أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد نبيل الشيمي - المثقفون والسلطة في العالم العربي















المزيد.....



المثقفون والسلطة في العالم العربي


محمد نبيل الشيمي

الحوار المتمدن-العدد: 2799 - 2009 / 10 / 14 - 17:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعد علاقة المثقفين بالسلطة احد القضايا المحورية التي تتسم بالديناميكية نظرا لما تشهده من مد وجزر والتقاء في الرأي وأحيانا التنافر والصدام بين الطرفين .... وهى تمثل حالة فريدة من حالات الحراك الاجتماعي نظرا لان علاقة المثقفين بالسلطة هى في واقع الأمر علاقة المصالح والطموحات
ذلك أن من مصلحة السلطة أحيانا احتواء المثقفين وضمهم إلى صفوفها في مواجهة القوى المعارضة التي تقف في مواجهتها – كما أن من المثقفين من يرى في مهادنة السلطة تحقيق لطموحاتهم في الحصول على ما يبتغونه من جاه او مال أو اتقاء لغضب السلطة.
..... والبعض يرى في معارضه السلطة والوقوف ضد التسلط والطغيان ... طموح لا يرقي إليه اى مكسب آخر لان هذا التوجه كثيرا ما يجعل من المثقف بطلا قوميا تتغنى به الشعوب ... فعندما يكون المثقف مفكرا متبنيا قضايا وطنه ويدافع عن حقوقه ويتعرض لكل حقوق الاضطهاد والإيذاء المعنوي والجسدي – كان حقا له ان يذكره الجميع .... ستظل علاقة المثقفين بالسلطة وفقا على ضمير المثقف وعلى طبيعة لسلطة وحركة المجتمع ... .. .. ان طرح هذه العلاقة يبدأ من تعريف السلطة فهي من الناحية اللغوية : -
( سلط ) فلان- سلاطة : طال لسانه ويقال سلط لسانه فهو سليط وتجمع الكلمة على سلطاء وتسلطه أطلق له السلطان والقدرة .
وتسلط عليه : تحكم وتمكن ( السلطة ) التسلط والسيطرة والتحكم ( الوجيز )
وتتنوع تعريفات السلطة وكما يرى د. جميل حمزاوى هي مجموعة التشريعات ( قوانين / لوائح ) يلتزم الحكام والمحكومين بالعمل وفقا لما تتضمنه من أوامر ونواهي يتم الاحتكام إليها عند الاختلاف – كما أنها عند البعض الحقوق والواجبات الملزمة لجمع فئات مجتمع ما ( حكاما ومحكومين )
ومن ثم فان السلطة ترتبط وتتداخل مع عدة مفاهيم كالحق والقانون والحرية والعدالة والنظام والشرعية والالتزام بكل ما هو رسمي وسياسي وتعتمد في التنفيذ على القوة المادية والمالية والمعنوية .
ويدخل في نظام السلطة الحاكم ( ملك – رئيس جمهورية ) الحكومة والوزراء – المؤسسات التنفيذية ( الحكومة ) التشريعية ( المجلس النيابي ) القضاء ... ثم أجهزة الحكومة بموظفيها .
والسلطة قد تكون سلطة ديمقراطية او استبدادية شمولية او قائمة على أساس ثيوقراطى او سلطة اقليه .... وعموما يمكن حصر مفهوم السلطة فيمن يفرض ويتمكن من تسيير المجتمع وشئونه بأي وجه من الوجوه سواء كان الفرض والإلزام من خلال قنوات ديمقراطية او من خلال إجراءات قمعية .
يقول الأستاذ العمرى في كتابه ( دراسة الحكومات المقارنة ) السلطة هى – بكل وضوح صفة او سجية خاصة ، لان فردا ما يمارس القوة ، يمكن ان يملكها او ينعدم وجودها فيه ... فقاطع الطريق يمارس قوته على ضحيته لكن طبعا بدون سلطة ويستطرد الأستاذ العمرى قائلا انطلاقا من هذه النقطة يمكن الاستنتاج لو ان فردا ما يقدر على تكييف سلوك الآخرين ، بدون استخدام العنف الجسمانى وباستخدام سياسة الأخذ وإعطاء والترويض او التشجيع الدائم فإننا حينئذ يمكن ان تقول بان : مثل هذا الشخص يمارس القوة مع كامل السلطة فالسلطة اذن سجية أو صفة جذابة فهي تنساب من استعداد الأفراد لقبول فكرة ممارسة القوة بدون أجبار و أكراه مباشر أو تحريضات واضحة ) .
