أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل علي - قصّة إيمان أبوبكر ألصدّيق















المزيد.....

قصّة إيمان أبوبكر ألصدّيق


كامل علي

الحوار المتمدن-العدد: 3048 - 2010 / 6 / 29 - 20:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


صدر كتاب بأللغة ألتركية تحت عنوان ( ألأسم ألذروة في ألصدق حضرة أبوبكر ) لمؤلفه بكر بوراق، أستند المؤلّف في تأليف كتابه على مصادر عديدة من كتب التراث ألإسلامي ك ( الرياض ألنادرة لأبو جعفر ألطبري ) و ( الخصائص ألكبرى لجلال الدين السيوطي ) و ( تذهيبات ألتذهيب لابن هاجر ) و ( السيرة ألحلبيّة للحلبي ).
لِكونِ هذه القصّة تُلقي شعاعا من ألضوء على بداية ظهور ألدعوة الإسلامية وحسب ما ذُكِرَت في كتب ألتراث ألإسلامي وألّتي هي ألمصدر ألوحيد المتوفر حاليا بين أيدينا لتقييم تلك الفترة، لذا سأحاول سرد مُلّخص هذه ألقصّة وتحليلها واستنتاج بعض ايحائاتها.
أبوبكر ألصدّيق أو عبدالله بن أبي قحافة عثمان بن كعب ألتيمي هو أحد تجّار مكّة ومن أعيانها وهو مِن أوائل ألّذين أسلموا عند ظهور ألدعوة ألإسلامية وأوّل خليفة للمسلمين.
قبل ظهور ألإسلام كانت في مكّة مجموعة من ألموحّدين، منهم ورقة بن نوفل وزيد أبن عمر وألشاعر قوس أبن سعيدة والشاعر أُميّة أبن أبي سلط وعامر أبن ربيعة، هذه ألمجموعة لَمْ تكن تستسيغ عبادة ألأصنام.
بعض من هذه ألمجموعة في أجتماعاتهم فيما بينهم ومع أهل مكّة كانوا يبثّون ألبشائر حول ظهور نبي ودين جديد وكانوا يخطبون في التجمعّات ألمكيّة ويُلقون أشعارهم ألّتي تُهيأ ألجو لظهور هذا ألنبي.
أبوبكر ألصدّيق كان مِن جُملة ألّذين تأثروا بأقوال وإدّعاءات هذه ألزمرة فبدأ يحضُر أجتماعاتهم ويستمع إلى أحاديثهم وفي ذهنه تساؤل عمّن سيكون ألنبي ألمنتظَر.
عندما تزوج محمّد زوجته ألأولى خديجة بنت خويلد وأنتقلَ للعيش في بيتها أصبح جارا لصديقه أبوبكر ألصدّيق وسافرا معا في قافلة تجارية متجهة إلى ألشام وكان بصحبتهم خادم خديجة ميسَرة.
في ألشام أستمعَ أبوبكر إلى بشارات ألراهب نسطورة ألّذي بشّر بظهور نبي آخر ألزمان ألمُنتظَر.
في سفرة تجارية أُخرى إلى ألشام لَمْ يكن بصحبته محمّد حلُمَ ابو بكر ألصدّيق حُلما عجيبا، فرأى في منامه أنَّ ألقمر قد تفتتَ قطعا ودخلت هذه ألقطع إالى داخل جميع بيوت مكّة ثمَّ تجمّعت هذه ألقطع على شكل بدر وأستقرَّت في بيت أبوبكر ألصدّيق.
لو أستخدمنا نظرية ألعقل ألباطن في تفسير هذا ألحُلم نستطيع أنْ نقول بأنَّ أبوبكر ألصدّيق ونتيجة لتأثير أحاديث ألموحدين كان يتمنّى في لاشعوره أن يكون مِنْ ألمؤمنين بألدين ألجديد ألّذي سيظهر في مكّة وأن يكون له دورا قياديا فيه ولهذا حلُم بهذا ألحلم ألّذي يُعبّر عن أمنيته.
في ألصباح ذهب أبوبكر ألصدّيق إلى راهب صالح وقصّ عليه ألحُلُم ألّذي رآه وأقلقه وطلب من ألراهب تفسيرا له.
قال ألراهب مُفسِّرا ألحُلم:
-سيظهر قريبا نبي آخر ألزمان وستكون أنت مِن أوائل ألمؤمنين به وستكون من ضمن ألرعيل ألاول ألّذين سيدعمونه في دعوته.
في طريق ألعودة عرج أبوبكر ألصدّيق إلى دير الراهب بحيرة للتأكّد من تفسير ألحُلُم وبعد شرحه للراهب محتويات ألحُلم أطرق ألراهب لفترة ثُمَّ بدأ حديثه قائلا:
