أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جريس الهامس - من الجذور ؟؟















المزيد.....

من الجذور ؟؟


جريس الهامس

الحوار المتمدن-العدد: 3061 - 2010 / 7 / 12 - 23:08
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    



من تاريخ مضى ... لئلا تطمس الحقائق فقط وتشوه في زمن اإستبداد وتشويه كل شيء الإنسان والمجتمع والطبيعة والأخلاق
الشيوعيون العرب - من الجذور :
===========
إتصل بي الياس مرقص ومعه ياسين الحافظ للقائهما في مقهى الكمال في أوائل شهر شباط 1958 بواسطة الرفيق توفيق أستورعلى ما أذكر,, لتحديد موقفنا من الوحدة بعد أن أصبحت أمراً واقعاً بحجة أن كل الفئات والأحزاب أعطت رأيها الإيجابي بالوحدة العتيدة ,, دون أي تفكير أو شروط ..وكان علينا تأمين مكان لاجتماع حوالي خمسة عشر رفيقاً أو أكثر بقليل من منظمة دمشق المنشقين معنا عن القيادة البكداشية ,,
كنا نعلم أنا والرفاق جورج و سميح وسعيد ,ومحمد ,, وغيرهم من رفاق منظمة القصاع و العمارة وشارع بغداد المتمردة على القيادة , بأن الياس يريد الجعجعة فقط ضد القيادة البكداشية بنشر مقالات ضدها والتهرب من أي إلتزام نضالي عملي أو تنظيمي ,, والتغني بمقررات المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفياتي وكان مهووساً لدرجة كبيرة بزعيم التحريفية المعاصرة خروشوف وشعوذاته فقط , دون استعداده للنضال في سبيل بناء الحزب البديل الثوري , وكان ياسين أقل إهتماماً بمحاربة القيادة البكداشية وأكثر حماساً مع جمال أتاسي لإقامة الوحدة الإندماجية مع ديكتاتورية عبد الناصر ... وفق شروط عبد الناصر دون مناقشة وكان الإثنان ( الياس وياسين ) مغرمان بما كتبه اليساريون المصريون الذين باعوا أنفسهم للديكتاتورية وفي مقدمتهم خالد محيي الدين الذي خذل رفاقه في سلاح الفرسان الذين تمردوا على الديكتاتورية عام 1954 وأرادوا إجراء إنتخابات برلمانية وإصدار دستور برلماني ديمقراطي .. وقبل البقاء مع عبد الناصرمقابل سفارة في الخارج مع الأسف ,, وخصوصاً إحسان عبد القدوس و– أنور عبد الملك – الذي أصدر كتاباً تضليلياً في تلك السنة بعنوان ( مصر مجتمع تقدمي يبنيه العسكريون ).وغيرهم .. ومع ذلك قررنا الإجتماع في منزل رفيقنا المناضل النقابي ( أبو عماد الدين ) في الغوطة ؟؟؟ يومها بدمشق ..
في الموعد المحدد لم يحضر الرفيق ياسين بحجة سفره إلى بيروت , وحضرالرفيق الياس ومرافقه الدائم وجيه المصطفى كما حضر الرفاق – سميح - توفيق – جورج –عبد الكريم – يحيى – سعيد – نجيب - لطفي – رفيق -- أحمد – محمد - وعدد من رفاق الحي –
حدد الحوار حول الوحدة وإصدار بيان بإسمنا حولها ووافق الجميع على إقتراحي أن يصدر باسم ( الشيوعيين العرب في سورية ) أما صيغة البيان .. فكان رأي الياس وقلة معه التأييد المطلق للوحدة الإندماجية مع مصر دون شروط ....والتضحية بكل المكتسبات الديمقراطية الحزبية والنقابية والشعبية التي حققها مناضلو القاعدة بين الجماهير , والمقاومة الشعبية والجيش الوطني ..بعرقهم وتضحياتهم في سورية.. لكنني تصديت لهم وطالبت أن يتضمن البيان على الأقل ما جاء في موقف خالد العظم وصالح عقيل نائب النبك - إذا لم نقل ماقاله بيان الحزب بتأييد الإتحاد لا الوحدة الإندماجية -- فمن واجبنا التأكيد على :
