أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد القاضي - ابن تيمية ام الضحوك القتّال !















المزيد.....

ابن تيمية ام الضحوك القتّال !


احمد القاضي

الحوار المتمدن-العدد: 2965 - 2010 / 4 / 4 - 01:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في مدينة ماردين بجنوب شرق تركيا، وهي نفس المدينة التي اصدر عنها ابن تيمية الملقب بشيخ الاسلام فتواه الشهيرة بــ ( فتوى ماردين ) قبل ستة قرون، اجتمع فقهاء مسلمون من خمس عشرة دولة اسلامية منها المملكة العربية السعودية وتركيا والبوسنا وامريكا والهند والسنغال والكويت وإيران والمغرب واندونيسيا في اوآخر شهر مارس الماضي للنظر في تلك الفتوى الصادرة في القرن الثامن الهجري - الرابع عشر الميلادي والتي تقّسّم العالم الي دار اسلام ودار حرب. فقد افتى شيخ الاسلام ابن تيمية ردآ على سؤال عما اذا كانت ماردين التي احتلها المغول آنذاك دار حرب ام دار اسلام وقال :(( الحمد لله‏.‏ دماء المسلمين وأموالهم محرمة حيث كانوا في ‏[‏ماردين‏]‏ أو غيرها‏.‏ وإعانة الخارجين عن شريعة دين الإسلام محرمة، سواء كانوا أهل ‏[‏ماردين‏]‏، أو غيرهم‏.‏ والمقيم بها إن كان عاجزًا عن إقامة دينه، وجبت الهجرة عليه‏.‏ وإلا استحبت ولم تجب‏.‏ ومساعدتهم لعدو المسلمين بالأنفس والأموال محرمة عليهم، ويجب عليهم الامتناع من ذلك، بأي طريق أمكنهم، من تغيب، أو تعريض، أو مصانعة‏.‏ فإذا لم يمكن إلا بالهجرة، تعينت‏.‏ ولا يحل سبهم عمومًا ورميهم بالنفاق، بل السب والرمي بالنفاق يقع على الصفات المذكورة في الكتاب والسنة، فيدخل فيها بعض /أهل ‏[‏ماردين‏]‏ وغيرهم‏.‏ وأما كونها دار حرب أو سلم، فهي مركبة‏:‏ فيها المعنيان، ليست بمنزلة دار السلم التي تجري عليها أحكام الإسلام، لكون جندها مسلمين‏.‏ ولا بمنزلة دار الحرب التي أهلها كفار، بل هي قسم ثالث يعامل المسلم فيها بما يستحقه، ويقاتل الخارج عن شريعة الإسلام بما يستحقه‏.)) انتهى....والسبب الذي يقف وراء اجتماع هؤلاء الفقهاء المسلمين حسب قول السعودي الدكتور عبد الوهاب الطريري هو للعمل من اجل :(( تجريد هذه الفتوى من أن تكون دليلا للإرهابيين، لتوظيفها سلبيا كدليل شرعي يبيح لهم ارتكاب أعمال إرهابية )) وذلك لان زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن يعتمد عليها لتبرير عملياته الارهابية التي ينظمها ضد الغرب او ضد الحكومات في البلدان الاسلامية بدعوى انها موالية للكفار.

اعتماد بن لادن على فتاوى ابن تيمية لم يأت من فراغ فهو بحكم انه مواطن سعودي قد تشرّب بفتاويه وافكاره التي تشكل ركائز المذهب الذي انشأه الشيخ محمد بن عبد الوهاب والمسمى باسمه ( الوهابية ) ....واصول الفقه تدرّس في المدارس والمعاهد والجامعات السعودية وفق مرجعية ابن تيمية وشيخه احمد بن حنبل...ولذا فان بن لادن هو نتاج طبيعي لمجتمع بدوي مفعم تاريخيآ بكراهية الآخر وثقافة العنف والجهاد ضد الكفرة واحلام اسلمة العالم بالقوة والقهر..فلا استغراب اذن لكون السعودية هي اكبر ماكينة لتفريخ الارهابيين الاسلاميين وتصديرهم الي دول الجوار وشتى انحاء المعمورة.....والمفارقة ان السعودية شاركت في مؤتمر ماردين وهي المملكة التي قامت اصلآ بتحالف آل سعود مع شيوخ الوهابية معلية فريضة الجهاد الذي جعلته شعارآ لعلمها الاخضر الذي يتضمن عبارة ( لا اله الا الله محمد رسول الله ) وتحتها رسم السيف المحمدي الذي اخضعت به الجزيرة العربية وفيما بعد من وادي السند شرقآ الي اسبانيا غربآ.

