أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد القاضي - زوبعة دكتور حجي....يا قلبي لا تحزن !















المزيد.....


زوبعة دكتور حجي....يا قلبي لا تحزن !


احمد القاضي

الحوار المتمدن-العدد: 3030 - 2010 / 6 / 10 - 07:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



المقال الذي كتبه السيد حمادي بلخشين بعنوان ( رد على مقال زوبعة د. طارق حجي ) والذي استشهد فيه بــ مايكل هارت وكارليل ولامارتين لدعم موقفه وموقف السلفيين والتوفيقيين الذين اصطفوا لمناصرة الدكتور حجي به الكثير من التخليط والتدليس...وقد وقع السيد بلخشين ضحية للتدليس المفضوح الذي مارسه الكاتب المصري انيس منصور في ترجمته لكتاب هارت ..فلو كان السيد بلخشين رجع الى المصدر الاصلي باللغة الانجليزية ولم يكتف بترجمة انيس منصور لما تحمّل جريرة نقل هذه البضاعة المغشوشة التي ينشرها الاصوليون واشباه الاصوليين بكثافة في الفضاء الاسفيري.....وتكون الجريرة اكبر عندما ينقل الى موقع بحجم الحوار المتمدن وسنعود لاحقآ اليه، لنتوقف اولآ عند زوبعة الدكتور طارق حجي