ثم ينتقل الأستاذ العمرى إلى نقطة أخرى ... والمتعلقة بجوهر السلطة فيقول : ( اى الأفراد الذين منحوا السلطة ، قادرون على اتخاذ الحكم المنطقى المدروس ، وان هذه المنحة ، من المحتمل أن تكون جوهر السلطة ) .
وتشير الموسوعة الفلسفية إلى ان السلطة مفهوم يشير إلى النفوذ المعترف بها كليا لفرد أو نسق من وجهات النظر أو لتنظيم مستمد من خصائص معينة وقد تكون السلطة سياسية أو أخلاقية او علمية وينطوي تحت هذا المفهوم عدة أنواع من السلطات ( سيقتصر تحليلنا علي السلطة بمعناها المجرد كوسيلة حكم ) .
السلطة هى القوة المحكمة والمؤطرة بشكل يصعب الافلات منها ، ( كما ان السلطة هى قدرة شخص معين على فرض أنماط سلوكية على شخص ) وتطبق السلطة داخل المجتمع على الأفراد استنادا إلى قوة اجتماعية معينة ، هذه القوة يمكن رصدها في الأوجه التالية .
-قوة حقيقية كالتعرض لاذى جسمانى مادي في حالة عدم الانصياع للسلطة وقوانينها .
-قوة خفية او وهمية كالانصياع الذي يبديه المؤمنون لمذهب او توجه معين .
والسلطة هى احد أسس المجتمع البشرى ويرى بعض المفكرين الذين طرحوا فكرة العقد الاجتماعي أمثال هويز ، جون لوك ، روسو - ، أن حاجة الناس إلى التعاون والقضاء على الصراعات القائمة على إقصاء الغير في سبيل التفرد بملكية شيء ما أدت إلى نشوء قوة يخضع لها الجميع تصبح المرجع والحكم الذي يفصل بين الناس ويضمن حقوقهم ويقر لهم بالواجبات اللازمة نحوهم ، هذه القوة هى ما يصطلح عليه بالسلطة .
في حين يرى كارل ماركس ان ( السلطة هى حصيلة انقسام المجتمع إلى طبقات . اى ان نشوء ما يرتبط بالظاهرات المؤسسية والإيديولوجية الكاملة في أساس الحياة الاجتماعية ذلك الأساس المتمثل واقعيا بالإنتاج المتزامن مع نشوء الروابط الاجتماعية الرئيسية .
الثقافة والمثقفون
الثقافة هي مجموعة من الأشكال والمظاهر لمجتمع معين تشمل عادات وممارسات ، قواعد ومعايير كيفية العيش والوجود من ملابس ، ومن طقوس وقواعد السلوك والمعتقدات ومن وجه نظر أخرى يمكن القول أن الثقافة هي كل المعلومات والمهارات التي يملكها البشر .
وهى نتاج خاص بالجنس البشرى مميز له عن بقية الكائنات ومن هذه الزاوية تعرف بانها الاطار الذى من خلاله يدرك الانسان ما حوله ومن ثم يسلك ويتصرف وفقا لهذا الادراك .
كما يرى البعض أنها كل ما يتعلق بالعلوم والفنون والآداب والمعتقدات وهو المجموعة المعقدة التي تشمل المعارف والمعتقدات والفن والقانون وكل ما يكتسبه الإنسان وهى بذلك تشمل المعطيات الفكرية والعاطفية والمادية أو هي ذلك الكل المعقد الذي يشتمل على المعرفة والعقيدة والفن والأخلاق والقانون والتقاليد وغيرها من القدرات والعادات التي يكتسبها الإنسان من المجتمع ويرى الدكتور أنور عبد الملك بأنها كل ما يصور تجارب الإنسان شعرا ونثرا ولونا وتراثا .... وشكلا وصورة و كل تغييرا أيا كان شكله ونمطه وهدفه وأصالته ونوعيته وكل ما من شأنه أن يخرج أحوال الناس من برجها الذاتي إلى ساحة الإدراك والتذوق والفاعلية واخرون يرون ان الثقافة هى جملة ما يبدعه الانسان والمجتمع على صعيد العلم والفن ومجالات الحياة الاخرى المادية والروحية .
الثقافة كما يراها د. فؤاد زكريا الاستمرار في الفهم والثقافة عنده ليست أمانا واطمئنانا وليست ترفا وهدوءا وإنما هي العيش في خطر وهى قلق وتوثب دائم .
