أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمرو اسماعيل - هل الخنوع في مصر تراثا قبطيا ؟














المزيد.....

هل الخنوع في مصر تراثا قبطيا ؟


عمرو اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 3048 - 2010 / 6 / 29 - 16:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إنه عنوان مستفز .. اعرف ذلك .. ولكن أتمني من إخوتي أقباط مصر .. مسيحييهم ومسلميهم أن يقرأوا باقي المقال لعلهم يستفيقون .. ورغم ايماني التام أن كلمة قبطي تعني المصري وليس المصري المسيحي الديانة كما هو متعارف عليه الآن .. فإنه لا يسعني الا التساؤل لماذا يخضع المصريون أو الأقباط لكل غازي ولكل مستبد بسهولة و منذ سقوط دولة الفراعنة علي يد الفرس .. هذا إن اعتبرنا خضوعهم لفرعون علي اعتباره إلها كان اختيارا وطنيا ..
ألم يستسلم المصريون او الأقباط لاسكندر الأكبر بسهولة تامة ورفعوه الي مصاف الآلهة بعد زيارته لمعبد آمون في واحة سيوة .. ثم استسلموا بعد ذلك لدولة البطالسة حتي انهم اعتبروا كليوباترا مصرية .. فهل كانت كذلك؟ ثم جاء الرومان ليحكموا مصر بسهولة تامة رغم اضطهادهم للأغلبية القبطية الأرثوزوكسية .. ثم جاء عمرو بن العاص فاستطاع أن يغزو مصر التي كان تعدادها بالملايين في ذلك الوقت بسهولة شديدة وسمي أقباط مصر الذين تحولوا الي الاسلام أو وافقوا علي ذلك .. الغزو فتحا .. أي إساءة أكثر من ذلك .. قد يقول قائل .. أنهم لم يقاوموا وتركوا ذلك للرومان المحتلين .. فهل يرضي شعب حر أن يستبدل محتلا بآخر ؟
وبعد الفتح الاسلامي ( أنا كمصري حر أخجل من هذه الكلمة) بدأ التخلي التدريجي عن الهوية المصرية واللغة المصرية .. فهل تخلي الفرس رغم تحولهم الي الاسلام عن هويتهم ولغتهم ؟ هل فعل ذلك الاتراك ؟
ثم تحولت مصر الي دولة شيعية الهوي بعد الغزو الفاطمي لتتحول بعد ذلك بسهولة أغرب الي دولة سنية المذهب بعد انقلاب صلاح الدين علي الدولة الفاطمية ونجد من بين المصريين من يمجد صلاح الدين كبطل قومي رغم اسبداده بالمصريين .. ألا يعتبر اسم قراقوش وزير صلاح الدين الأول في مصر .. رمزا للظلم في الوجدان الشعبي المصري ..
ثم بعد انهيار الدولة الأيوبية حكم المماليك العبيد مصر لقرون .. هل رأيتم دولة يتحول فيها العبيد الأجانب الي حكام بهذه السهولة ويتحول قطز او الظاهر بيبرس الي ابطال ..
ثم جاء الحكم العثماني التركي الغاشم و المتعالي ليحكم مصر بسهولة تامة ويصبح المصري خرسيس أدبسيس ويرضي بذلك.. ثم نجد من يحن ويطالب بعودة الخلافة العثمانية علي اساس أنها خلافة اسلامية ..
ونجيء للطامة الكبري بعد الغزو الفرنسي لمصر .. والذي لم ينتهي بفضل المقاومة المصرية كما يدعي البعض .. ولكنه انتهي بفضل هروب نابليون من البريطانيين ليعود الي فرنسا ليصبح امبراطورا .. الطامة الكبري أن المصريين أو قادتهم اختاروا محمد علي الألباني لكي يحكمهم أو يملكهم بحجة غاية في الإهانة .. أن مصر لا يصلح أن يحكمها مصري .. ونجد الآن في مصر من يحن ويمجد دولة محمد علي الذي استولي علي كل أراضي مصر الزراعية من فلاحيها وأعاد توزيعها علي الترك وبواقي المماليك و قطاع الطرق من الأعراب في الصعيد ليستميلهم ويأمن شرهم .. وتحول المصريون الي أجراء في أرضهم .. ورغم ذلك نجد من يتغني بدولة محمد علي ويتمني عودة الملكية في مصر ..
ثم جاء أول حاكم مصري لمصري بعد انقلاب سهل سميناه ثورة .. ولكن المصريون نتيجة حبهم له لمصريته .. حولوه لديكتاتور .. فكانت النهاية الأليمة رغم انحيازه للغلابة من المصريين .. لو أحس عبد الناصر أن الشعب المصري سيحاسبه رغم حبه له من خلال نظام ديمقراطي مدني .. لتحولت مصر الي دولة علي الأقل في مصاف كوريا الجنوبية أو البرازيل الآن ..
واستسلم الشعب بسهولة للسادات الذي بدأ خصخصة مصر وبيعها لحفنة من رجال الأعمال ليستمر نفس الحال وبسهولة تامة لمدة ثلاثين عاما في عصر حسني مبارك ..
إن أقباط مصر الآن والمتعارف أنهم مسيحيو مصر .. يكررون نفس الأخطاء .. وبدلا من الدعوة والانحياز التام الي الدولة المدنية الكاملة التي ستحفظ لهم حقوقهم الكاملة كمواطنين مصريين .. نجدهم يتكتلون وراء الكنيسة في تأييدها لحسني مبارك وابنه جمال .. نتيجة الخطأ المتكرر ... اللي تعرفه احسن من اللي ماتعرفهوش .. وهو بالمناسبة مثل قبطي يدل علي الاستعداد للخنوع .. مثل المثل الآخر عصفور في الايد ولا عشرة علي الشجرة .. أمثال تقتل الطموح والتقدم .. وعلي اعتبار أن نظام حسني مبارك يحمي الأقباط من غول إخوان طز في مصر .. ويتقاعسون عن المشاركة في الحياة العامة والسياسية .. ولا ينضمون الي الإحزاب الليبرالية ذات التوجه المدني التي تؤمن ان الدين لله والوطن للجميع .. وتؤمن بقيم المواطنة الحقيقية .. ولا يشاركون بقوة في الانتخابات ليتحولوا الي قوة انتخابية ضاغطة يعمل لها أي حزب ألف حساب ..
إن الدولة المدنية التي تعلي قيم الديمقراطية والعدالة الاجتماعية هي الأمل الوحيد لأقباط مصر مسلميهم ومسيحييهم .. وهي التي سيحظي فيها مسيحيو مصر وشيعة مصر وغيرهم بحقوقهم كاملة كمواطنين مصريين ويتمتعون بحق حرية العقيدة كاملة في نفس الوقت ..
أما غير ذلك فسيظل الحال كما هو عليه .. يحكم مصر ويملكها قلة .. كانوا قديما من المماليك و الأتراك والآن من رجال الأعمال وأعضاء لجنة السياسات .. ويحتمي المصري الغلبان بالمسجد أو الكنيسة .. دون أن يحصل علي حقوقه .. بينما يستفيد كهنة المعبد مثلما اسنفادت طبقة كهنة المعبد منذ ايام الفراعنة ..
إن لم ننحاز كمصريين الي الدولة المدنية التي تحمي العدالة الاجتماعية وقيم المواطنة وحرية العقيدة .. فستظل طبقة كهنة المعبد من رجال الاعمال ومساعديهم من رجال الدين الذين يغيبون عقول الشعب هي المستفيد الوحيد .. وسيظل السؤال قائما هل الخنوع في مصر تراثا قبطيا؟