-سيظهر قريبا نبي جديد في مكّة وستكون أنتَ وزيره في حياته وخليفته بعد مماته.
بعد مضي فترة على ألأحداث ألسابقة سافر أبوبكر ألصدّيق إلى أليمن، وأليمن كان ثاني بلد يتّجه إليه تُجّار قريش للتجارة (( لإيلاف قريش إيلافهم رحلة ألشتاء وألصيف*فليعبدوا ربّ هذا البيت الّذي اطعمهم من جوع وآمنهم من خوف* )).... سورة ألإيلاف. في أليمن تعرَّفَ أبوبكر ألصدّيق على أحد شيوخ قبيلة أزد ألّذي كان ذو عِلم وأطّلاع واسع على ألتوراة وألإنجيل، رؤية ألشيخ لأبي بكر ألصدّيق أثارت أهتمامه فسأله بلهفة:
- أعتقد أنّكَ من مكّة أليس كذلك؟
أبوبكر: نعم أنا مِن أهل مكة.
ألشيخ :
- آمِلُ أنَّك من قبيلة قريش.
أبوبكر:
- نعم أنا قريشي.
ألشيخ:
- يعلم ألله أنَّك مِن فخذ تيم أحد أفخاذ قريش.
أبوبكر متعجبا:
- نعم أنا مِن فخذ تيم، وإسمي عبدألله بن عثمان مِن أبناء كعب بن سعد.
ألشيخ:
- بقيَ تردد واحد بألنسبة لك في نفسي.
أبوبكر وقد زادت حيرته:
- ماهو؟
ألشيخ:
- أطلب منك أنْ تُريَني بطنك لأتأكد مِن أمر ما.
أبوبكر:
- لا أستطيع تنفيذ طلبك.
وهنا ظللَتْ وجهُ ألشيخ سحابة مِن ألحزن، وعندما لاحظ ابوبكر حزن ألشيخ أراد أنْ يستجيب لطلبه وقال في قرارة نفسه أنَّ هذا ألرجل يعلم شيئا فليس مِن ألمعقول أنْ يصر على أمر كهذا بدون سبب منطقي فأنبرى مخاطبا ألشيخ:
- حسنا ولكن لِمَ تطلبُ منّي هذا ألطلب ألغريب؟
ألشيخ:
- قرأتُ في أصلح وأصدق ألعلوم بأنَّ خاتم ألأنبياء سيظهر في مكّة، ومِن بداية دعوته سيكون شخصان مُعينان له: شابٌّ ورجُل وقور، أمّا ألشاب ألّذي سيقف بجانبه في دعوته فهو مقدام وصلب وذو أخلاق عالية وسيفدي نفسه لحماية هذا النبي، ويستطيع هذا ألفتى أنْ يحل بسهولة أعقد ألمعضلات وألّتي تبدو بأنَّها غير قابلة للحل ( ألشاب ألمعني هو علي بن أبي طالب )، أمّا ألرجل ألوقور فهو رَجُل أبيض ألبشرة وليّن ألعريكة ونحيل وتوجد في بطنه شامة وعلامة على فخذه ألأيسر، فإذا أطّلعتني على هذه ألعلامات فإنَّ ألصفات ألمتعلقة بك وألّتي أعتقد أنَّها موجودة فيك سيزيد مِن يقيني بانَّك ألشخص ألمعني ويكتسب قناعتي صورته ألقطعية، أمّا إذا رفضتَ إطّلاعي على ألشامة والعلامة فإنَّ ألأمر سيبقى سرا بألنسبة لي ولن أكون متيقنا مِن قناعتي.
غاص أبوبكر في أفكاره، إنَّ هذا الشيخ يتنبأ بظهور خاتم ألأنبياء ألّذي طالما سمع أحاديث كثيرة في مكّة حول ظهوره وهذا ألشيخ يتحدّث عن صفات ألنواة ألّتي ستتجمّع حول هذا ألنبي، ألنواة ألّتي ستُعين ألنبي ألجديد في دعوته، وهو يذكر بأنّي واحد من هذا ألكادر ألمتقدِّم.
لَمْ يكذّب أبوبكر ألصدّيق ألخبر، فكشف عن بطنه، وعندما رأى ألشيخ ألشامة ألسوداء فوق سُرّة أبوبكر ألصدّيق خاطبه قائلا:
- أقسم بربِّ ألكعبة إنّك ألشخص ألمقصود في ألكتب، وأردف بلهجة ناصحة:
- لا تتبع هواك وأتبع ألطريق ألصحيح وألأوسط وأتّقي ألله في شأن عطاياه وإحسانه لك.
بعد إنتهاء ألمقابلة ألمثيرة مع ألشيخ ودّع أبوبكر ألصدّيق ألشيخ ساهما ثمَّ أنشغل بأمور تجارته في أليمن، ولكنَّ عقله كان منشغلا بما سمعه من ألشيخ ألعالم وأحسّ برغبة شديدة لزيارة ألشيخ مرّة أخرى.