والثقافة حياة متحركة متفاعلة تدفع المثقف ليس للاطمئنان إلى الواقع وإنما إلى ما يجب أن يكون في مجتمعه وعالمه وهى جهد ايجابي خلاق .
وهى وفقا لمفهوم علم الاجتماع اتجاهات وقيم سائدة في مجتمع معين كما تعبر عنها الرموز اللغوية والأساطير والطقوس وأساليب الحياة ومؤسسات المجتمع التعليمية والدينية والثقافية ( قاموس أكسفورد ) وهى على المستوى الانسانى " صقل للذهن والسلوك والذوق وتنميته وتهذيبه " ومن ثم فالثقافة عمليه مستمرة لرعاية وإعداد العقل والروح الإنسانية .
وتتكون الثقافة من الطرق التي يتعلمها ويكتسبها الإنسان للعمل والشعور والتفكير . اكثر من كونها وراثية اى محددة بالمقومات البيولوجية .
على أن القول بان الثقافة مكتسبة لا يعنى بالطبع عدم الارتباط بينها وبين العناصر البيولوجية للإنسان .
خصائص الثقافة ( بداية الثقافة لا تنمو بشكل خلاق إلا من خلال مناخ الحرية التي تطلق الروح الإبداعية وتلقى القيود الملقاة على العقل المفكر والبعض يرى أكثر خصائص الثقافة أهمية هي :
1.أن الثقافة اكتساب انسانى يتم من خلال عملية تسمى التنشئة الثقافية
2.أن الشخص يكتسب الثقافة باعتباره عضوا في المجتمع فالحياة الاجتماعية تصبح مستحيلة دون وجود التفاهم والممارسات المتبادلة التي يشارك فيها الناس جميعا
3.أن الثقافة كل معقد تتمثل وحداته فيها يسمى السمات الثقافية .
من هو المثقف ؟
المثقف هو الشخص الذي يمارس العمل الذهني والتفكير وينتج الآداب والعلوم والفنون ويخترع التكنولوجيا ويعرف المثقف بأنه ذلك الشخص الذي ينتج كل الدوال اللفظية والبصرية من شعراء وناثرين وكتاب وموسيقيين وفلاسفة وتشكيليين وسينمائيين ومسرحيين .... وهذا أن دل على شيء فإنما يدل على مدى تعدد فروع الثقافة وكثرة أقطابها ومسالكها وتعدد مزاوليها من البشر ويميز د. أنور عبد الملك بين المثقفين ( بفتح القاف ) والمثقفين ( بكسرالقاف ) فالفئة الأولى من المثقفين هو المتعلمون العاديون الذي يشتغلون بكل ما هو ذهني إبداء من المربى والقارئ العادي إلى المرؤوس والمنفذ . اى كل من يعرف القراءة والكتابة ، ولكن غير قادر على قيادة المجتمع وتنويره ثقافيا بسبب عجز هذا المثقف عن الإبداع والإنتاج الفكري . أما الفئة الثانية فالمقصود بها الذين يستغلون في أعمال تسعى لنشر الثقافة بين الجماهير الواسعة من الناس .... أو إلى تكوين فئة المثقفين العاديين .
المثقف في نظر د. فؤاد زكريا ليس الايديولوجى الذي يقيس مظاهر الثقافة وتوجهاتها بمسطرة باردة من المعايير الأيديولوجية التي لا تعرف ألا منطلقا أحاديا يفسر الناس على السير فيه كأنهم جداول ماء متدفق في أنابيب لا حول لها ولا قوة في توجهها والبعض يرى أن المثقف رمز من رموز التغيير فهو يعمل بدون أن ينتظر المكافأة .
