أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد القاضي - الروائي الطيب صالح في مدح الحاكم بأمر الله عمر حسن البشير















المزيد.....

الروائي الطيب صالح في مدح الحاكم بأمر الله عمر حسن البشير


احمد القاضي

الحوار المتمدن-العدد: 2388 - 2008 / 8 / 29 - 04:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من اين اتي هؤلاء ؟!)..تلك هي العبارة الشهيرة التي اطلقها الاديب السوداني الطيب صالح في اوائل التسعينات من القرن الماضي حين منع كهنة الدولة الدينية تدريس روايته " موسم الهجرة الي الشمال " ضمن مقررات كلية الاداب بجامعة الخرطوم وصادروا النسخ الموجودة منها في المكتبات بزعم انها رواية اباحية يطفح الجنس من زواياها واركانها ومساماتها...وجرت تلك العبارة مجري الامثال مختصرة ما كان يمكن ان يقال في اسهاب عن غرابة كهنة الجبهة الاسلامية ودولتهم الدينية عن واقع السودان وطبيعة شعبه ومجتمعه...وحمل الطيب صالح بعد ذلك علي الحاكمين باسم الحق اللالهي في السودان ولم يترك لهم جنبآ ينامون عليه في ندوات لندنية حتي قيل انه دخل في احدي تلك الندوات في مشادة كلامية مع احد رجالات السلطة الاسلامية في السودان وهو الدكتور حسن مكي الذي كان في زيارة الي لندن آنذاك.....
فعل الطيب صالح كل ذلك لانهم صادروا روايته التي عدوها خطرآ علي اخلاقيات الشعب وطهرانيته ، ولكن بحلول صيف العام 2005 كان الطيب صالح يتزل ضيفآ علي السلطة الكهنوتية في السودان للاشتراك في ما سمي " فعاليات الخرطوم عاصمة الثفافة العربية " ويستقبل في صالة كبار الزوار الرئاسية بمطار الخرطوم...واذا به يصف اولئك الذين قال عنهم يومآ ما انهم شذاذ آفاق ، حسبما توحي به عبارته الشهيرة تلك ، بالافاضل.
.نعم وصفهم بالاقاضل وبل وراح يفاخر بمنجزاتهم المزعومة عندما اخذوه الي سد تحت الانشاء في شمال السودان وعلي مرمي حجر من مسقط رأسه..واغدق عليهم بمزيد من النعوت كقوله انهم متواضعون وذووا خلق....كل ذلك لان كهنة السلطة الدينية الاسلامية في السودان قد اطلقوا سراح روايته واخذوا يشيدون بعبقريته في خطوة محسوبة لفك العزلة المجيدة التي كانت تطبق عليهم من كل جانب....وهل فات علي الاديب الطيب ان هؤلاء معادون للانسانية والحضارة والفن وكل ابداع خالص بحكم الجنيات العقائدية والقول الموروث : كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
والمفارقة انه بينما كان الطيب صالح يتبادل انخاب المديح المتبادل مع الانقاذيين ويأكل خبزهم كانت جرائم الجنجويد في دارفور من حرق وابادة واغتصاب تملأ صحف العالم وكل وسائل الميديا قديمها وحديثها..وكان المسرحي النيجيري الحائز علي جائزة نوبل ول شونكا يطلب من المجتمع الدولي ان يفعل شيئآ لايقاف الجرائم التي ترتكب في دارفور...وكان الفنانون والكتاب من مختلف ارجاء الدنيا والشخصيات ذات الشهرة العالمية تعبر عن سخطها وغضبها من تلك الجرائم التي انعقد لسان الطيب صالح دون كلمة او نصف كلمة عنها....اذن لاجديد وليس ما يستدعي الدهشة عندما يصل الطيب صالح برحلته في تمجيد السلطة الدينية الاستبداية في السوادان الي منتهاها بادانة محكمة جرائم الحرب في لاهاي واسباغ كل الفضائل بالمستبد الارعن عمر البشير الذي اغتصب السلطة بانقلاب عسكري في العام 1989 لمصلحة الجبهة الاسلامية التي اذاقت الشعب السوداني الامرين بوصفه بانه الاصلح لحكم السودان وانه يعمل للنهوض بالبلاد وجمع الصف ...تحدث الطيب صالح بحديث تفوّق فيه علي وزير اعلام النظام الانقاذي في مدح النظام ورئيسه عمر حسن البشير...ان يجعل الطيب صالح من نفسه وزيرآ لاعلام السلطة الدينية الجائرة في السودان امر يعود اليه طالما ان ضميره لا يعمل.....ولكن من غير المسموح به تزوير الحقائق وممارسة التدليس بكل مهارة المدلس المحترف وهو الذي لم تعرف عنه هذه الصفة في الماضي لبعده عن الخوض في السياسة بدعوي انه بالسياسي.
