أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - هيفاء حيدر - تعلم...














المزيد.....

تعلم...


هيفاء حيدر

الحوار المتمدن-العدد: 2989 - 2010 / 4 / 28 - 02:20
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


الحياة تعلم الدرس تلو الآخر،ذاك التعلم الفطري منه والمكتسب ،واذا كان ما هو فطري ينتقل عبر الجينات والوراثة ويتشكل لمرة واحدة ، فأن المكتسب له الحصة الأكبر في التعلم لنا نحن النساء.وهنا المسألة تكمن بنا وبالآخر ،من يعلم من،وماهية الذي نتعلمه أو الأصح بما يملى علينا أن نتعلمه ،وهذا ليس بخاضع للأرادة أو الموافقة،بل بمجمل تلك الظروف التي تتجمع لتملي ما يجب أن نستكين له كأحد المسلمات الأجتماعية تماما" كما المسلمات في الرياضيات، لا يترك لنا المجال أن نحاول اثبات العكس .
في التعلم ليست الأمور بالمسألة الشائكة بمقدار ما هي قضايا متعلقة أو معلقة على أمور اخرى تتأثر بها وتصل حد التشابك معها.ما تتعلمه المرأة من دروس الحياة القصيرة هي لا تختارها ،حيث يفوق المكتسب خلالها المتعلم بداية ويسود حياتها المتعلم بعد ذلك.
لا يد لها بما هو فطري ،ولكن كل الأيادي لها يد بما هو مكتسب وتبدأ القصة من عند النطفة تلك من بدايات الطين والتراب عندما أضيف لهما الماء فكان الخلق الأول بداية المسير على درب الهداية للخطيئة التي ما اخطأت الأتجاه نحو المرأة ولم تنتهي في المدى المنظور و غير المنظور بعد.
واذا كنا لم نخلق نساء ،بل جعلونا كذلك على حد قول سيمون دي بوفوار ،قبل أكثر من مئة عام ونيف، حيث كانت ترى حقيقة ما هو أت حتى اللحظة، وحتى يصنع منا النساء التي لا نريد ،كان على ما يبدو أو كان ضروريا" الأجتهاد بصنع القالب الجاهز منه والذي ما زال تحت الأنشاء ،انه كالشبح الذي يظهر ليلا" ويختفي نهارا" قالب يلائم كل المقاسات ويحمل جميع المواصفات كي يبنى الهرم شيئا" فشيئا" لا كما احتياجات هرم ماسلو من الضروريات، بل ليصبح هرم من الصعب النظر اليه بمقدار ما يكون عصي على الأقتراب منه.
كانت تريد أن توضح لي أو تحدثني بما لم يعد يحتسب في خانة المكتسب و المتعلم ،أرادت أن تصف كيف أصبح الشبح بالفطرة ينمو داخل اخوتها ومن حولها من الجنس الآخر الذي أراد لها أن تتكيف مع القالب في كل يوم ومن جديد ليس فقط في حدود جدران البيت فحسب ،بل أن تستعد لجدران بيوت اخرى ربما ستزورها أو تمكث بها مستقبلا" ،
- أنا ما كنت أعرف شو يعني ممنوع .
- - ركضت في كل الحارات ورا الأولاد وهم ركضوا وراي ،
- - لعبنا الطميمة.- مسكتهم ومسكوني.
- -ضربوني وضربتهم .
- - كنا نضحك بصوت عالي،بس وقت البكي ما كانوا يبكوا.كانوا يقولوا ما بيصير نبكي متل البنات ،ولا أنا بيصير أضحك متل الصبيان لازم أوطي صوتي منشان ما حدا يسمع الضحكة ،هذا عيب ، كمان شوي بس كبرنا ،صار ممنوع أركض متل الصبيان ،
- - اذا بدك تركضي ما بيصير تباعدي بين رجليكي ،
- - وأنا اسأل :كيف بدي أركض اذا"؟
- - وكيف بدي اسبقكم؟
- هذا ممنوع وهذا مسموح، الأول أكثر من الثاني والثاني ضاع في ليل الأول .
- - لم أعد أشعر بأني أملك الدنيا وأنها كلها اللي ،كان الضحك كله لي ،المزح،والفرح كان كمان ملكي ،والحكي كان يتجمع عندي ونحنا نرتاح من الركض، كنا صغار وما بدنا نكبر .مبسوطين بالقصص اللي نؤلفها ونعيد الكلام فيها ،وما كنا عارفين اننا أصبحنا نحن جزء من الحكاية وأصبح بذلك يطغى المكتسب والمعاش على ما هو فطري حملناه دون أن ندري ورسم لنا بقية الطريق .
- دروس تستمر بالألقاء ،ودروس ممنوع اعادة النظر فيها أو التحدث بعناوينها حتى الفرعية منها ،ليست بحاجة للنقد فهي لا تخضع له طالما لم تخرج عن وظيفة القالب الجاهز في مهارة الصنع الأنثوي لرحلة الميل التي تتجدد، وأنتي غير مسموح لكي أن تنظري بأتجاه الآخر سوى لهدف واحد لا ثاني له، يجتاح هنا الفطري المجال الحيوي لغيره ، يطغى عليه في أولوية الأبجديات لوظيفة الأنثى ويغيب في عوالم ما يتم اكتسابه
ويختزل وجوده ضمن الجدران المغلقة لدوائر الصمت الرتيب التي ما زالت تغلف ليالينا.



#هيفاء_حيدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يكتبون
- تأمل
- ما بين الفطري و المكتسب
- فقر المرأة
- بين المجال و المدى
- منظومة قيم
- في البعد النسوي
- حقوق منقوصة
- بقايا الصوت
- خلف الأبواب المغلقة
- نقطة النون
- انضباط أخلاقي
- صابرات بعنف
- اكتساب مهارات بمناسبة اليوم العالمي للمرأة


المزيد.....




- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- البرازيل.. القبض على امرأة يشتبه في اصطحابها رجلا ميتا إلى ب ...
- فيديو.. امرأة تصطحب جثة إلى بنك للتوقيع على طلب قرض
- في يوم الأسير.. الفلسطينيون يواصلون النضال من داخل المعتقلات ...
- السعودية: إيقاف شخص -سخر من القرآن- وآخر -تحرش بامرأة- وثالث ...
- السعودية: إيقاف شخص -سخر من القرآن- وآخر -تحرش بامرأة- وثالث ...
- يوسف بلايلي يُغضب الجزائريين بسبب سوء تصرفه مع حكم (امرأة)
- إعدام سعودي قتل امرأة دهسا بالسيارة
- لماذا خلعت هذه الممرضة حذاءها وقدمته لمريض في مستشفى بأمريكا ...
- شركاء في الصحة فقط.. رجال يتركون شريكاتهم بسبب السرطان 


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - هيفاء حيدر - تعلم...