|
كان معنا من القدس ...(..!!..)..
سامح عوده
الحوار المتمدن-العدد: 3060 - 2010 / 7 / 11 - 15:12
المحور:
القضية الفلسطينية
كان معنا من القدس ...(..!!..).. بقلم : سامح عوده – فلسطين
القدس المدينة الفلسطينية المنكوبة، والعاصمة الأبدية للدولة الفلسطينية الموعودة، قلب الأمة المسلوب، مسرى الرسول الكريم، أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشرفيين، ومناقب المدينة الكنعانية كثيرة، ولكن الباب الآن ليس باباً تاريخياً لحديث عن مكانة القدس في التاريخ، إذ أن المحابر ينضبَ حبرها قبل أن تفي القدس حقها، القدس الآن تتعرض لأكبر حملة صهيونية مبرمجة، لتهجير سكانها وتغييب وجهها العربي الإسلامي، وما تنقله وسائل الإعلام يبعث في النفس غصَّة خاصة أن الأرقام الواردة من هناك لا تدعو إلى التفاؤل، وان العابرون إلى هناكَ الذين يستطيعون عبور الحدود بعد أن لفت المدينة بسور مقيت .. سلبها فرحتها، ولفها بوشاح من الحزن أثقلَ القلوب، التي ترحل إليها كل يوم، أوجع الصدور المؤمنة التي تذهب كل يوم إلى هناكَ لكنها لم تستطع، فالجند والعسكر المجتمعون على أبواب المدنية المقدسة، أو تحت أسوارها، مهيئون لقمع من يحاول أن يطوف دروبها العتيقة .
في المشهد نفسه لكن من زاوية أخرى، تتعلق بالمشهد الإعلامي الإخباري، العربي، الملتزم، والذي أبى إلا أن يكون مناصراً للحق الفلسطيني في وجه الاحتلال الإسرائيلي، حينما يبثُ تقريراً عن معاناة المدينة وأهلها تقع فضائياتنا العربية في " الشرك " ..!! وأي شرك ذاك إنها عملية ذبح المدينة، ووأدها مبكراً، فهي من باب إظهار نزاهتها، وحياديتها، عادةً ما تلجأ إلى استضافة " إسرائيلي " عبر شاشتها، وحتى لا أقع في " الشرك " نفسه فهو صهيوني ..!! يظهرُ بلباس أنيق، ولان دهائهم، وخبثهم فاق سذاجتنا فهم في العادة ما يلجأون إلى فرز متحدث ٍ يتقن العربية الفصحى، نشأ في المؤسسة العسكرية الصهيونية، فتعلم اللغة العربية، أو أن يكون قاتلاً للعرب، فالضيف كما يسميه الإعلام العربي، يدلي بدلوه في الموضوع الذي استضيف من أجله، ويطرح وجهة نظره، حتى النهاية، وينتهي المقابلة حتى تجد المذيع بابتسامة صفراوية يقول ... " حدثنا من القدس .... " " كان معنا من القدس ..... " وكلمات أخرى تربط بين ذاك الصهيوني ومدينة القدس، فلست أدري ما وجه الربط بين هذا الصهيوني ومدينة القدس ؟ وهل تقع فضائياتنا العربية دون استثناء في هذا " الشرك " عن قصد ؟، أم عن غير قصد ؟ الإعلام الفضائي اليوم يشهد ثورة في تقنياته، وفي أدواته، وفي المجال انتشاره، فهو يعبر الحدود دونما استئذان، وللحقيقة فان جمهور الإعلام الإخباري العربي في ازدياد، وبالتالي فان المادة الإعلامية المقدمة في لحظة تصل إلى ملاين البشر، وان كلمات كتلك التي يتفوه بها مذيعونا تصل إلى جمهور ربما يعرف العربية، لكنه ليس عربياً، وان الربط بين " إسرائيلي " ومدينة القدس يكونِّ رأياً نمطياً، ورأياً مسبقاً، بحيث يربط المشاهد بين الشخصية المتحدثة والمكان الذي تتحدث منه، ومع مرور الأيام ترسخ في ذهنية من لا يعرفون عن أسباب الصراع شيئاً، أن الصراع بيننا ال " نحن " الفلسطينينيون، وال " هم " لقطاء الأرض، هو صراع واختلاف في وجهات النظر ...!!