وفي ذلك اللقاء التلفزيوني الذي كال فيه المديح لرئيس السلطة الدينية المستبدة في السودان قال الطيب صالح انه ليس بالسياسي وكأن ذلك من الفضائل...وسيكون من السذاجة ان كان يعني ان السياسي هو فقط ذلك المحترف الذي يمسك بالسلطة او يحوم حولها...الطيب صالح وان كان لا يعي ذلك هو سياسي في روايته " موسم الهجرة الي الشمال " وفي قصته " دومة ود حامد "...والسياسية كانت دائمآ لصيقة بالفكر والادب والفن والفلسفة....والفلاسفة والمفكرون منذ افلاطون وارسطو وحتي يوم هذا كان في مركز تفكيرهم كيف يمكن ان يحكم العالم حكمآ عادلآ ورشيدآ...والادباء والمفكرون هم الذين خاضوا معارك التنوير والديمقراطية في اوربا وغيرها...والادباء والكتاب والمفكرون هم الذين اقاموا محكمة في استكهولم برئاسة الفليسوف البريطاني برتراند رسل في النصف الثاني من ستينات القرن الماضي لمحاكمة امريكا لحربها غير العادلة في فيتنام...فبأي معني يزعم الطيب صالح انه ليس بالسيلسي ...ها هو بالسياسي حتي بلغت به الجرأة لينصح الشعب بان رئيس العصابة الاسلامية الحاكمة في السودان هو الاصلح له و لحكم البلاد والعباد.
والطيب صالح الذي يزعم انه ليس بالسياسي نراه يمارس التدليس كاي سياسي محترف للسياسة في العالم الثالث او الرابع..والتدليس واضح عندما يحاول ان يجعل من قرار المدعي العام لمحكمة جرائم الحرب في لاهاي بالقبض علي رئيس السلطة الاسلامية في السودان عمر حسن البشير وكأنه قرار امريكي..وحتي نشأة محكمة لاهاي يريد ان يرجعها الي الارادة الامريكية لانه يعلم انه من السهل تأليب العامة بحشر اسمي امريكا واسرائيل بمناسبة او بدون مناسبة..والطيب صالح لابد انه يدري ان محكمة لاهاي لجرائم الحرب نشأت بارادة المجموعة الاوربية وان امريكا حاولت بشتي السبل عرقلة قيامها وترفض حتي اليوم التوقيع علي ميثاق روما...وعندما رفع اوكامبو صحيفة اتهامه للبشير كمجرم حرب لقضاة محكمة لاهاي كي يأمروا بالقبض عليه ومحاكمته تحت طائلة جرائمه في دارفور رفضت ادارة بوش التعليق عليها
...ولكن الطيب صالح يأبي الا ان يمارس التدليس...فالذي ثار ضد سلطة الجبهة الاسلامية الاستبدادية لانها صادرت روايته ومنعت تدريسه في الجامعات صمت ويصمت عن جرائم النظام الانقاذي المستمرة ويصدر لها شهادة حسن سيرة وسلوك وهي غارقة في دماء ضحاياها..ان محكمة جرائم الحرب في لاهاي التي اقيمت لمحاكمة امثال البشير الذين اقاموا عروشهم علي جماجم شعوبهم هي خطوة في اتجاه غد افضل للانسانية ولحقوق الانسان ولا يمكن لصاحب ضمير حي ان يشكك في اهدافها ومراميها....واين ضمير الطيب صالح؟!...يقول الطيب صالح ان شاعره المفضل هو المتنبي ونحن نذكره ببيته الشعري الذي يقول: ليس من مات فاستراح بميت - انما الميت ميت الاحياء.



#احمد_القاضي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -في تهديد مباشر-.. ترامب: المرشد الأعلى الإيراني -هدف سهل- و ...
- ماما جابت بيبي.. استقبال تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل ...
- ترامب: المرشد الأعلى هدف سهل.. نعلم أين يتواجد
- باسم يوسف يثير جدلا بمنشور عن الحرب الإيرانية الإسرائيلية، ف ...
- الرئيس الأمريكي: نعرف تماما أين يختبئ المرشد الأعلى ولكن لن ...
- الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: نعرف تماما أين يختبئ المرشد ال ...
- ثبت الأن تردد قناة طيور الجنة الحديث على النايل سات وعرب سات ...
- مقتل العشرات من منتظري المساعدات جنوب قطاع غزة، وإغلاق المسج ...
- العراق.. السوداني يدعو الدول العربية والإسلامية للتعاون في ...
- هل تعتقد أن اغتيال المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي فكرة جيدة ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد القاضي - الروائي الطيب صالح في مدح الحاكم بأمر الله عمر حسن البشير