لا مندوحة ان الغضبة الكبرى سببها ما اعتور مقاله ما لم يكن متوقعآ من الفظاظة برميه نقاد الدين الاسلامي بالسايكوباثية واتهام بعضهم بالجهل وقلة المحصول وما الى ذلك....اما في ما يتعلق بموقفه من الدين فلا شئ يدعو الى الصدمة فمقالاته بهذا الموقع تشي الى عميق ايمانه به فهو يقول عن نفسه انه مسلم و يعتبر الاسلام من مكونات الهوية المصرية ضمن كوكتيل من المكونات الاخرى ( راجع مقاله عن الهوية المصرية ) ....وفي مقال له بعنوان ( بماذا اؤمن ؟ ) يقول انه يؤمن بان الاديان مصدر للقيم الامر الذي يتعارض مع فكر الحداثة والتنويروعلم الاجتماع والماركسية التي قيل انه كان يومآ من معتنقيها ....فالمجتمع هو مصدر القيم والاديان نفسها فعند دوركايم وماكس فيبر تعتبر القيم والاديان نتاج العلاقات الاجتماعية، فالمسيحية عند فيبر هي نتاج جماعة من العمال الحرفيين بينما اليهودية هي نتاج شعب منبوذ.....وقول الدكتور حجي بان الاديان هي مصدر القيم يجعله متصالحآ وان ابدى غير ذلك مع المادة الثانية من الدستور المصري التي تقول بان الشريعة الاسلامية هي مصدر التشريعات في جمهورية مصر...وليته نذر وقته لحشد الرأي العام ضد تلك المادة التي اغرقت مصر في الظلام بدلآ من توجيه السهام الى منتقدي الدين الاسلامي....... ان الدكتور طارق حجي ينتمي الى المدرسة التي تحاول التوفيق بين الحداثة والدين الاسلامي وهي المدرسة التي بدأها في اواخر القرن التاسع عشر الشيخان، جمال الدين الافغاني ومحمد عبده ...وهي مدرسة لها انصارها ومريدوها في مصر ومختلف البلدان الاسلامية...وبالطبع هي تتعارض مع مدرسة الدكتور طه حسين الذي اقتحم بجرءة في بداياته عش الدبابير واتجه رأسآ بقلمه الى مصدر الخرافات والاساطير وينبوعها الذي لا يجف اي القرآن نفسه بلا لف ولا دوران.في كتابه الاشهر ( فى الشعر الجاهلي ) وحتى وهو تحت عز القمع والحصار ابى الا ان يقول ان بلده مصر جوهر هويتها هي الفرعونية وانها تنتمي الى حوض البحر المتوسط لا الى الشرق....ومن حق الدكتور طارق حجي ان ينتمي الى المدرسة التي يشاءها ويحاول التوفيق بين الحداثة والدين الاسلامي رغم انها مدرسة اثبتت فشلها على امتداد اكثر من قرن...فاما ان تكون حداثويآ او اسلاميآ...فالقرآن نفسه يمنع الخلط والانتقائية حيث يقول ( أتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعضه )... فالدكتور حجي حر في اعتناق ما يشاء من افكار والانتماء الى ما يريد من المدارس الفكرية ولكن ليس من حقه محاولة اسكات الاصوات التي تنتقد الدين الاسلامي في صلب نصوصه المقدسة بتعرية اساطيره وخرافاته وتشريعاته الظلامية القرون اوسطية .....وهنا اختلف مع الذين قالوا ان الدكتور حجي كان يقصد فقط ضرورة الارتقاء بلغة النقد ولا يقصد نقد الدين في ذاته..وهذا غير صحيح كليآ لانه قال (( ان ما يكتب وينشر تحقيرا واهانة وادانة للإسلام لا يعجب به الا اقران وامثال كتابه بدون استثناء )) انتهى....وعلينا ان نتوقف عند عبارة (( ادانة الاسلام )) تحديدآ لندرك انه يرفض مبدأ ادانة الاسلام وان الامر لا يتعلق بصعود اللغة او هبوطها.....فالقرآن اذن من منطلق رأي دكتور حجي ينبغي الا يدان لانه برئ من اوضاع المرأة في المجتمعات الاسلامية رغم انه يقول: ( وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولي ) .ويقول.( وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا (34).).ويقول ايضآ.( وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنْ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى ).....والقرآن اذن برئ في رأي الدكتور حجي من بث الكراهية ضد اليهود والمسيحيين رغم انه يصف اليهود بابناء القردة والخنازير..ويقول بان الذين اتبعوا عيسي كثير منهم فاسقون ويدعو الى قتالهم باعتبار ان الدين الاسلامي هو دين الحق ولا يقبل الله غيره حتى يسلموا او يدفعوا الجزية عن يد وهم صاغرون.....وهناك سؤال يلح لكون الدكتور حجي اخصائي في ادارة الاعمال ويراوده حلم تحديث الادارة في بلده مصر بالمعايير الحداثية الغربية وهو : كيف سيتأتى له ذلك قبل انتشال الشخصية المصرية الغارقة حتى اذنيها في لجة الغيبيات...ففي منظور هذه الشخصية يعد نجاح اي عمل رهن باردة الله وليس بارداة الانسان وتصميمه وتخطيطه.....فاذا نجح فانه توفيق من الله واذا فشل لا يبحث عن الاسباب ..فالفشل سببه القضاء والقدر وعدم التوفيق الالهي او ربما لانه لم يقل ( ان شاء الله ) حين بدأ العمل...واذا ذهبت لانجاز عمل ما قال لك الموظف ( تعال بكرة ان شاء الله ) والعمل لا ينجز...واذا تساءلت عن سبب عدم الانجاز قال لك ( ربنا ما اردش كلو بامر الله )...وكل هذا له جذوره واستدلالاته في القرآن الذي يبخس الدنيا ويعبئ المسلم بكراهيتها ويعظم نعيم الآخرة التي هي بزعمه الحياة الحقة!...يقول المستشرق الروسي المعاصر اليكسي فاسيليف في كتابه ( مصر والمصريون ) اصدار دار التقدم بموسكو 1989 (( وعندما يخطط المصري لعمل شئ او يعد بعمله فانه يردد حتمآ العبارة الشائعة التي يعرفها كل من زار البلدان العربية: " ان شاء الله ". سوف يجيئون اليك بعد ساعة،ان شاء الله. ويعدونك باصلاح الثلاجة او الحذاء، او احضار المشروبات، او حجز بطاقة، او تحديد موعد لقاء، وفي كل مرة لابد من عبارة " ان شاء الله" )) انتهى....ويقول في مكان آخر (( وتنطق كلمة "الله" في الاحاديث والحوارات والمنلوجات وفي مناجاة الناس بسبب وبغير سبب وفي اللقاءات الرسمية. فالله مع الناس دائمآ في الاسرة والمعيشة، في العمل، في الدراسة، في الحب والكراهية وفي المنام وعلى مائدة الطعام.الا ان ذكر الله هو في اغلب الحالات – عادة مثل كلمات التعجبوالنداء الروسية )) انتهى....ولعل هذا يقود الى سؤال آخر : لماذا فشلت الحداثة في مصر؟ ولماذا عادت مصر محجبة منقبة؟..ولماذا تنتشر الغيبيات والافكار السلفية الرجعية في الجامعات المصرية بين اساتذتها وطلابها وفي مراكز البحوث وبين القضاة والمحامين والقانونيين عمومآ بصورة اكبر واعمق مما هو في الشارع المصري المتخم بالافيون الديني ؟ من يصدق ان مجمع البحوث الاسلامية التابع لمؤسسة الازهر اباح قبل ايام (( فقط )) اي في شهر يونيو حزيران من القرن الحادي والعشرين صناعة التماثيل والتحف ان لم تكن لغرض (( التعبد ))... بينما تم في امريكا قبل اسابيع تخليق خلية حية واعلنت روسيا انها تجري تدريبات لرواد فضاء لارسالهم الي المريخ!!.... (( ايد علماء دين فتوى مجمع البحوث الإسلامية بإباحة صناعة التماثيل والتحف بغرض تنشيط السياحة وجذب السائحين وإظهار الحضارات وتاريخ الأمم، مشيرين إلى أن هذه الفتوى «تقطع الطريق على المتشددين الذين يُحرّمون كل شىء». وأكد الدكتور عبدالمعطى بيومى عضو مجمع البحوث، عميد كلية أصول الدين الأسبق، تأييده للفتوى، وقال: « إن التماثيل لا تـحرم صناعتها إلا إذا كان الغرض منها هو التعبد بها أو لها »، جريدة. " المصري اليوم " بتاريخ 5 يونيو 2010 )) انتهى.....وهل يستطيع الدكتور حجي تطبيق افكاره الاداريةالاصلاحية الحداثوية على النمط الغربي في مجتمع يتجذر فيه هذا الكم الهائل من الغيبيات والخرافات والسلفيات ويتدهور بوتائر سريعة تحت وطأة العامل الديني. دون تجريد قلمه لمحاربة الخرافات في نصوصها المقدسة.

