أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ياسمين يحيى - هل فعلا تحرر الرجل العربي الليبرالي !!..















المزيد.....

هل فعلا تحرر الرجل العربي الليبرالي !!..


ياسمين يحيى

الحوار المتمدن-العدد: 3053 - 2010 / 7 / 4 - 09:42
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


صحيح أن السلوكيات ونمط الحياة الذي يعيشه المجتمع يؤثر على جميع أفراده، ولكن هل هذا يعطي العذر للرجل العربي الليبرالي بأن لا يكون ليبراليا فعلا بمعنى الكلمة !

لن أتطرق هنا لكل جوانب فكر الرجل العربي الليبرالي وسأخذ جانب واحد من تفكيره والذي هو أكبر دليل على لبيراليته الحقيقية من عدمها ألا وهو نظرته الى _ المرأة _ .
فهل فعلا تحرر الرجل العربي الليبرالي أم لا زال ينظر للمرأة كنظرة هارون الرشيد لنسائه وجواريه !

في أعتقادي أن أي رجل في الدنيا لا يحترم مشاعر وأحاسيس امرأة ويفضل جسدها على صدق مشاعرها تجاهه هو نسخة طبق الأصل من سيء الصيت هارون الرشيد ، وأيضا أي رجل يذهب لبائعة هوى ويدفع لها ثمن ليلة أو ساعة معها فهو مجرد رجل شهواني بلا أحساس لأنه يمارس الحب مع امرأة يعرف جيدا بأنها لم تمنحه أياه من إجل سواد عيونه أو لأنها تحبه أو معجبة به بل من إجل ثمن محدد مسبقا ، وهو لا يقل دونية عنها لأنهما يفعلان ذات الشيء وشريكين به .

أن هذا النوع من الرجال لا يمكن أن يكونوا أصحاب فكر متحرر لأنهم لو كانوا كذالك لما قبلوا بأمرأة لا تكن لهم‏ أية عاطفة أو رغبة ولا يهمها منهم سوى مصلحة مادية من أي نوع كانت .
فأنا أعتقد أن الأنسان الذي يملك فكرا متحررا يجب أن يكون محترما لنفسه ولغيره ولا أتصور أن في ذالك أحترام لا لنفسه ولا لغيره .

عندما يقبل رجل أن يكون علاقة مع امرأة بهدف الجنس فقط وتخلو هذه العلاقة من أية مشاعر حب وعاطفة ورغبة في شخص الأنسان ذاته فماذا يكون تفكير ذالك الرجل بالمرأة ! وماهي نظرته لها ! فهل هذا رجل متحرر فكريا ! وهل يختلف عن أي رجل تقليدي آخر لا يرى في المرأة سوى أنها جسد لأشباع رغبته الجنسية ؟

الرجل الليبرالي في المجتمع العربي ليس عليه قيود من الأسرة والمجتمع فلما لا يعيش حياته مع حبيبة يحبها وتحبه لأجله ويفضل علاقة ليس لها أي أساس سوى المصلحة المادية من الطرفين ! إليس هذا دليل على أنه مازال يعيش في عصر الجواري وأسواق النخاسة ! وأنه معجب جدا بشخصية هارون الرشيد ومنجذب إليها وأن لم يعترف بذالك .

لا يوجد رجل في العالم كله يحترم امرأة ويعترف بأنسانيتها ثم يستهين بعواطفها وأحاسيسها تجاهه ويرفض كل تلك المعاني المعنوية الجميلة أذا لم تمنحه جسدها ثم يقول : أنا رجل ليبرالي الفكر .
أي فكر متحرر هذا الذي لا يعترف بروح الأنسان ومشاعره وعواطفه ويقدم عليها الجسد المادي كدليل على الحب !
أن أي رجل يفكر هكذا تفكير لا أنساني من العيب عليه أن يدعي الليبرالية والتحرر من الفكر التقليدي المتخلف .

علاقة الرجل العربي بالمرأة هي أكبر وأوضح برهان على صحة تحرره وتطور فكره ، فأذا كانت علاقته بها مبنية على الحب والأحاسيس الصادقة في المقام الأول فهو فعلا رجل ليبرالي من هذا الجانب على الأقل، أما أذا كان أساس علاقته بها وأول شروط عقدها هو الجسد فهذا مع أحترامي له رجل قبيح من الداخل حتى لو كان أوسم رجل في الدنيا.
وهكذا يكون قد فقد أهم شرط من شروط الليبرالية وبذالك لا يكون ليبرالي حقيقي قولا وفعلا .