أن المثقف هو رجل الاختيار ورسم البدائل لشعبه وأمته أو هو ذلك الفرد الواعي بما يدور حوله من أحداث وما يمتلكه من حصيلة معارفه ويعمل بموضوعيه على خلق حاله من الوعي لدى المواطنين للوصول إلى موقف معين يتفاعل معه في صياغة الوعي المجتمعي لإحداث تغيير في الأوضاع السائدة ومن أهم صفات المثقف الدور النقدي التنويرى والاندماج المجتمعي والمثقف عند سارتر ليس مسئولا عن نفسه فقط بل مسئول عن كل الناس وأن الدور المحوري للمثقف يتركز في النضال الواعي ضد السلطة المتسلطة وهو الذي يقدم رؤيته النقدية والتنويرية للمجتمع ويرى المفكر الامريكى نعوم شوميسكى بأن المثقف هو من حمل الحقيقة فى وجه القوة
وثمة تصنيفات عديدة للمثقفين تعود لرؤى فكرية وإيديولوجية . وغالبا ما يصنف المثقف ضمن الطبقة المتوسطة لكونها فئة وسيطة بين الطبقة العليا التي تملك السلطة والنفوذ والجاه والقرار والامتيازات والطبقة الدنيا وهى الطبقة العاملة من فلاحين وعمال ورعاة وحرفيين . ويتمثل دور هذه الطبقة في توعية الجماهير الشعبية وتنويرها وتأطيرها ما دام المثقفون لهم دور الريادة في توجيه دفه المجتمع وقيادته وإرشاده وهو الشخص الذى يسعى الى احداث تغيير فى المناخ الاخلاقى وتحسين اوضاع البشر ومن هنا تأتى أهمية الرسالة المنوطة بالمثقف وهناك من المثقفين من يعبر عن طبقته الاجتماعية ويناضل من اجلها . وهناك من يتسلق إلى الطبقة الحاكمة ويتناسى جذوره الاجتماعية .
وهناك من ينتمي إلى الطبقات العليا كالطبقة الارستقراطية ولكنه ينزل إلى الشعب ليدافع عن الطبقات الكادحة .
وهناك من يصنف المثقف إيديولوجيا إلى المثقف الرجعى في مقابل المثقف التقدمي المثقف المحافظ مقابل المثقف الليبرالي أو مثقف اليمين مقابل مثقف اليسار أو المثقف المناضل المخلص الصادق مقابل المثقف المزيف . وهناك من يرتب المثقف حسب الهرم الاجتماعي فيقول مثقف الطبقة العليا ومثقف الطبقة المتوسطة ومثقف الطبقة الصغيرة .
أما المفكر الكبير د. ادوارد سعيد فيرى في المثقف أن يكون مستقلا عن اى جهة أو سلطة كيلا يرتبط بأي قيود تحد من تفكيره أو توجه مساره
•وعليه أن يبنى القيم والمثل العليا كقيمة العدالة والحرية له ولغيره
•عدم قبول الحلول الوسط فيما يخص هذه القيم يشارك في الحياة العامة
•أن يتجاوز التوجيهات أو الإيديولوجيات الجذابة الخادعة وان يتجاوز أي صفة حزبية أو فئوية متعصبة أو مذهبية متجمدة .
وليس من الضروري أن يحمل المثقف شهادة عليا أو يكون مالكا للغة الخطاب فقط ولكن يجب أن تكون ثقافته عامة تخاطب الناس بعقلانية ووعى ويكون دفاعه عن أفكاره وثقافته بهدف تغيير الواقع السىء وعليه أن يسجل بكل جرأة ووضوح شهادته ورأيه .
والاصل أن يكون المثقف صادقا يفضح الفساد ويدافع عن المستضعفين وعندما يتخلى المثقف عن رسالته ويفرط فى مبادئه فهو مثقف خائن لأفكاره وشعبه .
كما أن المثقف ليس باللعان والشتام ولكي يحافظ المثقف علي استقلاله الفكري وجب عليه ان يبتعد عن اى عمل حكومي أومؤسساتى خاص وعدم الالتزام بالنصوص الجامدة ولا يضغى عليها طابع القداسة حتى يمكن له أن يكون متعدد الثقافات وقادرا على التعبير الحر الذي لا يقبل المهاونة وهذا هو الحصن الحقيقي للمثقف .
وهناك المثقف التقليدي الذي يقف عند استاتيكا الواقع وعادة يكون مرتبطا بالسلطة وهو لا يخلو من بعض السمات الانتهازية فهو يبدل قناعاته وفقا لمصالحه وعلاقته بالسلطة بخلاف المثقف الثوري الذي يرى أهمية التعبير في المجتمع ودائما على خلاف مع السلطة وتتباين توجيهاته مع أسلوب الحكم ويرفض المواقف والسياسات السائدة .
ويرى الدكتور سمير أمين ان المثقف الثورى هو من يرفض الخضوع لمقتضيات العولمة الرأسمالية ويشترك فى انتاج المشروع المجتمعى النهضوى .
