أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عطا مناع - عن غسان كنفاني والمخيم وتباشير الفجر














المزيد.....

عن غسان كنفاني والمخيم وتباشير الفجر


عطا مناع

الحوار المتمدن-العدد: 3059 - 2010 / 7 / 10 - 14:41
المحور: القضية الفلسطينية
    


بقلم – عطا مناع
ها هي خيوط الفجر تنسج نهاراً جديداً، ما الفرق.... وأنت كما البغال تضع الشوافات وتدور في طاحونة الانتظار، لماذا لا تنام؟ هل لان سنوات القهر أخذت منك ما أخذت أيها الكائن الخمسيني؟ أم انك انضممت الي جموع المخصيين ومشيت منكس الرأس خلف أبو الخيزران؟ قل لي يا أيها العاجز عن دق جدران الخزان؟ لماذا لم تعد الأشياء كما كانت ؟ لماذا فقدت حاسة الشم؟ لماذا لم تعد كنفانياً؟
أيها الفاشل قم وانفض عن كاهلك وجع السنين ومن خان الفكرة، وافتح النافذة وأمعن النظر في المخيم، استحضر سنوات العز، وابحث في الأزقة وفي حناجر العطاش عن أم سعد، وانسج لنفسك حكاية تعينك على تحمل ما لا يحتمل من الوهم ومن كانوا رفاق، قم وتغلب عن قهرك ووجعك واستحضر الأيام الحلوة، إن الفجر لك وحدك وللذين قاموا الليل تقرباً لله، ففي ساعات الفجر يترفق الله في المخيم، فالله والشهداء والمخيم وتباشير الفجر معك فلا تخف.
أيها المخيم: ما الذي تغير فيك؟ ولماذا استأنست لكهفك وانعزلت وتركت الساحة لابو الخيزران؟ أيها المخيم عد الي رشدك ولغسان الذي بشرك بالبدايات والنهايات وقال كلمته ورحل، الإنسان قضية، والقضية لا تموت، والإنسان عهد ووعد ورسالة تحمل في أحشاءها الديمومة، ففي المنطقة المحرمة الفاصلة بين أبو الخيزران ونهج المخصيين يولد العشرات الذين ينضموا لجحافل المبشرين بالخلاص فلا تخف أبو الخيزران الفاقد للرجولة، والرجولة يا سيدي لا تكمن أسفل الصرة، الرجولة بصر وبصيرة وموقف لا يقبل من كانوا وهماً.
لماذا هذه القسوة على الذات؟ كأنك تتلذذ في تعذيب نفسك؟ وما هذا القلق الذي يجتاحك؟ أهو الفجر والخوف من يوم لا ملامح له؟ نعم : إنا اشعر بالرعب من القادم، لأنني لم اعد أرى المخيم، ولا الشهداء ولا تباشير الفجر والله يقسو على المخيم وكأنة يمتحن صبره، لكن المخيم صبر ستون عاماً وأكثر، والمخيم ضاق بأبو الخيزران والقطط السمان، والمخيم مثقل بما لا تتحمله الجبال، المخيم كان حطباً ولا زال، والمخيم تحول لوجبة دسمة على موائد المعربدين، لقد ضاق بك المخيم وضقت به، لكن المشكلة انك لا تستطيع الهروب من نفسك.
دعك من هذا الجنون والمجون أيها الغبي، واقرأ تاريخك من جديد، فأنت ليس نبتة شيطانية في ارض عاقر، وما عدت مجرد لحماً مشوياً في قعر الخزان يكافح من اجل لقمة الخبز، دعك من التفاصيل الصغيرة فعودك صلب وجبهتك صقلتها الشمس، فلماذا الخوف من القادم، ولماذا القلق، أقولها لك للمرة الألف تجول في المخيم واترك لنقسك ولأحلامك المكبوتة الحرية، حلق في الزمان والمكان، اقفز عن ذاتك المترهلة وانظر الي الذين صنعوا التاريخ بلحمهم، واجعل من المخيم بوصلة ومن أمُ سعد أيقونة تستنجد بها في لحظات الضيق لستمد منها الطمأنينة والاشتياق.
ها هو الفجر يأتيك ويودعك الشهداء على أمل اللقاء، يومُ أخر يقربك من النهاية أو البداية فلا فرق، فالبدايات والنهايات تكملان بعض، الم اقل أن الله والشهداء وتباشير الفجر وحراس النار المقدسة والمخيم معك كما ظلك، وألم اقل لك انك تعيش زمن الاشتباك مع المخيم ومن اجل المخيم.
أمعن النظر طويلاً، الحياة تعود للمخيم الذي يشتبك مع أحفاد أبو الخيزران الذين صنعوا لك ألف خزان وخزان، توكل على اللة والشهداء والمخيم واقتحم الخزان واحذر من لا تقرع جدرانه، لا بأس أن يكون خزانك نفقاً في رفح يحسب عليك أنفاسك ويتربص بك لينهشك حياة...... يا سيدي أنت تعيش زمن الاشتباك مع الخزان والنفق ورغيف الخبز وأبو الخيزران، أقولها لك وأكررها لا بأس من الاشتباك ولكن احذر من أن ينبت لك ذيلاً، فصدقني أهون عليك أن تشوى في الخزان أو تلفظ ما تبقى لك من أنفاس في نفق على أن ينبت لك ذيلاً.
عليك بالصبر والانتظار، فأنت لا تنتمي للجيل الذي يطلق للشراع العنان باتجاه شاطئ الخلاص، ألم يقلها لك ولغيرك غسان كنفاني" نحن لسنا جيل الثورة، وما زلنا ننتظر جيلها"، ألم يصفعك بالحقيقة عندما قال لك " إذا كنا مدافعين فاشلين عن القضية، فالأجدر بنا أن نغير المدافعين لا أن نغير القضية"، نعم هي مرحلة قد تطول أو تقصر، ولكن تأكد أن فئران السفينة ستغادرها عندما تلوح العاصفة في الأفق.
عليك بالصبر فهي لك من شمالها لجنوبها ومن شرقها الي غربها، اصبر واستعن بمن سبقوقك من حملة المفاتيح وتزود ببعض من تعاليم الكنفاني والعن أبو الخيزران واقرع جدران خزانك وانتفض على قهرك ودجن وجعك وقلها بملء فمك أن قضيتك باقية متى بقية المخيم، فالمخيم قضية ليس كيس طحين ولا مختبر تجارب، المخيم حبل سري يحافظ على تواصلك مع ذكرى جميلة وحكاية سمعتها من الجد أو الجدة، امتلك الحكمة واصبر واستمد بعض الإيمان من أم سعد وبريق العيون قبيل لقاء اللة والتوحد مع الأرض.
أيها التائه في أبجدية الوعود دقق النظر من حولك، وابحث عن غسان والمخيم وملامح الفجر التي بشروك بها من سبقوك، انهض واترك خزانك وأشح بنظرك عن الوهم ومن يجروك الي القاع، وتذكر انك تملك اللحظة والكلمة، ولا تسمح لهم إخراجك من الصورة، وارفض أن تتحول لظل، احمل مفتاحك في انتظار اللحظة التي ستأتيك حتماً سواء كنت فوق الأرض أو تحتها، وتذكر الذين امنوا بك وبشروا بالخلاص وتوحدوا مع ارض البرتقال الحزين لتذوب الفوارق بين الأرض ومن قرعوا جدران الخزان.



