أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالكريم كاصد - ديوان: وردة البيكاجي















المزيد.....



ديوان: وردة البيكاجي


عبدالكريم كاصد

الحوار المتمدن-العدد: 3066 - 2010 / 7 / 17 - 16:12
المحور: الادب والفن
    


ذلك البيت

ذلك البيت
كنتُ أطالعُ في سقفهِِ حفرةً
وأرى مطراً لا يبلّلني
ونوافذ مشرعةً
لرجال الضرائب والمشترين
يقيسون حجراته،
ويجيئون بالرمل فوق الحديقة،
يقتلعون السياج
وأشجارَهُ
ويُزيلون فوق الحصى أثري
ذلك البيتُ
كنتُ أطالعُهُ حجراً..حجراً
وأعود إليه كطفلٍ
وأبصرهُ قادماً من بعيدٍ إليّ
ترى أين أبصرُهُ ذلك البيت؟
مفترشاً رملَهُ وحصاه
بلا كللٍ في الطريق



1980




1- كتابة بالمسمار

كان يحزنهُ أن يقولْ
دمَهُ ضيّعتهُ الطريق


قصائد الحرب


1


في مقهىً يتوقفُ فيه الأعراب
وسياراتُ الأجرةِ
يعبرُ طفلٌ محشورٌ في باصٍ خشبيّ بين الأغنام
يمدّ إلى المارّة عُنُقاً
ويغادر
كانوا كوفيّات حمراء
أسمالاً بقّعها الزيتُ ورائحة البنزين المحروق
جنوداً يستمعون إلى المذياع
ولا يحتفلون
حدوداً كانوا
وحدوداً سيموتون كماشيةٍ
وحدوداً سيعودون
إلى مقهىً طينيّ يتوقف فيه الأعراب
وسيّاراتُ الجند الآتين من الجبهة محمولين إلى الأهل


*

هنا- قال الطفل – عبرتُ
وكان النجمُ غريباً
بين خرائب غادرها الناس ونيران القصف
من القادمُ في الليل..؟
الخبز رمادٌ
والحزنُ عراقيّ جائعْ


*

في المقاهي الطينيّة لن تعبرَ الجثث
سيوقفها الريفيّون كالضباع
ولن يتعرّفوا على أحدْ


*

سيجيئون حفاة
عارين
بلا أثرٍ
يتبعهم في الليل نباحٌ
يتصاعدُ من كوخٍ قصبيّ في أقصى النهر،
سيغتسلون مراراً ويظلّ الدمَ أحمرَ،
يبتعدون عن النهر وحوشاً كاسرة
تفزعها النارُ
يعودون ضباعاً في الليل
تجوسُ الصحراء


*

أين ترى ضيّعني النجم؟
وخلّف ذاك الطفل
وحيداً
بين خرائب غادرها الناسُ ونيرانُ القصف
من العابرُ في الليل..؟
النجمُ غريبٌ
والخوف عباءاتٌ تتدافع


*

في مقهىً يتقاطعُ فيه الأعراب
وسيّاراتُ الجند المختومةُ
يعبرُ طفلٌ محشورٌ في باصٍ خشبيّ بين الأغنام
يمدّ إلى المارّة عنقاً
ويغادرُ



2


سآتي بأمي
بجاراتنا الذاهبات إلى مأتمٍ للعزاء
بأمّ (جوادٍ)
وطفلةِ (أحمد)
بالصبيةِ العائدين من الدرس
بالنائحات
بقطنٍ تبناثر في بيت جاري
بماءٍ تسرّب بين الشقوق فلامسَ أحذية الجالسين
بصمتِ المعزّين
بالنخل يُحطب للنار
بالنار
بالسّور الباكيات
سآتي بهم
وأغادر بردان
لا أحدٌ بينهم ليردّ عليّ الغطاء



3


عادة في النهار أو الليل
ننصبُ كالبدو خيماتنا بغتةً
في الطريق
أمام البيوت
ننادي الذين يمرّون
فوق السجاجيد نتركُ أطفالنا كالخراف الصغيرة ترعى
ترى أيّنا مات؟
في ايّ بيتٍ؟
ترى ما يزال المعزّون يأتون
والمقرئ الشيخ مازال يتلو على الميْت آياتهِ..؟
أم ترى أُقفلتْ بالتوابيت كلّ البيوت؟


4


من أعوام الحرب
تخبئ أمّي كفناً في صندوقٍ
أخفتهُ طويلاً
تحت سرير العرس
تغافلنا في الليل
وتلبسهُ حين يجئ أبي عطشان
توسّدهُ كالطفل
ويرتحلان معاً بين طيور الجنّة،
أين ارتحلا؟
أين ارتحلت أمّي؟
في أيّ مآتم تندبُ؟
أين أرتحلت؟
أين؟



5


لابن أخي حسين الكاصد
عشرةُ أعوامٍ
وثمانية سقطتْ من جيبهِ بين شجار الطرقات
وليلِ حروبِ الوطنِ المغلوب
يُجرّ كثورٍ للحرث
- ولكن في الدّمِ -
أسأل هذي الأيام
تُرى أين؟
في أيّ حدودٍ؟
يحرثُ في الدم كالثور المعصوب العينين
"حسين الكاصد"