بعد إتمام أعماله ألتجارية قرر زيارة ألشيخ، في لقائه ألثاني مع ألشيخ خاطبه ألشيخ قائلا:
- إذا رغبتَ سأعطيك هذه ألابيات ألشعرية ومحتواها متعلّقة بألنبي القادم وبدأ ألشيخ بقراءة ألأبيات.
كانت محتوى ألأبيات ألشعرية واضحة وتُسنِد ما سمعه في مكّة ومن الراهبين في رحلته إلى ألشام فكلّها تشير إلى مكّة وإلى صديقه ألمُقرَّب محمّد بن عبدالله.
قفلَ أبوبكر ألصدّيق راجعا إلى مكّة وكان فكره مشغولا بما سمعه من ألشيخ أليمني، وقرر مقابلة ورقة بن نوفل وتقاسم هذه ألمعلومات ألجديدة والمثيرة معه.
في تلك ألأثناء نزل محمّد بن عبدألله من جبل ألنور بعد إعتكافه في غار حرّاء مُبشّرا بألوحي ألّذي نزل عليه ولكنّه جوبِه بعد إعلان دعوته بألدين ألجديد برد فعل عنيف من قبل قادة قريش.
أثناء دخول أبو بكر مكّة قابل في ألطريق مجموعة من قادة قريش كعقبة بن أبي مؤيّد وشيبة وربيعة وأبو جهل وكانوا جميعم في حالة وجوم فسألهم بلهفة:
- ماذا حدث في غيابي في مكّة؟ هل هناك جديد؟
أجابه أحد ألقوم:
- أحداث جسيمة، فيتيم أبو طالب يظنُّ نفسه نبيّا ولولا معرفتنا لصداقتك له لأنهينا أمره، وألآن وقد حضرتَ فعليك أنْ تحل هذه ألمشكلة لأنَّك أعلم ببواطن ألأمر وتستطيع أنْ تُثنيَه عن عزمه.
تجمّعت خيوط أللغز في ذهن أبو بكر ألصدّيق، ما سمعه من أقوال ورقة بن نوفل وزيد أبن عمر وألشاعر قوس أبن سعيدة والشاعر أُميّة أبن أبي سلط وعامر أبن ربيعة وألراهب نسطورة والراهب بحيرة وألشيخ أليمني من قبيلة أزد كانت كلّها كأنهار تصّب في بحر واحد، وقال في نفسه : لا يُمكنْ أن يكون محمّدا ألّذي أتّصف بالأمانة وألصدق خلال أربعين عاما كاذبا ويدّعي بمثل هذا ألأمر ألخطير، فإذن أللحظة ألمنتظَرة
وساعة ألصفر قد حانَ.
لمْ يُضيّع وقته وتخلّى عن عزمه في مقابلة ورقة بن نوفل وأتجه صوب دار خديجة بن خويلد وطرق ألباب.
كان في ألباب ألإنسان ألّذي كان متشوقا للقائه..... محمّد بن عبدألله، قال أبوبكر بحذر مخاطبا صديقه:
- يامحمّد، هل صحيح ما سمعت بأنّك تركت دين آبائكَ وعُرف أهلك؟
أجابه محمّد:
- أنا رسول ألله يا أبابكر، لقد أرسلني ربّي لتبليغ رسالته لك وللناس أجمعين وإنّي أدعوك إلى ألإيمان، والله إنَّ ألله ألّذي أدعوك إليه حقٌّ وهو أحدٌ صمد ونحن لن نكون عبيدا لغيره.
مازال أبوبكر يتصرّف بحذر وليتيقن من ألأمر سأل محمّدا:
- حسنا، ما دليلك على ذلك؟
- ألشيخ ألّذي قابلتَه في أليمن.
طرق أبوبكر مُفكِّرا وقال في نفسه، قد يكون محمّد قد سمع برحلته إلى أليمن، ولكن كيف عَلِمَ بأمر ألشيخ أليمني، وهل هو مُطّلِعٌ على ما دار بينه وبين ألشيخ أليمني؟ إنَّ رجلا بهذا ألعلم يكون واثقا مِن وضعه وصادقا في دعوته، ولكنَّ أبوبكر لم يترك ألحذر جانبا فقال:
- لقد قابلت ألعديد مِن ألشيوخ في أليمن، عن أيِّ شيخ تتحدث؟
محمّد: ألشيخ ألّذي أعطاك ألأبيات ألشعرية.
أبوبكر ذاهلا:
- مَنْ أخبرك بذلك يا صديقي
- ألمََلَك جبريل ألّذي نزلَ على ألأنبياء مِن قبلي.
أبوبكر بخشوع:
- مُدْ يدك يا محمّد سأبايعك منذ أللحظة، وأردف بصوت رقيق: أشهد أنْ لا إله إلّا ألله وأشهد أنّكَ رسول ألله.

