أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عطا مناع - هل تنوفا ألذ من الجنيدي؟؟؟














المزيد.....

هل تنوفا ألذ من الجنيدي؟؟؟


عطا مناع

الحوار المتمدن-العدد: 2994 - 2010 / 5 / 3 - 13:15
المحور: القضية الفلسطينية
    


من المفارقات التي يعيشها الشعب الفلسطيني سيادة ثقافة التبعية لدولة الاحتلال الإسرائيلي في أكثر من مجال، والتبعية هنا تؤدي إلى غياب الوعي والاستسلام للواقع تحت شعار ما باليد حيلة، لان الشعور بالدونية الاقتصادية والسياسية والثقافية يفعل فعلة في ظل سيادة الهبوط وغياب النخبة السياسية التي توضح الرؤيا لشعبها.
لقد رفعت السلطة الفلسطينية شعارها الصائب بمقاطعة منتجات المستعمرات الإسرائيلية، والحقتة بمرسوم رئاسي يعاقب كل من يتاجر بهذه المنتجات، هذا التوجه أقام الدنيا ولم يقعدها في دولة الاحتلال الإسرائيلي التي عقدت العزم على الرد بخطوات عقابية للسلطة، وجاء التهديد خلال اجتماع عقدته اللجنة الاقتصادية التابعة للكنيست ألاحتلالي التي أوصت بإغلاق الموانئ بوجه السلطة ووقف تحويل أموال الضرائب ومخصصات التامين وتحويلها لصالح دعم الصناعة الإسرائيلية كتعويض عن الخسائر التي ستسببها المقاطعة.
إن استنجاد نائب رئيس وزراء دولة الاحتلال سلفان شالوم بتوني بلير مبعوث الرباعية الدولية بالتدخل لوقف المقاطعة يؤكد الخسارة الفادحة التي لحقت بالمستعمرات الإسرائيلية جراء المقاطعة، وان قضية المقاطعة تأخذ أبعادا تتجاوز البعد الاقتصادي لأنها ترتبط بصياغة الوعي الوطني للشعب الفلسطيني في مقاومة وكشف الخطط الممنهجه التي وضعتها دولة الاحتلال الإسرائيلي للسيطرة على الوعي الفلسطيني وتفريغه من أسباب المقاومة والفعل الإنتاجي المقاوم لدى شعبنا.
عطفا على ما سبق لابد بد من طرح الأسئلة المشروعة من وجهة النظر الفلسطينية.
هل مقاطعة البضائع الإسرائيلية تنحصر في البعد الاقتصادي المحض؟
ما هي الأبعاد الوطنية والنفسية والثقافية للمقاطعة؟
لماذا هذا الاهتمام الإسرائيلي بإغراق السوق الفلسطينية ببضائع المستعمرات؟
هل من الصعب على الشعب الفلسطيني التخلي عن المنتج الإسرائيلي؟
لماذا المقاطعة الاقتصادية فقط؟ ماذا عن المقاطعة الأكاديمية والثقافية والإعلامية؟
كيف نمتلك المعلومة والحكمة والرؤيا الواضحة التي تؤكد أن مقتلنا كشعب يكمن في التطبيع بكل أشكاله.
ببساطة وحسب المبادرة الوطنية الفلسطينية فان السوق الفلسطيني يستهلك ما يقارب ثلاثة مليارات دولار من المنتجات الإسرائيلية، وان استهلاكنا من الأدوية الإسرائيلية يفوق أل 30 مليون دولار سنويا، هذا يعني أن شعبنا يستهلك 20 % من صادرات إسرائيل من الفواكه وبعض الصناعات الغذائية.
قد يخرج علينا بعض الأكاديميين والمنظرين ليتحفونا بمعلوماتهم حول الاتفاقيات الاقتصادية التي أبرمتها السلطة مع دولة الاحتلال الإسرائيلي وخاصة اتفاقية باريس الاقتصادية التي تسمح بتسويق المنتج الإسرائيلي في الضفة.
وقد يتلذذ احدهم وهو يقارن بين المنتج الفلسطيني والإسرائيلي من حيث الجودة كما قال لي يوما احدهم بان بوظة شتراوس ألذ من البوظة المحلية الصنع،أو أن البنان تنوفا لها مذاق خاص مقارنة مع البنان الجنيدي وحمودة.
الحقيقة التي لا تقبل النقاش أن الشعب الفلسطيني غير ملزم بأية اتفاقيات اقتصادية لأنة يمتلك حرية التسوق، وبحكم أننا شعب يعيش تحت الاحتلال فلا ينطبق علينا قانون العرض والطلب ولا وثقافة الألذ التي يحاول البعض قاصداً تعميها في أوساطنا.
من غير المجدي إخضاع ثقافة المقاطعة للانتقائية، كأن نقاطع بضاعة المستعمرات ولا نقاطع البضائع الإسرائيلية، وان نقاطع دولة الاحتلال اقتصادياً ولا نقاطعها ثقافياً وإعلاميا، فالمقاطعة بمثابة حلقات متصلة يبعضها ولا تخضع للانتقائية، ولا اعتقد أن السلطة الفلسطينية واذرعاها تمتلك القدرة على تعميم المقاطعة لأسباب واضحة، وقد يكون المواطن الفلسطيني هو الحلقة المركزية وصاحب الفعل الأكثر تأئيراً في مقاطعة الاحتلال في كل المجالات.
صحيح أن مؤسسات التطبيع تسرح وتمر في بلدنا، هذه المؤسسات التي تعمل ليل نهار على تفريغ مجتمعنا من مضمونة وأصالته بتنفيذها برامج تجلب الدمار لشعبنا على المدى الاستراتيجي وقد بدأت ملامح هذا الدمار في الأفق بترجمة نتائجها اجتماعيا وثقافيا وأخلاقياً، إلا أنهم سرعان ما يندثروا في ظل سيادة المقاطعة وتعميمها حزمة واحدة لا تقبل القسمة.
استخلص مقتنعا شعبنا قادر على المقاطعة الشاملة إذا امتلك البوصلة والإرادة والقيادة الجماهيرية الصادقة التي تقول وتفعل، قيادة تنادي بالمقاطعة شعارنا قابل للتطبيق، ومؤسسات تتعامل مع المقاطعة كثقافة لا كشغل واجندة للوصول الى أهداف ضيقة، فالمقاطعة كشكل من أشكال المقاومة السلمية هي القادرة على النهوض بالشعار الذي يتردد حول المقاومة السلمية، لكنهم سيواجهون صعوبات في تقبلهم إذا لم ينطلقوا من الثوابت الفلسطينية، لان هدف المقاطعة والمقاومة السلمية مرتبط بالتطلعات البعيدة المدى لشعبنا.
أرى شعبنا الفلسطيني يقاطع كل ما هو إسرائيلي ويكبد دولة الاحتلال خسائر اقتصادية بمليارات الدولارات، وارى شعبنا ينبذ المطبعين الذي لينسلخوا عن شعبهم وقبلوا أن يكونوا خدماً لدي المؤسسات الدولية والإسرائيلية التي تعمل على اجتثاثنا ثقافياً ووطنياً، وأعود للسؤال الذي أطرحة على نفسي وعلى القاريء والمتعلق بالمقاطعة، قد تكون ألبان تنوفا ألذ من الألبان المنتجة فلسطينياً، لكنها تعود إلينا دماً وقتلاً وحصاراً واجتثائاً.



