أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - رأفت عبد الحميد فهمي - المناظرة العجيبة














المزيد.....

المناظرة العجيبة


رأفت عبد الحميد فهمي

الحوار المتمدن-العدد: 3013 - 2010 / 5 / 23 - 21:53
المحور: كتابات ساخرة
    



رؤية من وحي الأساطير
أمر الله كل من كان في الحضرة الإلهية من ملائكة كرام بررة أن يسجدوا لآد م توقيراّ وتكريماّ للبدعة التي أبدعها بعد أن سوى آدم من طين الحمأ المسنون بيديه ونفخ فيه من روحه وعلّمه الأسماء كلها فقعوا كلهم ساجدين للخليفة سفاك الدماء آدم فتدافعت الملائكة منكبين على أرض الحضرة الإلهية تنفيذاّ للأمر الحكيم اسجدوا فسجدوا إلا إبليس وقف عاصياً الأمر متحدياً السطوة الربانية حتى أندهش الله لذلك الناتئ وسط جموع الخانعين والذي ظل واقفاً بطوله فتوالت الأسئلة من الله المنتظر الإجابة التي حيرته : ويحك يا إبليس لماذا لم تسجد إذ أمرت جموع الملائكة ؟ ألم تسمع الأمر ؟ أجب لماذا لم تكن ضمن الساجدين ؟ هل استكبرت أم كنت من العالين .؟
ومن هم هؤلاء العالون والخطاب أحادي التوجه للملائكة الذين لا يعصون الله ما أمرهم أبداّ فقال إبليس مترفعاّ بطبقيته : أأسجد لمن خلقت طيناّ .؟... أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين فقال الله غاضباّ : هل جرؤت أن تشق عصا طاعتي لماذا لم تسجد إذ أمرتك ؟ مازال الله يبحث عن سر الجحود والإستعلاء لذلك المخلوق الذي يدعى " إبليس" فأجاب الجاحد بعد إعمال عقله مدافعاّ عن قناعاته الخاصة الخاطئة : كيف أسجد لمن يعيث في الأرض فساداّ ويسفك الدماء لأقل الأسباب الواهية لقد خلقته من طين لازب وخلقتني من نار قادحة . قال الله مستنكراّ : وما الفرق بين قيمتي الطين والنار وكلاهما صنع قدرتي ؟ و من أوهمك أن النار أشرف منزلة من الطين و طبائع الأشياء على درجة من التساوي واحدة فكلاهما مخلوقاتي من ابداع تصاريف قدرتي وكوني أصدرت أمراّ يعني ويحتم المامي بصحة نتائجة لذا فحجتك يا إبليس باطلة وعليك تنفيذ امر السجود بلا مجادله .رد إبليس مستفسراّ : لقد علمتنا أن السجود لك وحدك دليل قداسة لربوبيك والسجود لغير الله شرك فما لهذا المخلوق "آدم" من شرف أو منزلة ؟ فهو بلا تاريخ بلا سيرة مبشرة بلا فضل بلا سؤدد بلا بطولات فاتكة هو مجرد كائن بدائي مازال يرزح في غيمة الإمكان الغامضة بل مازال محض عجينة من الطين سويتّها ونفخت فيها روحك السامية فلم السجود إذن ؟ غضب الله وقال : عليك اللعنة فأنت مطرود شر طردة من جنتي هيا اخرج منها مذؤوماّ مدحوراّ و عليك لعنتي إلى يوم الدين ترتكس في دركات العذاب بلا توبة بلا آوبة بلا عودة خالداّ في النار مشوياّ محروقاّ في سعير جهنم الحارقة و من فيح حممها تكتوي أبداّ .فقال إبليس متحدياّ : وهل تؤذي نارك طبيعة ناري التي خلقتها .. ربما يكون جحيمك ثلوج تطفئ ناري الموقدة . ثم راح يتساءل متفكراً :
هل عدم سجودي لأدم مخالفة لأوامرك أم جاء عصياني موافقاّ لمشيئتك ؟ فالأمر الإلهي يطاع أو يعصى لكن المشيئة لا راد لها لذا فعصياني أوامرك قد جاء متوائماّ للمشيئة الإلهية تام الموافقة فلم الغضب والأمر بطردي من عرصات جنتك وأنا منفذ تماماً لأحكام مشيئتك .
تلك إذن لمعضلة لقد وقع إبليس بين براثن الأمر والمشيئة فمن يسأل الله عن مناطقه الشائكة ؟ لكن إبليس فكر ملياً وطلب مستجدياً : آلا تمهلني قليلاً لو أخرّت عذابي وأنظرتني لأفسد لك خليفتك وأريك كيف أحتنكه وأغويه وأفتنه فأسوقه إلى ارتكاب الفظائع والموبقات ما يشيب له الولدان سأجعله نهّـازاً للفرص مرتشياً مدمناً للتسلط والمعصية ربي ..ماذا لو أمهلتني ؟قال الله : ومن منحك قدرات الإفساد تلك الهائلة ؟ فقال إبليس : الفضل والمنة من عطاياك يا من جعلتني أتبوأ حيل الوسوسة والتي لا تحتاج إلى قرب من آدم و لامشافهة فأنا بفضل عزّتك محجوب عنه لا تمسني قوته . قال الله : كأنك يا إبليس تتحداني وتسعى لإفساد خليفتي . قال إبليس : بعزّتك بما أغويتني لأغوينهم أجمعين تهديهم أنت إلى الدروب الآمنة وأغويهم أنا للمعاصي المخزية ..............هنا تساءل الله وأخذه العجب : أتريد تخريب شرائعي ونشر الإلحاد والجحود بين أبناء خليفتي فهل بعد كل تبجحاتك الظاهرة أوافق على إمهالك وأجعلك من المنظرين ؟؟؟؟
فأجاب إبليس بخبث خبيث : بفضل شروري وضغائني ستفيض أنوار ربوبيتك وتسطع شموس عدالتك لذا الرجاء أن ترزقني صك الموافقة . فسأله الله: وكم هي تلك المهلة التي طلبتها ؟ فأجاب : إلى يوم يبعثون في الآخـرة .فقال الله آمراً : إذهب إنك من المنظرين إلى يوم يبعثون لا تموت ولا تشيخ ولا تصيبك الأوبئة و لاتخمد منك الوسوسة واستفزز منهم من استطعت واجلب عليهم بخيلك وشاركهم الأموال والغرور فمصيرك ومن تبعك سعير النار الموقدة ..هنا تعالت زغاريد إبليس وراح يرقص من فرط الفرحة وقال : آلا أشكر نعمتك فقد رزقتني ميراث الإفساد والوسوسة أفلا أكون عبداً شكوراً . سأله الله : هل لديك مطالب أخرى ؟ قال : هلا جعلت لي طريقاً أتسلل منه إلى جنتك حيث يسكن خليفتك كي أنزغه ونبدأ وإياه آلاعيب الوسوسة . فقال الله : انتظر حتى أأذن لك الدخول أبواب جنتي ...........



#رأفت_عبد_الحميد_فهمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطهارة المزعومة
- آل جحش والظلم المستباح -3-
- آل جحش والظلم المستباح -2-
- آل جحش والظلم المستباح
- السقف الأبستمولوجي للأساطير
- يسألونك عن مأزق النكاح
- الله بين الزمان والتصور العقلي


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - رأفت عبد الحميد فهمي - المناظرة العجيبة