وعلى قدر مساحة الحرية والديمقراطية في اى مجتمع تتأرجح علاقة السلطة بالمثقفين والتاريخ قديمه وحديثه يشهد بان هناك من المثقفين من عانى من قهر السلطة وظلمها بل أن منهم من فقد حياته نظير أفكاره ... ومنهم من تم اقصائه وتصفيته معنويا .... لدينا أمثلة عديدة على هذا الاستنتاج فالعلاقة بين السلطة والمثقفين علاقة دائما متأرجحة لا تستمر على نمط واحد فى التعامل بين الطرفين فقد يكون هناك التنافر والصدام وايضا قد يكون هناك التقابل والوئام ويشهد التاريخ على تعرض كثير من المثقفين لكل صنوف الإيذاء البدني والمعنوي واسوق فى هذا الصدد انموذج لما عانى منه المثقفون من عنت السلطة وقهرها . لقد اغتيل لوركا الشاعر الاسباني المعاصر ( 1898 – 1936 ) من قبل جماعة الثوار الوطنيين وكان هذا الشاعر رساما وموسيقيا ومفكرا ينتظره الكثير ويرى المؤرخون أن اغتياله راجع لنزعته اليسارية وفكره التقدمي الذي رأى فيه أتباع فرانكو خطر يهددهم .... وبموته فقدت الإنسانية مدافعا عن حقوق المواطن وعن قيم المساواة ... وفى عالمنا العربي والاسلامى ضاقت دولة الموحدين بالمفكر المثقف ( ابن رشد ) وتم نفيه ومحاصرته حتى مات مهموما لمجرد انه طرح أفكارا رأى فيها بعض الفقهاء من حاشية السلطان أنها تهدد أفكارهم التي تسوغ لهم التقرب من الحاكم والاستفادة من عطاياه وهكذا خسر العرب والمسلمون أحد رواد الفكر والعقلانية ... لمجرد أن عطاءه الفكري كان متناقضا من السلطة ... وهناك من سجن الكندي واغتال ابن المقفع ... وحرق الحلاج .... وهذه كلها نتاج سلطة مستبدة ... كانت ومازالت تعمل على اقصاء اى مثقف يعمل من اجل تحقيق الحرية وتعميق الديمقراطية وتقويض دعائم الفساد المجتمعي .
والنظم الاستبدادية تلجأ دائما إلى قمع المثقفين الممانعين وربما استئصالهم وترى فيهم السلطة أداة للبلبلة وعدم الاستقرار في المجتمع بل انه في نظرها مثيرون للمتاعب ومشاغبون ( كانت هذه التهم الذي وجهها السادات لعدد من المثقفين عقب حدوث أي انتفاضة كما حدث فى أحداث يناير 1977 ).
ولا شك أن السلطة المستبدة تتوجس من المثقف وتعمل بإصرار على تحييد المثقفين أو احتوائهم رغبة في الهيمنة والسيطرة على الواقع الثقافي بل وجعله يميل إليها وعادة ما يكون سلاح السلطة فى هذا التوجه أن من بين المثقفين من لديه القابلية على تغيير وتبديل قناعاته وتوجهاته السياسية ( لاحظ ما حدث خلال حكم أنور السادات فى مصر وكيف تقرب إلى بعض المثقفين الذين غيروا قناعاتهم وبدءوا يوجهون سهاماً مسمومة إلى عبد الناصر وفترة حكمة علي الرغم من انهم كانوا قبلاً يكيلون له المديح فمنهم من كتب على من نطلق الرصاص ... وغيره الذي كتب عودة الوعي ... وهكذا )
وليس من الضروري أن يكون هذا التحول مدفوع الثمن ولكن قد يكون نتيجة لاستماله الحاكم وخداعه للبعض منهم ... وكان من نتيجة هذا انشقاق صفوف المثقفين وتبادلهم الاتهامات بالعمالة وغير ذلك ولم تجن الأوطان سوى انحدار الوعي الثقافي ولعل الحالة العربية خير شاهد على هذا الوضع فرؤساء تحرير الصحف والمجلات الحكوميةفي العديد من الدول العربية مع تقديرنا لكثير منهم ألا أن الغالبية منهم مرتبط عضويا بالسلطة وتستخدم الصحف التي يعملون بها للدعاية للحزب الحاكم أو للحاكم رئيساً أو ملكاً والدفاع عن المصالح الخاصة للمقربين من السلطة كرجال الاعمال .
الغريب أن بين صفوف المثقفين في الوطن العربي من يقف فى جانب السلطة المستبدة بل ويبررون تصرفاتها طمعا في منصب أو الحصول على كسب مادي أو معنوي والقليل منهم الذي يرى فى انجذابه إلى السلطة طريقا للتغيير المطلوب وهناك من المثقفين من يرى أن القرب من السلطة يمثل حماية لهم من القمع والاضطهاد والإقصاء .