1 - حماية الإقتصاد الوطني السوري والصناعة السورية الناشئة...
2 – حماية وصيانة الحريات العامة وفي مقدمتها حرية الأحزاب والنقابات والصحافة والفكر . 3 – حماية المصالح المشروعة للعمال والفلاحين دعامة الوحدة والقضاء على الإستغلال والعبودية وحماية الحركة النقابية السورية وصيانة المكاسب الديمقراطية والمقاومة الشعبية ومؤسساتها في القطر السوري ...
وبقيت مقدمة البيان كما كتبها الياس مع تعديلات بسيطة من قبلنا كما يلي : ( الأمة العربية واقع موضوعي تكون عبر اّلاف السنين والوحدة العربية ثمرة طبيعية لهذا الواقع وليست خلقاً له , وهي الرد الطبيعي على التجزئة التي فرضتها حراب المستعمرين والصهاينة والإقطاع في كل قطر , وهي أمل الجماهير في كل مكان .. ) بعد نقاش بيزنطي دام ساعات حتى مطلع الفجر , واتهام الياس لنا بالبكداشية واتهامنا له بالتهور والفوضوية ,,, وبعد إصرارنا على البنود الثلاثة والتذكير بجرائم المخابرات الناصرية ضد التقدميين والشيوعيين المصريين ,, وافق الياس مرقص على البيان بصيغته النهائية متضمناً تأييد الوحدة بضمان الشروط الثلاثة ..
تعهد الياس بطباعته لدى أحد أصدقائه كما قال ... وفي مساء اليوم التالي صدر البيان بتوقيع الشيوعيين العرب كما اتفقنا .. لكن مع الأسف قد حذفت منه الشروط الثلاثة لتصويب بناء الوحدة .. ووضع مكانها كلام إنشائي ممضوغ , وزع البيان في المقاهي دون علمنا , ... رفضنا توزيع الكمية التي أرسلها لنا مع الرفيق توفيق أستور ,, وأذكر يومها الرفيق الشهيد رفيق سكاف ( شهيد حرب حزيران 1967 ) وقف معنا مستنكراً تصرف الياس موجهاً له إتهاماً بالفوضوية والغرور وعدم إحترام الاّخرين ...
علمنا فيما بعدأن السيد مرقص حمل البيان المتفق عليه إلى ( محمد عودة ) رئيس تحرير صحيفة - الوحدة – التي أنشأتها وزارة الإعلام المصرية أو الأصح مخابرات عبد الناصر – وطبعه في مطابعها في دمشق مع الأسف ... و كان الدكتور جمال أتاسي يعمل مديراً لهذه الصحيفة .. ومن المؤكد أن يكون الياس قد أطلعه على مسودة البيان قبل طباعته ؟؟؟
كما علمنا فيما بعد أن السيد مرقص سلّم إلى – محمد عودة – هذا , دراسة مطولة عن الحزب الشيوعي السوري , وليس عن القيادة البكداشية فقط بالإشتراك مع الناصري ( محمد علي الزرقا ) الذي اشترك في محاولة الإنقلاب الناصرية الفاشلة في حلب عام 1962التي ذهب ضحيتها العشرات من شباب القوات الخاصة في جيشنا ..
........
إتهمنا السيد مرقص بخيانتنا علناً .. وقلت له في دار دمشق للنشر والتوزيع علناً أمام صاحبها السيد أديب التنبكجي : لقد سقطت يا الياس إلى مستوى المخبرين , وكنت مستعداً لأكثر من ذلك , لكنه صمت وانصرف مذعوراً .. هذا ما جرى حرفياً , وكان اّخر لقاء بيننا .. وبعد اغتصاب حافظ الأسد للسلطة بقي الياس صديقاً لأزلام السلطة وحزبها لم يوقع على أية عريضة شعبية من عرائض المعارضة .. بقي يثرثر في المقاهي معهم , وقد أساء للماركسية اللينينية كثيراً في كتبه التي كان البعثيون يشيدون بها وكانت توزع وتباع بحرية في عهد الديكتاتورية الأسدية وقبلها , بينما كان الرأي الاّخر يعرض صاحبه للإعتقال والتعذيب الوحشي والتهميش ,, أما الإساءة للماركسية اللينينية بشكل فوضوي لامجال لشرحها هنا ...
..........

