أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - مهزلة يُضْرَب بها المثل!














المزيد.....

مهزلة يُضْرَب بها المثل!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3061 - 2010 / 7 / 12 - 14:17
المحور: القضية الفلسطينية
    


إلى الرئيس أوباما يعود الفضل في جَعْل ما يسمَّى "مفاوضات السلام" بين إسرائيل والفلسطينيين مهزلة يُضْرَب بها المثل، فهذا المزيج من السخرية والاحتقار لم نرَ له مثيلاً من قبل، أي في 16 سنة من التفاوض بين الطرفين.

أهو الخضوغ والاستخذاء لضغوط حكومة نتنياهو ومؤيِّدي إسرائيل في داخل الولايات المتحدة، وفي الكونغرس على وجه الخصوص، أم الاحتياج إلى ما يشبه "التجارة السياسية" مع حكومة نتنياهو، هو ما حَمَل، ويَحْمِل، إدارة الرئيس أوباما على جَعْل "وساطتها"، أي وساطة ميتشل، عملاً تُظْهِر من خلاله، وتؤكِّد، إنحيازها الأعمى إلى الجانب الإسرائيلي؟!

الرئيس أوباما استهل عهده (عهد التغيير) بكلام سياسي (فلسطيني) جيِّد نسبياً، أي نسبةً إلى عهد سلفه الجمهوري الرئيس بوش؛ أمَّا المعنى الذي حَمَلَه كلامه ذاك فهو الإصرار على أن تُوْقِف حكومة نتنياهو كل نشاط استيطاني في الضفة الغربية، وفي القدس الشرقية أيضاً، قبل، ومن أجل، بدء، أو استئناف، "مفاوضات السلام (المباشِرة)" بينها وبين السلطة الفلسطينية.

هذا الكلام ما أنْ سمعته حكومة نتنياهو حتى تنصَّل منه صاحبه كتنصُّله من ذنب؛ ثمَّ اقترح الرئيس أوباما، وكأنَّه يحاول ستر عورته التي بانت، بدء مفاوضات "غير مباشِرة" بين الطرفين، أي عبر وسيطه ميتشل، الذي كان ينبغي له أن يتوفَّر على التقريب بين وجهات نظرهما ومواقفهما في قضيتين اثنتين على وجه الخصوص هما "الحدود" و"الأمن"، فإذا نجح في ذلك انتقل الطرفان إلى طاولة المفاوضات "المباشِرة".

وهذا الاقتراح، الذي قُبِل فلسطينياً وعربياً، قد عنى أنَّ إصرار حكومة نتنياهو على عدم الوقف التام للنشاط الاستيطاني (وفي القدس الشرقية على وجه الخصوص) هو ما شدَّد الحاجة (حاجة إدارة الرئيس أوباما المتنصِّلة من كلامها الإيجابي الأوَّلي) إلى بدء مفاوضات "غير مباشِرة"، وأنَّ هذه المفاوضات يجب أن تتمخَّض عن "اتِّفاق" في قضيتي "الحدود" و"الأمن"، وأنَّ الاتِّفاق على حل مشكلة الحدود يجب أن يأتي بما من شأنه أن ينهي النشاط الاستيطاني بصفة كونه سبباً للنزاع بين الطرفين.

هل نجحت المفاوضات "غير المباشِرة" حتى يصبح ممكناً وجائزاً الانتقال الفوري والسريع منها إلى المفاوضات "المباشِرة"؟

كلاَّ لم تنجح؛ ولقد فشلت فشلاً يُسوِّغ إنهاء كل تفاوض مع إسرائيل، فإنَّ مقياس نجاحها من عدمه هو الاتِّفاق على حل مشكلة الحدود (والمشكلات المتفرِّعة منها كمشكلة تبادل الأراضي) بما يجعل النشاط الاستيطاني نشاطاً غير مُضرٍّ بالمفاوضات "المباشِرة"، أو الاتِّفاق على أن يكون الوقف التام للنشاط الاستيطاني (وفي القدس الشرقية على وجه الخصوص) هو المناخ الذي فيه تبدأ وتستمر المفاوضات "المباشِرة".

