أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عطا مناع - شعب بلا قيادة وقيادة بلا شعب















المزيد.....

شعب بلا قيادة وقيادة بلا شعب


عطا مناع

الحوار المتمدن-العدد: 2945 - 2010 / 3 / 15 - 14:33
المحور: القضية الفلسطينية
    


دعت حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح الشعب الفلسطيني إلى النفير العام دفاعاً عن المسجد الأقصى والقدس، وقال سكرتير المبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى ألبرغوثي أن إسرائيل تجاوزت كل الخطوط الحمراء وهي تلعب بالنار، وذهب بعض القادة السياسيين للتبشير بالانتفاضة الثالثة، وتصاعدت الدعوات وخاصة للفلسطينيين المقيمين في فلسطين التاريخية للاعتكاف في المسجد الأقصى لمواجهة إجراءات دولة الاحتلال ومستوطنيها الذين سيفتتحون ما يسمى بكنيس الخراب.
دولة الاحتلال شددت من إجراءاتها في مدينة القدس، وفرضت على الضفة الغربية إغلاقا شاملاً، وشنت حملة اعتقالات نوعية في صفوف الفلسطينيين، وقامت بتنقلات في صفوف الأسرى الفلسطينيين، وهي ماضية في سياستها الاستيطانية رغم الزوبعة المفتعلة التي صدرت عن حليفتها التاريخية الولايات المتحدة الأمريكية.
ليبيا والعرب يستعدون لقمتهم العربية في طرابلس، وعلينا أن لا نعول عليهم، ومن الصعب أن يخرجون بقرارات ملفتة بخصوص القضية الفلسطينية وما يحدث في القدس المحتلة، وقد تكون قمة طرابلس الأكثر ضعفاً مقارنة مع ما سبقها من قمم تميزت بعدم القدرة على الفعل.
على ماذا يعولون؟؟؟؟ على الشعوب وبالأخص الشعب الفلسطيني؟؟؟ معهم حق فالشعب الفلسطيني يمتلك مخزون لا ينضب مع التضحية والعطاء لوطنه، لكن الحلقة المفقودة في الخطاب السياسي العربي والفلسطيني هي وضوح الرؤيا، والسؤال الأكثر إلحاحا المطروح على المستوى السياسي الرسمي والفصائلي الفلسطيني، هل المطلوب انتفاضة ثالثة؟؟ وقد يكون الجواب مرتجلاً، كيف ولماذا.
لماذا: واضحة للشعب الفلسطيني والشعوب العربية، فطالما الاحتلال يعربد على الأرض الفلسطينية فحق وواجب الشعب الفلسطيني مقاومته، وعلى الشعوب العربية أن تشكل العمق الاستراتيجي لشعبنا، لماذا المقاومة؟؟؟ لأنها حق طبيعي وإنساني وقانوني تعارفت عليها كل شعوب العالم، هذه قضيه يفترض أن تكون محسومة عند كل الأطراف.
لكن السؤال الهام، كيف؟؟؟؟؟ هل الانتفاضات التي خاضها الشعب الفلسطيني جاءت بقرارات من الغرف المغلقة وتعبيراً عن رغبة ومزاجية المستوى السياسي؟؟؟ وهل للانتفاضة شروط موضوعية يفترض حدوثها لاكتمال الفعل الرئيسي؟؟ وإذا اتفقنا أن الظروف الداخلية غير مواتية نظراً لعدم نضوج الشروط واكتمالها؟؟؟ ألا يفترض بنا البحث عن الأسباب والنتائج؟؟؟ أليس من واجب القيادة الفلسطينية تجاه شعبها وقضيتها إحداث مراجعة لحقبة سياسية اتسمت بالفشل وباعتراف كافة الأطراف؟؟؟ وإذا اتفقوا على فشل المرحلة.... ألا يفترض منطق الأشياء التطلع إلى الوضع الداخلي وإحداث حراك ايجابي فيه؟؟؟؟
هذا من الناحية النظرية، وعملياً بدء الشعور بالظلم يتسلل إلى عقل الفلسطيني الذي فقد وضوح الرؤيا جراء تعدد الشرعيات السياسية والوطنية.
في الضفة الغربية شرعية، وفي قطاع غزة شرعيات، وكل شرعية تفرخ شرعيات، الأحزاب شرعيات، ومؤسسات المجتمع المدني شرعيات، والتطبيع شرعية مستقلة، والفساد شرعية ومصادرة حقوق الإنسان وحرية الرأي شرعية،وكل هذه الشرعيات بين مزدوجين.
خلاصة القول: الشعب الفلسطيني غارق في غابة من الشرعيات التي تنفي كل واحدة الأخرى، ومن الناحية المنطقية فلكل شرعية شعبها الذي لا يعترف بشرعية الشعب الأخر، فمثلاً منع فياض حجب المواقع الالكترونية استناداً لقناعته بحرية التعبير، هذا قرار سليم، وفي قطاع غزة أعلنت حماس عن حجب مواقع الكترونية تقول أنها تضر بالمصالح الوطنية في غزة وهذا سليم من وجهة نظر شعب حماس.
