أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد نبيل الشيمي - مفيش فايدة














المزيد.....

مفيش فايدة


محمد نبيل الشيمي

الحوار المتمدن-العدد: 3027 - 2010 / 6 / 7 - 19:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يردد المصريون في أوقات الضيق وفقدان الأمل عبارة "مفيش فايدة" ويقال أن هذه العبارة جاءت على لسان الزعيم سعد زغلول وأن كان هناك اختلاف بين المصريين على ما كان يقصده سعد باشا فمن قائل أنه قالها عندما فقد الأمل في الشفاء من مرضه ... ومن قائل أنه قالها عندما استبد به اليأس من تحقيق آماله في حصول مصر على استقلالها بعد بعد مؤتمر الصلح في باريس ... وهناك من يرى أنه أطلقها عندما ضاق ذرعاً ببعض أعضاء الوفد من الباشوات الذين كانوا لا يتمتعون بأي قدرات سياسية وكانوا عبئاً عليه وعلى الوفد ... المهم ومع كل هذه الآراء تبقى العبارة معبرة عن أحاسيس ومشاعر غير راضية عن واقع الظلم والموت القسري الذي تعيشه ومناسب لحالة القهر الذي فرض عليهما ... كنت إلى وقت قريب أملك قدراً من التفاؤل وبأن شيئاً إيجابياً سوف يحدث ويغير وجه الحياة في عالمنا العربي ... ويأخذنا إلى آفاق جديدة وواقع جديد قوامه العزة والكرامة والمنعة والاستقلال والديموقراطية ... ولكن حالة من اليأس الشديد انتابتني وأدركت أن لا أمل بعد في التغيير فقوى البطش والاستبداد ما زالت قابضة بيد من حديد على مقومات حياتنا وهي تعمل ليل نهار على تهميش وعينا بقضايا فارغة المضمون والهدف بفعل القهر وسياسات الاقصاء لصالح فئة قليلة في المجتمع وخدمة مصالحهم ... استفزني كثيراً الموقف العربي المشين من حادثة قافلة الحرية الشعب التركي يغلي غضباً مظاهرات هنا وهناك حقيقة لم ترد الحكومة التركية تصعيد الموقف نتيجة التوازنات الإقليمية والتي من بينها عدم إغضاب الاتحاد الأوروبي وعدم إعطاء الدوافع لإسرائيل للعبث في الجبهة التركية الداخلية ... ولكن بكل الأحوال يبقى الموقف التركي موقفاً قوياً مقارنة بالموقف المخزي والمحزن لحكامنا ـ نحن نشجب ثم نشجب ثم نشجب ... ثم نصمت صمت الأموات في القبور .. حكامنا غير قادرين على إغضاب سيد البيت الأبيض وسيظلوا على هذا حتى إشعار آخر لكنه بعيد ... هل يتصور عاقل واحدً أن مباراة كرة قدم بين مصر والجزائر تشعل حرباً كلامية وغير أخلاقية بين شعبي البلدين وتخرج موجات الغضب في المدن الجزائرية والمصرية ... والجماهير في البلدين تسب وتلعن في حين يكون الصمت المريب والتخاذل الذي لا حدود له عندما يتعلق الأمر بقضية قومية ... ألم أقل لكم أن هناك من حكامنا من يعمل على تهميش الوعي العربي بقضايا فارغة المضمون حتى يتسنى لهم البقاء في السلطة بغير إرادة الشعوب وهم في ذلك يستخدمون كل الوسائل والسبل التي تحقق لهم ذلك بدءاً من إقصاء الغير انطلاقاً من رؤية متبلدة تنفي حق الآخر في إبداء الرأي قولاً أو فعلاً من خلال الوسائل السلمية ... ولا ينكر أحد أن إقصاء الآخر أيا كان فكره وتوجهه يعطي المبرر لأحداث العنف وتاريخ البشرية حافل يمثل هذه الأحداث حيث تندلع الثوارت وتسيل الدماء ويسقط الضحايا عندما تصبح أبواب التغيير والتعبير السلمي مغلقة ... والملاحظ أن سقوط وانحطاط العديد من الأمم والشعوب كان بفعل الإقصاء والعرب في ماضيهم سقطوا عندما أصبح فكرهم وتوجههم أحادي ينكر التعدد ويؤمن بأفكار دوجماطيقية على كافة صعد الحياة من سياسية ودينية واجتماعية فالدوجماطيقي يزعم امتلاك الحقيقة مطلقاً مع عدم الإقــرار بإمكانية الخطا أو النقصان ... وهذه النوعية من البشر يرون أن أفكارهم وآرائهم مقدسة منزهة لا تقبل الجدال وبنظرة سريعة على ما يحدث في العالم العربي لأدركنا عمق المشكلة ... وزاد إحساسنا باليأس والخوف من المستقبل فقوى التسلط والاستبداد والطغيان وزمرتهم من أصحاب المصالح تزداد شراسة ... سلاحهم كل قوى السلطة يستخدمونها في البطش بالمعارضة ومحاكمات غير عادلة لا تخضع لأي معايير وكبح حركات التغيير السلمي والتدخل في حرية الاجتماعات وضرب لكل قوى المجتمع التي تسلك نهجاً معارضاً ... لم يعد في العالم العربي أي شيء يهم ... سوى الرغبة فى التسلط والبقاء على سدة الحكم انطلاقاً من شهوة السلطة وشبق المال ... أما عن الشعوب فمنها من أجير قسراً بفعل القهر الذي يصل أحياناً إلى التعذيب المؤدي إلى الموت أو العجز الكلي أو الجزئي داخل السجون والمعتقلات على النأي بنفسه عن المشاركة في العمل السياسي ...ومنهم أيضاً من رأي ... واعتقد كما يقول المصريون (مفيش فايدة) .
....... استأذن الزعيم سعد زغلول ... كي أكرر (مفيش فايدة )



