أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح الداودي - سلّم أمركَ للياسمينْ...














المزيد.....

سلّم أمركَ للياسمينْ...


صلاح الداودي

الحوار المتمدن-العدد: 3061 - 2010 / 7 / 12 - 17:07
المحور: الادب والفن
    



الياسمين والأسود خيال شمسْ
وأمّا الأبيض والأسود فظلّ
وأمّا الياسمين الآخرْ
فشيء آخرْ
آخر حقا، وحقّ الياسمينْ
...
عليكَ النّدى
أيها الياسمين الجميلْ
ماذا فعلتَ بالهواءْ كلّ هذا الماءْ؟
هل تريد من الشمس أن تمطرْ؟
وما كلّ هذا الندى؟
قطرة واحدة أيها الياسمين تكفي لنسكنْ...
...
طفل الياسمين يسأل الليلْ
إذا علّقتِ فستانكِ الأبيض على هذا الندى
فاسألي نفسكِ
كيف يمرّ إليكِ الياسمينْ
من أعلى؟
من أسفلْ؟
من بين ضلوع الحصارْ؟
...
قطرة واحدة أيها الياسمين تكفي لنسكنْ...
كامل بياض النّدى
وأسره
...
ليلا يسأل طفل الياسمين نفسه
و الليل والياسمينْ
...
يا لهذا الطفل،
يا...
لهذا الياسمين
...

يبدوا عليكَ النسيان أيها الياسمين الجميلْ
أكثر ممّا يبدو عليك الياسمينْ
أتمنى أن لا يصبح الندى ابيض
فلا الياسمين يُرى ولا الشمس تفوح
باسم الياسمينِ
...
ياسمين ليلى مذهل مذهلْ
بسم الياسمين، ما شاء الياسمينْ
...
وأما ياسمين الطفل
فلا يذكّرني بأيّ بستان علّقته ليلى على الندى
فاتهمتُ أنا
بالتحريض الحارّ على إله الوردْ
بينما كنت أحيّي الياسمين:
عليكَ الندى
وشكرا جميلا
...
طفل الياسمينْ
أصابه الليل والياسمين بمرض أبيضْ
اسمه الياسمينيّة:
كأنّني كلما التفت
أرى قلبي
في المرآة
يمينا ويسارا.......
حمدا لله أنني أحبّ الياسمينْ
فطرة وحليبا وندى
...
ما أعز ّياسمينكْ
أيها الياسمين الجميل
ولكنني طفل سريع الندى
...
سأغضبْ
تحت الشجرة
ولن أشرب الماء
ولا حتى العصيرْ
...
العاشق لا يٌفضح بالعودة من الياسمينْ
ولا بسبب العشق يختار الرحيلْ
فذلك أمر الياسمينْ
هل الياسمين مستحيلْ؟
...
ولكنّه،
قد يعشق بسبب الياسمينْ
آه لو يعلم الياسمين إلى أيّ حدّ هو لطيف الندى
ياسمينيّ الرائحة بلا شبيه
أبيض القلب مهما كان اسم الياسمينْ
ولون النسيمْ
...
إذا كان الياسمين مستحيلا فإن الرحيل مستحيلْ
ولذلك فإن الياسمين حرّ
والعاشق حرّ الياسمينْ
...
ما أحلى المستحيل الجميلْ
...
يرى طفل الياسمين أن الياسمين هو الأصلْ
والفلّ هو الفرعْ
ولن ينقلب على الأمرْ
مدى الليل و الرائحة
ولكنّ الياسمين هو الياسمين
...
للياسمين مثل الرّوح
عاطفيّ بطبعه وغيريّ غيور
ولا يغيّر لونه إلاّ بياضا
لم يرى طفل الياسمين في حياته ياسمينة وحيدة
فان نرى الياسمين شيء
وان نلتقط الياسمين صورة أخرى
...
نقول شجرة الياسمين
ونقول الياسمينة شجرة...
أول الكون كان الياسمين يسمّى الياحبيبْ
وبعد ميلاد الميم
بعد سورة يَس
أصبح يسمَّى ياسمين
وذهب كل حبيب إلى حبيبه
وبقى الياسمين حبيب الياسمينْ
...
منذ زمان والطفل مولع بالقمصان البيضاءْ
يغيّرها كل يوم ويحبّها كل يومْ
وها ان الياسمين يؤكد الأبيض كما يؤكد الأسود
والطفل والليل والياسمين على حق
هل ان الحق عهد حبّ أم وعد بالياسمين؟
...
كان أحرى بالمسلمين صلاة ياسمينْ
فالأمر من حيث الحبّ مقنع جدا
اللون والرائحة والندى والصوت......
ولكني سأغضب فعلا
...
كل الأشجار التي غضبتُ تحتها
إما أشجار ياسمينْ
وإما تحبّ أشجار الياسمين
أرجوكِ كيف أغضب من الياسمينْ؟
...
أرجوكِ عودي إلى الياسمين
فوجهكِ أيضا
اسم من أسماء الياسمين
...
عودي إلى ياسمينكْ
وسأظل تحت الشجرة البيضاءْ
ربما قرب هنا
أو بعد هناكْ
ربما وحدي جنبا لوحدكْ
أو وحدنا قبل هنا
أو هنا عمّا بعيدْ
...
كلّمتُ الياسمين وهو ابيض
فلم يقل
ولم اقل
كلّمتُ الياسمين وهو اخضر
فلم
ولم
الياسمين
لا يقول شيئا خارج بستان الياسمينْ
...
للياسمين أن يتذكرْ
أن الأرض التي يبيضّ عليها
تسودّ لأجله‬
...
تسودّ الأرض حبّا في الياسمين
وتحمرْ
والقلب الذي يخشى الياسمين
يسودّ قلبه
ويبيضْ
ولا يصبح ياسمينْ
...
ومع ذلكْ،
يبيضّ الياسمين
حبّا في الأرض
...
بين الياسمين والأرضْ
لا رماديّ
ولا نرجسْ
...
وإنما الياسمين
والليل
...
إذا سلّمتَ
فسلّم أمركَ للياسمينْ
...
لا أبيض غير الياسمينْ

صلاح الداودي،
شكرا ليلى



#صلاح_الداودي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عليكَ النّدى
- ماذا يحبّ الشهيد؟
- يصبح الرّمل ورديّا، ولا أصبح شيئا
- الأحمر السّماوي
- أزلٌ روتيني
- الإبداع ضمير النضال
- ذال المعارذة أم ضيل نكحلة
- جَرّبي البرْقْ
- صوت اللّحْمْ
- ظلّ على الشمسْ
- برتقاليّ النرجسْ
- نَكْحَلَة بوست، وكالات:
- ببعض شهيد سأكتبْ
- بآخر الشعراء ؛ بآخر الشهداء
- الهويّة غير مُطبّع
- برقيّة عاجلة إلى حيتان البحر الأبيض المتوسّط
- نسخة من حبّ تونسْ
- هَيْفَكِ..
- هنا تونس
- إ.رَ.لكِ S.V.P (1)


المزيد.....




- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح الداودي - سلّم أمركَ للياسمينْ...