6


في الغربةُ،
يأتي الأموات
أيّ غريبٍ أو جارٍ هذا المسحوبُ من القدمين
الملفوف ببطانيّة جنديّ
تنضحُ بالدّم؟
منْ هذا النائمُ؟
يلتفّ كطفلٍ في رحم الأمّ
من القادمُ؟
أحمدُ عاد وألبَسهُ الأهلُ ثيابَ العرسِ المطويّة،
أحمدُ عاد وأجلسَه الأهل عريساً بين وزيرين
تحفّ به الندّابات
أحمدُ لا توقظهُ الطلقات
أحمدُ مات



7


أحياناً أسأل نفسي
ماذا لو متّ؟
وأصمتُ
أيّ حياةٍ تُسلخُ منّي
تسقط كالجلد فلا أقوى أن أرفعها بيديّ الميّتتينْ
أيّ حياةٍ لم أرها بعدْ
أيّ حياةٍ لم ترني بعدْ
أيّ حياةٍ كالغرفة تكتظّ بأفراحي أو أحزاني
وتضيق، فأنسلّ وحيداً من بين الزحمة،
أفتح باباً.. لا أحدٌ يبصرني
لا أحدٌ
أخرج في الليل أشمّ هواءً
لكنّي أسأل مختنقاً
كالسائر في موته: أينْ؟


8


على الشطّ
نجلسُ منتظرين
تجئ القوارب تحملنا وتغيب
بعيداً تضئ المخافر عند المساء
(وقد يسحبُ الشرطيّ النساء إلى حافة الجرف..)
لا ضوءَ يلتمعُ الآن في مخفر الشطّ
لا ظلّ فوق القوارب
والنسوة الزائراتُ خراسان
يبكين أبناءهنّ الوحيدين خلف المنازل
لا ضوءَ
غادرنا النهرُ مصطحباً ناره وقراهُ
وخلّفنا بضعةً من جنودٍ يموتون
من دون ماء



9


كسلالٍ يحملنا الأهل على الماء
كسلالٍ نعبرُ..
(والفجر ينامُ كطفلٍ)
ملفوفين بأغطيةٍ بيضاء
كسلالٍ
كسلالٍ
يغمرها الماء


10


كالرمل
تحملهم ريحٌ
تتساقط فوق بيوت الأهل
تفكّ الأبواب
وأثوابَ النسوة،
والأطفال
وتعوي
في مقبرةٍ خرساء


1981



الموقف



مقدّمة

في موقف الصحراء توقظنا العصيّ فنستفيقُ كأننا أسرى المراكب مائلين، نجرّ في النوم السلاسل، في النهار ندبّ خلف الظلّ .. لا ظلّ يجئ .. حميتُ رأسي باليدين وصرتُ صفّاً حين أقبلت العصيّ تعدّني
أطلقتُ رأسي في العراء
ورحتُ أعدو في العراء


متولّي


لم يعرفْ غيرَ العدس المرّ
وجلبابِ الرحلةِ في الصحراء
يدورُ مع الظلّ
وفي آخرة الليل
تطالعه الغرفة يسكنها عشرةُ مصريين
اقتيدوا في باصٍ مكشوفٍ
"متولّي" الجائع
ينهض حين ينامُ الحشدُ وحيداً
مثل عصاً في جلباب الرحلة ملتحفاً بطانيته السوداء
يحدّق في الظلمة كالفزّاعة،
منتظراً طائرهُ الضائعْ


مشهد أول


وفي آخرة الليل
ينهضُ الإيرانيون والعربُ الرحّل
ويبدأون الرحيل
حاملين بطّانيّاتهم السوداء
وحين يصلون
يصطدمون بالجدار


الأيرانيّ


غادرنا المركبُ
- قال الإيرانيّ -
وتهنا في الظلمة يدفعنا الموجُ إلى الشاطئ
عارين سوى صررٍ تحملها الأيدي فوق الماء
صغاراً وكهولاً كنّا
باغتنا ضوء الدوريّات
حُملنا أسماكاً طافية
لكنّا
- وابتسم الإيرانيّ -
سنرجع ثانية ً


مشهد ثانٍ


أمام الباب الصغير
يحتشد الإيرانيّون والعربُ الرحّل
يتلقّفون أسماءهم صامتين
وإذ يعودون منتشرين في الساحة المسقوفة بالغبار
تضجّ الكاسيتات
وتلتصق الشمس بالحائط


حوار


- هل تتذكرُ السجن؟
- وغرفهُ؟
- أظنّها بلا أبواب
- وهل حيطانهُ عالية؟
- وأظنّ فوقها أسلاك
- وحين يطلّ علينا الشمسُ والغبارُ والنجم
والليلُ والطائرُ والإنسان
ماذا ترى سيظنّون؟
- سيظنّوننا صغاراً بحجم الهوام
- وحين تمطر؟
- تكتظّ الغرف والمغاسل
ويمتدّ السجناء إلى الساحة كراحة اليد