#محمد_نبيل_الشيمي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يكفي الفصل بين السلطات في العالم العربي ؟
- العنف السياسي في العالم العربي...دواعية وتداعياته
- تطور الحياة السياسية في مصر منذ نشأة الدولة الحديثة
- المعارضة السياسية في العالم العربي تأصيل وتقييم
- ماذا بعد رشوة مرسيدس ؟
- الشركات المتعددة الجنسيةوالدول النامية منافع ...... ومآخذ
- الدولة بين الحياد والتدخل
- تعافى اليسار
- ليته لم يتكلم
- جماعات المصالح الاقتصادية خصوصية الأهداف وقصور الرؤى
- الأحزاب السياسية .... واقعها في العالم العربي
- جمال عبد الناصر لم يمت ... ولن يموت
- الطائفية
- عبد الناصر في ذكرى مولده
- ابن سينا ورسالة في التربية والاخلاق
- في المسألة اليمنية
- الفارابى ... ومدينته الفاضلة ورؤيته فيمن يستحق ان يحكم
- الترخيص الإجباري ... ومتى يكون جائزاً ؟
- صراع الطبقات .. والارتهان الاقتصادي
- قراءة في الواقع العربي ..


المزيد.....




- دينيس فيلنوف يقود أولى مغامرات جيمس بوند تحت راية أمازون
- لماذا فشلت إسرائيل في كسر إيران؟
- انقسام في الكونغرس بعد أول إفادة بشأن ضرب إيران
- البيت الأبيض لخامنئي: -عليك أن تحفظ ماء وجهك-
- اثنتا عشر قنبلة على فوردو : كيف أنقذت إيران 400 كغ من اليورا ...
- بعد -نصر- ترامب في الناتو: أي مكانة لأوروبا في ميزان القوى ا ...
- الاتحاد الأوروبي يدعو لـ-وقف فوري- لإطلاق النار في غزة وإسبا ...
- كريستيانو رونالدو يواصل اللعب في النصر حتى 2027
- -نرفض حصول إيران على سلاح نووي-.. القمة الأوروبية: ندعو لفرض ...
- البيت الأبيض يتّهم خامنئي بمحاولة -حفظ ماء الوجه-


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد نبيل الشيمي - مفيش فايدة