عبد النور إدريس
كاتب
(Abdennour Driss)
الحوار المتمدن-العدد: 3037 - 2010 / 6 / 17 - 07:39
المحور:
الادب والفن
فطنة ساردة رقمية
قصة قصيرة جدا
بقلم : عبد النور إدريس
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
إلى من تسكن الآن جنة الرقمي:المرحومة دة. صالحة رحوتي
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
قال: وهو يعرف أن السرد أسير مقدماته: كنت في حاجة إلى عطلة في الجبل، وأنت تجعلين الأحداث على الشاطئ ، إنني أكره أن ينظر إليك أحد عارية ...
قالت: أنا غاضبة منك، طبعا، أنا أعرف انك ستقول دائما تلك الجملة الذكية لتزيل ممكنات شكوكي السردية....
قال: آه نعم...آه نعم... وصلت البارحة إلى سريري، تهالكت مرتميا دون أن ألتفت إلى إقامتي في مسرودتك الفاتنة ، في الصباح اكتشفت نفسي في رعب صحوك مشدودا إلى ربطة عنقي ، ثم التفتت إلى مرآتي فوجدتُني قناعا...
قالت: تلك حقيقة، أنت تعرف أن لاشيء يبقى على حقيقته عندما تمر عربة النفاية، والأسئلة من الخذ الأيمن كالأسئلة من الخذ الأيسر، ولا يمكن للصفعة إلا أن تكون حاضرة " الآن" .
قال: أتعنين أنني لم أكن موجودا قبل "الآن" ولست موجودا بعد "الآن" ، أتنسجين خيوط لعبة حبنا بين عدمين !!! أين ستقيمين في وجود الممكنات؟؟
قالت: أنت ترغب في عطلة سرية تجعلك موجودا بقوة الكلمات، شيء كالآن لا تحدده شهادات الميلاد، أنت تحتاج إلى ضريبة النظافة لتعرف أنك بين عدمين، إنك تخونني في احدهما...
قال: عذرا...عذرا...قليلا من التريث السردي أرجوك، لو جلست منتظرة على ضفة لقائنا الأول لطفت لا محالة، وفي أية لحظة جثة من تكرهين فوق الماء.
قالت: هذه حالة تناصية فقط ، إنك تريد أن تقتل زوجتك الواقعية في حوارنا..لتسكنني معك جنة الرقمي...
قال: لالا أنا فقط أريد أن أخرج شيئا من الماء... إنه ضوء ممكنات وجودكِ " الآن".
ــــــــــــــــــــــ
مكناس في: 22-05-2010
#عبد_النور_إدريس (هاشتاغ)
Abdennour_Driss#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