[في الموقف العربيّ نضربُ.. نقطع الصحراء ثانية
ونلمسُ في النهاية عتمة الجدران..
لا شمسٌ تضئ سوى الغبار
ورأيتُ في نومي العواصم أوقفتْ كلّ القطاراتِ السريعةِ
وانتهتْ في الموقفِ العربيّ
تأتي من هنا أممٌ وتذهبُ من هناك
ورأيتُ في نومي العواصمَ أدخلتْ عٌنُقاً من البابِ الصغير
فصار مقصلة
رأيتُ الموقفَ العربيّ يُطبق.. يستحيلُ حجارة
ورأيتُ في النفط الخواتمَ والهلاك]



1980




2- إيقاعات


صائعٌ في التفاصيل بعثرتُ نفسي
وأودعتُها قفصاً للوحوش



غزاة



ها أنا الآن أسمعُ أصواتهم كالصهيل، ضياءَ فوانيسهم آخرَ الليل، وقعَ حوافرهم في الطريق، يجيئون مثل برابرةٍ.. خلفهم تحملُ العربات دناناً من الخمر.. أرديةً بقّعتها الحروب، نموراً مرقّطةً، وجياداً حوافرُها حجرٌ.. يسفحون الطريق ويمضون، لا اثرٌ خلفهم في الطريق


1982



التمثال


وسألتُ أشجاري
أيبقى هكذا في حضرة الأشجار؟
منتظراً على حجرٍ
تمرّ الشمسُ والقمرُ البعيدُ عليهِ،
ملتحفاً رداءهُ
أيّها التمثال
هل أبصرتَ إصبعك الوحيد؟
يُشير نحو الصدغ
مثل مسدّسٍ
ويكاد أنْ..
فيشقّ صمتَكَ طائرٌ
يهوي..
ويمرق في الفضاء


1982



تاريخ


حسناً
رأيتك مرّتين
وأنتَ تهذي
أيها التاريخ!
هل قلّبتَ صفحتك الأخيرة..؟
علّني أمضي إليك
وقد رجعتُ
مخضّب القدمين
أطبعُ فوق دربك بعض آثاري
وأمحو ما كتبتْ


1982



هبوط


سأهبط عالمي السفليّ
مرتجفاً
أرى موتاي
أطفالي الصغار
يحوّمون بلا ضجيجٍ فوق أكتافي
النساءَ الباكيات بلا دموعٍ
ذلك الجنديّ يخنقهُ السعال
شراشف القتلى يلطّخها التراب
عظام أحبابي
أبي
مستحيياً منّي يجئ
وسائر الموتى
وأخرجُ
ناشراً موتي
وأكفانَ القصيدة في العراء



1982



حجر


سأمسكُ في يدي حجرين
من ماضٍ ومن مستقبلٍ ناءٍ
واركضُ..
حين يلمسني الهواءُ أطيرُ
أدعو الريح أن تأتي إليّ
فلا أرى حجرا
سأجلسُ كاليتيم على الطريق
وأندبُ الحجرا


1981



ونهضتُ.. أيّ طفولةٍ دهمتني بالأحجار! ألقتني كرخّ السندباد بساحة الأطفال، أيّ طفولةٍ نهضتْ ونمتُ! أ عشرة في بيت "زينبَ" يكنسون البيت، وامرأة تدبّ وراءهم سوداء تهوي بالسلاسل.. عشرةٌ سودٌ من العبدان يلمعُ فوقهم صيفٌ تأرجحَ كالغبار على السطوح وبيتِ "زينبَ". مسّني القمرُ الجميلُ فصحتُ بالخفّاش: جاء الليل. تعبر ساحة الأطفال أجنحةٌ تضئ. نهمّ بالأحجار.. يصعقنا الضياء. أفيق مرتجفاً. ألمّ خيوطيَ انقطعتْ، وكأس الماء، أشربُ، والصباح كأنّه وجهي تلبّثَ برهةٌ ومضى يدحرجهُ الهواء


1981



هجس


أنتَ مائدتي
وابتهاجُ المريضِ بعافية الزائرين
أنتَ وقعُ الخطى في النهار
وأفراح عائلتي
أنتَ صمتي أحاورهُ،
وانتظاريَ في الصمت
والصرخات الخبيئة في رئتي
أنتَ فوق طريقي رنينُ خطى العابرين



1976



الجواد


لستَ أنتَ الجوادَ الجميل
راكضاً في السباق
لستَ أنت الجوادَ الذي ارتفعت في الرياح قوائمُهُ
وتلوّى على وجههِ في الوحول
لستّ أنت الجوادَ الملول
واقفاً بين حمحمةِ العربات
وهي تحملُ أمواتها
صاهلاً لصهيل الخيول
أيهذا الجوادُ الذي روّضَ الراحتين
أنت في هدأة الريح
- أذكرُ إطراقتيك -
شممت دماً
واهتديتَ على خيطهِ للقتيل
أيهذا الجوادُ الجميل


1976


احذر الشمس


احذر الشمس
دائرةً
خلفَ أبنية وجسور
احذر الشمس
تسكن ظلّي
وترافقني في زقاقٍ صغير
احذر الشمس
باردةً فوق كفّيك
موقدة عند رأسكَ في الليل
صاخبة في السرير