وعلى الرغم من وجود هذه الأنماط من المثقفين فهناك المثقفون الراغبون في مجتمع أفضل تسوده العدالة والمساواة والحق فى الحصول على نصيب عادل من الثروة ... والحق فى الاختيار وتوسيع دائرة المشاركة السياسية وهذه الفئة فى حالة تنافر مع السلطة المستبدة وتتسع الهوة بينهما وهذا بالطبع يعود الي التناقض بين رؤية المثقف التقدمي وبين رؤية السلطة فالمثقف ينظر ويفكر فيما يؤدي لتحرير الانسان من قبضة الاستبداد والفهر والظلم الاجتماعي مقابل دفاع السلطة المستميت في الابقاء علي ما هو كائن
من المثقفين من يهادن السلطة ويتكيف مع الواقع ويعقد من النظام الحاكم صفقات يتنازل من خلالها عن دوره التنويري بل يتحول إلى داعية للنظام ومدافع عن أطروحاته ويبشر بأفكار الحاكم ويروج لها كما أن هناك نمط أخر وهو المثقف المحايد الذي ينأى بنفسه عن الاصطدام بالسلطة وعندما يخاطب الناس يكون خطابه مجرد أفكار مبتسرة لا تحرك في العقل ساكنا وكما يقال ان المثقف المحايد اخطر واشد أثرا من مثقف السلطة - لان مثقف السلطة مكشوف لدى الناس ومكروه منهم دائما ولا يثقون فيما يكتب أو يطرح من أفكار .... في حين أن المثقف المحايد دوره كالمخدر الذي لا يشفى من داء .
المثقفون والسلطة في العالم العربي :
في معظم البلدان العربية كثيرا من تكون علاقة المثقفين بالسلطة متنافرة أكثر منها متقاربة فالمثقف الملتزم بقضايا وطنه والذي ينطلق فكره وقناعاته بالدفاع عن مصلحة المواطن ومقاومته والتصدي للفساد ولا يوافق على الوضع السائد بما يثير حفيظة السلطة فبقدر ما يعتبره مواطنوه أداة للتغيير ترى فيه السلطة عنصرا من عناصر عدم الاستقرار .... وترى فيه مثيرا للشغب وتظل السلطة متوجسة منه وتكيد له وتناصبه العداء بل وتتربص به .. وقد شهد العالم العربى على مدى تاريخه كيف تعاملت السلطة المستبدة مع المثقفين الذين رأت من جانبها إنهم يهددون بقاءها – كم من المثقفين قتل وكم سجن ... وكم تم إقصائه الخ ...... فهذا هو الشاعر العراقى الكبير الجواهرجى المتفرد فى ادبه مات بعيدا عن وطنه فى احدى مستشفيات دمشق بعد ان ظل من منافه الاختيارى خوفا من زبانية صدام حسين كانت تهمة السلطة للجواهرى انه كان يحمل قلما جريئا ظل متحديا للاستبداد والطغيان وكما قال عارفو فضله انه لو وهب الدنيا باكملها ما باع عزا بذل المترف البطر واعود لاذكر ما فعله السادات مع مثقفى مصر بعد ان طالبوه قبل حرب 1973 فى وضع حد لحالة اللاحرب والا سلم مع العدو الاسرائيلى فقد قام بنقلهم الى اعمال ادارية فهل يعقل ان يجمد يوسف ادريس ويمنع هذا المثقف العظيم من الكتابة لمجرد الاختلاف مع السلطة الممثلة فى السادات اما عن احداث سبتمر 1981 لقد كانت مأساة بمعنى الكلمة حيث اعتقل السادات عدد كبير من المفكرين والادباء واقطاب المعارضة واساتذه الجامعات وتم نقلهم الى مؤسسات حكومية فى اعمال ادارية اذكر منهم و د. حسن حنفى ود. عبد المنعم تليمة والدكتور سيد البحراوى والدكتور اسماعيل صبرى عبد الله د. عبد العظيم انيس فضلا عن زعماء المعارضة من يمين ويسار وتيارات دينية واغلق الصحف والمجلات المعارضة وتذكر الوقائع ان عدد المعتقلين فى هذا اليوم بلغ 1530 شخصا من كافة القوة السياسية والفكرية ولم تكم بقية دول العالم العربى فى وضع احسن من مصر فقد طورد المثقفون ومازالوا يطاردون فى سوريا وتونس وفى ليبيا وهكذا فنحن كلنا فى الهم شرق ومازال عالمنا العربي يشهد كل يوم ضحايا جدد للاستبداد السلطوي ومعاملة المثقفين المعارضين باعتبارهم أعداءو ليس لكونهم يدافعون عن حق المواطن فى حياه حرة أو لأنهم ينادون بالحكم الديمقراطي بل لأنهم ايضا يرفضون ممارساتها السلطة وخياراتها وسياساتها وإدارتها للمجتمع التي لا تصب عادة فى مصلحة الوطن ولا شك ان ما يمارس من قمع ومنع من قبل السلطة للمثقفين له تداعيات سلبية علي تطور المجتمعات العربية أذكر منها علي سبيل المثال ما يلي :
-التخلف الاجتماعي الناتج عن تكبيح الفكر وقتل روح المبادرة والمبادأة والابداع – فان الاختلال الناتج عن قمع حرية التفكير والرأي يعمل على أحداث خلل هيكلي في الأداء على كافة الصعد ( سياسية / اقتصادية ) وهو مثل حي لما نشاهده الآن في مجتمعاتنا العربية من استبداد وتسلط وضعف البنية الاقتصادية وانخفاض جودة التعليم واتساع الهوة بين طبقات المجتمع ... الخ .