بناءً على هذا الاعتقاد المدعوم بالحقائق على الأرض، فنحن شعب بلا قيادة وقيادتنا بلا شعب، لان عكس ذلك القوانين الواحدة والشعارات الواحدة والوزارات الواحدة والهدف الواحد والتطلعات الواحدة، والواقع الفلسطيني يسقط ورقة التوت عن الكبير والصغير فينا، نحن نفتقر إلى القيادة الواحد الموحدة التي تقود شعباً واحداً موحداً في مواجهة الأخطار التي تهدد القضية الفلسطينية، وفي هذا المقام لا أتحدث عن أخطار إستراتيجية المدى.
نحن اليوم ندفع ثمن الانقسام، لان دولة الاحتلال مدركة تماماً لحالتنا، وعلينا ان لا نتعاطى مع التحليلات الإسرائيلية التي تتوقع انتفاضة ثالثة، لأنة وكما ذكرت للانتفاضة شروطها، فانتفاضة الحجارة لم تأتي من فراغ، فقد جاءت كنتيجة لتراكمات صعبة عاشها الشعب الفلسطيني وتوجت بحادثة جباليا، وقد كانت تحليلات فصائل منظمة التحرير بعيدة آنذاك عن احتمالية اندلاع الانتفاضة الأولى حيث لحقت بالشعب بعد اشهر من اندلاع الانتفاضة، وبالنسبة للانتفاضة الثانية هناك كلام أخر، ولكن.
المخاطر تفرض على كل الشرعيات الحقيقية للشعب الفلسطيني النزول عن الشجرة وإعادة التوازن بان يكون قادة واحدة للشعب وشعب واحداً للقيادة، وإذا استطعنا كشعب وقيادة الإمساك بهذه الحلقة نستطيع أن نقلب الطاولة على رؤوس كافة الأطراف ونفرض عليها احترامنا على اقل تقدير.
ترجمة الوحدة ليس بالأمر السهل لأننا أمام أجندات والتزامات سرية وعلنية لكافة الأطراف، وبالتالي فان التعويل على القيادات الفلسطينية بإحداث قفزه نحو التغير درب من الخيال، لأنة وبكل بساطة قدمت الصراع الداخلي الذي يفترض أن يكون هامشياً على التناقض الاستراتيجي مع دولة الاحتلال الإسرائيلي ، وهنا يكمن المقتل.
يبقى التعويل على الشعب، لكن الشعب انجر للعبة الشرعيات الفاقدة للشرعية والفعل لان الشرعية الحقيقية تتمثل في شرعية الشعب، ولا بد من حركة للشعب الفلسطيني، حركة أتمنى أن لا تأتي متأخرة، هذه الحركة قادمة لا محالة على اعتبار أن حالتنا المزرية لا تقبل الفراغ، لان تتابع الأحداث على الأرض تتناقض مع ثقافة الشعب الذي ينتظر ويراقب بلا مبالاة، ولكن لا احد يستطيع أن يتوقع حجم المخزون الوطني الذي يكتنزه الشعب الفلسطيني رغم مرارة الواقع وبؤسه، فالشعب الفلسطيني عود قيادته والعالم على المفاجآت.
التحرك قادم لا محالة، قد يكون على شكل انتفاضة ثالثة تعتمد أدوات جديدة لم نعرفها، هذا التحرك الذي قد يطول أو يقصر انتظاره سيغير الخارطة السياسية والاجتماعية الفلسطينية، وإسرائيل تسرع في إحداث تحرك فلسطيني شعبي لإجهاضه مستغلة حالة الانقسام والضعف الفلسطيني، وإذا كانت القيادة الفلسطينية لا ترى هذه الحقيقة فهي تعيش العمى الأبدي.
التحرك قادم، لان الموضوع يتعلق بالقدس، والأمر لا يتعلق بزيارة شبيهة بزيارة شارون التي أدت لاندلاع انتفاضة الأقصى، الأمر يتعلق بالقدس ومسجدها الذي يتعرض يومياً للانتهاك والتدنيس وإجراءات تعطي إشارات جلية بان لحظة الحقيقة قد جاءت، حقيقة الحلم التوراتي بهدم المسجد الأقصى وبناء ما يسمى الهيكل، وما تدشين كنيس الخراب إلا بروفة لهدم المسجد الأقصى.
القدس ستوسع دائرة الصراع، وعلى الفلسطينيين والعرب أن يعترفوا بالحقيقة التي تقلقهم، حقيقة سير دولة الاحتلال بخطى سريعة نحو هدم المسجد الأقصى، وإذا صح ما أقول فان الحراك سيكون عربياً شعبياً ونخبوياً يكون الشعب الفلسطيني رأس حربته، لذلك لا نستطيع أن نتنبأ بأدوات الحراك القادم، لكنها أدوات ستغرق المنطقة في حالة فوضى تدوم لسنوات، وسيدفع النظام العربي الرسمي الذي يتحضر لقمته ثمناً باهظاً، وسنشهد متغيرات في المشهد السياسي الفلسطيني المتعدد الشرعيات الفاقدة لشرعيتها، على اعتبار أن لا شرعية فوق شرعية الشعوب.