احذر الشمس
تنهض قبلي


1976


إخلاء


طرقة
واعتلوا صهوة البيت
واستيقظ النائمون
صاحَ طفلٌ أفاق: اختفى منزلي
قالت امرأة: ما تزالون تأتون في الليل
قال الذي بالبجامة في ظلمة السجن:
"هل أخليَ البيت؟
لا.. لمْ نضعْ بعد؟
قال الذين أتوا في المساء
يحملون المفاتيح:
معذرةً.. إننا الساكنون



1978


هؤلاء


هؤلاء الذين يصافحهم في الزحام
ويقاسمهم قدحاً أوّلَ الليل
أو مزحة دسّها في ثنايا الكلام
هؤلاء الأليفون في الطرقات
الغريبون في الطرقات
الخفيّون مثل الهباء
الجميلون حدّ الذبول
هؤلاء الذين يخافونهُ أو يخافهمو..
هؤلاء
مثلهُ ينشدون العزاء
ويحثّون أمواتهم للوصول


1978



مذبذب


قلت: هذا خطأ الاثنين
وامتدّتْ إلى القاتل كفّاك
حملتَ الخشبَ اللامعَ والمنشار
سوّيتَ الصليبين
وعلّقتَ القتيل

*

قلتَ: هذا خطأ الآخر
قلتَ: النجمُ قد يخطئه السالكُ في الظلمة،
قلتَ: الشجرُ الآتي الدليل
ثمّ حاذيتَ الطريق
وتقلّبتَ صديقاً
مائلاً سكرانَ ما بين صديقٍ وصديقْ



1978




طفيليّ


كاطع سبهان
امتدّت مملكة الكرش
ولم يخسرْ تويوتا واحدةً
سبحان الرحمن
كاطع ملك الأجواء
الأخرسُ في مدن الصيف
الناطقُ في السوق السوداء
القاطعُ كالسيف
النائمُ كلّ خميسٍ في البستان
كاطع! فليحرسْك ملاكُ الأميّة.. زاهية أوراقك بالبصمات
كاطع! ولتحرسْك الرقصات
ونقرُ الدفّ
وليل الخلاًن
من شرّ الناس
من شرّ الوسواس الخنّاس
كاطع سبهان


1977



طوطم

إنّ خبز الجنازة قُدّم بارداً على موائد العرس

هاملت



طوطمي حجرٌ قايضتهُ القبائل
وجهٌ تقنّع بالوشم
تعويذةٌ للجنون


طوطمي البوقُ ينفخُ في القفر
كعبُ "أخيلَ" تعلّق بالسهم
خبزُ الجنازةِ قُدّمَ في العرس في حضرةِ الميّتين

أحضروا المائدهْ
أوقدوا الشمعة البارده
إنّ وجهي جميل
وقناعي ارتداهُ القتيل


1976



مونولوج



قال: "منذ البداية"
كانتْ به رغبة في لقاء صديق
رغبة في التحدّث
"منذ البداية" كرّرَ ثانيةً
قال: نعرفُهم غير أنّا جهلنا النهاية
ردّد في نفسه: "آه.. حتى النهاية.. حتى النهاية"
مختفياً في زحام الطريق


1978



أموات


لماذا تُرى يحملُ الوردَ أمواتُنا حين يأتون
نجلسُ بينهمو صامتين
ونُطرقُ إذ يبدأون الحديثً
وننسى
عندما يحتوينا الطريق
أننا الميّتون


1976



مطر


مطرٌ قديم
مطرٌ يلوّث "ساحة الشهداء"
قالتْ نسوة: "سنفيضُ"
واندفعتْ خطاه إلى زحام الباص
(يعلقُ باليدين)
تأمّل الجدران
(أسودَ كان
أحمر..)
شمّ رائحةً
دماً
وتذكّر الفئران ميّتةً
أدارَ ببابهِ المفتاحَ
راحَ يقلّب العينين
يمسحُ عن يديهِ ووجههِ مطراً قديم


1978


استثناء


أجعلُ من قاعدتي استثناء
وأستفيقُ كلّ ليلةٍ على صدى الأجراس
ولغطِكم يجئ من بعيد
وسط صهيل الخيل والثغاء
ووقفتي عند مفارقِ الطرق


1976


رحلة



يا للعذاب
كلُّ رحلتي
عربةٌ محطومة الأخشاب
وفرسٌ ميّتةٌ
وقدمان تعرجان في الطريق ..
قدمان للإياب
يا للعذاب


1976



3- وردة البيكاجي


إلى متى؟
تحتمي بظلّ الوردة مختبئاً كالضوء



وردة البيكاجي


استهلال


الهنودُ ابتنوا في سقوفكَ أعشاشَهم ، وانتهوا عند مفترق البحر يبكون أطيارَهم .. الهنودُ الأليفون ، أبصرتُ آثارَهم في الطريق ، شواهدَهم وهي تُمحى ويسكنها السائحون الغزاة ..
حُملنا إليك مفاتيحَ سلّمها الفاتحون .. قوافلَ تبكي وتصعدُ سلّمك المتآكلَ .. تفتحُ أبوابك الغُبرَ عن حائطٍ تختفي فيه وردتُك الحجريّةُ .. أين اختفتْ ؟ صار ما بيننا حجراً للتراشق ، صرنا المقيمين نحن .. المضيفين ، والسلّمُ المتآكلُ ما عاد يُفضي إلى البحر .. غادرَ كلُّ الهنود الأليفين إلاّك يا وردتي الحجريّة .. إلاّي ، والأخوة القابعين وراء الشبابيك ، والأخوة القانعين ، وبضعَ خطىً للتنزه بين الحديقة والبيت ( أقصد غرفتيَ المستطيلة مثل حصانٍ قتيل ).