هذه مُلخّص قصّة إيمان أبوبكر ألصديق أوّل خلفاء ألمسلمين.
لنلقي نظرة متفّحصة على هذه ألقصّة، هنالك إحتمالين، إمّا أنْ تكون هذه ألقصّة مُلفَّقة وأُلِّفت بعد وفاة محمّد وأبوبكر ألصدّيق لأسباب سياسية نتيجة ألصراع ألمحتدم بين بني هاشم وبني أُميّة على ألخلافة لرفع مكانة أبوبكر ألصديق وألدفاع عن أحقيته للخلافة مقابل أبن عم محمّد علي بن أبي طالب ، وهذا ألإحتمال يجعلنا نستعبد مناقشته وتحليله، أو تكون ألقصّة قد حدثت فعلا بتفاصيلها وتحتاج إلى ألنظر فيها وتحليلها.
نستنتج من هذه ألقصّة ( على فرض أنّها حقيقية ) أنَّه قبل نزول ألوحي على محمّد في غراء حراء وتكليفه بمهام ألنبوّة كانت هناك مجموعة هيّأت ألرأي ألعام في مكّة لهذا ألحدث، وأنَّ هذه ألمجموعة ألّتي هيأت لظهور ألدين ألجديد أختارت مُحمدا لتبليغ ألرسالة كما أختارت عبدألله بن عثمان ( أبوبكر ألصدّيق ) ليكون ضمن ألرعيل ألأوّل مِن ألمسلمين لكونه غنيّا لأنَّ أية دعوة دينية سياسية تكون بحاجة إلى قوّة أقتصادية لنشرها، وهنالك أمثلة عديدة في ألتاريخ على ذلك، فألدين ألمسيحي أنتشر بعد دعم وتبنّي ألأمبراطور قسطنطين له، والدين ألزرداشتي أنتشر بعد تبنّي ألملك ألفارسي دار ألأوّل لهذا ألدين.
أمّا ألسبب ألثاني لإختيار أبوبكر ألصدّيق فهو كونه من عقلاء واعيان القوم وله صداقات عديدة مع قادة قريش وأعيانه ويستطيع إستخدام هذه ألصداقة في ضم بعض من هؤلاء إلى صفوف ألدعوة ألإسلامية.
هنالك في القصّة مثلث مكاني يجلب ألإنتباه ويحتاج إلى ألتوقف وألتمعّن فيه وهو مكّة والشام واليمن، في هذه ألأمكنة ألثلاث تواجدَ اعضاء من ألمجموعة ألّتي هيأت لظهور ألدين ألجديد، ففي مكّة تواجدَ ورقة بن نوفل وزيد أبن عمر وألشاعر قوس أبن سعيدة والشاعر أُميّة أبن أبي سلط وعامر أبن ربيعة وخديجة بنت خويلد، أمّا في ألشام فتواجدَ ألراهب نسطورة وألراهب بحيرة، وفي أليمن تواجدَ ألشيخ ألعالم مِن قبيلة أزد.
إنَّ هذه ألمجموعة أتفقت كما نستنتج مِن ألقصّة على تنفيذ خطّة مُحكمة لإقناع أبوبكرألصدّيق بصدق نبوّة محمّد بن عبدألله، وهذا واضح مِن تفسير ألراهبين لحلم أبوبكرألصدّيق في ألشام وأقوال ألشيخ ألعالم من قبيلة أزد في أليمن وأحاديث وأشعار تنظيم مكّة.
كنتُ دوما أتسائل عن سبب وجود سورة ألإيلاف في ألقرآن فلا هي تحوي تشريعات أخلاقية ولا هي تحوي قصّة للأنبياء للأستفادة منها كعبرة وبعبارة أخرى فإنَّها سورة لامحل لها من ألإعراب، ولكن بعد أطّلاعي على قصًة إيمان أبوبكرألصدّيق فهمتُ مغزى سورة ألإيلاف (( لإيلاف قريش إيلافهم رحلة ألشتاء وألصيف*فليعبدوا ربّ هذا البيت الّذي اطعمهم من جوع وآمنهم من خوف* )).
بألرغم من أنَّ في ألسورة تذكير لقريش بنعمة ألله عليهم بجعل ألعرب يحجّون ويعتمرون ألى ألكعبة مما جعلهم يستفيدون من رواج تجارتهم في مواسم ألحج وألعمرة بعد تجارتهم في أليمن وألشام ، فمحمّد في لا شعوره أراد إدراج أهميّة ألمثلث ألمكاني أي مكّة وألشام وأليمن في ألقرآن لدوره ألكبير في نجاح دعوته ( على أفتراض أنّ ألقصّة ألّتي ذكرناها صحيحة ).
إنَّ أموال أبوبكر ألصدّيق ألّتي صرفها كلّها على ألدعوة ألإسلامية كانت لها دورا كبيرا في نجاح ألدعوة وكان إختياره ليكون ضمن ألرعيل ألأوّل مِن ألمسلمين إختيارا موفّقا لإنجاح ألدعوة ألإسلامية.
في موقع نصرة ألرسول ورد مايلي:
( لم يترك أبوبكر ألصدّيق لأهله إلا كما قال: تركت لهم الله ورسوله.
هذا الإنفاق العجيب، والنفس المعطاءة هو الذي دفع رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول فيما رواه الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه: مَا نَفَعَنِي مَالٌ قَطُّ مَا نَفَعَنَي مَالُ أَبِي بَكْرٍ. فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ وَقَالَ: هَلْ أَنَا وَمَالِي إِلَّا لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهَ. وفي رواية الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَا لِأَحَدٍ عِنْدَنَا يَدٌ إِلَّا وَقَدْ كَافَأْنَاهُ، مَا خَلَا أَبَا بَكْرٍ، فَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا يَدًا يُكَافِئُهُ اللَّهُ بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَا نَفَعَنِي مَالٌ قَطُّ مَا نَفَعَنِي مَالُ أَبِي بَكْرٍ ).
ختاما نتسائل: إذا كانت قصّة إيمان أبوبكر ألصدّيق صحيحة ألم يستعمل محمّد بن عبدألله وألمجموعة ألّتي هيأت لظهور ألدين ألإسلامي أسلوب ألسياسيين في ألخداع وبعبارة أخرى مقولة ميكافيللي في كتابه ألأمير ( ألغاية تبرر ألوسيلة )؟




