أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رأفت عبد الحميد فهمي - دلائل الكشف العميق عن القتل العميق














المزيد.....

دلائل الكشف العميق عن القتل العميق


رأفت عبد الحميد فهمي

الحوار المتمدن-العدد: 3014 - 2010 / 5 / 25 - 08:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تحيلنا سورة البقرة أول السور التي نزلت في يثرب بعد الهجرة إلى بيان مهادنة وطلب ود اليهود المقيمين في المدينة كقوله تعالى : "يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضّلتكم على العالمين" (البقرة – 47 ) خاصة بعد توقيع ميثاق الأئتلاف والمصالحة في الصحيفة الشهيرة و المذكورة في كتب السيرة والتي سميت مجازاً بدستور المدينة وقد أسهب المفسرون و أجادوا في تعميق الحس السياسي للحاكم الجديد الوافد و الهارب من عشيرته بإبرامه لتلك الإتفاقية التي تحدد الحقوق والواجبات. والمتأمل في نصوص تلك الوثيقة يلمح الرغبة في زيادة حجم الحلفاء واعطاء الحرية السياسية للجماعة الجديدة في أن تلعب دورها المنوط بها دون تكدير أو إثارة القلاقل والمشاكل من جانب المقيمين في المجتمع اليثربي إذا عرفنا أن المسلمين ظلوا متخذين بيت المقدس قبلة لهم في صلاتهم قرابة سبعة عشر شهراً .
لكن ما يهمنا هنا هو تأثر الفكر المحمدي بالسقف الأسطوري لليهود عندما أخذ من موروثهم الثقافي والديني القصص والأساطير بلا نقد ولا تمحيص ولا حتى عقلانية وقد تمثل ذلك واضحاً حينما راح يسرد قصة قوم موسى في مسألة كيفية الكشف عن القاتل في جرائم القتل مجهولة الفاعل وكيف أن الله العليم الخبير السميع البصير الذي لا تخفى عنه خافية سيمنحنا المنهج الرباني للتعامل مع تلك المشكلات الشائكة كما سيظهر ذلك في قصة البقرة والتي سميت السورة بإسمها نظراً لأهميتها التشريعية في كشف مرتكبي جرائم القتل فهي الحجة الإلهية الدامغة والتي لا ينكرها إلا جاحد جحيد و نسأل بدورنا أئمة الفقهاء لماذا لم تأخذ الحكومات العربية والدول الإسلامية بذلك المنهج الرباني في مجال الكشف عن جرائم الجنايات ؟ بدلاً من أكاديميات الشرطة و أجهزة المباحث العامة خصوصاً إذا تأكدنا أن هذة الآيات صريحة و يقينية الثبوت يقينية الدلالة بلا مراء خاصة إذا تخاصمتم في شأن القتيل كل واحد منكم يدرأ ويدفع التهمة عن نفسه كما قال تعالى : "وإذ قتلتم نفساً فادرأتم فيها والله مخرج ما كنتم تكتمون" ( البقرة – 73 ) والله يخرج الأعتراف بلا ضرب أو تنكيل أو تعذيب للمتهم البرئ حتى تثبت إدانته حيث يطالعنا المنهج المدهش في التعامل مع جرائم القتل الغامضة في بيان كيفية الوصول إلى القاتل الفعلي بكل سهولة ويسر بفضل الله ومنّته التي امتنها على قوم موسى . فالمنهج الرباني المسطور في اللوح المحفوظ هو منحة مجانية لنا لتخفيف الحمل الثقيل عن كاهل المحققين والذى يتبدى في وعثاء رفع البصمات أو عناء تشريح الجثة تشريحاً طبياً للوصول إلى معرفة سبب الوفاة فهو يغنيهم عن حصر الكدمات والسجحات والجروح السطحية والغائرة أو المحاولات الشاقة لتحديد أين وكيف ومتى تمت جريمة القتل أو اللجوء إلى تحليل حمض DNA فالمنهج الرباني الواضح وضوح الشمس في كبد السماء كفيل وحده بفك الطلاسم وحل كافة الألغاز و العمل في سرعة ومهارة و براعة لتقديم القاتل إلى العدالة والمحاكمة كي تقتص منه فلنا في القصاص حياة يا أولي الألباب .