نعود الى السيد حمادي بلخيش الذي وقع ضحية تدليس دون ان يدري... فمن اجل اصدار شهادة براءة لنبيه واسلامه اورد مقتطفات لكتاب ومفكرين اوربيين بالاضافة الى ادونيس حول الاسلام ونبيه...فاولآ اذا كان ادونيس يحاول التوفيق بين الحداثة والاسلام فهو هنا واحد من كثير من نفس المدرسة التي كما اسلفنا بدأها الافغاني ومحمد عبده قبل اكثر من قرن دون ان تؤتي ثمارها بل ازدادت الردة الظلامية في زمن ما سمي بالصحوة الاسلامية.....اما ما اورده من كلام ادونيس بان القران دعا الى اعمال العقل فهو كلام غير دقيق لان القرآن هنا يخاطب العقل الاسطوري...( لقد نشر الاستاذ محمد البدري قبل ايام في هذا الموقع مقالآ بعنوان ( العرب بين الاسطورة والعقلانية ) يشرح فيه الفرق بين العقل الاسطوري والعقل المتعقل ويمكن الرجوع اليه اختصارآ للوقت ..نعود لنقول ان القرآن عندما دعا الى اعمال الفكر والعقل في كيفية بناء السماء وخلق الابل كان يرمي لحث المكيين واقناعهم بوجود خالق وراء كل هذه الموجودات ومن هنا جاء في علم التوحيد الاسلامي :البعرة تدل على البعير والاثر يدل على المسير والوجود من تدبير عزيز خبير.....ولان القرآن لم يتجاوز العقل الاسطوري فان المسلمين ما انفكوا اسرى له منذ الف واربعمائة سنة

اما مقولات مايكل هارت وكارليل ولامارتين حول عظمة محمد التي اوردها السيد بلخشين فهي من المقولات المنتشرة بكثافة في فضاء الانترنيت مضافة اليها اسماء اخرى مثل تولستوي وبرنارد شو وغيرهما....وهي بلا شك فاكهة العقل الاسطوري الذي تقدم اليه مثل هذه الحلوى المقطوعة من سياقها لانه لن يسأل بطبيعته..اصحيح ما قيل؟ واين قيل ولماذا قيل؟

