أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رأفت عبد الحميد فهمي - الموسوعة الدينية لكشف الشياطين














المزيد.....

الموسوعة الدينية لكشف الشياطين


رأفت عبد الحميد فهمي

الحوار المتمدن-العدد: 3055 - 2010 / 7 / 6 - 08:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يتنوع الخطاب القرآني في استعمال الضمائر ونسبتها إلى مستحقيها لكن بداية الإشكالية تجلت عندما تحول خطاب الضمائر من الشيطان المفرد إلى صيغة الجمع الشياطين ولأننا نحن المنوطون بفهم رسالة السماء ونحن القوم الذين يعقلون ويتدبرون لذا تساءلنا متى تم هذا التحول من خطاب المفرد إلى خطاب الجمع أي من الشيطان إلى الشياطين ؟ يبدو أن جموع الصحابة لم يأبهوا لذلك التحول وكأن سقفهم المعرفي لا يعي تلك التجاوزات طالما كانوا في استقبالهم للأيات مؤمنين بخبر السماء فلماذا يتمنطقون ويستفسرون ويبحثون عن أصول المقولات أو يصولون مع تطورات الأفكار فشيطان أو شياطين لا تزيد ايمانهم فالمهم التحذير والتنبيه أما ملكة النقد الفلسفي والنقد التحليلي فهي منعدمة لديهم لأنها قضايا لا تمس حياتهم اليومية المعاشة . لكن آفة التحليل المنطقي هي التي تقودنا إلى نقد البنية المعرفية للنص وتجعلنا نتساءل إذا شاء الله لآدم أن يكون أباً للبشر فسيكون من المنطقي أن يكون إبليس أباً للشياطين كما تؤكد الأيات " أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو وبئس للظالمين بدلا [ الكهف – 50 ] و قوله تعالى : " إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم [ الأعراف – 27 ] فهل قبيله تعني عشيرته من بطون وأفخاذ وفق بنية القبيلة مثل بنية القبيلة الإنسانية ؟ لكن السؤال المركزي الذي نلح عليه هو متى وكيف وأين تم ذلك التحول إلى المجموع بعد أن ظهر خلال الأيات مفرداً ؟
ولنا أن نتتبع المنهج الإلهي الذي أدى للوصول إلى تلك النتيجة وهي تكاثر البشر المتزايد شعوباً وقبائل حيث أوجد الله الأنثى لآدم والتي سوف يقع عليها عبء الحرث واستقبال المني يمنى الذي يخرج من بين الصلب والترائب ثم تتوالى عمليات تطور وتخلق الجنين في بطن أمه من مضغة مخلقة إلى غير مخلقة من خلال مسار طويل يلتزم بانتاج الذرية من النطفة ثم العلقة ثم المضغة هذة المراحل التي أسهبت الأيات في ذكرها وتوضيحها تكشف لنا المنهج الرباني لجعل آدم أباً فعلياً للبشر لكن الأمر إذا خص الكائنات الأسطورية كالملائكة والجن و إبليس وجدناه يتسم بالإبهام والغموض ولم يذكر النص أن هناك ثنائية الزوجين الذكر والأنثى أو أن الله خلق من إبليس زوجة كيما يحرثها ويصب في رحمها المنى يمنى لكن جموع المؤمنين والفقهاء والعلماء قد تقبلوا النص دون تدبر فإذا أدركوا أن هناك إشكالية لم يجب النص عنها اخترعوا الروايات الخيالية كي ما تتوافق مع هذا التحول الغريب من صيغة المفرد إلى صيغة الجمع كما نطالعه في كتب التفسير المعتمدة وهي أقاويل لا يعتد بها لأنها مجرد تصورات لاسند يقيني لها من النص القرآني نفسه . واختلف الفقهاء هل لإبليس ذرية من صلبه ؟ فقال الشعبي : أنه لا تكون ذرية إلا من زوجة وقال مجاهد : إن إبليس أدخل فرجه في فرج نفسه فباض خمس بيضات فهذا أصل ذريته وقيل إن الله خلق له في فخذه اليمنى ذكراً وفي اليسرى فرجاً فهو ينكح هذا بهذا فيخرج كل يوم عشر بيضات يخرج من كل بيضة سبعون شيطاناً و شيطانة فهو يخرج ويطير لكن القشيري أبو نصر قال حسماً لتلك الخزعبلات : أن الله أخبر أن لإبليس أتباعاً وذرية وأنهم يوسوسون إلى بني آدم وهم أعداؤهم ولا يثبت عندنا كيفية في كيفية التوالد منهم وحدوث الذرية عن إبليس فيتوقف الأمر فيه على نقل صحيح [ تفسير القرطبي 6 / 4037 ] .
كما يتبادر إلى الذهن كون الشيطان هو صفة لكل متمرد عاص من طائفة الجن أو طائفة الأنس كقوله تعالى : " شياطين الجن والأنس "[ الأنعام – 112 ] حيث تؤكد الأية " فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه "[ الكهف – 50 ] وهو مما سيؤدي إلى المعضلة الشهيرة التي لم يحسمها المفسرون آلا وهي كيف تواجد إبليس ذو الطبيعة النارية من أصوله التي تنتمي لجموع الجن كما نفهم من سياق الآية و وقف وسط الملاء من الملائكة والخطاب صريح " وإذ قلنا للملائكة اسجدوا فسجدوا إلا إبليس آبى واستكبر و كان من الكافرين [ البقرة – 34 ] كما لنا أن نلاحظ مما لا يدع مجالا للشك أن تسمية إبليس كانت قبل العصيان والإباء والتمرد إذن آية " و خلق الجان من مارج من نار " [ الرحمن – 15 ] تخلو من الدلالة الثنائية آلا وهي دلالة الزوجين الذكر والأنثي وإن التبس الأمر على الفقهاء بالنسبة لآية " لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان " [ الرحمن – 56 ] حيث أكدوا أن ذكور الجن هم من سيقومون بفعل الطمث و هو النكاح بالتدمية كما ذكره القرطبي في تفسيره [ 9 / 6351 ] . هنا تزداد المعضلة ويتفاقم الإلتباس ولا نجد أن قرائح المفسرين قد صححت أو تجاوزت المشكلة بل زادت الأمر تعقيداً دون الإنتباه أن المشكلة قابعة داخل النص نفسه ونظراً لأن النقد مغيب وممنوع فلا يجرؤ أي منهم على إدانة النص لأنه جاء بالمستحيل اثباته والمستحيل تعقله لقوم ذوي ألباب يتدبرون .
ومن العسير أن نكره عقولنا على احتساب ذلك الأمر من الغيبيات التي استأثر الله بعلمها وهي ليست من شروط الإيمان ولا هي إنكار ما هو معلوم من الدين بالضرورة و لكنها قضايا خرجت من رحم اللامعقول المقدس الذي يتعالى عن النقد والإدانة فكيف يمكن لنا احتساب التغاضي عن اثارة التساؤل رهناً بالإيمان من عدم الإيمان نظراً لأن وظيفة الشيطان من الأهمية الدينية التي لا يمكن إهمالها لما تتمتع به من مكانة مرموقة يحتلها داخل السياق القرأني ومعنى كلام المفسر القشيري أبو نصر أنه طالما كان النقل صحيحاً فنقمع تساؤلاتنا ونئد عقولنا أمام سلطة النص الباطشة فلا نقد ولا تحليل وهنيئاً لقوم لا يتدبرون.......... .