وبقي إسم الشيوعيين العرب وبناء الحزب الشيوعي العربي كحزب ثوري من طراز جديد حلماً ثورياً لينينياً مشروعاً لدى الكثير من المناضلين . يستطيع دمج الإشتراكية العلمية ونظريتها في قضايا الأمة العربية الحياتية ونضالها وطموحها القومي الديمقراطي التحرري بعيداً عن الشوفينية .. مع احترام القوميات الأخرى وحقوقها المشروعة في الوطن الواحد...هذا النضال القومي الديمقراطي الذي هو في التحليل العلمي جزء لايتجزأ من النضال الطبقي لسائر الطبقات المستغلِّة في المجتمع .. الذي توج بولادة الحزب الشيوعي العربي الماركسي اللينيني في سورية بالإعتماد على النفس ,, في مطلع عام 1966 وولادة اللجان الثورية في لبنان عام 1975... التي تاّمر ت المخابرات السوفياتية والأمريكية و أتباعها المحليين لإغتيال الحزب في سورية واللجان في لبنان بعد الإحتلال الأسدي عام 1976 في المهد ,, كما سيأتي في حينه ..؟؟
كما إغتالوا " المنظمة الشعبية لتحرير فلسطين " عام 1970 وما بعده تلك المنظمة الطليعية حقاً , التي ضمت خيرة رفاقنا وأصدقائنا الوطنيين الديمقراطيين من العسكريين والمدنيين السوريين والفلسطينيين ...التي عقدنا مؤتمرأً تأسيسياً في إحدى قواعدها شمال إربد في حزيران 1970 ....
...
نعود لتسلسل أحداث طبخة الوحدة الإرتجالية التي حلم البعثيون فيها , أن يسلمهم عبد الناصر مفاتيح سورية يسرحون ويمرحون بها ,, بعد حذف الاّخرين وشطب كل الأحزاب والحياة السياسية كلها ...
 في 31 كانون الثاني 1958 سافر الرئيس القوتلي وحكومته كلها وكبار الضباط إلى القاهرة .. وفي اليوم التالي صلوا وبسملوا مع عبد الناصر في الأزهر ونالو ا بركات شيخ الأزهر ..
 وفي اليوم التالي قدم المصريون دستور الوحدة الشمولي العتيد وأذيع دون نقاش .. ثم عاد الوفد السوري إلى دمشق ,, وانتقل العرس إليها فعمت الشوارع العراضات والسيف والترس والعنتريات بانتظار قدوم العريس و موكبه الحافل ..ونثر ( الملبس) السكاكر والعطور والأرز في الشوارع ..
 في 4/ 2 قام خالد بكداش بزيارة أكرم الحوراني في البرلمان , دعاه أكرم لحضور جلسة اليوم التالي للتصويت على الوحدة وترشيح عبد الناصر للرئاسة , وتعهد أكرم بضمان سلامته إذا عارض الوحدة ( مذكرات الحوراني ص 2534 ) لكن بكداش لم يحضر ويسجل الموقف الوطني الديمقراطي الحر مهما كان الثمن , كما فعلت روزا لوكسمبورغ ورفيقها – ليبكنخت – في رايخستاغ ألمانيا ضد هتلر ,, أو مافعله النواب الفرنسيون في مجلسهم ضد النازيين وحكومة فيشي ولو كلفهم الموقف حياتهم .. وهكذا غادر بكداش سو رية هلعاً إلى لبنان بسيارة عبد الحميد السراج الذي كان صديق البكداشيين حتى ذلك الحين , وهذا ما أكده لنا سائق السراج بعد عشرات الأعوام وكان جاراً لرفيقنا الفنان عبد اللطيف مارديني في حي الشيخ محيي الدين بدمشق ...
 في 5 / 2 الرئيس القوتلي يرشح عبد الناصر لرئاسة الجمهورية العربية المتحدة في البرلمان السوري , وإبلاغ مجلس الأمة المصري بذلك إلى جانب الموافقة على الدستور الموقت ..