الأنسان كائن عاقل وهذا يعني أن لديه عقل يفكر من خلاله ويتصرف على أساسه وبالتالي سيكون سلوكه سلوك أنساني وليس حيواني غريزي ، وبما أن الدين سلب عقل الأنسان وجعله لا يفكر من خلال عقله وأنما من خلال دينه فأصبح أنسان غريزي كالحيوان وخاصة الأنسان الرجل ، فمن الطبيعي أن يفكر الرجال التقليديين في المرأة بأنها مجرد جسد لأمتاعهم ومن المتوقع أن تكون نظرتهم لها نظرة جنسية فقط لا أكثر .
‏أما أن يكون صاحب هذا الفكر وهذه النظرة رجلا ليبراليا متحررا من الدين وجهله فأن هذا ليس طبيعيا ولا متوقعا منه أبدا .
فكيف لرجل يعترف بأنسانية المرأة ومساواتها الكاملة معه وفي نفس الوقت يعتبرها أداة لأمتاعه ويستمتع معها بدون مشاعر حب وعواطف تربطهما معا ! ما فرق علاقة كهذه عن علاقة الحيوان بالحيوان في موضوع الجنس؟

طبعا أنا تحدثت عن جانب الحب والجنس فقط في فكر الرجل الليبرالي العربي بخصوص المرأة لأن هذا الجانب هو أول ما يخطر في عقول العرب عند الحديث عن علاقة الرجل بالمرأة، ولكن هناك أيضا جوانب أخرى لا يؤمن بها الرجل العربي الليبرالي أذا تعارضت مع مصلحته وأنانيته .

السؤال الذي يحيرني هنا ، هل هذا هو حال جميع ليبرالين العالم عندما يتعلق الأمر بالمرأة أم هو خاص بالرجال العرب الذين هم حديثي عهد بالفكر الليبرالي المتحرر ؟ هل لأن من الصعب على الرجل العربي التخلص من موروثه المشوه لصورة المرأة والذي يعتبرها مفعولا به وليس أنسان فاعل مثله تماما لذا فهو يتعامل معها بهذه الطريقة وهذا الأسلوب التجاري؟

عندنا في السعودية أغلب الرجال الليبراليين كانوا من المتشددين دينيا والذين أنقلبوا فجأة و رأسا على عقب من اليمين الى اليسار بعد أكتشافهم حقيقة الدين فهولاء لا يمكن أن يصبحوا ليبراليين حقيقيين حتى بعد خمسين ألف سنة لأن الفكر الديني المختص في كيان المرأة مازال يجري في دمائهم ومن الصعب التخلص منه في عدة سنوات وأن تخلصهم من الأمور الأخرى أسهل بالنسبة إليهم من أمر كينونة المرأة كأنسان من روح ودم وأحساس مرهف ومشاعر رقيقة وراقية، وذالك لأنهم مازالوا يعيشون في ذات البيئة التي تطبق هذا الموروث حرفيا وهذا يعطيهم بعض العذر لتأثرهم بما حولهم لذالك لا نلومهم ولكن الذي لم يمر بمرحلة تدين أو الذي يعيش في الدول الغربية فهولاء لا عذر لهم ، وفي الحقيقة أن أي رجل ليبرالي سواءا كان متدين سابق ويعيش في بيئة تقليدية متخلفة أو غيره فلا عذر له في عدم أعترافه بأنسانية المرأة وعدم أحترامه لعواطفها وطريقتها في التعبير عن حبها وأحاسيسها . ولكن قد نخفف الحكم على الليبرالي المسجون في البيئة العربية وثقافتها المتخلفة وخاصة البدوية ولكنه تخفيف وليس براءة ، ولكني أنصح كل ليبرالي سعودي لا يستطيع مخالفة ثقافة مجتمعه وغير قادر على السمو بفكره عليها أو معجب بها من ناحية نظرتها للمرأة وهي النظرة التي ‏لم يتخلص منها هو بعد ، أنصحه بأن لا يصرح بليبراليته ولا يتباكى عليها ليل نهار فهذا عارا عليه . فمن لا يكمل جميع شروط الليبرالية لا يمكن أن يكون ليبرالي حقيقي ولا يستحق لقب ليبرالي ، لذالك عليه أن يتنازل عن باقي شروط الليبرالية الأخرى ويكتفي بأفكار ومعتقدات موروثه الديني والثقافي في المرأة وفي كل شيء ، وهكذا لن يكون متناقضا ومنافقا وسينسجم أكثر مع بيئته ويتخلص من العقد النفسية، وليدع الليبرالية لمن تسمو به فوق مستوى كل تأثير ثقافي وأجتماعي.