#عطا_مناع (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في يوم تشيع شهيد معركة الأمعاء على الجعفري
- مات على الحاجز؟؟
- يا سيدي: من حقي أن أعود وأنت لا تمثلني؟؟
- يوم الأرض 2010
- لماذا تستهدف دولة الاحتلال أطفال فلسطين؟
- الزميل عبد الناصر النجار: لا يكفي حرق أثاث النقابة
- هل تريدون انتفاضة في مناطقC ؟؟
- شعب بلا قيادة وقيادة بلا شعب
- الثامن من آذار وجرائم..الشرف؟!
- النقد عيب: لان السكوت...؟؟!!
- الدكتور عزيز ألدويك صمت دهراً ونطق.....
- الوقائي يعتقل والجبهة الشعبية تدين!!!
- عن الشعار الشجب والاستنكار وأشياء أخرى
- دكتور صلاح عودة : العيب مش في شعب فلسطين
- سيدي محمود الزهار: كلنا قتلة
- كيف الحال يا قدس
- للموت في فلسطين طعم آخر
- طز في القناة الإسرائيلية العاشرة
- الشيخ القرضاوي: لا يهم الشاة سلخها بعد ذبحها
- فلسطين: صاحبة الجلالة في ذمة اللة


المزيد.....




- تحليل.. سبب رفض الهند إرادة ترامب بوقف شراء النفط الروسي؟
- لحظة ابتلاع انهيار طيني قرية هندية بعد فيضانات قاتلة مفاجئة ...
- السودان.. بيان إماراتي ردا على -مزاعم باطلة لسلطة بورتسودان- ...
- المساعدات من الجو على غزة... غيث لا يروي وغذاء لا يسد الرمق ...
- -بعوض الفيل- .. الصين تحشد جهودها لمكافحة فيروس شيكونغونيا
- هيروشيما تحيي ذكرى مرور 80 سنة على إلقاء القنبلة الذرية
- روسيا تحتج لدى إسرائيل بسبب هجوم على سيارة دبلوماسية
- السعودية تدعو لتأييد وثيقة -مؤتمر حل الدولتين-
- ترامب يهدد بسيطرة الحكومة على العاصمة واشنطن.. ما القصة؟
- قبل انتهاء المهلة.. موفد ترامب يزور موسكو للقاء مسؤولين روس ...


المزيد.....

- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عطا مناع - هل تنوفا ألذ من الجنيدي؟؟؟