-ظهور تيارات معادية للتقدم نظرا لخلو الساحة أمامها من القوى الراغبة في إحداث تغيير فى المجتمع والمجتمعات العربية تشهد تناميا ملحوظا فى ظهور التيارات السلفية التي مازالت تعيش على الماضي والأفكار الجامدة التي تتناقض جذريا مع مفهوم الإسلام الصحيح واذكر بما قام به الرئيس السادات فى مصر عندما سمح بعودة التيارات السلفية لتكون فى مواجهة الناصريين واليساريين والتيارات الدينية المستبدة – حتى توحشت هذه التيارات وتم اغتيال السادات على يد بعض كوادرها.
-غياب أدوات الحراك السياسي حيث لا يبقى عادة سوى المنحازين للسلطة أو الذين تم توجيههم وجعلهم جزءا من النظم السلطوية الفاسدة – ومن هنا يصبح المثقف احد أركان النظام و تنقلب على أفكاره وقناعاته ومقاومته ويتم تجنيده والملاحظ أن هذه الظاهرة تتضح بشدة خلال الأحوال التي يتصاعد فيها دور رأس المال السياسي أو في النظم الشمولية حيث يكون الهدف إخراج المثقفين من دائرة الداعيين للعدل الاجتماعي والرافضين لحالة التزاوج بين السلطة والثروة .
-انحدار الوعي الثقافي وتسود ثقافة منحطة فاسدة عديمة المنطق ويتضح هذا فى صورة انحدار مستوى الأعمال الفنية والتركيز على قيم الفهلوة والتربح وتمجيد الحاكم وتغذية النشء بقيم ومأثورات بالية تضمن الولاء والسير في الركب وقبول الواقع وتبريره ومن ثم لا يجد هذا الإنسان المقهور المكبوت من مكانه له في ظل الاستبداد والتسلط سوى الرضوخ والتبعية والوقوع في الدونية كقدر مفروض ومن ثم شيوع ظاهرة التزلف والاستلزام والمبالغة في تعظيم السيد ( أيا كان موقفه ) اتقاء لشره أو طمعا في رضاه .
-ظهور ونشوء تيارات عنف تشكلت كرد فعل على المطاردات الأمنية المستمرة حيث لا يكون إمام القوى المقهورة غير الالتجاء إلى العنف للتعبير عن نفسها فان ترسيخ الإحساس بضرورة العنف راجع إلى إحساس المقهورين عادة إلى أن لاسبيل لحصولهم على حقهم المجتمعي إلا من خلال لغة القسوة ويمكن أن نلاحظ هذا التوجه في زيادة ظاهرة الإجرام والخروج على القانون في البلاد العربية .
-غياب المساءلة حيث تكون الساحة الثقافية خالية ألا من إتباع السلطة ولا خلاف على أن الطغيان السلطوي يعمل دوما على احتواء كافة القوى الفاعلة اجتماعيا سواء كانوا من المثقفين أو منظمات المجتمع المدني حتى لا تتمكن السلطة التشريعية من الاضطلاع بمهامها ويمتد ذلك إلى دور السلطة القضائية التي تفشل في ظل الاستبداد والطغيان من فرض هيبة القانون ............
-تفشى ظاهرة انتشار الفساد السياسي والادارى فمع تعسف السلطة من المثقفين الملتزمين وإقصائهم يخسر المجتمع تيارا وطنيا يعمل لصالحه من خلال الكشف عن سوءات المجتمع ويعرى الفاسدين وعند هذه الحالة تفوض رغبة المجتمع في الاستقرار والتنمية .
