أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد القاضي - عودة الي الدكتور القمني















المزيد.....

عودة الي الدكتور القمني


احمد القاضي

الحوار المتمدن-العدد: 2734 - 2009 / 8 / 10 - 07:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان يكون الدكتور القمني في مرمي سهام اكلة لحوم البشر الذين يسميهم في رده ودفاعه عن نفسه بــ ( اصحاب الفضيلة ) لا يمنع البتة من ان نوجه سهامنا بدورنا الي ( التقية ) التي يلجأ اليها من اجل ان ينجو بجلده بينما هو يعرّض بذلك كل ما كتب الي الهلاك والبوار...ففي ظني ان ( التقية ) لا تصلح ولا تصح في العمل الفكري والا فما قيمة ما يكتب الانسان اذا كان سيدحض بنفسه ما كتب ..وهل لاحد ان يثق بعد ذلك في صحة ما كتب...كادت التقية ان تعصف بالدعوة المحمدية في مبتدئها عندما حاول محمد ان يصانع المكيين ويستميلهم ويكف اذاهم عن اصحابه بتلك الآية التي سماها فيما بعد بالآية الشيطانية..وهي الآية التي اعترف فيها بصلاحية آلهة المكيين ونفعها حتي ان الذين هاجروا الي الحبشة قد عادوا ادراجهم ظنآ منهم ان الدعوة المحمدية قد وضعت اوزارها وتقول الآية (أفرايتم اللات وَالْعزّى وَمَناة الثالثة الاخري تلك الغرانيق العلا ، وان شفاعتهن لترتجي )..وتراجع محمد بعد ان ادرك انه لا معني لدعوته الي اله السماء بعد ان اعترف بنافعية اللات والعزي..والدكتور القمني قد اشار الي هذه الواقعة الشهيرة في كتابه ( النسخ في الوحي ) ويعني هذا انه مدرك بالضرورة خطورة التقية. للمتصدي للعمل الفكري التنويري.
لو اصدر الدكتور القمني بحوثه منذ البداية تحت اسم مستعار في بلد مثل مصر تنام وتصحو علي الدين وتسيطر فيها حركة الاخوان المسلمين علي روح الشارع المصري لكان ذلك مفهومآ وما كان سيعرضه لهذا الموقف الذي يدحض فيه افكاره بنفسه تحت التهديد، لان المهم هنا هو وصول الفكرة الي الناس..وحتي في اوربا في عصور تحالف الاستبداد الاقطاعي والكنسي لجأ بعض المفكرين والكتاب الي اسماء مستعارة في بعض اصداراتهم..وفي التاريخ الاسلامي سنجد ان اخوان الصفا قد عملوا في الخفاء واصدروا منشوراتهم الفكرية الفلسفية التي حاولوا فيها التوفيق بين العقل والدين دون اسماء..ولجأ المؤرخون والكتاب آنذاك الي التخمين والمقاربة لمعرفة اسماء كتّاب تلك الرسائل..نفهم ان يلجأ المفكرون والكتاب بحجب اسمائهم عن مؤلفاتهم في مجتمعات الاستبداد منذ البداية حتي لا يقعوا في ما وقع فيه د. القمني ، ولكن ان يبدأ الكاتب او المفكر مشروعآ فكريآ باسمه الحقيقي ثم يدحضه بكلمتين تحت الضغوط الارهابية فذلك ما لا يمكن ان ينسب الي الحكمة او الي الشجاعة الفكرية...نحن نعلم ان المفكر السوداني محمود محمد طه ذهب الي المشنقة التي نصبها له الاخوان المسلمون بخطوات ثابتة دون ان يتنازل عن رأيه ورفضه لتطبيق الشريعة الاسلامية وقوله بانها لا تصلح للقرن العشرين وان الاسلام في حاجة الي رسالة ثانية... ومن الاساليب الاخري المشروعة ان يفر المفكر او الكاتب بفكره الي حيث يأمن، فقد فر محمد نفسه الي يثرب واختبأ المسيح عندما اشتدت الوطأة عليه حتي قبض عليه واعدم وفر لينين الي فرنسا وفر ابوالعلمانية الفليسوف الانجليزي جون لوك الي هولندا عندما اخذت الشرطة تلاحقه لنشاطه الفكري والسياسي من اجل دولة الحق والقانون وكما عقب بعض الاخوة يستطيع الدكتور القمني ان يفر بفكره الي رحاب الدنيا الواسعة وقد سبقه الي ذلك د. نصر حامد ابوزيد......يقول الشاعر والمفكر العرآقي الكبير معروف الرصافي في مقدمة كتابه ( كتاب الشخصية المحمدية او حل اللغز المقدس )..ونشر هذا الكتاب الذي اتم تأليفه في العام 1933 بعد وفاته بتسع وستين سنة ولاندري سبب عدم تمكنه من نشره في حينه مع عدد آخر من المؤلفات ، ربما ضيق ذات اليد...يقول الرصافي :( واني لأعلم انهم سيغضبون ويصخبون ويسبون ويشتمون، فان كنت علي قيد الحياة فسيؤذني ذلك منهم، ولكني سأحتمل الأذي في سبيل الحقيقة والا فليس لي ان اهتف باسمها ولا ان ادعي حبها كما يدعيه الاحرار، وان كنت ميتآ فلا ينالني من سبابهم خير كما لا ينالهم منه خير فان سب الميت لا يؤذي الحي ولا يضر الميت، كما قال محمد بن عبد الله عظيم عظماء البشر.)
وما يستعصي علي الفهم ايضآ ان يكتب د. القمني بحثآ بعنوان ( الحزب الهاشمي وتأسيس الدولة الاسلامية ) ثم يقول بعد ذلك انه يفرق بين ( الدين السماوي ) وبين التراث الاسلامي...خلاصة ذلك البحث ومنطوقه دون ان ينطق به القمني بالطبع هو ان الدين الاسلامي نتاج صناعة ارضية كاملة وان لا دخل للسماء به..واتي بحشد من المرجعيات ليؤكد ان الاسلام بعقيدته وشعائره وطقوسه يضرب جذوره واصوله في المجتمع المكي وفي العقيدة الحنيفية التي كان جد محمد يقود لواءها. وان عوامل اقتصادية تجارية وسياسية قومية في جزيرة العرب كانت تحتم ظهور نبي...وان محمدآ لم يأت بجديد تحت شمس الصحراء الحارقة سوي بعض التحويرات والتسميات هنا وهناك...اليست هذه خلاصة البحث الذي انتهي اليها د. القمني دون ان تكون لديه الجرأة ليقولها بكلماته...فلماذا يريد ان يتحاور مع ( اصحاب الفضيلة؟)..اليس ليقول لهم ( ما اقصدش والله ) وان ما اورده هو من امهات كتب التاريخ والسير الاسلامية وان ليس له الا اجر المناولة...هذا هزل في وقت جد...ونقول للدكتور القمني علي الطريقة القرآنية مهما فعلت لن يرضي عنك تلامذة محمد بن عبد الوهاب وحسن البنا مالم تتبع ملتهم.
في ظني انه ما كان خافيآ علي احد ان الدكتور القمني يتدرع بالتقية في جميع كتاباته وبحوثه وحتي في بحثه ( الحزب الهاشمي...) الذي يؤكد فيه ان الدين الاسلامي دين ارضي لا ينفك بالصلاة علي محمد كلما ورد اسمه ( صلي الله عليه وسلم ) وهي مفارقة لا يمكن قبولها الا علي مضض ولكن لم نحسب ان ينسف الدكتور القمني مشروعه الفكري عندما حمي الوطيس بقوله (ان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كان فردا فى مواجهة الجزيرة والعالم كله ، وكانوا هم الخطأ كله وكان هو الصواب كله) و(وأنى لم أجد فى الإسلام ما يصرفنى عنه إلى غيره ، بل ماحدث هو يقينى به عن درس وفهم وقناعة، واختياره عن روية وتدبر) و( وسلمت إيمانى الغيبى لعلام الغيوب ، وخضت فى البحث فى المساحة التى يمكن ان تخضع للبحث والمناقشة وهى مساحة الواقع الأرضى وليس السماوى .) و(ويقيمون من أنفسهم حراساً للإسلام بأسلحة رديئة تشينه ولا تنصره ، والإسلام متكامل بذاته وليس بحاجة إليهم ولا إلى أسلحتهم الفاسدة .) و(، لأن سيد القمنى يفرق بين الدين الذى هو على رأسنا جميعاً ويبن البشر ، يفرق بين الدين السماوى وبين التراث الإسلامى بما فيه من حكايا البشر وسير البشر) و(لذلك كان التراث الإسلامى عندى هو محل النقد والتفنيد والدرس وليس الإسلام كدين ) و(أكرر ولا أمل التكرار : أرفعوا أيديكم عن ديننا فهو كامل بذاتة مستغن عن دفاعاتكم الرديئة لأهداف لا علاقة لها بديننا )..والواضح ان د. القمني يتوب هنا حتي قبل ان يستتاب امام محكمة التفتيش.
لاشك ان اسلوب التقية الذي يتخذه الدكتور القمني وافتقاره الي الجرأة يشوش علي القارئ ويجعله في حالة من عدم اليقينية....والحركة التنويرية تحتاج الي الجرأة في اقتحام كهوف الظلام...وقد ارتبطت الحركة التنويرية في اوربا في القرن الثامن عشر بالهجوم الكاسح علي معاقل الدين لتحرير الانسان من خرافاته واساطيره التي تكبله ولاعلاء شأن العقل واعماله لفهم الاشياء والاحداث وناموس الطبيعة فهمآ علميآ ومهد ذلك لقيام الدولة العلمانية.وانزواء الكنيسة ..والجرأة والاقتحام هما ما يفتقدان في اعمال الدكتور القمني.