 حدد يوم 21 شباط يوم الإستفتاء على الوحدة ورئاسة عبد الناصر المرشح الأوحد ..وبدأ تدفق المخابرات الناصرية لسورية لتشكل لأول مرة في تاريخ سورية جهازقمع وتعذيب فاشي حديث سلمت قيادته إلى السفاح عبد الحميد السراج وعدد من ضباطه البعثيين الموتورين سابقاً..
 في 22 منه أعلن زكريا محيي الدين نتائج الإستفتاء الشكلي كالاّتي : ,98, 99, % في سورية و99,99% في مصر .
 منح شكري بك أرفع وسام سوري بعد تنازله عن رئاسة الجمهورية مع لقب – المواطن العربي الأول – كما منح عبد الناصر وسام الشعب الأعلى ..
 أما أكرم الحوراني رئيس المجلس النيابي السوري قال في برقية التهنئة لعبد الناصر : ( تجسدت في الرئيس عبد الناصر ثورة القومية العربية وتمثلت في شخصه أحلام الشعب العربي وهورائد العرب أجمعين ) لكنه ينتقد هذه البرقية بشدة كطفرة عاطفية وفخ سقط به كغيره من العاطفيين السوريين والعرب .--.(.مذكرات الحوراني ص 2562 )..
 في 24 /2 يعلن فجأة أن عبد الناصر في منزل الرئيس القوتلي بدمشق ... وبدأ الناس يزحفون لرؤية رئيسهم الجديد - أليست الأفكار الغيبية والأهام الدوغمائية هي المسيطرة – بأن البطل الفرد هوصانع التاريخ في مجتمعاتنا الشرقية ... إنتقل إلى قصر الضيافة وكانت الجماهير تنتظر طلته على الشرفة ليلوح لها بيده ويلقي خطبه الرنانة وبجانبه القوتلي أو الحوراني أوصبري العسلي أو السراج الذي بدأ في إعتماده وإبرازه ليحل محل البعث والبزري معاً .. وبدأت الصحافة المأجورة تعزف على مديحه الأسطوري وفي نفس الوقت تشن هجوماً لا أخلاقياً على الأحزاب السورية .. وبدأ محسن أبو النور ومخابراته يزرع الفتن بين ضباط الجيش السوري محاولاً عزل عفيف البزري , وأمين النفوري , وأحمد عبد الكريم , ومصطفى حمدون , من قيادة الجيش ..
 كان شغل عبد الناصر الشاغل هو كيفية تنظيم الجماهير المتدفقة أمام قصر الضيافة التي وصفها كزبد البحر وجذبها لخدمة ديكتاتوريته خائفاً مذعوراً من الشيوعيين أن يستقطبوها هذا ماقاله لأكرم الحوراني على شرفة قصر الضيافة – ( مذكرات الحوراني 2571ص )
 لذلك أسرع بإعلان تشكيل الإتحاد القومي – ولي عودة له – وإعلان حل الأحزاب السورية وتعطيل الصحافة السورية الحرة في 7 اّذار أي بعد أسبوعين فقط من الإستفتاء على الوحدة فقط ..
 أعلن دالس مهندس السياسة الأمريكية الأمبريالية الحديثة تأييده للوحدة بقوله : ( إن الولايات المتحدة تعترف بشعور الشعب العربي عموماً ولاسيما في تلك المنطقة ورغبته بإحراز درجة أعظم من الوحدة , ونحن نعطف عطفاً عظيماً على تلك الرغبة .)
 في نفس الوقت فقد الجيش السوري قيادته التاريخية المجربة بشخطة قلم ناصرية.. سرح قائد الجيش الفريق عفيف البزري وعين موظفاً في وزارة التخطيط المصرية تحت المراقبة طبعاً .. كما عين اللواء أمين النفوري معاون القائد العام وزيراً للمواصلات , واللواء أحمد عبد الكريم وزيراً للبلدية والقروية والعقيد مصطفى حمدون وزيراً للشؤون الإجتماعية والعمل .. كما عين وزير خارجية سورية صلاح البيطار أحد طباخي هذه الوحدة العتيدة وزير دولة بلا وزارة ... وعين اللواء المدعو ( جمال فيصل ) أحد ضباط