أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - عزيز الحاج - نعم كانوا شهداء وأكثر!















المزيد.....

نعم كانوا شهداء وأكثر!


عزيز الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 3033 - 2010 / 6 / 13 - 15:10
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


نشر السيد مؤيد الآلوسي في موقع [الناس] ذكرياته وانطباعاته عن المجموعات الثورية في أهوار الجنوب لعام 1968، وعلاقة بعضها لحركة القيادة المركزية. وقد تفضل الكاتب وسألني شخصيا عن بعض الأسماء.

أعرف أن كل ما يتعلق بحركة القيادة المركزية قد يثير حساسيات البعض، وهو ليس لصالح الحركة الوطنية، والحركة اليسارية خاصة. ولكن الطرح الهادئ للماضي للاستعبار والدرس مفيد. ومن هذا المنطلق أود التعقيب على المقال.

الحقيقة أن كل ما أعرفه عن الأسماء المساهمة قد أوردته في آخر كتبي [شهادة للتاريخ]، الصادر في لندن عام 2002، وموجود في بعض مكتباتها. فهناك فصل خاص عن حدث الغموكة،[ أيار وحزيران 1968]، مع رسالة طويلة من السويد لأحد المشاركين في نشاطات الأهوار بتوقيع [ خ ]. ولست أدري إن كان صاحب الرسالة لا يزال في السويد ليوضح أكثر مما في الرسالة. ومعروف أن التنظيمات القاعدية كانت ترشح الأسماء، وكانت سرية طبعا، ولم أكن أعرف شخصيا، في حينه، من مناضلي الغموكة غير الشهيد خالد أحمد زكي، الذي سبق وزارني ببراغ في منتصف الستينات. كما لم أكن أعرف أية أسماء صريحة لمن ذهبوا للأهوار بعدئذ. ولكن عرفت بعضهم فيما بعد، وقد أشرت لهم في نفس الكتاب. وقبل أسابيع من اعتقالي، كنت قد تركت جميع مسئولياتي الميدانية بانتظار تدبير سفري سرا لكردستان، ولكن الأحداث تتابعت، فحدث ما حدث.

هذا على صعيد المعلومة. أما عن النواحي الفكرية والسياسية، فأعيد من جديد التأكيد على التالي:
1 – بعد ردود الفعل الداخلية على تبني خط آب لعام 1964، انتقل الحزب الشيوعي العراقي لتبني خط الكفاح المسلح. وكانت الآراء في القيادة متشعبة حول ماهية الأشكال الأكثر مناسبة وواقعية. فهناك من كانوا يرون الحل في عملية عسكرية، مدعومة شعبيا، على طراز 14 تموز. ومن المفارقات أن الفقيد عامر عبد الله كان من مناصري هذا الخط. وأذكر اجتماعا، في 1967، مع سكرتير الحزب عهد ذاك، الأخ المناضل عزيز محمد، مع المرحوم عامر وآرا خاجادور، وفيه كان الاثنان يؤكدان إمكان قيام التنظيمات العسكرية للحزب بحركة تغيير عسكرية في تلك الفترة بالذات!. وبالمقابل، كان هناك من يرون خيار الانتفاضة الشعبية العامة. وثمة من يقرنون مجموع تلك الأساليب. ومعذرة عن قصور الذاكرة. والغريب أننا، وكان ذلك قبل الانقسام، كنا زمن عبد الرحمن عارف، الذي لم يكن حاكما دمويا أو عنصريا وطائفيا، وفي زمنه كانت هناك حريات لا بأس بها، ولاسيما حرية التعبير في الصحف والمجلات. وبدلا من تثمين تلك الانفراجات، ظللنا ندعو لإسقاط الحكم، ومصرين على طريق "الكفاح المسلح". وأضيف أنه كان للحزب تنظيم مسلح خاص في المدن والريف باسم تنظيم "حسين"، والغرض القيام بعمليات هنا وهناك عند الضرورة.

