أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - هيفاء حيدر - صانع التاريخ ومالك اللغة














المزيد.....

صانع التاريخ ومالك اللغة


هيفاء حيدر

الحوار المتمدن-العدد: 3051 - 2010 / 7 / 2 - 17:29
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


صانع التاريخ ومالك اللغة

كيف تصنع ثقافة التأنيث وتبنى أسسها ،وماذا تأخذ من سلسلة الحكايات و المخيال القديم من تصورات لتصبح أقوال مأثورة من الوهم الذي يغلف تأنيث الحكاية ويجعل منها حبكة لقصص متوالية تساعد ثقافة التأنيث على الاستمرار وتجبر المتلقي على أن تنغرس في ذهنه تصورات لا يجوز المساس بقدسيتها.
لقد أخذت اللغة وعبر تطور تاريخي طويل حيزها الأكبر في علاقتها بالمرأة وجيرت منجزات اللغة إلى تكريس ما سمي بتأنيث المفاهيم الخاصة بتفاصيل جسد المرأة وعلاقة الرجل به وبالتالي علاقته بالمرأة من خلاله . لتصبح اللغة هذا المنجز البشري الذي واكب تطور مسيرة الإنسان كحيوان أصبح ناطقا" عبر مجموعة الإيماءات و الأصوات التي نشأة وتطورت مع تقدم علاقة الإنسان بما حوله من الطبيعة والأشياء جاءت اللغة كمنجز تعبيري ترجم تارة بأصوات تدل، أو أصبحت ذو دلالة، وتارة بكلام كتب فيما بعد بما عرف بالكتابة .
لتمارس هي الأخرى دورها السلطوي وتأخذ حيزا" في تكريس السلطة الذكورية عبر ثقافة باتت متأصلة وذات جذور قديمة في اللعب على الكلمات ومعانيها وتأنيث الصفات الدالة على بعض من أجزاء الجسد ذو الدلالات الأنثوية والتي يكاد لم ينجو جسد أي منا في الوقوع بين براثن هذا التأنيث وما تطلب من دفاع بعد ذلك لجهة عدم تشييئه عبرتسليعه في خضم عولمة كل ما نعيش به من حولنا .
إن ثقافة التأنيث الواهمة بصفات متطلبات جسد المرأة ، قد أصبحت من الثقافات الأحادية النظرة و التطلع نحو الأخر، هذا إذا ما اعترفت بوجوده .
إنها لا تثق سوى بنفسها ووجدودها بالتالي ، لا ترى بهذا الأخر سوى تابع هش هزيل لا يمتلك مقومات الدفاع عن نفسه ، لأنه ببساطة ليس مساهما" بصنع موقعه ووجود مكانته ، إنه تابع مخنوق الصوت ساكن بلا حراك وعندما يدخل دائرة الحركة مضطرا" فعليه أن يتحرك بصمت السكون المتناهي،والمطبق ، لا مجال أن يصبح غير تابع ،ليسهل على الناس كثيرا" عبر هذه التبعية أن يستحوذ على مزاجها وعقليتها واتجاهات تفكيرها وبالتالي السيطرة المطلقة على أذهان هؤلاء التي ما عادت ترى بالنساء سوى صورة لجسد الأنثى كما رسمه العقل المثقف بالتأنيث و المفعم بذهنية الخيال عن أنثوية المرأة و أنوثة الجسد ، وبعد ذلك يتم تركيب هذه الصور وتستحضر حسب ما يخدم الفكرة التي يريدون.
يتم استحضار صور الماضي التي كتب وحكى بها شيوخ الطوائف وأئمتها، من أمثال الشيخ النفزاوي الذي لم يستطع أن ينتج عقله المنقوص علما" و المليء جهالة سوى كتاب بعنوان الروض العاطر الذي تفتحت قريحته به ليصف جسد المرأة ككل متكامل يوزع عليه تفاصيل جغرافيا خياله الملتهب فرأى هذا الجسد روضا" فواحا" بأطيب العطر و الزهور في نزهة الخاطر، و ما أدراك ما الخاطر ،هذا ،الذي يخطر على البال مشبعا" بالذكورة و الفحولة التي لم تعد تجدي نفعا" في وصف الرجولة اليوم .
إن تلك الصور التي يتم استحضارها للمرأة بهذه الأشكال تصبح مثار تصديق عند غالبية الناس إذا ما عرفنا إنها ترتبط بتلك القصص و الحكايا التي يستمرء المرء قصها في بعض المجالس و الجلسات التي تؤلف بها الحكايات عن صنوف النساء و طبائعهن وكيدهن ومقدار ما لهذا الكيد من عظمة وقوة . هذه المجالس التي كانت وربما ما زالت تتفق فيها قريحة الرجال في محاولات فك ألغاز الجسد المؤنث ليصبوا في نهاية المطاف في نفس مجرى النهر مع صاحب كتاب الروض العاطر. ليصبح الأمر وكأن هناك بورصة للتداول وبيع الأسهم لما يحتويه هذا الجسد ولفك طلاسم قوته السحرية. يسوق من خلال هذه البورصة مفاهيم ومفردات التأنيث وبالتالي التشويه للمرأة وكيانها ووجودها ويأخذ من خلال هذا التداول توارث ما قل شأنه في الثقافة وما على قدره من الكلمات والصور التي تكمل التداول ، بين الأجيال من موروثات تشيع ثقافة التجهيل والحط من القيمة وتغلق الأبواب وتوصدها في وجه أية محاولات فردية كانت أم جماعية في تغيير ما هو سائد وتبديل للصور والحكايات الموروثة عن المرأة وأحوالها ..



#هيفاء_حيدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هواجس
- جلسات هادئة(2)
- من بعض الردود
- جلسات هادئة (1)
- أسئلة تدور
- قربة مقطوعة
- صمت
- نصف القوامة
- نصف الدين
- علاقة ملتبسة
- مغادرة الجسد
- تعلم...
- عندما يكتبون
- تأمل
- ما بين الفطري و المكتسب
- فقر المرأة
- بين المجال و المدى
- منظومة قيم
- في البعد النسوي
- حقوق منقوصة


المزيد.....




- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...
- دراسة: النساء أقلّ عرضة للوفاة في حال العلاج على يد الطبيبات ...
- الدوري الإنجليزي.. الشرطة تقتحم الملعب للقبض على لاعبين بتهم ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - هيفاء حيدر - صانع التاريخ ومالك اللغة