الدرك الذي لاعلاقة له بالجيش قائداً للجيش السوري مكان الفريق البزري .. وعين المقدم عبد الكريم النحلاوي مكان مصطفى حمدون وضباط اّخرون أدنى رتبة في الأركان العامة صنعوا إنقلاب الإنفصال فيما بعد .. وهكذا شكل عبد الناصر أول حكومة جديدة لدولة الوحدة برئاسته , وعين عبد اللطيف البغدادي – أكرم الحوراني – صبري العسلي – المشير عامر( مع وزارة الدفاع ) نواباً له .. كما عين عبد الحميد السراج للداخلية في الإقليم الشمالي وزكريا محيي الدين للداخلية في الإقليم الجنوبي ..الخ = يمكن القارئ الكريم مراجعة كتاب السيد أحمد عبد الكريم :( أضواء على تجربة الوحدة ) والإستقالات المتتالية من هذه المسرحية الدونكيشوتية المأساوية منذ منتصف عام. 1959 _ وكان الهوس الناصري الأمريكي تصفية القوى الوطنية الديمقراطية وخاصة تصفية الشيوعيين بين صفوف الشعب والمقاومة الشعبية والجيش والوطنيين الديمقراطيين من مجموعتي خالد العظم و أكرم الحوراني , وبدأت التصفيات منذ الأشهر الأولى للوحدة ولم يجف التوقيع على ميثاقها بعد وكان الإنتهازيون والطامعون بالإستئثار بحكم سورية سواء كانوا من البعثيين وفي مقدمتهم السيدين ( عفلق والبيطار ) أو من اليمين الذي أضحى مدفوعاً خلف الوحدة أكثر من البعثيين خوفاً من الشيوعيين من جهة وإرضاء لمشيئة أمريكا من جهة أخرى لذلك هتف الكثير من زعماء حزب الشعب والحزب الوطني لعبد الناصر ,, وكان الكثيرون من العفالقة واليمين على حد سواء يوسوسون للمخابرات الناصرية بخطورة بقاء عفيف البزري وأكرم الحوراني في سورية . بعد أن اعتمد السراج والمشير عامر في حكم سورية وعين مأمون الكزبري رئيساً للإتحاد القومي . العتيد ؟؟. لذلك حرص عبد الناصر على إبقائهم في القاهرة واخترع تشكيل وزارة مركزية بجانب الوزارتين الإقليميتين لاحتواء السوريين بها .. وبدت اللوحة أكثر وضوحاً مع توسيع أجهزة القمع والرقابة والتفتيش , حيث بدا المناخ قاتماً في سماء سورية لأول مرة بعد سنوات الجمهورية البرلمانية ونمو الحريات العامة ..,ومنذ الأشهر الأولى للوحدة ساد مناخ إرهابي غريب يرفض إحترام الرأي الاّخر ويلغيه من الوجود ..., كما بدت فداحة جريمة تسليم سورية ألديمقراطية رهينة للديكتاتورية الناصرية بلا قيد ولاشرط مأخوذين بعاطفة الوحدة وبسموم ألإعلام الناصري وصناجته الغوغائية ( أحمد سعيد) ومن على شاكلته والتضحية بالديمقراطية السورية والحريات العامة وفي مقدمتها حرية الأحزاب والنقابات والصحافة وفرضت حالة الطوارئ والأحكام العرفية كما هو الحال في مصر ..الخ
وأذكر سريان شائعة كبيرة في سورية حول دور المحفل الماسوني في دعم تلك الوحدة ..و كان ذلك المحفل لايزال علنياً في دمشق والقاهرة ولم يغلق إلا بعد فضح دوره ووجوده في محاكمات "محكمة الشعب " لرؤوس حلف بغداد بعد انتصار ثورة 14 تموز في العراق . .. كما أذكر أن البعث أعلن بين الناس أن عبد الناصر اّمن بفلسفة البعث , وأن السيدعفلق توّجه رئيساً للبعث وللأمة العربية .. كما كرّس فيما بعد صدام هدية البعث للعراق ومن العراق للأمة العربية ..؟؟