فلنتوقف اولآ عند كتاب مايكل هارت الذي اختار له مترجمه الكاتب المصري انيس منصورهذا العنوان ( الخالدون مائة اعظمهم محمد رسول الله ) ...في عموده الراتب بصحيفة " الشرق الاوسط " التي تصدر في لندن قال منصورانه هو الذي اختار هذاالعنوان..وهو ترجمة غير امينة كليآ وغير صحيحة وتعد تحريفآ كاملآ لفكرة الكاتب الموضحة في المقدمة...واظنه اختار هذا الاسم لاغراض تجارية لترويج الكتاب.....فاسم الكتاب الحقيقي هو ( The 100 a Ranking of the Most Influential Persons in the History اي ( مراتب الاشخاص المائة الاكثر تأثيرآ في التاريخ ) ...يقول مايكل هارت في مقدمة كتابه بالحرف الواحد I must emphasize that this is a list of most influential persons in history, not a list of the greatest وترجمته (( ينبغي ان اشدد على ان هذه القائمة هي قائمة الاشخاص الاكثر تأثيرآ في التاريخ وليست قائمة للعظماء )) انتهى.....وبعد ان يوضح هارت المعايير التي وضعها لترتيب المائة الذين اختارهم يقول ( ان ترتيب محمد لهو نموذج ساطع لتلك المعايير لانه في اعتقادي كان له تأثير شخصي في تشكيل الاسلام اكبر من تأثير المسيح في تشكيل المسيحية..)...ويختتم هذه الفقرة بقوله ( This does not imply, of course, that I think Muhammed was a greater man than Jesus ) وترجمته (( ان هذا لا يدل بالتأكيد على انني اعتبر محمدآ اعظم من المسيح )) انتهى ...فمايكل هارت يعتبر ان بولس الرسول هو الذي وطد المسيحية في حين المسيح واضع قيمها الاخلاقية بينما يرى ان محمدآ هو من قام بالاثنين معآ، تأسيس الدين ووضع قيمه الاخلاقية الى جانب تأليف القرآن الذي يؤمن محمد بانه موحى به من الله حيث يقول More over, he is the author of the Moslem holy scriptures of Islam, the Koran, collections of certain of Muhammad’s insights that he believed had been directly revealed to him by Allah ويضيف ان القرآن يتضمن افكار محمد وتعاليمه بالاضافة الى ان كلماته الى حد كبيرهي نفس الكلمات التى قالها محمد.
حيث يقول: The Koran therefore closely represents Muhammad’s ideas and teaching and to a considerable extent his exact words.....وما فعله انيس منصور هو انه لم يترجم مقدمة مايكل هارت لكتابه رغم اهميتها القصوى في توضيح افكاره وسبب كتابته لكتابه هذا والمعايير التي وضعها ولماذا اختار هذا العنوان وكيف انه لا يقصد ان يضفي وصف العظمة على المائة المختارين وانه لا يعتبر محمدآ اعظم من المسيح .. قام انيس منصور بكتابة مقدمة من ( عندياته ) واورد فيها بعض ما ورد في مقدمة هارت وتجاهل كل الفقرات المهمة التي تفضح تدليسه بما فيه عنوان الكتاب...انظروا كيف ترجم انيس منصور الفقرات الواردة اعلاه ((( كما ان القرآن نزل عليه وحده. وفي القرأن وجد المسلمون كل ما يحتاجون اليه في دنياهم وآخرتهم...والقرآن الكريم نزل علي الرسول صلي الله عليه وسلم كاملآ وسجلت آياته وهو ما يزال حيآ وكان تسجيلآ في منتهى الدقة فلم يتغير منه حرف واحد ))) انتهى.....اي تدليس وتلفيق هذا؟!..لم يقل مايكل هارت شيئآ من هذا الذي كتبه انيس منصور....والادهى انه كتب كلامآ على لسان هارت لا يمكن ان يقوله الا امثال محمد بن عبد الوهاب وابن تيمية وحسن البنا وسيد قطب وكل السلفيين ومن على شاكلتهم حيث كتب (( وفي القرأن وجد المسلمون كل ما يحتاجون اليه في دنياهم وآخرتهم ))..ليس ثمة ذرة من المصداقية.لكاتب كان استاذآ للفلسفة بالجامعة...واذا كان هذا هو استاذ الفلسفة (!) فلماذا لا تغرق مصر في السلفية.