2 – سابقا، ولحد اليوم، هناك من يصفون خط الكفاح المسلح للقيادة المركزية بالغيفارية. وقد أوضحنا في حينه، وفي نشراتنا السرية، أن ما يجمعنا بغيفارا تمجيد بطولته، وأطروحته عن أن تنفيذ العمليات المسلحة لا يجب أن يشترط نضوج كل الشروط الذاتية والموضوعية على نطاق البلاد. فحيثما أمكن، وضمنا النجاح، يجب تنفيذ هذه العملية أو تلك. وفي الوقت نفسه، كنا على اختلافات كبرى مع الغيفارية. فغيفارا كان يريد بناء الحزب الثوري من خلال العمليات الثورية المتراكمة، في حين كنا نرى وجود الحزب مسبقا هو الشرط الأول للكفاح المسلح. كما أن تنظيم القيادة كان يمارس مختلف أشكال الكفاح، السلمي وغير السلمي، وكانت له نشاطات بين الطلبة والعمال والفلاحين، وعلاقات وطنية سياسية. أما الحركات في الأهوار، فكانت مجرد جزء من الإستراتيجية المعتمدة. والشهيد غيفارا ذهب لبلد غريب، بلا حزب يدعمه، ولا جماهير تؤازره. وكان يطمح لتحقيق ثورة شاملة عبر عمليات الأنصار المتدرجة وبعدد قليل للغاية، كأنما تجربة كوبا يمكن استنساخها. ولكن كاسترو كان يناضل في بلاده وليس في بلاد غريبة، ومع الزمن تلقى دعم الحزب الشيوعي. ويبقى غيفارا من رموز البطولة المرموقين في سبيل العدالة وخير الإنسانية.

وعدا هذا وذاك، فقد نسبت للقيادة المركزية عمليات لم تقم بها أصلا، كالاستيلاء على مبالغ مال حكومية في البصرة، وتفجير في بغداد ومحاولات قتل بعثيين في بغداد والكوت. وقد اتضح أن هناك قواعد ومؤيدين كانوا يتصرفون وفق اجتهاداتهم وفهمهم لمسألة الكفاح المسلح، وبعض ما جرى تنفيذه كان إحراجا للقيادة. وبلغت الإشاعات والحكايات المغرضة والمضحكة لحد ترويج وجود خطة لاغتيال بعض قادة الحزب الشيوعي اللبناني؟!!!!!

لقد أوضحت في كتابي أن توقيت تنفيذ حركة الغموكة، التي استشهد فيها المناضلون الأماجد خالد أحمد زكي ومنتصر سوادي ومحسن حواس، لم يكن بأمر مركزي، بل بمبادرة من القاعدة الصغيرة في الغموكة [12 مناضلا] بينما كنا نعمل على توفير المال وقطع السلاح واختيار عناصر أخرى لرفد القاعدة. وخلافا لما قيل، فالقيادة كانت في أسوأ وضع مالي، حيث كان اعتمادها على التبرعات البسيطة لا غير، حتى كانت عملية استيلاء مناضلين في السليمانية على مبلغ حكومي لا بأس به. وهنا فقط انفجرت الحركة في الغموكة، وتبين أن المناضلين سئموا الانتظار، وتوهموا أن القيادة تركتهم وشانهم وتتعمد عدم تزويدهم بالمال. وقد نجحت الحركة الصغيرة في تحقيق هدفها الميداني الصغير، ولكن المناضلين تاهوا في طريق العودة، مما أدى في النهاية للمأساة المحزنة باستشهاد ثلاثة واعتقال أربعة وهروب آخرين. وكنا قد عينا حسين ياسين، المرشح في لجنة القيادة، ومن أهل المنطقة، كمشرف سياسي على القاعدة، ولكنه لم يلتحق بالمناضلين بعد تنفيذ العملية رغم أنه رأى الشرطة قادمة. وكان عليه الالتحاق وإرشادهم للطريق، ولكنه فضل المجيء لبغداد وإعلامنا بخبر "النصر"- وذلك قبل أن نعلم تفاصيل ما وقع بعدئذ.

في مقال السيد الآلوسي والتعقيبات عليه معلومات جديدة عليّ، والكاتب محق في تأكيده على أن جميع من رحلوا مناضلين في الاهوار هم شهداء، ويجب تمجيدهم بهذه الصفة. فالشيوعيون عهد ذاك كانوا ينتمون لعدة تنظيمات، ولكن تجمعهم الحركة الشيوعية. فهم شهداء الحركة الشيوعية، وهم بالتالي شهداء الوطن كله.
وبقي التأكيد مجددا على أن قضايا الماضي يجب أن تثار للاستعبار، وبما لا يثير أية حساسيات. وهذا ما فعله السيد الآلوسي. كما أعيد التأكيد على خطأ شعارات وإستراتيجيات الكفاح المسلح، وأياً كانت الأشكال والأنماط المعتمدة. فثورة 14 تموز كانت فريدة، وفي ظروف خاصة جدا. ولو أمكن تغيير النظام الملكي سلميا، وعلى مراحل، لكان ذلك أفضل، وأقل نتائج سلبية. ولكن السنوات الأخيرة لذلك النظام أغلقت كل سبل العمل التغييري السلمي. أما زمن عبد الرحمن عارف، فالوضع كان مختلفا، وخصوصا بعد اتفاق البزاز مع الطرف الكردستاني على هدنة.