غرفٌ تتقابلُ كالعربات ، وحين تنفتحُ الأبوابُ تصيرُ شارعاً سمّيتُه البيكاجي .
والبيكاجي سوقٌ مقفرةٌ .. مقفرةٌ تعبرُها القططُ المسحورةُ والأطفال .
والبيكاجي شرفةٌ تُطلّ على القارات الأربع : نداءُ الصومالياتِ العذبُ على الساحل ، وشمُ العدنيات على الكفّين ( وفي الجبهة تلتمعُ النقطةُ حمراء ) ، قرابُ الأحباشِ المنقوشةُ ، ضوضاءُ البحّارة ..
والسائح يحمل أصدافاً ويقول :
" يسحرني الساري الهنديّْ )
والبيكاجي باحةٌ أوحشتني ذات يوم
وثقوبٌ للثعابين
وعمودٌ يعلوهُ غرابْ
والبيكاجي عسسٌ يتآمرُ تحت الشمس
وأوراقٌ تترصّد في الغرفاتْ


وفي الغرفْ
يحتشد المهجّرون ، ينامون كما في القطارات
فجأةً يستحيلُ البيكاجي محطّةً تعجّ بالمسافرين
يبيتون ليلةً أو ليلتين ..

أيها البيكاجي !
يا محطّةَ المنازلِ المهاجرهْ
يا محطّتي الأخيرهْ
لقد عبرتك القطاراتُ ولن تغادرَ أبوابَك أبدا



أغنية المهجرين


خرجنا من بابٍ واحد
وسندخل من أبوابٍ متفرّقةٍ
جئنا بلا أمتعةٍ
وسنعودُ بلا أمتعةٍ
تحملنا القطاراتُ والسفن
ولا تحملنا أقدامُنا المتعبه
من رآنا ؟
نطوفُ العالم
كأننا في نزهةٍ أبدا



نزهة المهجرين


في المساء نتقاطع في الباحة .. نهبط سلّمنا المتآكل .. تحملنا ريحُ القارات الأربع : هفهفةُ الساري الهنديّ وأعشابُ البحر ( والهواء راكدٌ يضجّ في مراوح الغرفْ )
وفي المساء يلتقي المهجّرون .. مقاعدهم مبعثرةٌ يعلوها الرمل وأشجارهم مبلّلةٌ بالندى لا يراها أحد
يرقبون البواخر تضئ بعيداً .. والقوارب وهي تنطفئ عند السياج
وحين يعودون يلتفتون إلى البحر . أشجارهم بعُدت وساحلهم عند منعطف البحر تحجبُهُ صخرةٌ
من رآهم يغيبون

يا سكان البيكاجي
أعلنت الساعةُ منتصفَ الليل
فانتشروا
حان رحيلُ العرباتْ

وفي منتصفِ الليل ينهضُ البيكاجي وحيداً .. يفركُ عينيهِ ، ويزحفُ منطوياً كالحوت .. يُشرعُ عند الصباح شبابيكهُ ، ويمرّغ وجهَهُ في الشمس



أغنية البيكاجي


أنا البيكاجي
لا أدري أ أنا حجرٌ أم حوتٌ أم إنسان ؟
لي عشراتُ الأبواب
ولكن لي بابٌ لا يعرفهُ غيري
أنا شاهدةُ الأحياء
يمرّون ولا يرونني
أنا الوردة الحجريّة
من يصدّقني ؟
ونافورةُ الشمس في الظهيرة
في عرسي أدعو الغربانْ
أتزيّن بالأغصان
وأصدح كالبلبل في الشرفة ..
كالبلبل ..
كالبلبل ..
كالبلبل ..
أنا البيكاجي



وللبيكاجي مآتمه
أمس صار البيكاجي شارعاً مرّت فيه مواكب
وعرباتٌ بلا زهر ، وصبايا يرتدين الحداد ، ولا مارّةَ لا مارّةَ على الرصيف
فجأةً انفتح بابٌ ودخل موكب
فجأةً غادر الموكب
وعاد البيكاجي ، ثانيةً ، غرفاً تتقابل كالعربات ، وشرفةً تطلّ على القارات الأربع
والبيوتِ المعلّقةِ كالغسيل وهي تضئ في الظلمة من بعيد




غرف البيكاجي


غرفة بابُها أصلعٌ
ذات عينين زائغتين
غرفةٌ بوجوهٍ تطلّ وأخرى تطول
غرفةٌ فمها لا يقول
غرفةٌ بابُها مظلمٌ
وكراسيّها مجلسُ الفاتحهْ
غرفةٌ تنشرُ الرائحهْ
وتلمّ الغسيلْ
غرفةٌ بابُها شجرٌ
وشبابيكُها راحةٌ ومقيلْ
غرفةٌ بابُها مشرعٌ
عندها لا أطيقُ الوقوف
غرفةٌ بابُها مغلقٌ
وموائدُها نزهةٌ للضيوف
غرفةٌ بابُها حجرٌ
غرفةٌ تعصفُ الروح فيها
غرفةٌ آخر العرباتْ