إن الصراع هو صراع عقائدي قبل كل شيء، وهو صراع على البقاء، فإما أن نكون نحن أو يكونوا هم، ولذلك فهم يلجأون إلى استخدام المكر والدهاء، كي يربطون بين وجودهم ألا شرعي على أرضنا، ولذلك فأن الإعلام هو الطريقُ السهل كي ينفذوا إلى أدمغتنا، ويفتحون أبواب الشيطان في رؤوسنا، فالبعيدُ عن القدس في أصقاع الأرض في لحظة ما سوف يكون إلى صفهم لان الإعلام الحديث وبتقنيات ال " دجيتال " يستطيع أن يفعل ما لم تقدر الآلة العسكرية على فعله، حينما تتحول الحربُ إلى حرب قناعات، مدينة القدس التي تتعرض لحملة صهيونية مسعورة، وتتعرض لأبشع أنواع التهويد كيف لها أن تصمدَ في وجه كل هذه المؤامرات دون أن تقدم يد العون لها على الأقل إعلاميا .
بلا شك أن كثيراً من المصطلحات التي تسقطُ في وسائل إعلامنا وخاصة فضائياتنا تبعثُ على الاشمئزاز، وتتطلب إعادة النظر في السياسة الإعلامية العربية، كي لا نسقطَ في دروب الشرك ونحن لا ندري، أو في كثير من الأحيان ندري ولكن نريد أن نفلسف المشهد ونجعله قابلاً للتأويل، بحيث إذا ما استضفنا إسرائيلي " من القدس " ..!! نعتبرها قفزة نوعية وكأننا خرجنا عن النمط التقليدي ..
فعذراً يا وسائل الإعلام العربي، لقد مارستم هواياتكم، وتفننتم، في قتلنا بخيط من حرير وسكتنا، لعبتم على وتر الانقسام، وأججتم الخلاف، ونشرتم من الكذب الكثير، وجعلتم من القضية الفلسطينية " قميص " عثمان ..!! فصمتنا، وجعلتم من الفلسطينيين مادة للندب، والتفريغ، وصمتنا أيضاً، واستضفتم عبر شاشاتكم الصغيرة إسرائيليون وقدمتموهم للعالم على أنهم أصحاب رأي وصمتنا، ترى أمام فوضى المشهد الإعلامي العربي هل سيستمرُ صمتنا أكثر ..!! كان معكم من خارج مدينة القدس فلسطيني يأبى الصمت على ما يجري من استخفاف بالعقول .
#سامح_عوده (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إنهم يستحقون الاهتمام .. (..!!..)..
-
غَنَيتُ لَكَ ..( ..!!..)..
-
من الأردن إلى فلسطين
-
غزل للذاكرة بين صفحات - عرش الليمون -للمتوكل طه .
-
أحلام ..( .. 1548 ..)..
-
اعبر إلى الأقصى على جسدي
-
كل آذار وأَنّتُنَ بألف خير
-
رقصة
-
روسيا بعيون جديدة ..(..!!..)..
-
ثمة نور في آخر النفق ..(..!!..)..
-
القدس عاصمة العشق الأبدية ..(..!!..)..
-
هي فوضى ..(..!!..)..
-
كأن السماء تمطرُ شعراً، وموسيقى ..(..!!..)..
-
هذيان صباحي
-
اعتداءات المستوطنين كوميديا مكشوفة..(..!!..)..
-
الواهمون ..(..!!..)..
-
أولاد مصر ..(..!!..)..
-
مجازر صبرا وشاتيلا، وإجرام المستوطنين مشهد مشترك والمجرمُ وا
...
-
قلاقل قلقيلية، ومشروع حماس في الضفة .. (..!!..) ..
-
الماضون إلى الجنة .. (..!!..)..
المزيد.....
-
Xiaomi تروّج لساعتها الجديدة
-
خبير مصري يفجر مفاجأة عن حصة مصر المحجوزة في سد النهضة بعد ت
...
-
رئيس مجلس النواب الليبي يرحب بتجديد مهمة البعثة الأممية ويشد
...
-
مصر.. حقيقة إلغاء شرط الحج لمن سبق له أداء الفريضة
-
عبد الملك الحوثي يعلق على -خطة الجنرالات- الإسرائيلية في غزة
...
-
وزير الخارجية الأوكراني يكشف ما طلبه الغرب من زيلينسكي قبل ب
...
-
مخاطر تقلبات الضغط الجوي
-
-حزب الله- اللبناني ينشر ملخصا ميدانيا وتفصيلا دقيقا للوضع ف
...
-
محكمة تونسية تقضي بالسجن أربع سنوات ونصف على صانعة محتوى بته
...
-
-شبهات فساد وتهرب ضريبي وعسكرة-.. النفط العراقي تحت هيمنة ا
...
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|