#عطا_مناع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثامن من آذار وجرائم..الشرف؟!
- النقد عيب: لان السكوت...؟؟!!
- الدكتور عزيز ألدويك صمت دهراً ونطق.....
- الوقائي يعتقل والجبهة الشعبية تدين!!!
- عن الشعار الشجب والاستنكار وأشياء أخرى
- دكتور صلاح عودة : العيب مش في شعب فلسطين
- سيدي محمود الزهار: كلنا قتلة
- كيف الحال يا قدس
- للموت في فلسطين طعم آخر
- طز في القناة الإسرائيلية العاشرة
- الشيخ القرضاوي: لا يهم الشاة سلخها بعد ذبحها
- فلسطين: صاحبة الجلالة في ذمة اللة
- نتنياهو يضرب الكف ولا يعدل الطاقية
- الحكيم جورج حبش والكلمة الفصل
- حدث في فندق الأفرست
- ماذا لو نزلنا إلى الشارع
- الزملاء الصحفيين : احذروا النعجة دولي
- عن الجنس المحرم
- عن استطلاعات الرأي وصناعة الفشل
- غزة والضفة والموت المجاني


المزيد.....




- -جريمة ضد الإنسانية-.. شاهد ما قاله طبيب من غزة بعد اكتشاف م ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تفقد إحدى عجلاتها خلال الإقلاع
- زوجة مرتزق في أوكرانيا: لا توجد أموال سهلة لدى القوات المسلح ...
- مائتا يوم على حرب غزة، ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية
- مظاهرات في عدة عواصم ومدن في العالم دعمًا لغزة ودعوات في تل ...
- بعد مناورة عسكرية.. كوريا الشمالية تنشر صورًا لزعيمها بالقرب ...
- -زيلينسكي يعيش في عالم الخيال-.. ضابط استخبارات أمريكي يؤكد ...
- ماتفيينكو تؤكد وجود رد جاهز لدى موسكو على مصادرة الأصول الرو ...
- اتفاق جزائري تونسي ليبي على مكافحة الهجرة غير النظامية
- ماسك يهاجم أستراليا ورئيس وزرائها يصفه بـ-الملياردير المتعجر ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عطا مناع - شعب بلا قيادة وقيادة بلا شعب