خاتمة


ركض البيكاجي
رنّت أجراسُ الخلخال
عثر البيكاجي
والتمّ جميعُ الأطفال




1980




ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البيكاجي : مبنىً قديم في عدن كان يسكنه الشاعر مع غيره من المهجرين العراقيين ، وقبلاً كان يسكنه الهنود







البركان العدنيّ

إلى رامبو في عدن

أ كانَ الرحيلُ إلى عدنٍ دورةَ البحر؟ (كالأشنات تقاذفنا الموج ...) نهبط في غرفٍ ونغادرُ، توقفنا زرقةٌ في الشبابيك، أغربةٌ تتنزّه وسط المدينة، رائحةٌ في زقاقٍ قديم، حوانيتُ تقطر بالزيت، شمسٌ تدحرجُ أحجارَها وهي تنزفُ حمراءَ، لمعةُ ثوبٍ، ونافذةٌ تتوهّج في الليل يحجبها جبلٌ مظلمُ الشرفات ...
ورامبو يدور ببركانه العدنيّ.. وقد ينطوي بين أشيائه دائراً في المساء.. وقد لا يرى بحرَهُ مثل ساريةٍ مائلاً للرحيل
ورامبو النهارات ممزوجةٌ بالظلام، دمٌ فاترٌ، مطرٌ يتساقط أسودَ فوق المراكب.. رامبو ارتحالٌ وحيدٌ على جملٍ، خفقُ أشرعةٍ تتفتّح في زهرةٍ.. من رأى الأبديّة في الماء.. في حبّة الرمل...؟
رامبو النهايات برقٌ توهّج عبر الفصول...


***


ورامبو إلى عدنٍ ساط أحلامَهُ كالشياطين، أوقفها عند منحدرٍ لا تحرّك أعشابَهُ الريحُ .. شمسٌ جحيميّةٌ لا تميلُ, وليلٌ كشمسكَ أسودُ يرشحُ فوق البيوت..
انحدرْ!
انحدرْ!
وارتميتَ بهاويةٍ
كنتَ فيها السماءَ الجميلةَ والنجمَ،
كنتَ المطلّ على صخرةٍ
والمعذّبَ في آخر الليل (منطفئٌ صبرك المتوهّجُ..)
كالضوء تنسلّ بين الأزقّة ( أبوابها نصفُ مفتوحةٍ حين تغلق في الليل، تهبط كلٌ المنازل كالصخر، يبلعها جبلٌ لا يُرى غيرُهُ في الظلام) تلوح الصهاريجُ، والسلّم المتدلّي إلى القاع كالبئر، تهبطهُ النسوة العدنيّاتُ يفرشن أثوابهنّ على الرمل، يرفعن أصواتهنّ الخفيضة، والبحرُ يقذف أصدافهُ، من تُرى يوقفُ البحرَ؟ تشحبُ نظرتك القرويّة، تنأى المراكبُ مثقلةًٌ بالشياطين، أيّ جحيمٍ رأيتَ؟ المراكبُ تهوي إلى القاع.. تفتح بركانكَ العدنيّ، وتصعد محترقاً في الغناء


***


بركانك رامبو عرسٌ للرملْ
شمسٌ للرملْ
ظلٌ للبحر وعشٌّ للنارْ
بركانكَ رامبو ريحٌ أسرتها الأحجارْ
وهاويةٌ للقتلْ


***

ورامبو أفاقَ على حلمٍٍ، واستراحَ إلى زهرةٍ لا تُظلُّ المسافرَ، بيتٍ رآه وخاطبَ أشباحهُ فيهِ، قبرٍ توسّدهُ (يرفعُ الآن رامبو شعائرهُ..)، يكسر الخطوة الحجريّة، ينأى بلا أثرٍ، بين أسلحةٍ وحروبٍ محمّلةٍ بالبغال...
صدىً لا يُردّدهُ الأفْقُ حربُك رامبو...


1981



القوارب


القواربُ عند السياج
تغادرُ في الضوء
مطليةً بالضباب
القواربُ تأتي وتذهبُ في ظلمةِ الليل
تأتي وتذهبُ في ظلمةِ الروح
بيني وبين القواربِ همهمةٌ
ضوءُ سيجارةٍ أطفئتْ
وظلالٌ تغادرُ
أيُّ هواءٍ خفيفٍ .. !
يلامسني الآن
يحملني قارباً في الضبابْ


1980




مساء عدنيّ


البيوتُ حوافها حمراء
مصبوغةٌ بالضوء
أيّها الغراب!
أيّها الغراب الأسود!
احذر البحر!
كانت الخطى مشرعة للهواء
النوافذ..
والسفن..
وخمسُ أوراقٍ خضراء
خمسُ أوراقٍ .. ترتجفْ
ترتجفْ
وتهمّ خلف الطائر الثقيل