فالليبرالية فكر حر متكامل لا يقبل بسجناء ثقافة الصحراء ولا يقبل بالأنتقائيين الذين يختارون منها ما يعجبهم ويدعون ما لا يعجبهم.
فمن تعجبهم الليبرالية بكل مافيها فهم الليبراليين الحقيقيين، ومن يعجبهم بعضها والبعض الآخر لأ فهم ليسوا سوى أنتقائيين أنانيين يبحثون عن مصالحهم فيأخذون من كل فكر ما هو بصالحهم ويتركون ما لا يناسب مصلحتهم ولا تعنيهم القيم والأخلاق الأنسانية التي هي من أهم مواصفات الأنسان الليبرالي.


فأرجوكم دعوا الليبرالية وشأنها يا مدعي الليبرالية وهي منكم براء، ولا تمثلوا دور الزوج المحب المخلص لها فهي لو كانت تنطق لطلقتكم بالثلاث.
‏وعودوا الى دينكم وثقافتكم الأم فهم يمنحونكم كذكور كل ما تحلمون به من أمتيازات وأحلام وردية بعودة عصر الأماء والجواري ، فالليبرالية الغربية لا تتلائم مع عقول صحراوية مهما تحررت من الفكر الديني.
وأنتم ليسوا مجبرين على هذا التظاهر المكشوف مادمتم تعيشون في ظل ثقافتكم الصحراوية .
عودوا لها فهي أولى بكم .

ملاحظة : أتمنى من الأخوات والأخوة الأسلاميين بأن لا يسعدوا كثيرا من هذه المقالة لأن ليس كل من يقول عن نفسه ليبرالي هو فعلا ليبرالي لذالك فالليبراليين الذين قصدتهم في هذه المقالة ليسوا دليلا على تناقض الليبرالية أو سوءها لأنهم أصلا ليسوا ليبراليين ، ففي كل فكر يوجد أشخاص يشوهونه بما ليس فيه لأنه فكر ليس له إله يحميه أما الدين فلا مجال للقول بأن بعض أفراده قاموا بتشويه صورته فأين دور الله في حمايته وعدم السماح في خلطه بأمور أخرى ؟ أم أن الله غير قادر مثلما أنا غير قادرة على حماية الفكر الليبرالي من المتطفلين عليه !! ..



#ياسمين_يحيى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب بين امرأة ورجل ، من يكون فيها المنتصر؟
- أصناف المنقبات ..
- لن أكرهك ..
- أستاذي العزيز د.طارق حجي : أرجوك لا تفهمنا غلط ..
- النقاب من عادة الى عبادة !!
- إجابات على اسئلة القراء الكرام ..
- يا منقبات فرنسا : رجال فرنسا ليسوا عرب الصحراء ..
- أسباب تمادي رجال الدين في الأستخفاف بعقول الناس ..!!
- لتعدد الزوجات حسنات يا لخسارة الغربيين والغربيات ..!
- وأنقلب السحر على الساحر.. !!
- انا وعفاريت الهيئة .. شبه قصة قصيرة
- الذكر دلوع الله ..
- أواخر الشتا .. قصة قصيرة
- أنا وأعدائي الوهابيين !! (2)
- أنا وأعدائي الوهابيين .. !
- الأصرار على الحب .. قصة قصيرة
- الفرق بين السيد حمادي بلخشين وسي السيد محمود الشمري / تحليل ...
- مفهوم القوة في العالم العربي .
- يوم المرأة العالمي .. أيش يعني ؟
- السنة والشيعة ...


المزيد.....




- “احلى اغاني الاطفال” تردد قناة كراميش 2024 على النايل سات ka ...
- إدانة امرأة سورية بالضلوع في تفجير وسط إسطنبول
- الأمم المتحدة تندد بتشديد القيود على غير المحجبات في إيران
- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...
- عداد الجرائم.. مقتل 3 نساء بين 19 و26 نيسان/أبريل
- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟
- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...
- “مش حيقوموا من قدامها” جميع ترددات قنوات الاطفال على النايل ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ياسمين يحيى - هل فعلا تحرر الرجل العربي الليبرالي !!..