#احمد_القاضي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدكتور القمني.....ليته سكت!
- واخيرآ...تم تشييع مايكل جاكسون علي الترانيم المسيحية والسنة ...
- البشير والمارستان العربي
- الرد علي برهان غليون في امر توقيف البشير هادر القانون
- بالروح بالدم نفديك يا بشير
- الروائي الطيب صالح في مدح الحاكم بأمر الله عمر حسن البشير


المزيد.....




- بوتين: ليس المتطرفون فقط وراء الهجمات الإرهابية في العالم بل ...
- ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
- شاهد: طلاب في تورينو يطالبون بوقف التعاون بين الجامعات الإيط ...
- مصر - قطع التيار الكهربي بين تبرير الحكومة وغضب الشعب
- بينها ليوبارد وبرادلي.. معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي ( ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع وقاذفات صواريخ لـ-حزب الله- في ج ...
- ضابط روسي يؤكد زيادة وتيرة استخدام أوكرانيا للذخائر الكيميائ ...
- خبير عسكري يؤكد استخدام القوات الأوكرانية طائرات ورقية في مق ...
- -إحدى مدن حضارتنا العريقة-.. تغريدة أردوغان تشعل مواقع التوا ...
- صلاح السعدني عُمدة الدراما المصرية.. وترند الجنازات


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد القاضي - عودة الي الدكتور القمني