أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد نبيل الشيمي - قراءة في الواقع العربي ..















المزيد.....

قراءة في الواقع العربي ..


محمد نبيل الشيمي

الحوار المتمدن-العدد: 2873 - 2009 / 12 / 30 - 16:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العالم العربي يمر بمرحلة فارقة في تاريخه فالخلافات العربية البينية أصبحت سمة العلاقات بين الدول والشقة تتسع ... ونظره على الواقع العربي نجد أنه يعاني مشكلات عرفية وطائفية ثم هناك المشكلات الاقتصادية كالفقر والمرض والغذاء وجميعها تفت من عضد الشعوب العربية وتقلل من قدرتها على مواجهة التحدي الحضاري الذي سيشهد العالم حالياً ولم تنجح اي من المحاولات التي يقوم بها العري لتحقيق التكامل الاقتصادي فهم علي الرغم من سبقهم اوربا في هذا الاتجاه الا ان المحصلة لا ترقي مطلقا والامكانيات العربية ذلك ان العرب ما زالوا علي اتفاق علي الا يتفقوا وصل الاوربيون الي الوحدة الاقتصادية الكامله علي الرغم من الاختلافات العرقية والثقافية والعرب الذين تجمعهم مقومات قلما تتوافر لغيرهم من الامم مازالوا علي عهدهم فاقدين لارادة الوحدة في زمن لامكان فيه للضعفاء والمشاهد لأحوال العرب يرى في الجناح العربي من الوطن العربي مشكلات طال عليها الزمن وأصبح من العسير حلها من خلال الحلول العسكرية فهناك مشكلة الصحراء والتي شقت وحدة دول المغرب العربي وهي قنبلة موقوتة قابلة للانفجار في أي وقت ... المغرب يتمسك بما يقال الحق التاريخي له في الصحراء الغربية والجزائر لا تخفي مساندتها لمطالب الصحراوبين في تقرير بصرهم ... والنتيجة توتر في العلاقات بين البلدين وأصبحت المشكلة أحد معوقات التكامل المنشود بين بلدان المغرب العربي وجمود هياكل الاتحاد ولو تحولنا قليلاً إلى مشكلة العرقيات في المغرب العربي وتحديداً مشكلة البربر الذي يطالبون بالاعتراف بحقوقهم التاريخية من خلال السماح لهم بالتعليم بلغتهم القومية (اللغة الأمازيقية) وأن يكون لهم نصيب بمناقشة قضاياهم في الإعلام الرسمي (صحف ومجلات وإذاعة مسموعة ومرئية) وعلى الرغم أنهم يمثلون حوالي 40% من إجمالي الشعب المغربي ، 30% من الجزائريين ، 5% من التوانسة ، 10%من الليبيين وبرغم المطالبات المتكررة لهم وتنظيمهم المظاهرات المنددة بإقصائهم فإن الحكومات تتجاهل هذه المطالب المشروعة ... والتي تنذر بأن الانفجار قادم .
... أما الحالة السودانية فهي فريدة من نوعها فهناك مشكلة دارفور ... وأيضاً مشكلة جنوب السودان والمناطق المهمشة ... ثم هناك مشكلة شرق السودان ... وهي مشاكل داخلية بالأساس راجعة إلى أتباع الحكومات المركزية المتعاقبة منذ استقلال السودان عام 56 إلى اتباع سياسات التهميش والاستعلاء العرقي وعدم العدالة في تقسيم الثروة والسلطة ... والخطير في الأمر أن هذه المشكلات خرجت من كونها نزاعاً داخلياً لتتعاطى معها أطراف دولية وأقليمية وغدت المشكلة دولية ولا شك أن هناك أسباباً موضوعية لأزمات ومشكلات السودان منها ما يتعلق بالصراع القبلي على مناطق الرعي والزراعة ومصادر المياه منها ما يتعلق بالصراع السياسي بين القبائل المستند إلى الرغبة في الوصول إلى السلطة والمناصب ... فضلاً عن أن الحكومات المتعاقبة ظلت تعطي كل اهتمامها للمركز مقابل تهميش كافة مناطق السودان الأخرى وشمل التهميش كافة النواحي من "اقتصادية وسياسية واجتماعية وغياب البرامج التنموية (صحية / تعليمية) وتستخبر موارد الدولة لمواجهة المتطلبات الأمنية ... وها هو السودان يجني ثمار الغباء السياسي الذي أدى قبل ذلك بالصومال إلى هذا الواقع المهين فقد أصبحت المشكلة الصومالية أحد أعقد المشكلات السياسية في مجمل مشكلات العالم العربي فلم يعد هناك دولة موحدة ولا حكومة تقود البلاد وتحدد احتياجاتها وأصبحت الفوضى سمة هذا البلد الممزق الذي ينخر الفساد جسده ..ويعاني أهله كل صنوف العذاب من القتل والسلب والاغتصاب ... وأتساءل لماذا هذا كله ؟؟ ... فقد نصل إلى وجهة نظر في هذا الصدد عندما نستكمل باقي مصائب العالم العربي في جناحه الشرقى.
أما الجناح الشرقي للعالم العربي فإن ما يذكر عن الخلافات علنا في الواقع لا تمثل الواقع الفعلي ... لدينا المشكلة اليمنية فاليمن على أبواب الصوملة الحرب في الشمال والاحتجاجات والتظاهرات في الجنوب ... وهناك اتهامات متبادلة بين قوى الحراك الاجتماعي بكافة اطيافها من ناحية والحزب الحاكم ومؤسسة الرئاسة من ناحية أخرى ولوالقينا نظرة على أسباب المشكلة لرأينا أنها لا تختلف كثيراً عن المشكلة السودانية من حيث الأسباب خاصة تلك المتعلقة بسياسة التهميش التي تمارسها السلطة المركزية في صنعاء ضد الأطراف من خلال نظام يستأثر بالسلطة والثروة قامع للحريات والمتطلبات المشروعة للشعب اليمني غير عالي بالفساد المستشري في جسده ... والملاحظ للحرب التي يخوضها الجيش اليمني ضد الحوتيين على بعد 240كم شمال صنعاء حيث أكبر تجمع للطائفة الزيدية نجد ان الخلاف بدأ بمظاهره للحوثيين ضد