ومع تأكُّد وثبوت فشل المفاوضات "غير المباشِرة"، بهذا المعنى المزدوج للفشل، والذي هو النجاح بعينه لحكومة نتنياهو، زار نتنياهو الرئيس أوباما في البيت الأبيض، فما كان من هذا الرئيس، الذي على يديه تحوَّلت السياسة إلى مهزلة، إلاَّ أن "خََضَع" "وباع" مرَّة ثانيةً، فزعمت إدارته أنَّ "تقدُّما" قد أُحْرِز، وأنَّ هذا "التقدُّم" يكفي للانتقال فوراً إلى المفاوضات "المباشِرة"؛ فما هو هذا "التقدُّم" الذي أُحْرِز، أو سيُحْرَز عمَّا قريب؟

جوهر هذا "التقدُّم"، أي هذا التراجع الذي سيُسمُّونه "تقدُّماً"، هو أنْ يُوْقِف الجيش الإسرائيلي كل "نشاط" له في مدن رام الله وطولكرم وأريحا وبيت لحم وسلفيت، وأنْ يُسْمَح لقوى الأمن الفلسطينية بالعمل في تلك المدن 24 ساعة في اليوم، وسبعة أيام في الأسبوع، وأنْ يُزال بعض الحواجز، وأنْ يُمْنَح الفلسطينيون مساحة من الأرض تكفي لشقِّ طريق إلى مدينة "روابي" المُزْمَع إقامتها شمال رام الله.

إنَّها المهزلة في مسارها الصاعد، فتعذُّر المفاوضات "المباشِرة"؛ لإصرار حكومة نتنياهو على عدم الوقف التام للنشاط الاستيطاني، ولإصرار الفلسطينيين على وقفه، شدَّد الحاجة إلى المفاوضات "غير المباشِرة"، فلمَّا تأكَّد وثَبُت تعذُّر أنْ تنتهي هذه المفاوضات إلى اتِّفاق (أوَّلي أو مبدئي) على حل مشكلتي "الحدود" و"الأمن" اكتشفت إدارة الرئيس أوباما (بالتعاون مع حكومة نتنياهو، وآخرين) أهمية وضرورة الانتقال الفوري إلى المفاوضات "المباشِرة"، التي ستبدأ من الصفر، أو من تحت الصفر، لتنتهي بعد سنة من بدئها، وعلى ما وعد نتنياهو، إلى "اتِّفاق"، إنْ نُفِّذ (على افتراض أنَّ الطرفين سيتوصَّلان إليه بعد سنة من بدء هذه المفاوضات) فإنَّ تنفيذه سيستغرق زمناً يُقاس بالسنين.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرأسمالية الأوروبية تتسلَّح ب -العنصرية-!
- -العبودية-.. غيض يمني من فيض عربي!
- -المعارَضة- إذ غدت -وظيفة حكومية-!
- إسرائيل -تقصف- الطموح النووي الأردني!
- تعليق -لاهوتي- على حدث رياضي!
- اخترعها الفقراء وسطا عليها الأغنياء!
- حرب إسرائيلية على -النموذج التركي-!
- إلاَّ أسطوانة الغاز!
- ما هو -الزمن-؟
- إنقاذاً لإسرائيل المحاصَرة بحصارها!
- تصحيحاً ل -الخطأ- الذي ارتكبه العرب..!
- إنَّها أسوأ صيغ الاعتراف بإسرائيل!
- أزمة -المواطَنة-.. عربياً!
- -أسطول نجاد- بعد -أسطول أردوغان-!
- -النفاق-.. سياسة عربية!
- ظاهرة أردوغان
- هل نجرؤ على الانتصار؟!
- معبر رفح.. تُغْلِقه مصر فتَعْبُر تركيا!
- امتزاج -الأحمر- ب -الأزرق-!
- جماهير -إعلامية فضائية-!


المزيد.....




- قبيل زيارته إلى المنطقة.. شركة ترامب تعلن عن مشروعين في دبي ...
- وزير الصحة الأمريكي يثير جدلًا بادّعاءات غير دقيقة حول لقاح ...
- المبادرة المصرية تشارك في مؤتمر المنتدى العربي للتنمية المست ...
- سوريا.. شركة فرنسية تستثمر في تطوير ميناء اللاذقية
- والتز يعدد فوائد اتفاقية المعادن المبرمة بين واشنطن وكييف
- إدارة ترامب تدعو لمراجعة برنامج الرعاية الصحية للمتحولين جنس ...
- مستعرضا قدراته الحديثة.. الجيش الباكستاني يجرى تدريبات حربية ...
- فعاليات روسية في معرض تونس للكتاب
- فانس: واشنطن ستسعى إلى محادثات مباشرة بشأن أوكرانيا خلال الم ...
- البيت الأبيض: اتفاق المعادن مع أوكرانيا يعكس التزام الولايات ...


المزيد.....

- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - مهزلة يُضْرَب بها المثل!