#عمرو_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة المدنية وقضية الزواج الثاني للاقباط
- فلسفة الحضارة و فلسفة التخلف
- مصر التي أحلم بها و تستحق النضال من أجلها ..
- الاسلام هل هو الحل.. أم هو المشكلة؟
- الإستبداد السياسي والاستبداد الاجتماعي
- سميكا لايشف واسعا لايصف
- سؤال افتراضي .. هل نحتاج عودة الأنبياء من تقاعدهم ؟
- لن يمكن القضاء علي الإرهاب .. إلا بالقضاء علي الإخوان .. رسا ...
- لا تقبلواالعدل احسانآ .. مرة أخرى
- لماذا منع التعليقات
- .. نظرة براجماتية للعلاقة بين الاسلام والعلمانية
- العلمانية والاصدار الثاني من الاسلام الصحراوي .. المضحك المب ...
- متي استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا .. العلمانية وا ...
- الحل الذي نصر ألا نراه ..
- الإعجاز الحقيقي للقرآن .. وجهة نظر مسلم علماني
- ردا علي احمد صبحي منصور .. من يقول عن نفسه مسلما .. يجب أن ي ...
- المرحلة الشرجية في تطور الشخصية العربية ..
- المحظورة .. هل هي فعلا محظورة؟
- إيران ومنظومة طز في مصر ..
- الحل الباكستاني البنجلاديشي ..


المزيد.....




- -التعاون الإسلامي- يعلق على فيتو أمريكا و-فشل- مجلس الأمن تج ...
- خريطة لموقع مدينة أصفهان الإيرانية بعد الهجوم الإسرائيلي
- باكستان تنتقد قرار مجلس الأمن الدولي حول فلسطين والفيتو الأم ...
- السفارة الروسية تصدر بيانا حول الوضع في إيران
- إيران تتعرض لهجوم بالمسّيرات يُرَجح أن إسرائيل نفذته ردًا عل ...
- أضواء الشفق القطبي تتلألأ في سماء بركان آيسلندا الثائر
- وزراء خارجية مجموعة الـ 7 يناقشون الضربة الإسرائيلية على إير ...
- -خطر وبائي-.. اكتشاف سلالة متحورة من جدري القرود
- مدفيديف لا يستبعد أن يكون الغرب قد قرر -تحييد- زيلينسكي
- -دولاراتنا تفجر دولاراتنا الأخرى-.. ماسك يعلق بسخرية على اله ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمرو اسماعيل - هل الخنوع في مصر تراثا قبطيا ؟