فلا جدال اذن في ان التدليس والتحريف والتلفيق طال اسم الكتاب ومتنه...وكل ما في الامر ان هارت ينظر الى محمد ويقيمه من منظور سياسي محض... فهو يقول انه رجل شب يتيمآ وفقيرآ معدمآ واميآ في بيئة صحراوية شحيحة متخلفة ومعزولة ونجح نجاحآ كاملآ في تأسيس احد الديانات العظيمة في العالم وفي ان يصبح قائدآ سياسيآ ذا تأثير كبير وما يزال تأثيره فاعلآ بقوة واتساع رغم وفاته قبل ثلاثة عشر قرنآ بعد تأسيس دولة تحولت الى امبراطورية بعد وفاته تمتد من المحيط الاطلسي الى اطراف الهند في حين ان بقية الاسماء الاخرى في قائمة المائة نشأت في بيئات ثقافية مدنية بمراكز الحضارات مما يؤكد ان محمدآ كان شخصآ يشار اليه بالبنان كما يقول هارت.

اما الكاتب الاسكتلندي توماس كارليل الذي قال عنه السيد بلخيش متهكما ( بائع فجل كان قد زور شهادة ـ على سنة سيد القمني ـ يدعي فيها بانه احد اعظم فلاسفة الغرب ) فان كتابه Sartor Resartus بعنوان فرعي On Heroes and Hero Worship اي ( في الابطال وعبادة الابطال ) هو اهم مؤلف في مؤلفاته وفيه يدرس دور البطل في صناعة التاريخ ويرى ان هناك نوعين من الابطال التاريخيين: البطل الاله اي الذي يتم تأليهه وهذا جرى في عصور بعيدة والبطل النبي المعبود..وهنا يدرس شخصية محمد كنبي معبود ولا تخرج رؤيته لمحمد ايضآ عن زاوية المنظور السياسي كرجل صحرواي فقير يتيم وامي تمكن من توحيد البدو الشرسين وتكوين دولة كاساس لامبراطورية ضخمة....والكاتب الفرنسي لامارتين لايختلف منظوره عن منظور هارت وكارليل...ونصل الى حقيقة انه لاشئ في كتابات هؤلاء مما يرمي اليه الاسلاميون الذين يملأون الفضاء الاسفيري بمقتطفات منها اي الايحاء بانهم يمتدحون الدين الاسلامي وتعاليم محمد وشريعته.

فحقيقة محمد السياسية... وكونه سياسيآ بارعآ بالفطرة لا جدال فيها وقال بها ايضآ المستشرقون الذين محصوا تاريخه وقرآنه واحاديثه تمحيصآ ولكن النقد ينصب على مزاعم النبوة والمهام الرسالية التي كانت الغطاء لطموحاته السياسية لشن الحروب على قبائل الجزيرة العربية واخضاعها بسبي نسائها ونهب اموالها وقتل كل من لا يعترف بانه رسول الله دون ان يقدم الدليل على ذلك..بالاضافة الى ابادة اليهود وطرد من تبقى خارج يثرب والاستحواز على اراضيهم وبساتينهم واموالهم ونسائهم وبحسب تعبير مايكل هارت نفسه في كتابه المذكور اعلاه ليصبح ديكتاتور يثرب.

ولمايكل هارت عبارة في كتابه عن سبب اختياره لمحمد على رأس قائمة الاكثر تأثيرآ في التاريخ وهي ان تأثيره ما يزال قائمآ وفاعلآ بقوة واتساع رغم وفاته قبل ثلاثة عشر قرنآ...ومن حيث لا يدري وضع هارت يده على اس المشكل الذي يعصف بالبلدان الاسلامية ويبقيها في قاع التخلف حيث ان تأثير محمد الهائل القائم حتى اليوم هو الذي يسد امامها الافق ويعطل اية امكانية للحاق بقطار الحداثة .....فالحركات الاسلامية في كل البلدان الاسلامية تدغدغ مشاعر الجماهير المكبلة بقيود الفقر والتخلف والامية باحلام العودة الى ما يسمى العصر الذهبي للاسلام في يثرب...وبعد ان كانت الشريعة الاسلامية مطبقة فقط في بلد المنشأ السعودية انجرفت بلدان اخرى الى قلب الظلام بتطبيق شريعة القرن السابع وتنفيذ حدود الرجم وقطع الاطراف واضطهاد النساء وارهاب المخالفين بحد الردة ...وتلك البلدان هي ايران والسودان واليمن وغزة والصومال وشمال نيجيريا..وهناك بلدان اخرى مهددة بالوقوع في قبضة الاسلاميين مثل مصر وباكستان والجزائر وافغانستان