وقد تجلى المنهج الرباني الخارق للعادة والمدهش عندما قال أهل القتيل : يا موسى سل لنا ربك أن يبين لنا عمن قتله أو قالوا : لا نجد أحداً يبين لنا من قتله غيرك يا نبي الله فقال موسى لقومه وهو الهارب من جريمة قتل معترف بها كما تذكر الأية : "قال رب أني قتلت منهم نفساً ( القصص – 33 ) هذا النبي القاتل والهارب رد عليهم بقوله : أن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة ( البقرة – 67 ) ولفرط اللامعقولية السافرة في قول موسى قال القوم المتعجبين :أتتخذنا هزواً......ثم دخلوا معه في استفسارات وتساؤلات مشروعة عن سر تلك البقرة المدهشة فقالوا ماهي ؟؟ قال أنه يقول : أنها بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك أي أنها لا هرمة عجوز ولا صغيرة (عجل ) أي أنها بين البكر والهرمة . ثم سألوه ما لونها ؟؟ فقال أنه يقول : أنها صفراء فاقع لونها تسر الناظرين .فقالوا إمعاناً في التحديد بعد أن تشابه عليهم البقر ما هي ؟؟ فقال أنه يقول : بقرة لا ذلول فلا تثير الأرض ولا تسقي الحرث مسّلمة من العيوب لاشية فيها أي لا بياض فيها ..هنا بلغت الحجة الدامغة أوجّها حيث توافقت المواصفات الربانية الهابطة من فوق سبع سماوات مع أرض الواقع الزاخرة بالبقر فقالوا وقد ظلّلهم اليقين الذي لا نعرف مصدره : الأن جئت بالحق ( البقرة – 71 ) فذبحوها لكنهم حتى هذي اللحظة مازالوا حيارى مندهشين ولسان حالهم وماذا بعد ذبحها يا نبي الله ؟؟ لكن ضرورة الصبر هنا فضيلة يحتذى به حتى تنكشف الغمة فالصبر لزوم ما يلزم ولنرى المنهج الرباني في تجلياته الساحقة الماحقة بعد ذبح البقرة المدهشة والتي تضم بين جنباتها سر الأسرار. لم يلبث الوحي حتى أمرهم نبي الله موسى أن يأخذوا عظماً منها فيضربوا به القتيل تنفيذاً للأمر الإلهي " فقلنا أضربوه ببعضها " (البقرة – 73 ) واختلف المفسرون في أي جزء يكمن السر الرباني فمن قال بالعظم الذي يلي الغضروف وقيل بلسانها وقيل بعجب ذنبها وقيل ببعض لحمها أو بلحم فخذها حتى حسم ابن كثير المسألة وقال نحن نبهمه كما أبهمه الله فلا داعي للسؤال عن أن جزء كان من أعضاء البقرة ( تفسير ابن كثير 1/ 132 ) فبأي جزء كان ضربوا القتيل المجندل في دمه أو تشخب أوداجه دماً فقالوا له من قتلك ؟ قال وبعد أن ردت الروح إليه : قتلني فلان.أو في رواية أخرى فرجعت إليه روحه فسمى لهم القتيل ثم عاد ميتاً كما كان ( التفسير السابق ص 127 ) والطريف في الرواية الخارقة للعادة هو { ثم عاد ميتاً كما كان } وكأن الله كان يريد من القتيل اسم القاتل فقط فإذا أنبأ به القوم بدلاً من إرسال جبريل بالوحي باسم القاتل فالحاجة إليه انتفت وأن المنهج الرباني حاسم فلم تفتشون وتنقبون وتبحثون وراء القاتل المجهول والمنهج بين أيدينا لا لبس فيه ولا مراء وهكذا رأينا سهولة الكشف العميق عن جرائم القتل العميق فهل من استفسار يرحمكم الله ........



#رأفت_عبد_الحميد_فهمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المناظرة العجيبة
- الطهارة المزعومة
- آل جحش والظلم المستباح -3-
- آل جحش والظلم المستباح -2-
- آل جحش والظلم المستباح
- السقف الأبستمولوجي للأساطير
- يسألونك عن مأزق النكاح
- الله بين الزمان والتصور العقلي


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رأفت عبد الحميد فهمي - دلائل الكشف العميق عن القتل العميق