في اوائل اربعينيات القرن الثامن عشر قامت الدولة السعودية الاولى بتحالف بين امير مدينة الدرعية محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبد الوهاب وهو تحالف اشبه بالتحالف الذي قام بين محمد وقبيلتي الاوس والخزرج... تعهد هذا بان يحميه مما يحمي منه ابناءه ونساءه وتعهد ذاك بان يساعده في التمكين من اقامة سلطانه في كامل الجزيرة العربية مادام متمسكآ بشهادة لا اله الله محمد رسول الله...ومن ثم قاما باحياء الغزوات المحمدية بنفس تفاصيلها من المجازر وسبي النساء ونهب الممتلكات على اعتبار انها غنائم وذلك استنادآ على تعاليم الشيخ محمد بن عبد الوهاب وفتاويه المستندة بدورها على تعاليم وفتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية والتي اعلن فيها الشيخ عبد الوهاب ان الناس في الجزيرة العربية وغيرها قد عادت الي الجاهلية والشرك ولابد من حربها حتى تعود الي الاسلام الصحيح..ولم ينته امر الدولة السعودية الاولى التي امتدت من اليمن الي حدود الاردن وكادت ان تصل الي الشام الا على يد جيش محمد علي باشا خديوي مصر...وقامت الدولة السعودية الثانية ( المملكة العربية السعودية ) بقيادة امير نجد عبد العزيز بن سعود بعون بريطاني بعد الحرب العالمية الاولى وعلى نفس التعاليم الوهابية التيمية.حيث لشيوخ الوهابية الكلمة النافذة في الحياة الاجتماعية وتحديد ما هو حلال وما حرام وما يجب ان يفعله السعوديون وما يجب ان يتجنبوه.

والحالة هذي، فان من المثير للسخرية ان يجتمع هذا الحشد من الفقهاء بمشاركة السعودية من اجل ( فتوى ماردين ) وكأن علة الارهاب والارهابيين الاسلاميين الذين يروّعون العالم اليوم ويسفكون دماء الابرياء تكمن فقط في ( فتوى ماردين ) ..ففتاوى ابن تيمية وتعاليمه التي هي المرجعية الدينيةالرئيسية في السعودية ولتنظيمات الاخوان المسلمين والارهابيين الاسلاميين في كل مكان تجسيد نقي لتعاليم وقرآن الضحوك القتّال دون رتوش او اية مساحيق تجميلية او التواءات تفسيرية ولذا فان تعاليمه وفتاويه لا تحمل غير البغض والكراهية والعداء لكل ما هو غير اسلامي ولكل من هو غير مسلم فهو القائل في احدى فتاويه (( أن المؤمن تجب موالاته وإن ظلمك واعتدى عليك ، والكافر تجب معاداته وإن أعطاك وأحسن إليك‏.‏ فإن اللّه سبحانه ـ بعث الرسل وأنزل الكتب ليكون الدين كله للّه، فيكون الحب لأوليائه والبغض لأعدائه، والإكرام لأوليائه، والإهانة لأعدائه، والثواب لأوليائه والعقاب لأعدائه‏.‏)) انتهي..... ما هو المرجو من اجيال تفطم و تشب وتترعرع تحت وابل هذه التعاليم والفتاوى المجافية للحضارة والانسانية والقيم الاخلاقية الرفعية.

وابن تيمية في نهاية المطاف ليس سوى عظمة نبتت من عظام محمد.. فالعصا من العصية ... فما المرجو من امة يقول نبيها المزعوم عن نفسه (( انا الضحوك القتّال )) حسبما جاء في تفسير ابن كثير لسورة " التوبة "..ويقول متوعدآ الذين رفضوا الاستجابة لدعوته (( جئتكم بالذبح )) .ويقول في قرآنه (( محمد والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم ))...ويقول مؤكدآ مهنته التي يجيدها وهي مهنة النهب والسلب والسبي وقطع الطريق ((جعل رزقي تحت ظل رمحي ))....فقد جرد ثماني وثلاثين غزوة ضد القبائل في الجزيرة العربية وقاد بنفسه سبع وعشرين غزوة اقام خلالها المجازر وسبي النساء ويتّم الاطفال ونهب الاموال دون شفقة او رحمة بأمر الهي كما زعم....والجهاد الذي جعله ( ذروة سنام الاسلام ) وقال انه كتب على المسلمين وهو كره لهم، كان في الواقع الوسيلة الوحيدة لكسب اسباب المعيشة له وللمهاجرين المعدمين الذين عاشوا عالة على الانصار في يثرب.

لقد ترك مؤتمر ماردين غابة محمد بافاعيها وشرورها وامسك بشجرة ابن تيمية..وليته امسك بالشجرة كلها بل امسك بورقة واحدة منها اسمها ( فتوى ماردين )...وحسب التعبير الشكسبيري فــ ( الليل ما يزال طفلآ ) في هذا الجزء المسلم المظلم من العالم.



#احمد_القاضي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اولوية نقد الدين
- بائع الافيون الفلسطيني
- هل تراجع د. طه حسين عن اطروحاته في كتاب ( في الشعر الجاهلي ) ...
- ادونيس...اودكتور جيكل ومستر هايد !
- الشعر الجاهلي ام القرآن الجاهلي
- اول صوت في صندوق عمر البشير الانتخابي
- الكوميديا الالهية علي الطريقة المحمدية
- البيدوفيل واعتساف عائشة
- نبي يضاجع في الخلاء !
- سويسرا افضل حالآ دون مآذن
- لا شئ تم في الخفاء ايها الحالم بعرش اليونسكو
- عودة الي الدكتور القمني
- الدكتور القمني.....ليته سكت!
- واخيرآ...تم تشييع مايكل جاكسون علي الترانيم المسيحية والسنة ...
- البشير والمارستان العربي
- الرد علي برهان غليون في امر توقيف البشير هادر القانون
- بالروح بالدم نفديك يا بشير
- الروائي الطيب صالح في مدح الحاكم بأمر الله عمر حسن البشير


المزيد.....




- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد القاضي - ابن تيمية ام الضحوك القتّال !