#رأفت_عبد_الحميد_فهمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدلية الجائز والضروري في الفكر الإنساني
- التشخصن الذكوري الغلاّب
- معضلة التعميم ( كل) معضلة مقدسة
- الإشكالية المنطقية في علة الخلق والخليقة
- أزمة السكن الإلهية
- طرائف عن مباهج العورة وهاجس السوءة
- الفضائل شأن إنساني محض
- باب تكليف الشياطين وحفظ أعمالهم
- هل للأصنام مسؤولية جنائية؟
- تأملات يوم الخندمة يوم فر صفوان وعكرمة
- عن التكتيك السماوي والتكتيك الأرضي
- البينة المفقودة والغائبة
- القضية المغلقة و الوقوع بين محالين
- الغيب المقروء هل يصمد الغيب طويلا
- اشكالية الصفات الحسنى والأسماء غير الحسنى
- بين مكة وجرينتش يا قلبي إحزن
- الأعتداد في أحكام المعتدات
- عن التصنت والإستماع سألوني
- دلائل الكشف العميق عن القتل العميق
- المناظرة العجيبة


المزيد.....




- قناة أمريكية: إسرائيل لن توجه ضربتها الانتقامية لإيران قبل ع ...
- وفاة السوري مُطعم زوار المسجد النبوي بالمجان لـ40 عاما
- نزلها على جهازك.. استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 20 ...
- سلي أولادك وعلمهم دينهم.. تردد قناة طيور الجنة على نايل سات ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- نزلها الآن بنقرة واحدة من الريموت “تردد قناة طيور الجنة 2024 ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- كاتب يهودي: المجتمع اليهودي بأمريكا منقسم بسبب حرب الإبادة ا ...
- بايدن: ايران تريد تدمير إسرائيل ولن نسمح بمحو الدولة اليهودي ...
- أستراليا: الشرطة تعتبر عملية طعن أسقف الكنيسة الأشورية -عملا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رأفت عبد الحميد فهمي - الموسوعة الدينية لكشف الشياطين