#كامل_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا نقد ألأديان ألإبراهيمية؟
- سبارتكوس
- مسنجر بين الجنّة وجهنم-2
- ابراهيم والاله الواحد
- عبارات ساخرة من العراق
- باراك حسين اوباما وعثمان بن عفّان
- تكهنات علماء المستقبل
- حوار مع رائيلي
- سليمان والهدهد
- عيسى ابن مريم ومعجزاته
- اسباب نزول الايات القرانية
- نزول الوحي في الجبل
- خلق الانسان
- عراق اه يا عراق
- نوح وقصة الطوفان
- هل كان محمّد عربيا ام عبرانيا؟
- الجنّة والجحيم
- الناسخ والمنسوخ في القرآن ألكريم
- شجار / قصّة قصيرة
- الوحي والايحاء وألأطار ألفكري للإنسان


المزيد.....




- “من غير زن وصداع مع” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على نا ...
- فيديو خاص:كيف تسير رحلة أهالي الضفة إلى المسجد الأقصى؟
- الشريعة والحياة في رمضان- سمات المنافقين ودورهم الهدّام من ع ...
- أول مرة في التاريخ.. رفع الأذان في بيت هذا الوزير!
- أول مرة في تاريخ الـ-بوت هاوس-.. رفع الأذان في بيت الوزير ال ...
- قصة تعود إلى 2015.. علاقة -داعش- و-الإخوان- بهجوم موسكو
- صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان.. الاحتلال يعيق وصول المواط ...
- السعودية.. الأمن العام يوجه دعوة للمواطنين والمقيمين بشأن ال ...
- صلاة راهبة مسيحية في لبنان من أجل مقاتلي حزب الله تٌثير ضجة ...
- الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول فيديو إمام مسجد يتفحّص هاتفه ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل علي - قصّة إيمان أبوبكر ألصدّيق