 وجاءت ثورة 14 تموز 1958 في العراق بقيادة العسكريين التقدميين وعلى رأسهم عبد الكريم قاسم لتبدد الغيوم القاتمة وتشرق الشمس من جديد بهية في سماء المشرق العربي , ولتدفن إلى الأبد حلف بغداد , والإتحاد الهاشمي والتاّمر المستمر على استقلال سورية ..
لكن منذ الأيام الأولى حاول عبد الناصر وأجهزة مخابراته زرع الشقاق بين عبد السلام عارف وعبد ةالكريم قاسم , تلتها محاولات القيام بانقلاب عسكري في الموصل فيما سميت ( ثورة الشواف ثم الطبقجلي وغيرهم ) وكانت الأسلحة والأموال تتدفق بواسطة مخابرات السراج , عن طريق القامشلي ومنطقة الجزيرة ...

....... هذا جانب صغير أنشره اليوم لتوضيح بعض الحقائق درءاً لأي إلتباس في المسيرة النضالية الكبرى مع كل المناضلين الشرفاء ضد الإستغلال والإستبداد والديكتاتورية وأسيادها الأمريكان والصهاينة ....
جريس الهامس /لاهاي / 7 /2010



#جريس_الهامس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين صرخات الحرية أيها العالم الأبكم لفك الحصار عن سورية الأس ...
- المحظور من الكلام في تاريخ العرب والشام ..؟ - 9
- المحظور من الكلام في تاريخ العرب والشام ..؟ - 8
- المحظور من الكلام في تاريخ العرب والشام ..؟ - 7
- تهانينا لجنود الحرية في سورية ..؟
- المحظور من الكلام في تاريخ العرب والشام ..؟ - 6
- السفربرلك .. والخلافة العثمانية , والدونمة المتأسلمة ..؟؟
- المحظور من الكلام في تاريخ العرب والشام ؟ - 5
- المحظور من الكلام في تاريخ العرب والشام ..؟ -4
- إثنان وستون .. والجرح ينزف ..؟؟
- المحظور من الكلام في تاريخ العرب و الشام ؟ - 3
- المحظور من الكلام في تاريخ العرب و الشام ؟ - 2
- عيد الأول من أيار تاريخياً : وفي أنظمة الإستبداد الشرقي - ؟
- المحظور من الكلام في تاريخ العرب والشام ..؟ -1
- في الذكرى الرابعة والستون للجلاء عن سورية ولبنان . أين أضحى ...
- عيد الدم في مملكة قمعستان الأسدية ؟
- هل نحن أمام قصيدة ملحمية خيالية أم واقعية في - خيمة سرت - ؟
- النوروز أيقونة وعيد شعوب الشرق كلها ..؟؟
- صيدنايا حب .. لايموت ..؟
- من يعتذر لمن ..؟؟ القاتل أم الضحية وعائلتها..؟؟


المزيد.....




- الدفاع الروسية تعلن حصيلة خسائر القوات الأوكرانية خلال 24 سا ...
- طبيبة تبدد الأوهام الأساسية الشائعة عن التطعيم
- نتنياهو يعيد نشر كلمة له ردا على بايدن (فيديو)
- ترامب: انحياز بايدن إلى حماس يقود العالم مباشرة إلى حرب عالم ...
- إكسير الحياة وطارد الأمراض.. هذا ما تفعله ملعقة واحدة من زيت ...
- المبادرة المصرية تدين الحكم بحبس المحامي محمد أبو الديار مدي ...
- مقابل إلغاء سياسات بيئية.. ترامب يطلب تمويلا من الشركات النف ...
- مسؤول إسرائيلي يكشف آثار تعليق شحنات الأسلحة الأمريكية إلى إ ...
- -حماس- تعلن مغادرة وفدها القاهرة إلى الدوحة
- الملوثات الكيميائية.. القاتل الصامت في سوريا والعراق


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جريس الهامس - من الجذور ؟؟