أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - كيف يُستاصل العنف و القمع في الفكر السياسي العراقي














المزيد.....

كيف يُستاصل العنف و القمع في الفكر السياسي العراقي


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 3062 - 2010 / 7 / 13 - 10:41
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لا يمكن لاحد ان ينكر بان القوة و العنف و القمع و الغاء الاخر و التشدد مستاصل في الفكر و الممارسة السياسية العراقية قديما و حديثا، كما يدلنا التاريخ ، و ما نحن فيه خير دليل على توارثنا السمات التي ثبتت حالها على اخلاقياتنا و التي انبثقت من الافكار و العقائد الخاصة بنا او تواردناها من المحيط مستندين على المثاليات و الاساطير و الخرافات و من ثم الاديان و افرعها.
استناد الفرد على فرض ما يؤمن به باية وسيلة كانت و مهما خلف من الماسي يخلق هذه الصفات و تفرز منها الافعال التي تؤدي الى منع الاخر من الاعتراض و الاختلاف، ووهو يفكر في محوه من الوجود، محاولة الفرد و اصراره على الالتزام عقلا و ممارسة و ايمانا بما يؤمن كيفما كان و يرفض ما هو النابع من الاخر يبني الارضية المناسبة لنفي الاخر فكرا و كيانا و وجودا، و لهذا برزت في اللغات العراقية مجموعة من المصطلحات والمفاهيم المتعددة التي تضمن في جوهرها هذه النظرة المتعمقة في الفكر الاحادي الاتجاه و التعامل مع ايمان الذات بشكل مطلق بما يفكر و ان كان على الخطا اصلا دون ان يعلم.
اي وهو يفكر فيجب ان يفكر و يفعل و يتصرف الاخر كما هو و الا فهو مخالف و يتهم بشتى النعوت ابتداءا من العمالة و الفساد و الخيانة و يمارس بحقه كافة العقوبات الارضية و السماوية و باية وسيلة كانت.
هذه السياسة التي لا يمكن ان تعرف بالسياسة العلمية الحقيقية، و هي التي تسيطر على فكر المجتمع العراقي بنسبة كبيرة جدا و منهم النخبة و القيادات و اصحاب القرار و منذ القدم، و لم تتغير الاوضاع مهما اختلفت الافكار و الايديولوجيات في المراحل المختلفة من تاريخ الشعب العراقي ، و يمكن ان نقول انها اصبحت صفة ملتصقة بالثقافة العامة و الكلتور الخاص في المنطقة بشكل عام لاسبابها المختلفة كما يدلنا الواقع الذي نعيش.
لو عدنا قليلا و منذ الفتوحات الاسلامية و ما جرى على ارض الرافدين ، نستدل السبب و يمكن ان حينئذ ان يزول العجب لما نشاهد اليوم من الممارسات المستندة على الافكار و الايديولوجيات المثالية و المستقوية باقوال و نصوص شتى، و مستهدِفة، لضمان المصالح المتنوعة اصلا للمتنفذين قبل اي شيء اخر. و هذا ما خلق واقعا و بنى اساسا متينا للعنف و انغرز في عمق العقلية التي تامر بما ينفي الفكر الانساني لهذه المجتمعات، و لم تزل تعاني منه المنطقة حتى يومنا هذا، و لم تمحيه اية محاولة مستندة على الحداثة و الانسانية و احترام الاخر و وجوب الاختلاف و عدم نفي المعارض ، لتجذره في عمق الفكر و الاعتقاد و النظرة العامة للشعب عموما.
ان ما نشاهده في هذه المراحل الحديثة و ما حدثت من التغييرات في السلطات و الحكومات و الطريقة التي اجري التغيير بها لم نلمس اية محاولة خالية من هذه الافعال و الافكار، و الدليل هو الاعتماد الكلي على الانقلابات و الثورات الدموية و القتل و القمع بانواعه مرة بعد اخرى ، مما خلق واقعا يتسم بهذه السمات و حتى في فكر و تصرف و سلوك الفرد البسيط في مثل هذه المجتمعات، و هذا ما نلمسه في تعاملات افراد المجتمع المبتلى بهذه الصفات الشريرة في كيانه في ممارسةحياته اليومية دون ان يعلم مدى تضرره بها و سلبياتها على معيشته و ممارساته الذاتية الخاصة ، او يفعلها متقصدا و هو يعلم كما هو حال المجتمع العراقي في امور اخرى.
اما كيفية اعادة النظر فيما نحن فيه، و الاستحضار لبدء الخطوة الاولى للتغيير الشامل الكامل في الفكر و العقلية و الممارسة التي اعتاد عليها الشعب ، نحتاج الى برامج مستندة على الدراسات و البحوث العلمية الدقيقة التي تقيٌم سلوك الفرد و المجتمع بشكل حيادي و بواقعية و في مقدمتها ما الفها الدكتور المبدع علي الوردي من الناحية الاجتماعية ، و كيفية اتخاذ اساليب و اليات بسياسات واقعية حديثة من اجل التاثير التدريجي و بمراحل متتالية على الثقافة العامة و العقلية و الفكر الذي استورث هذه المعتقدات و التصق بنا من العهود الغابرة، و من اجل التغيير و تطبيق الحداثة من جيل لاخر، و الاهم ان تنطلق اية فكرة من الايمان بالانسانية و مميزاتها الايجابية .
اما كيفية العمل و الوسائل و الاليات المطلوبة فتحتاج للجهات المختلفة المعنية بحياة الشعب، منها و الاهم الاسلوب السياسي و ممارسة السلطة التي لا زالت تتسم بما موجود في الاحزاب السياسية قاطبة بما ترسب فينا من الصفات البالية، و البدء من الذات فردا و مجتمعا و احزابا و تيارات ليعمم بشكل سلس على الجميع تلقائيا دون فرض . و من ثم التربية و التعليم و المؤسسات المدنية التي من واجباتها التخطيط و النفيذ و اظهار الصفات التي تنفي تلك التي اعتدنا عليها في الخطاب العام، و هنا يفيد النفي فقط، و للسلطة و الاعلام الدور الرئيسي في تخفيف حدة مؤثرات هذه التوجهات و من ثم العمل على بنيان الكيان الحداثوي المستند على الصفات المعتدلة في ممارسة الحياة و اعتبار الانسان هو الهدف و من ثم العدالة و المساواة و احترام الاخر فكرا و تنفيذا كي نتمكن من دفع عجلة الحياة الحرة الكريمة لهذا الشعب بشكل صحيح نحو الامام، و يجب ان تزال و تُستاصل هذه المفاهيم و المصطلحات من قاموس التعاملات الفرد و المجتمع في كل مكان، و هذا صعب التحقيق و لكنه غير مستحيل. و الاهم هو تغيير العقلية و من ثم الواقع و بناء الارضية لما هو الحديث و المفيد و هذا ما يحتاج لجهد استثنائي من قبل الجميع، و بتغيير العقلية و الواقع سيتغير الفكر السياسي الذي يجب ان يعتمد على ما موجود على الارض، و يمكن التاثير على العقلية قبل تغيير الواقع ايضا و لكن بنسب معينة.