#عطا_مناع (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خبر فلسطيني عادي جداً
- الحلقة المفقودة في لجم أطراف الانقسام الفلسطيني
- المصالحة والانتخابات المحلية ضدان لا يلتقيان
- مؤتمر مناهضة التطبيع وأبله دستوفسكي
- شكراً حماس
- في ذكرى النكبة 62: كان المخيم
- هل تنوفا ألذ من الجنيدي؟؟؟
- في يوم تشيع شهيد معركة الأمعاء على الجعفري
- مات على الحاجز؟؟
- يا سيدي: من حقي أن أعود وأنت لا تمثلني؟؟
- يوم الأرض 2010
- لماذا تستهدف دولة الاحتلال أطفال فلسطين؟
- الزميل عبد الناصر النجار: لا يكفي حرق أثاث النقابة
- هل تريدون انتفاضة في مناطقC ؟؟
- شعب بلا قيادة وقيادة بلا شعب
- الثامن من آذار وجرائم..الشرف؟!
- النقد عيب: لان السكوت...؟؟!!
- الدكتور عزيز ألدويك صمت دهراً ونطق.....
- الوقائي يعتقل والجبهة الشعبية تدين!!!
- عن الشعار الشجب والاستنكار وأشياء أخرى


المزيد.....




- تصعيد عسكري.. قصف هندي لباكستان وإسلام آباد تتوعد بالرد
- رفض خليجي قاطع للمساس بسيادة الكويت في ملف ترسيم الحدود البح ...
- الخارجية الباكستانية: أفعال الهند المتهورة قربت دولتين نوويت ...
- أيهما أقوى عسكريا؟.. مقارنة بين جيشي الهند وباكستان
- ترامب: لا يمكن لإيران أن تمتلك أسلحة نووية ولن يبقى أمامنا خ ...
- الجيش الباكستاني لـCNN: أسقطنا طائرتين تابعتين لسلاح الجو ال ...
- موسكو لكييف: سنرد على أي خرق لهدنة النصر
- -لا يمكن حظر 10 ملايين ناخب-.. ميرتس يعلق على إمكانية حظر حز ...
- مشاهد لانفجارات في إقليم البنجاب بعد إطلاق صواريخ هندية
- ترامب: سمعنا للتو عن ضربات هندية على باكستان وهو أمر مخزٍ


المزيد.....

- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عطا مناع - عن غسان كنفاني والمخيم وتباشير الفجر