين وتنظفها من الأجسام الغريبة الضارة بها ، وقد أكدت آخر الأبحاث التي أجرتها جامعة ميتسونا أن انسياب دموع الإنسان هي أفضل طريقة للتخلص من المواد الكيميائية التي تتكون نتيجة التوتر النفسي ازاء مشاعر الغضب والحزن الذي يتعرض له الإنسان ،و يؤدي كبت الدموع الى الإصابة ببعض الأمراض مثل قرحة المعدة وإصابة القولون والجهاز التنفسي ببعض الأمراض وأيضاً الإصابة ببعض اشكال الطفح الجلدي ، وقد نندهش انه لايخشى على العيون الباكية بل على العيون الجافة التي تم تلقين صاحبها منذ طفولته على منع عينيه من البكاء لأنه عيب وان مثل هذا المظهر لايناسب الرجل . وتحتاج العيون الجافة التي جف ينبوع دموعها الى دموع صناعية في شكل محلول او قطرات للعين لتعطي فقط مجرد تلطيفا ً لها .
البكاء يوسع الرئة ويهدئ المزاج وهو أفضل علاج للأعصاب المتوترة ، كما انه يعد تمريناً مفيداً للقلب ولعضلات الصدر والكتفين والحجاب الحاجز ، ويرجع ذلك للاسترخاء المريح الذي يحدث لهذه العضلات بعد البكاء .
تستطيع المرأة عادة البكاء أكثر من الرجل وذلك لسببين رئيسيين أولهما ان المرأة قادرة على التعبير عن مشاعرها بشكل جيد وقادرة على مشاركة مشاعرها مع أو امام الآخرين بشكل جيد أيضاً أما السبب الثاني فهو وجود هرمون معين بنسبة أكثر لدى المرأة وهو من المكونات - prolactin - وهو المكونات الأساسية للدموع
الدموع خير تعبير عن الألم النفسي الذي يصاب به الإنسان عند تعرضه لفقد حبيب أو قريب له أو عند الإحساس بالندم على قرار خاطئ أو عند الإحساس بالذنب نتيجة سلوك مشين ، او عند الإحساس بالظلم خاصة من الأحباء ، وايضاً التعرض للغدر من أقرب القريبين فهذا يكسر النفس ويملأ المآقي دموع . بالإضافة الى المعاناة من الآلآم الجسدية التي تفوق الإحتمال ولايمكن التعبير عن شدتها الا بالدموع . كل هذه المشاعر الإنسانية التي نتعرض لها والتي لاتفرق بين رجل وامرأة يحتاج فيها أو في بعضها أو في اشدها الإنسان للتعبير عن الألم وقد تكون هذه الطريقة هي الدموع .
ان عادة تحريم البكاء على الأولاد والرجال عادة قاسية تقهر الأحاسيس وهي موروث مبني على جهل فقط ، هذه العادة قد تضفي مع مرور الزمن برودة وتبلد في المشاعر وليس قوة وشجاعة بالإضافة الى الإصابة بالأمراض كما ذكرنا أعلاه .
كان يوسف الصديق رجلاً صادقاً في احاسيسه ، لم يمنعه مركزه كالرجل الثاني بعد الفرعون في مصر من احتياجه للبكاء ، عندما رأى أخوته وعرفهم وهم لم يعرفوه اذ لم يتصوروا أن هذا العظيم هو أخيهم ، وعندما عرفهم بنفسه أطلق صوته بالبكاء غير مهتم بمكانته أو مركزه الإجتماعي ، وايضا عندما رأى اخاه الأصغر بعد كل هذه السنين طلب مكانا ليبكي من فرط تأثره من هذا الموقف ،بكى أيضا عند وفاة ابيه ولم يخجل ، وذكر الكتاب المقدس أمثلة كثيرة لأشخاص كانت لهم مكانتهم الكبيرة ورغم هذه كانوا يعبرون عن مشاعرهم بصراحة وصدق وحرية مثل داود النبي وارميا ويوسف وغيرهم كثيرون . بكى يسوع أيضا ً عندما وقف أمام قبر صديقه لعازر الذي مات وكان متألما ً جدا ً مع هذه الأسرة.
عزيزي الرجل : إبكِ حينما تشعر باحتياج أن تبكي ، ليس هناك أسباب حقيقية تمنعك من التعبير عن الآم نفسك ومشاعرك ولاتمنع أولادك أيضا ً من البكاء للتعبير عما يجرح أو يصدم مشاعرهم ، او حتى أجسادهم ، فهم لايحتاجون في هذا الوقت الى نصائحك الغالية او عظاتك الدسمة ولكن يحتاجون الى تفهمك فقط ، أو مجرد تعاطفك أو لمسة يدك الحانية
يفتقد بعض اولادنا الى مايسمى بالذكاء الوجداني وهو القدرة على التعبير عن المشاعر الخاصة ثم القدرة على التحكم في هذه المشاعر ثم التعرف على مشاعر الآخرين والتعاطف معهم .
امنياتي القلبية بكل الصحة الجسدية والنفسية
محبتي للجميع



#مرثا_فرنسيس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية أب
- تعال معي ....
- أحلام
- اليكِ ......ياطفلتي
- شريعة المساواة
- معاهدة معك......هل تقبل ؟؟؟
- موقف لن أنساه ..... طفل على الرصيف
- موقف لن أنساه
- عانس ..... كلمة لابد أن تُمحَى
- نعم أنا أحب الحياة
- هل تسمح عزيزي الرجل ؟؟
- يالهُ مِنْ لقاءٍ
- هل تفهمني؟؟؟
- أنا انسان
- موقف المرأة من خرافة وأكذوبة دونية المرأة
- شريعة الزوجة الواحدة


المزيد.....




- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
- الرئيس الايراني: ادعياء حقوق الانسان يقمعون المدافعين عن مظل ...
- -التعاون الإسلامي- تدعو جميع الدول لدعم تقرير بشأن -الأونروا ...
- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مرثا فرنسيس - الدموع