1981




أفريقيا

كيف يأتي بأفريقيا البحر؟
يُطلع زهرتهُ،
وسط صمتِ خطى الحبشيّات
يخفقُ مثل طيورٍ
ويُوقدُ في الليل نارَ الزوارق
يُطلقُ صيحتهُ ويسافرُ
مطّرحاً بين أقداميَ المتعباتِ حصىً
يتلامعُ
ريشاً لأفريقيا
وصدىً لخطى الحبشيّات
ينأى بأفريقيا



1980


أيتها الهنديّة



أيتها الهندية الشابة
سأرفعُ قميصي شارة وأمضي
متوسّلاً بأزهارك البحرية
وأصدافك البيض
عابراً أعشابك الخضراء
بقدميّ الخفيفتين
أيتها الهندية الشابة.. سلاماً
سأخبئ أحزانك الهادئة كالشرفة،
متطلّعاً إلى نجمك البعيد
نجمِ أمواتك الغرقى
يعودون بأزهار الحدائق
وأصداف البحر
يعودون بأحزانك المجلوّة بالماء


1981



لقطات



ثلاث علبٍ
أحملها كلّ يوم
كشمعةٍ
واصعدُ سُلّمي المظلم

*

من الشرفة
أبصرتُ غراباً أسود
معلّقاً من رقبته الحمراء
على حبل غسيل
"لعلّه أضحية عيد"

*

في رمضان تفتح الشوارع عيونها في الليل
وتنام في النهار
بعيدةً عن الناس

*

يا لبهجةِ العابر في الليل
بين فوانيس الباعة،
وظلالِ المارّين

*

في الطريق إلى السوق
شجرة خضراء
ولا شئ يؤنسها.. لا شئ

*

في السوق تحطّ الغربان
تتنقّلُ بين الناس
وتفرّ ضجرةً

*

أيّها الجار
لتفتحْ نوافذك العشر
لن يزورك الهواء

*

ثلاثة شحاذين
في الفجر،
وعابرُ وحيد
لا يرونهُ
وسلّة وحيدة

*

على سجّادة تملؤها أعوادُ القات
كانت أحزاني ترعى

*

بين الجبال الرماديّة والغربان
نعيقٌ أسود

*

أيّ حدادٍ جميل
تُقيمُهُ الغربان
بين خضرة الأشجار


*

أيّها الغراب! كفّ عن نعيقك
جنازة تمرّ

*

البحر .. كيف أهبط إليه على سلّم أحزاني
وأدعوه أن يجئ بزهرةٍ وقوس قزح

*

صخرة تحدّق في الأفق
إنها عينُ البحر

*

لن أقول للطفل العابر
أيّ شقاءٍ سينتظرك
لن أقول للطفل العابر
أية سعادة ستنتظرك


1980



ليل عدنيّ


ليلٌ ساكن
ينحني على وحشتهِِ كالأحجار
يباغتك نهاراً في الشارع
أو في باطنِ حانوتٍ منقرض
ورفّة جناحٍ أسود
متعثّراً بين المنازل والسفن
كالأعمى
أيّها الليل
أيّها العابرُ العدنيّ.. قفْ!
تمرّ هكذا وتمضي
كأنني لا أعرفُ منفاك
قابضاًُ على مملكتكَ المقفرهْ
كما تقبضُ على حجرٍ
راحلاً على قدمين حافيتين
أيّها الليلُ المكسوّ بالقواقع
وخرز البدو
أيها المائلُ على الماء كالمسافرين
أيها الراكد! هل تسمعُ أحجاري؟
سأخوّضُ فيك كطفلٍ أضاع وطنَهُ ومنفاه
سأغلقكَ عليّ كالتابوت
وأحدّقُ في عينيك المطفأتين
أيّها الليلُ المؤتزرُ بفوطةٍ خضراء
أيّها النائم
كيف سأوقظك؟

حتّى صمتك لن ينقذني



1981



البطاطيّ

إلى صديقي الشاعر اليمني سعيد البطاطيّ


كالخالق
بعد اليوم السابع
يُغلقُ البطاطيّ أيّامَهُ بهدوء..
وينام
أناديهِ :
بطاطيّ أيها الصديق
ألا تفتح !
ولكنه لا يردّ
ماضغاً قاتهُ الأخضرَ وأحزانهُ السوداء
منتظراً هدهدهُ القادمَ من صنعاء
وحوريّاتِ الساحل
كان يردّد: "سارحل.. سارحل؟
ولكنّهُ عاد وصفعتان على قفاه
وحين يعود البطاطيّ تزهرُ شجرةُ حنّاء
وتأتي حضرموت بخرزها الملوّن
وأطباق التمر
بطاطيّ أيها النائم!
مالك مفتوح العينينْ
بطاطيّ أيها العصفور!
فلتصدحْ
لقد عبرتْ حوريّاتك الألف
وخلّفنَ آثارهنّ على الرمل
ولكنّ البطاطيّ لا يردّ
مغلقاً أيّامه السبعة كالربّ
بانتظار هدهدِهِ القادم من صنعاء
وحوريّات الساحل
مُبحراً على زورقٍ من صفيح


1981


خديجة


لخديجة تمثالٌ أسود
وسومريّ يحملُ القرابين
وثوبٌ يُنبتُ الأزهار
والأجنحة
خديجةُ المفتوحة الثوب عند الصدر
المنقوشة الثوب عند القدمين
الذاهبة بعيداً بين القرابين
القادمة بين القرابين
يحرسها نجم