الولايات المتحدة لأمريكية عام 2004 ووجهت بأساليب قمعية من جانب الحكومة ونظراً لتصاعد الخلاف ووتيرة القمع زاد التعاطف الجماهيري مع الحوتيين بغض النظر عن رؤيتهم الدينية ... وكان هذا التعاطف منطلقاً من سوء الأحوال الاقتصادية في مناطق الحوتيين وهو لا يختلف كثيراً عن ما يعانيه باقي أهل اليمن ... وها هي الآن السعودية وقد أصبحت في قلب المعارك تدك معاقل الحوثيين بكافة أنواع ترسانة الحرب الأمريكية ولم يبق والغريب أن مجلس التعاون الخليجي أصدر بياناً يعتبر الاعتداء على باقي دول المجلس دون حتى توجيه نداء او دعوة للحوار بين الطرفين .. جماعة صغيرة تطالب بحقوق مشروعة ... كان السلاح والقتل والتدمير الرد الوحيد عليها ... وهناك مشكلة الجنوب المطالب بالانفصال والعودة إلى ما قبل عام 1990 فهم محرومون من حقوقهم المادية والمشروعة ولا تجد الحكومة معهم سوى اعتماد الحل العسكري القمعي المسنود بقوي خارجية ...
خاصة الدور المشبوه للولايات المتحدة الأمريكية المنظمة والذي ينفذ بأيادي عربية ونتساءل هل يخرج اليمن من بحار الدم أم تستمر ويستمر نزيف المال والرجال وتبقى الأسرة الحاكمة القابضة على الحكم في اليمن تشاهد اليمن وهو يحترق كما كان نيرون يشاهد روما تحترق عام 64م والنار تحصد أرواح البشر وهم يؤنون من الظلم والقهر .
أما عن العراق فحدث ولا حرج ... لقد سقطت بغداد العروبة في 9 إبريل 2003 .
بعد غزو ظالم ساهم فيه العرب مالا وعتاداً استشهد خلال الحرب وبعدها أكثر من مليون عراقي وتشرد الآلاف واغتيل صفوة العلماء والمفكرين ... خرج العراق ولم يعد أصبح بلداً مهيض الجناح يعاني المشكلات العرقية والطائفية ... ولنعبر إلى الأسباب التي أدت أو ساهمت في حالة التردي الذي يشهده عالمنا العربي فلا شك أنه يعاني من الفقر والبطالة والأمية (يبلغ عدد العاطلين وفقاً لتقديرات منظمة العمل العربية إلى 20 مليون ممن هم في سن العمل ) والأمية وهي أمراض تعبر بصدق عن عالم يبلغ عدد سكانه ما يربو عن 330 مليون نسمة .. تخلف عن ركب التقدم بمسافات ويا ليت الأمر يقف عند هذا الحد بل أن العرب مقبلون على حروب مياه وتصحر ومشكلات بيئية في الوقت الذي تنفق فيه أموال الشعوب العربية على موائد القمار وبناء المنتجعات في دول أوروبا ... وقد يأتي اليوم الذي يعود فيه العرب إلى ركوب الجمال وصيد اللؤلؤ ...والتفوت على صيد الصحراء والبحر .
ولكن ما هي الأسباب التي أدت إلى تردي الأوضاع وتفاقم مشكلات العالم العربي ... قد تكون المشكلة العراقية فريدة من نوعها ذلك لكونها وليده لعوامل داخلية وخارجية يطول البحث فيها ولكن يبقى التأكيد على أن أحد أهم العوامل التي أدت بالعراق إلى ما هو عليه الآن غياب الديموقراطية واستبداد النظام ... وقد أدى ذلك إلى انفراد حاكم ومجموعة من أتباعه إلى سلوك منهج مغامر بدأً بالحرب مع إيران انتهاء بغزو الكويت واكبة تربص من جانب قوى أجنبية لها مصالح اقتصادية في المنطقة مدعمة بمعارضين عراقيين عانوا من القمع والقهر فضلاً عن إتباع سياسة الاقصاء لبعض الأعراق والطوائف الدينية وقد دفع هذا كله بالعراق إلى الاحتلال وغيابه إلى أمد غير منظور عن دوره في حماية الأمن القومي العربي .
.... عودة إلى الأسباب التي أشرنا إليها ... نجد أن الحكومات والنظم العربية لا تؤمن بالحوار اسلوباً لحل المشكلات على المستوى الداخلي بين النظام والمعارضة أو على المستوى الخارجي بين نظام وآخر (والحوار وفقاً لبعض التعريفات عملية تواصلية أساسها التكافؤ بين طرفين أو أكثر بهدف إظهار الحقيقة بدون خصومة أو تعصب ومن ثم فإن الحوار يعني مناقشة بين طرفين أو أكثر يتبادل فيه الطرفان أو الأطراف الآراء والأفكار التي تدفع شبهه عن أحدهما أو تضييق شقة خلاف قائم أو محتمل) ... الواقع الفعلي أن العرب لم يكونوا يوماً من راغبي الحوار ومن ثم يتم اتخاذ القرارات بصورة فردية قوامها الاستبداد بالرأي والاستهانة بمطالب الأخر (نهج الأقصاء) العالم العربي يعاني من ثقافة جامدة خاصة على المستوى الداخلي قوامها الضيق بالآراء والأفكار وهذه كلها مرتكزات للثورة والاحتجاح وبيئة مناسبة لنمو الفكر المتطرف ... ونتساءل ماذا لو أن الحكومات السودانية استمعت وحاورت المعارضين لها اتصور ان السودان لم يكن ليصل إلى ما هو عليه الآن ... وهذا ينصرف أيضاً على اليمن الذي بات على حافة الحرب الأهلية الشاملة .
ان النظم العربية في حاجة إلى مواجهة الأنا وقبول الآخر والتحاور معه متجاوزة غرور القوة وشهوة السلطة والتسلط والاستبداد وهذا لن يكون إلا من خلال تبديل ثقافة الاستعلاء وإحلال ثقافة المشاركة والتسامح وأن ذلك من شأنه وأن يفتح الباب واسعاً للقضاء على كل عوامل ومسببات التناحر والتنافر ودحر مرتكزات التطرفوالصراع ويتعين على النظم الحاكمة الإسراع بالأصلاحيات السياسية التي تؤدي في النهاية إلى تداول سلمي للسلطة وتعدديه سياسية فاعلة ... بخلاف ذلك سيشهد العالم العربي المزيد من المشكلات والصراعات فهل تستيقظ النظم العربية الحاكمة




