أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الحافظ - أي آزياء للحزن نرتدي اليوم وأي مركب نستقل؟














المزيد.....

أي آزياء للحزن نرتدي اليوم وأي مركب نستقل؟


عزيز الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 3056 - 2010 / 7 / 7 - 19:14
المحور: الادب والفن
    


ليس للحزن مقر..ولكن له مُستقرْ....لم يمتطي للقدوم مركبة
فضائية من وكالة ناسا يعلوها صدى للوهم متصديءالإنتظار.. أو وهبته مجانا للاحداق..شظايا حمم بركان غائرو صموت وكتوم الغضب...
هالته القدومية من فورها تُغطي سماءأً ليست بسعة الأحداق أو كغيمة تشيرنوبل تفور منها روائح منتقاة لإنغام بتهوفن التآوه ... فلو للحزن عالما ك والت ديزني في ديزني لاند؟ فلن نلجه مهما برع الدعائيون..
لم يكن الحزن برقا لذيذ الرؤية نخاف صواعقه لنصنع مانعتها ومسارات التخيل الممغنط بفيزياويته الإفتراضية لا ولا رعدا مرعبا للاطفال وسكونية الوداعة فيهم ملائكة جنة الأرض..
يلج لذواتنا بلاإستئذان..يٌقدم ويقتحم بلاملامح مرتديا زي زيف نفسه ليقطع انفاسنا اللاهثة بعيدة عن ضفاف قدومه الثابت نصلها في كل فؤاد بشري.
عبد الله وحسن من ملايين الأسماء التي تسبح في فضاء الطفولة البريئة محبورة جذلة تقتنص من سويعات الكظم الطفولي المكبوت،لحيظات دقائقية تجد صداها الآخاذّ في بريق عصفورية الفرح في المآقي..
كان أبوهما آسيرا ل16 سنة نتاج الحرب المجنونة التي ضيعت شبابه وامانيه وسحقت ذكريات وملامح اهله فلم يعد يتذكر حتى سحنات دفق العواطف من والديه لم يعد بعد 16 سنة يميز شحنات ذاك النبض العائلي لقلوبهم فلم يعد النبض نفسه والجسد وعاء مذعور تهرب من اشجاره طيور السرور المفترض..
عاد قاسم ليجد ان الحزن خارج سجنه أسمى وأقسى وأرسى فكيف ينسى !
عاد متزوجا عزوبية مفروضة وبهاء امل ميت بحياة فيها للسرور مقر معلوم الأطراف وحالة مادية ميتة سريريا! لم تصل حق الدفن! ولكن الاقدار رويدا رويدا منحته الفرصة للنهوض من ركام حطام مفروض عليه فكان ثمرة وجمرة زواجه هذين الطائرين النورسين المَحبُورين عبد الله وحسن وقمة افرست مافعلاه انسياه جبال حصاروست والاطلس وكليمنجارو وحتى افرست ! جبال الاحزان التي تراكمت في اوردته 16 عاما ضائعه كان فيه الحزن له صائغا نحتيا ل قاسمٍ بلاملامح!
عصر يوم من ايام الصبر العراقي الكالح الغرائبية .. لامساحات للطفولة يلهون بها تتوفر بها شظايا من السعادة يلتذون بها ويلوذون ،توجه الاخوان على دراجات الجذل منتشين إلى اطراف مدينتهم الشعبية وهناك كان للقدر انياب إفتراسية لو رسمها ليوناردو دافنشي لما تحققت! كان فضاء لهوهم المفتوح ارضا لملاعب الرياضة فيها نصيب زحف العمران البنائي عليها فاحالها ركاما من الذكريات ولكن الاطفال حولها يحومون على ماخزنته الذكرى وتعلقت ..كيف ارسم المشهد؟ هل هي حفرة جمع عمال البناء فيها الماء لتنقيه الاحجار ؟ ام بحيرة للموت مخفية الملامح؟ ام مقبرة للحزن مدروسة الشواهد؟ هل يتخفى الحزن؟ هل يتنكر الموت ليخادع ضحاياه؟ هل ياتي الموت فارسا ؟ ام يتسحب كالجبناء ليسل الارواح البريئة؟
سقط الاخ الاصغر بدراجته في حفرة الماء وهو لايعرف السباحة فترك الاخ الاكبر الدنيا بإسرها وبدراجته وفطرته وبديهته الأخوية الشهامية، لينقذه ولايدري ولن يدري ولن يصرخ ولن يودع... انهما عانقا سوية موت رخيص اختصر 16 سنة كظم غيظ ابوهما... منذ عصر ذاك اليوم وهما غائبان لادراجات ولا ملامح لاتعرف الناس اين رحل اولاد قاسم المسمى الاسير...حتى بعد مرور 10 سنوات على عودته..هياج وصراخ وهسيس الالم بامل ما في النفس دون ان يدري احد ما اين مستقرات ،مرتسمات ،مخططات ،بيانات ، قراءات ذاك الالم ومرتكزاته!
في تلك بقعة الماء الصدء؟ حتى الرابعة فجرا وسط الظلام على ضوء إنارات بدائية ونيران أحشائية تتلظى، كانوا يبحثون عن بصيص امل أين هما دون جدوى حتى صرخ بهم الموت في حفرة الماء البئرية !!إنهم هنا معي متعانقين!! عندها كانت الاحزان الخجلة من نفسها لاتقوى على ترديد نوتة موسيقية واحدة للصمت او النحيب فقد صار كل الآباء اليوم ،قاسما!
ألم يقصم الحزن يوميا قضمة من دفق مشاعرنا؟ لم يختار الطفولة في الوطن؟! لم يسلّ من اوردتنا لحوما ينتشي بتدمير خلاياها خلية بعد خلية؟ امْا نحن أهدافا ايسر لقنصه المفاجيء؟ لم لم يقتنصنا بدلاء؟ ليتني لم أكن أسمع ما نزفت هنا!



#عزيز_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دية قتل المسلم البريء لدى الجماعات المسلحة في العراق هي صيام ...
- ياللفخر! طالبة ذي قارية تحصد المرتبة الأولى أوربيا
- مشاهير الرائيين في كاس العالم يخذلون عشاقهم
- صدق أو لاتصدق في غانا مليون مسلم شيعي! أو جهود الرافضة في دو ...
- في الناصرية 160 عملية لمرض الشفة الارنبية مجانا
- في البصرة 960 حالة عنف ضد النساء خلال سنة واحدة!
- نقلة نوعية في إستراتيجية السياحة البابلية
- في ذي قار إعتقالات للشباب بسبب إنقطاع الكهرباء؟!
- حتى مجانين العراق يتبرعون بالكلى!
- ميسان المنسية تزهو ببطولة طلابها اليوم
- إيّهما أسبق معرفة؟ رئيس وزراء العراق أم بطل كأس العالم!
- سياسونا يتشائمون من الرقم 13
- البرقع في الكيان الصهيوني،ممنوع تشريعيا
- السيد حميد مجيد وزيرا للفقراء والمساكين في العراق
- الطاقات الصحية البحثية ، مواهب مفقودة تنتظر الإحتضان الحكومي
- ورود:غريمة الموت القَنِيصْ
- 40 عاما مدرسة عراقية لم يتخرج من سادسها طالب!!
- أمريكا تنُشيء جيلا شبابيا مستقبليا من النجف الأشرف
- نبش قبر التعويضات الإيرانية حاليا له مغزى سياسي
- إيران الإصلاحية لاتريد السيد نوري المالكي


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الحافظ - أي آزياء للحزن نرتدي اليوم وأي مركب نستقل؟