بائع متجوّل


بفانوسهِ المضئ
وعربتهِ الصغيرة
يتنقّلُ بين النهاراتِ ولا يصل
حاملاً بيتَهُ الملئ بالأصداف والخرق
وفي محطتهِ الوحيدةِ جوار البحر
يقف كالحصان المريض
ثمّ يواصل الرحيل
بفانوسهِ المضئ
وبيتهِ الملئ بالأصداف والخرق
مصبوغاً بالأخضر في الأعياد



1981




مجنون


كان ضابطاً بحريّاً
وانحسرَ عنهُ البحر




1981



إصغاء


لحجركِ الأصمّ
رنينٌ توقّعهُ الشمس
وعينان مفتوحتان
على الصمت
وليلِ بركانك الأجوف
والبيوتِ المنحدرةِ كالماعز
متشبّثة بالفراغ

لحجركِ الأصمّ
أرهفُ السمع
والعينين
والأصابع
وأصمتُ كالرنين



1981



الساعة الرملية


يا لعطور عدن التائهةِ عند البحر
وشبابيكِها المرشوشةِ بالورد
الجالسةِ بين الشمس
والرطوبة الفائحة
عدن الجميلةُ العينين
تنتصبُ الآن كالساعة الرملية
وتسير في زفّةٍ من الأحجار

1981



مرايا


سأردّد أصواتي كالمرايا بين البيوت
سأتردّد على حجرٍ صغير
ونلعبُ كالأطفال
سأنثر طحالبي على المارّة،
وأدعوهم إلى البحر
سأصمتُ مثل جبلٍ قديم
وبحرٍ ذاهب
سأردّد أصدائي كالمرايا بين البيوت


1981



حديقة نشوان



حديقة الليل
والنهار الساكن
حديقة الكراسيّ الممدودة الأقدام للسياج
وأزهار المصاطب
حديقة البحر القادم على قاربِ صيد
وفي يدهِ فانوس
حديقة الأسماك الحمراء
والصبايا الجميلات
حديقة الأطفال والعجائز المخضّبات كالصبايا
حديقة الجدار المثلوم والحجر
حديقة القيظ الشاسع
وشمسهِِ الذائبةِ في الليل
حديقة المساءاتِ الفارغةِ كالقواقع
المليئةِ بالثقوبِ وحبّات الرمل
حديقة المهجّرين
يدورون كسوراتِ الماء
حاملين وطناً وجناحاً مكسوراً
حديقتي السوداء


1981



شواهد البحر

مائدة من الحجر
ولاضيوف
زهرة من الحجر
ولاعشّاق
شجرة من الحجر
ولا هواء
قافلة من الحجر
تتقدّم صوب البحر
ولاترد الماء


1981


خاتمة


سأدقّ على صفحة البحر وأدعو العابر إلى منفاي
سأدقّ على صفحة الليل وأضئ كنجمةِ الدليل
سأقف كغيمةِ واصرخُ: أيّها الوطنُ القريب..افتحْ!
لقد أزهر قبري كالبيت
فطليتُهُ بالحنّاء




فهرست


ذلك البيت

* [كتابة بالمسمار]

قصائد الحرب
الموقف

* [إيقاعات]

غزاة
التمثال
تاريخ
هبوط
حجر
طفولة
هجحس
الجواد
احذر الشمس
إخلاء
هؤلاء
مذبذب
طفيليّ
طوطم
مونولوج
أموات
مطر
استثناء
رحلة


* [وردة البيكاجي]

وردة البيكاجي
البركان العدنيّ
قوارب
مساء عدنيّ
إفريقيا
ايتها الهنديّة
لقطات
ليل عدنيّ
البطاطيّ
خديجة
بائع متجول
مجنون
إصغاء
الساعة الرملية
مرايا
حديقة نشوان
شواهد البحر
حالة



#عبدالكريم_كاصد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الملائكة- رافائيل ألبرتي
- ديوان الأخطاء
- ديوان : ولائم الحداد
- قصيدة طائفية
- مقاهٍ لم يرها أحدٌ
- هايكو: جاك كيرواك
- لعبة واحدة، اثنتاعشرة قصيدة، والشاعر العربيّ في المنفى
- من مختارات هارولد بنتر الشعرية
- الشاعر خارج النص: قصائد مختارة
- الشاعر خارج النص:الفصل الخامس
- الشاعر خارج النص: الفصل الرابع
- الشاعر خارج النص: الفصل الثالث
- الشاعر خارج النص: الفصل الثاني
- الشاعر خارج النص: المقدمة والفصل الأوّل
- غابات الماء أم غابات الأخطاء؟
- الأيديولوجيا لا تأسرني - حوار: عدنان البابليي
- ترجمات إليوت إلى اللغة العربية
- ما أوسع المقبرة.. ما أضيق الجبل!
- نوافذ
- مرثية


المزيد.....




- يتصدر السينما السعودية.. موعد عرض فيلم شباب البومب 2024 وتصر ...
- -مفاعل ديمونا تعرض لإصابة-..-معاريف- تقدم رواية جديدة للهجوم ...
- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالكريم كاصد - ديوان: وردة البيكاجي