صلاح الداودي
الحوار المتمدن-العدد: 3059 - 2010 / 7 / 10 - 14:30
المحور:
الادب والفن
: : :
الشهداء يحبّون رائحة البرتقالْ
بينها وبين الشمس قسم متبادلْ
: : :
الشهداء يحبّون بكاء النجومْ
على النساء البعيداتْ
وعلى القمر المقطّع بين السجونْ
وبين الليالي
وعلى ما وراء الأفقْ
من خيام ومن شتاتْ
: : :
الشهداء لا يحبّون بكاء النساء عليهمْ
وإنما يحبون غناء الأطفال في أنفسهمْ
وهم يمرحون بين جنازة وأخرى
ولا يحبون الرجال الذين يكثرون من الكلام الأبيض والأزرق والأخضر
: : :
الشهداء يحبّون اللّيمونْ
يخفّفون ضغط الدّم عن أهاليهم
ويحبون أغصان الكتبْ
وظلال الكلمات المبللة بالأمطارْ
فالكون عندهمْ
صفحة بيضاءْ
: : :
الشهداء يحبّون رائحة الشجرْ
وأفخم العطور وأجمل الأشعارْ
فالكمال لا ينقصه سوى الحبْ
كي يصير كلّ شيء جميلا
: : :
الشهداء وحدهم نبلاء كبارْ
لهم أناقة المؤرّخينْ
وعنفوان الفراشاتْ
لهم صراحة العلماءْ وهدوؤهم
وغبطة الفنانينْ
وغضب الياسمينْ
واحتمال الفلاسفة لكلّ أنواع الحزن ماعدا الفضيحة
واستهتار البحار والسماواتْ بكلّ شيءْ
:::
وحدهمْ الشهداءْ
يتصرّفون كألطف الفلاّحاتْ
يلتقطن السنابل كما يلتقطن الرصاصْ
ويخجلن من العَرقْ
وهنّ يرضعن فلذات أكبادهنْ
:::
ومن الشمسْ
: : :
الشهداء وحدهمْ
لهم أسماءْ
:::
وأمّهاتْ
وقبورْ
أعظم وأشرفْ
من كلّ الدّولْ
:::
وهمْ وحدهمْ
يحبّون الناسْ
في سبيل الحياة
صلاح الداودي،
#صلاح_الداودي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