أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - هيفاء حيدر - نصف الدين














المزيد.....

نصف الدين


هيفاء حيدر

الحوار المتمدن-العدد: 3002 - 2010 / 5 / 12 - 13:04
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


نصف الدين

كيف للأنسان أن يقابل ربه وهو بنصف دينه ؟ أي خجل سيعتريه ؟ وبأي من الوجوه ستتم المقابلة ؟
كم حجم الذنب الذي سيكون قد اقترفه وهو على حالته هذه؟
هل كان هناك من الأعمال التي ستغفر له وتجب ما قبلها ؟
وهو من يعيش كل حياته لأرضاء ربه يخافه درجة الرهاب ويدعو مغفرته يتذلل اليه ويطلب رضاه في السراء و الضراء.
يستمع لكل التفسيرات التي تقرب و تبعد المسافات بين فهمه لما يجب أن يكون من عبادات و سنن و فرائض وبين ما تمليه نفسه الأمارة بالسوء ، فكيف لو تعلق الأمر بالأثنين معاٌ في نفس الوقت ، هذا ما شعر به ذاك الرجل الذي لم يمضي بعد على موت زوجته أكثر من اربع و عشرين ساعة أي يوم واحد فقط ، بقول أخر لم يجف التراب تحت رأسها بعد أسلمت روحها لربها ولم يكن ليتسنى لها أن تعرف ماذا سيحل بزوجها وقد أصبح بنصف دين الأن؟
وهو سوف لن يتعب نفسه كثيراٌ في أن يتمم واجب العزاء ولو أمام الناس المعزين على الأقل ، أنهم كما هو يفهمون اللعبة جيداٌ رجل أمامهم قد أصبح ناقص في دينه و ربما هذا سيؤثر على عقله كذلك لجهة النقصان ايضاٌ.
لقد دغدغ عواطفه الأمر، طالما أن القضية يحكمها سنة الله و رسوله . ولما لا لقد بات شغله الشاغل الأن أن لا يواجه ربه بنصف دين .
لكن الأمر يواجه بعض الصعوبة على ما يبدوا فرياح اكمال دينه قد تعترضها بعض المطبات الهوائية ،على سبيل المثال: أن لديه ابنتين احداهن مطلقة والاخرى أرملة في البيت وقد تقدم بهما العمر و كبر ابنائهما وقد بدأن للتو في تكبير صورة أمهما المرحومة لوضعها في صدر البيت ،وربما حملت هذه علائم للأب بعدم الموافقة على زواجه من جديد.
وهو ليس مطلوب منه أن يأخذ موافقة أحد من أبنائه الذكور فكيف لو كن من الأناث ،انه يعرف في قرارة نفسه انه صاحب الحق في الزواج مرة اخرى و هو المشارف على السبعين من عمره انها سنة الحياة فهو لا يريد اغضاب الرب يوم القيامة عندما سينادى عليه وهو بنصف دين .
وما الوضع اذا ما توفي الزوج يا أبي؟ كان سؤال ابنته الكبيرة أول علائم الرفض .
أبي ألا يحق للمرأة الأرملة الزواج ؟أم عليها الأبقاء على أولادها و تربيتهم ؟
أجاب الأب : عليها تربية أولادها أم انك تريدين أن يتربوا عند رجل غريب وخاصة اذا كانوا بنات ؟وأردف انه أخر الزمان هذا الذي تريد به المرأة أن تتساوى بالرجل هي الناقصة عقل ودين سوف لن تكمل دينها ولو تزوجت لذلك عليها الصمت وأن ترضى بما كتبه الله لها وتربي اولادها أو تخدم أخوتها وأبوها وأمها في مكبرهم.
لكن يا أبي سمعت أن المرأة الأرملة اذا كانوا أولادها كبار و متزوجين ،عليهم أن يسألوها اذا ما كانت تريد أن تتزوج أم لا؟
انتي يا بنتي يتسمعي اللي بدك اياه وانتي عم تغضبي رب العالمين بكلامك هذا.
المرأة لا تسأل وعيب أن تتزوج بعد هالعمر .الرجل يتزوج حتى يكمل نصف دينه هذه أمور ربنا أمرنا فيها .
ما بين ارضاء رب العالمين واكمال النصف الآخر من الدين ، وما بين سؤال أو عدم السؤال للمرأة الأرملة تتوه أشكال اخرى من الظلم و تطفو على سطح حياتنا الأجتماعية التي ركدت مياهها الأسنة على كل ما من شأنه أن يبقي رأس البيكار المدبب ثابتا" في نقطة المنتصف للدائرة ، ليتسنى لقسمه الأخر الذي يحمل قلم من الرصاص يدور ويدور في منعطفات و زوايا تحاول رسم العديد من الأوتار في محاولة لأستكمال ليس محيط واحد للدائرة بل عدة منه، حتى لا يتسنى للسؤال أن يتسرب من بين نقاط الخطوط المرسومة فالأفضل أن نبقى نهرب من الأجابات وأن تبقى عائمة في فراغ ما رسم من مسارات خارج الدائرة من أن نكلف أنفسنا عناء السؤال عن أي نصف للدين نبحث ؟
وفي أي حيز للزمان و المكان يجب اتمام ما لم يتم اتمامه بعد ؟
وأي الأجزاء من حياتنا يحتاج لنصفه الأخر وهل الأجزاء تكمل الكل اذا ما كانت غير ضرورية له ومن يحدد هذه الضرورة ؟وهل لهذا شأن في ارضاء أو اغضاب الله؟

هيفاء حيدر



#هيفاء_حيدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علاقة ملتبسة
- مغادرة الجسد
- تعلم...
- عندما يكتبون
- تأمل
- ما بين الفطري و المكتسب
- فقر المرأة
- بين المجال و المدى
- منظومة قيم
- في البعد النسوي
- حقوق منقوصة
- بقايا الصوت
- خلف الأبواب المغلقة
- نقطة النون
- انضباط أخلاقي
- صابرات بعنف
- اكتساب مهارات بمناسبة اليوم العالمي للمرأة


المزيد.....




- المؤتمر الدولي الخامس عشر لحوار الأديان يناقش أهمية الأسرة و ...
- فرنسا.. القضاء يلغي أمر ترحيل امرأة جزائرية عائدة من سوريا
- ارتاحي من زن العيال طول النهار .. تردد قناه طيور الجنة 2024 ...
- مطالب بضرورة حماية الأسرة في مؤتمر الدوحة لحوار الأديان
- متحف مخصص للنساء فقط يتحول إلى مرحاض لـ -إبعاد الرجال-
- المرأة الجديدة تبحث عن باحثة بدوام جزئي لبرنامج النساء والعم ...
- إعادة بناء وجه امرأة من -النياندرتال- عاشت قبل 75 ألف عام في ...
- يركّز على قضايا الأسرة.. انطلاق فعاليات مؤتمر الدوحة لحوار ا ...
- فرنسا: ناشطات نسويات يلطخن لوحة -أصل الكون- بطلاء أحمر أثناء ...
- تدمير رفح…معبر غزة الوحيد نحو النجاة


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - هيفاء حيدر - نصف الدين