والحكومات في البلدان الاسلامية دخلت في منافسة مع الحركات الاسلامية وفتحت صحفها واذاعاتها وفضائتها للخرافات والدجل والفتاوى والشعوذة لمزيد من تغييب الجماهير المغيبة اصلآ بجرعات مكثفة من الافيون الديني...فهناك الدكتور الجيولجي (!) زغلول النجار واضرابه الذين يسوقون الخرافات القرآنية ويؤلونها الى علوم ورياضيات بزعم انها كانت مختزنة في القرآن منذ القرن السابع...وهناك القرضاوي وامثاله الذين يبثون الكراهية ضد كفار العالم والجوار كفتواه على سبيل المثال بعدم تهنئة المسيحيين في اعيادهم تمشيآ مع السنة المحمدية والنصوص القرآنية المقدسة التي تقول بعدم مولاة الكفار والتضييق عليهم.....ووسط هذه الاجواء الظلامية الخانقة كان من الطبيعي ان ينتشرالنقاب وظاهرة ضرب النساء في الشوارع بدعوى عدم الاحتشام وان تنتشر حلقات الدروشة وحفظ القرآن بدلآ من استثمار الوقت في ما يفيدهم وينهض باوطانهم....والاخطر اتجاه الشباب الى جبال تورا بورا وجبال اليمن للتدرّب على فنون التفجيرات واستخدام الاحزمة الناسفة لترويع العالم وقنل الكفار في كل مكان اعلاء لراية الجهاد الذي قال عنه الفقهاء انه سنام فرائض الاسلام واحياء لما كان يفعله محمد الذي يحدث كل هذا بسب تأثيره القائم الى يومنا هذا بقوة وفاعلية....وبعد كل هذا تجد من ينتقد نقد الاسلام ويسفهه.....هذا يزعم ان النقد يحتاج الى نقوش اركيلوجية...وذاك يدعي انه تحقير لعقيدة المسلمين وسوف يعزز الاتجاهات الاصولية..وثالث يقول انه يشغل الناس عن موضوعات الصراع الطبقي....وكان الاوجب ان يوجهوا سهامهم الى الآفة التي تعصف بالمجتمعات الاسلامية اذا كانوا حقآ تنوريين بدلآ من محاولة تثبيط همة الذين يقومون بالعمل المناسب في الوقت المناسب..(.وكل نقد لا يبدأ بنقد الدين ) في هذه الاجواء الظلامية الخانقة هو عرض خارج الحلبة.



#احمد_القاضي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الآية التي سطا عليها محمد !
- متنكر في ثياب التنويريين....او اركلجة الخرافة
- المثقف المكي الذي هزم محمد
- محمد يحرق النخيل وعلي يجز الرؤوس !!
- ابن تيمية ام الضحوك القتّال !
- اولوية نقد الدين
- بائع الافيون الفلسطيني
- هل تراجع د. طه حسين عن اطروحاته في كتاب ( في الشعر الجاهلي ) ...
- ادونيس...اودكتور جيكل ومستر هايد !
- الشعر الجاهلي ام القرآن الجاهلي
- اول صوت في صندوق عمر البشير الانتخابي
- الكوميديا الالهية علي الطريقة المحمدية
- البيدوفيل واعتساف عائشة
- نبي يضاجع في الخلاء !
- سويسرا افضل حالآ دون مآذن
- لا شئ تم في الخفاء ايها الحالم بعرش اليونسكو
- عودة الي الدكتور القمني
- الدكتور القمني.....ليته سكت!
- واخيرآ...تم تشييع مايكل جاكسون علي الترانيم المسيحية والسنة ...
- البشير والمارستان العربي


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد القاضي - زوبعة دكتور حجي....يا قلبي لا تحزن !