#محمد_نبيل_الشيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجلى العذراء .... وأزمة العقل الجمعي المصري
- سبينوزا وفولتير هل كانا ملحدين ؟
- العلامة التجارية الماهية والأهمية
- جولدستون واوكامبو... هناك فرق
- حرب البسوس الجديدة
- استنساخ المعتزلة
- حبال مقطوعة وحوار لاجدوي منه
- المؤسسات الدينية فى العالم العربى ما لها وما عليها
- اليمن فى مفترق الطرق
- المثقفون والسلطة في العالم العربي
- ملوك الطوائف يبعثون من جديد في السودان
- اسرائيل تتغلغل وتتمدد فى افريقيا – مصر ودول حوض النيل ودور ا ...
- وقفة مع تصاعد التواجد الإسرائيلي في أفريقيا - إسرائيل تتغلغل ...
- نظام آليات السوق في حاجة إلى تقويمه
- أسباب عظمة العرب وانحطاطهم قراءة في كتاب قديم
- صيغ التكامل الاقتصادى العربى فى اطار متعدد الاطراف
- أهمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة فى اقتصادات الدول
- قراءات في الديموقراطية ... الديموقراطية وظاهرة الاحتكار السي ...
- ابن طفيل فيلسوف العقلانية
- أهميه الصناعة الحرفيه المصرية ذات المدلول التراثي وسبل النهو ...


المزيد.....




- بعد جملة -بلّغ حتى محمد بن سلمان- المزعومة.. القبض على يمني ...
- تقارير عبرية ترجح أن تكر سبحة الاستقالات بالجيش الإسرائيلي
- عراقي يبدأ معركة قانونية ضد شركة -بريتيش بتروليوم- بسبب وفاة ...
- خليفة باثيلي..مهمة ثقيلة لإنهاء الوضع الراهن الخطير في ليبيا ...
- كيف تؤثر الحروب على نمو الأطفال
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق مقاطعة بيلغو ...
- مراسلتنا: مقتل شخص بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة ال ...
- تحالف Victorie يفيد بأنه تم استجواب ممثليه بعد عودتهم من موس ...
- مادورو: قرار الكونغرس الأمريكي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد نبيل الشيمي - قراءة في الواقع العربي ..