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النخب و الجماهير و الاحزاب السياسية في اقليم كوردستان
- كيف نحدد الفروقات الطبقية في اقليم كوردستان ؟
- القصف الايراني مستمر و اقليم كوردستان يحتفي بذكرى موت الخمين ...
- المرتكزات الاساسية العامة لتشخيص هوية اي بلد
- ليس من اجل سواد عيون ابناء غزة
- مابين كوردستان و الصحراء الغربية و جنوب السودان
- ملالي طهران و استشهاد بَسوز و اسطول الحرية
- نعم لحرية التفكير و الاقرار و عدم النزوح وراء الخطابات التوج ...
- ماتفرضه الاحساس بالمسؤولية على السياسة
- هناك شيء اعمق و اهم من اللغة باعتبارها كلمات و جمل
- الم نحتاج الى الحوارات بعيدا عن السياسة في هذه المرحلة ؟
- متى نقطع دابر الانحناء امام الكاريزما
- من يقف ضد تأليه القيادات الجديدة في العراق؟
- لم نلمس الردود الفعل الاقوى ازاء ما تعرضت اليه كوردستان ايرا ...
- اين وصلت حركة الخضر الايرانية؟
- هل من المعقول ان تبدا و تنتهي الاحتجاجات العفوية بامر خاص
- هل حقا لا يريد الشعب الكوردستاني ممارسة حقه في تقرير المصير
- اسرع انجاز سياسي في تاريخ العراق الحديث !!
- مقومات بقاء فاعلية الايديولوجيا او استنفاذها
- هل يتجه العراق الى الحداثة في التعامل مع الواقع الجديد ؟


المزيد.....




- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - كيف يُستاصل العنف و القمع في الفكر السياسي العراقي