كان فشل حركة الغموكة، ذات الهدف المحدود، متوقعا لأسباب فنية ولعدم وجود دعم فلاحي حقيق للقاعدة. ومع ذلك، فإن تلك الحركة الصغيرة كانت صفحة مجيدة من النضال الثوري العراقي. وكذلك جميع التحركات الثورية في الأهوار بعد الحدث.
ومن المستحسن هنا أن أعيد نشر فقرة من كتابي عن مستقبل الحركة الشيوعية في العراق، فأقول:
"إن للشيوعية في أرضنا وتاريخنا الحديث جذورا وأمجادا وأفضالا لا يمكن لكائن من كان إلغاؤها أو طمسها. غير أنه ، لو أريد للحركة الشيوعية أن تلعب دورا مهما في الحياة السياسية والمجتمع، فإن من أول المتطلبات هو تجديد للفكر والتقاليد والعلاقات، وتجديد التوجهات، كالبحث مثلا عن إمكان قيام حركة يسارية واسعة وبتعددية في الاتجاهات" [ص 588 ]- وهذه مجرد فكرة. فالمهم هو التفكير في الإستراتيجيات والتكتيكات البديلة، رغم أن المهمات صارت، بعد صدور الكتاب عام 2002، أكثر صعوبة وتعقيدا بسبب غلبة الولاءات الثانوية وانحسار الشعور بالمواطنة، والمحاولات الجديدة- بعد محاولات صدام وجرائمه- لتهميش القوى اليسارية والديمقراطية ذات التوجه العلماني.
أهتف أخيرا: مجدا لشهداء الأهوار، ولجميع شهداء الحركة الشيوعية والوطن في العراق.



#عزيز_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقدمة الجزء الأول من كتاب - من أوراق الرحيل- [راحلون وذكريات ...
- ميناس ميناسيان.. الصديق الذي لم ألتقِ به... راحلون وذكريات
- الدكتور جعفر محمد كريم... راحلون وشخصيات..
- الدكتور علي بابا خان.... راحلون وذكريات
- راحلون وذكريات ...الجواهري، أبو فرات، لو كان بيننا !!
- راحلون وذكريات: -رحلتي- مع عبد الكريم قاسم
- راحلون وذكريات: عبد الفتاح إبراهيم، والحاجة لدراسة وتقييم ال ...
- راحلون وذكريات.. عبد الرحمن قاسملو..
- راحلون وذكريات ... زاهد محمد زهدي
- كتاب راحلون وذكريات [الفصل الثالث] - هكذا عرفت جعفر الخليلي
- من كتاب عزيز الحاج [ راحلون وذكريات]2
- من كتاب -راحلون وذكريات- لعزيز الحاج (1)
- عامر عبد الله في ذكراه العاشرة..
- 11 سبتمبر وحرب الإرهاب الدولية..
- أوقفوا الحرب القذرة على الأقليات العراقية!
- مرة أخرى عن- غزوة- المالكي لمعسكر أشرف..
- وضع عراقي قاتم ومقلق..
- أوقفوا مجزرة الكنائس والحملة الغاشمة ضد مسيحيي العراق.
- عندما تتداعى الذكريات..أحباب كانوا أبطالا [ 1 ]
- الحجاب والتسامح الديني في خطاب أوباما..


المزيد.....




- على وقع حرب غزة.. مشاهد لاقتحام متظاهرين في اليونان فندقًا ي ...
- هل تقود الولايات المتحدة العالم نحو حرب كونية جديدة؟
- م.م.ن.ص// -جريمة الإبادة الجماعية- على الأرض -الحرية والديمق ...
- تمخض الحوار الاجتماعي فولد ضرب الحقوق المكتسبة
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 554
- الفصائل الفلسطينية ترفض احتمال فرض أي جهة خارجية وصايتها على ...
- بيان المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي
- حزب يساري بألمانيا يتبنى مقترحا بالبرلمان لدعم سعر وجبة -الش ...
- الشرطة الألمانية تفرق مئات المتظاهرين الداعمين لغزة في جامعة ...
- -لوسِد- تتوقع ارتفاع الإنفاق الرأسمالي لعام 2024


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - عزيز الحاج - نعم كانوا شهداء وأكثر!