-ظهور فئة مثقفة مستقطب تكون بمثابة وسائل مسوقة لأفكار المستبدين والفاسدين ويستخدمون أقلامهم لتضليل المواطنين وتخدير عقولهم وتزييف وعيهم والترويج لانجازات من صنع الخيال ..
ومن الغريب ان بعضهم كتب مؤلفا عن السادات باعتباره رائد للتأصيل الفكرى ولا اعرف ان الرئيس السادات كان يملك شيئا من الفكر سوى فكر الاستبداد والطغيان وعادة ما تستخدم السلطة المستبدة هذه الفئة فى عملية تسميم سياسى من خلال استخدامهم فى التضليل الذى يقوم على التوظيف المخالف للواقع والسيىء للقيم السياسية والدينية – كما يستخدمون كأداة للترويض والتى تجعل من القيم المطوبة لتأكيد الاستبداد عملية منسقة مع النظم القائمة بصرف النظر عن طبيعتها الواقعية وهكذا يتم تشكيل الاطار الذى ينطلق منه الرأى العام بحيث يتم تشكيله وفقا للقيم الجديدة والتى غالبا ما تكون فى غير صالح المجتمع وتخدم مصالح السلطة فقط. .
ان علاقة المثقفين بالسطلة ستظل موضع اهتمام الباحثين والمفكرين وصناع القرار السياسى وستبقى هذه العلاقة الجدلية محددا هاما لحركة التقدم او التخلف فى المجتمع فالثقافة ستظل وسيله الهيمنة واحد ادوات ترويض الشعوب كما انها ايضا ستبقى الدافع والمحرض على احداث التغيير المجتمعى ومقاومة الاستبداد والطغيان .
مصـــــــــــادر
د. جميل حمداوى جدلية المثقف والسلطة دراسة منشورة على موقع المتحدين العرب فى 22/1/2007
د. ادوارد سعيد ترجمة د. محمد عنانى – تلخيص موجز لكتاب العلاقة
بين المثقف والسلطة
جريدة الوحدة اللازقية ( سوريا )
فاطمة الصايغ المثقف والسلطة .... علاقة تنافر أم .... شبكة الانترنت
ويكيديا ( الموسوعة الحرة) الثقافة – شبكة الانترنت
محمد جبريل المثقف والسلطة( شبكة إسلام اون لاين )
د. فؤاد زكريا خطاب الى العقل العربى – كتاب العربي – الكتاب السابع عشر( اكتوبر 1987 )
د . أنور عبد الملك جريدة الاهرام اعداد متفرقة
د. حامد عبد الماجد التسميم السياسى ومحو الذاكرة

**************************










#محمد_نبيل_الشيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملوك الطوائف يبعثون من جديد في السودان
- اسرائيل تتغلغل وتتمدد فى افريقيا – مصر ودول حوض النيل ودور ا ...
- وقفة مع تصاعد التواجد الإسرائيلي في أفريقيا - إسرائيل تتغلغل ...
- نظام آليات السوق في حاجة إلى تقويمه
- أسباب عظمة العرب وانحطاطهم قراءة في كتاب قديم
- صيغ التكامل الاقتصادى العربى فى اطار متعدد الاطراف
- أهمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة فى اقتصادات الدول
- قراءات في الديموقراطية ... الديموقراطية وظاهرة الاحتكار السي ...
- ابن طفيل فيلسوف العقلانية
- أهميه الصناعة الحرفيه المصرية ذات المدلول التراثي وسبل النهو ...
- المحتكرون .... والمحتقرون
- قراءات فى الديموقراطية هل هناك بديل للديموقراطية ؟ 2 – 3
- التراث – المعنى والجذور
- خبر يستحق التأمل
- قراءات في الديمقراطية / الترابط العضوي بين الديمقراطية والعد ...
- رؤية للمشكلة السودانية تحديات الابقاء علي الوحدة في مواجهة ق ...
- النفاق ظاهرة انتهازية تدميرية
- دعاة ... ولكن !
- ثقافة العوام و رياح التغيير
- ابن المقفع شهيد الرأي


المزيد.....




- مصور بريطاني يوثق كيف -يغرق- سكان هذه الجزيرة بالظلام لأشهر ...
- لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس ...
- عمرها آلاف السنين..فرنسية تستكشف أعجوبة جيولوجية في السعودية ...
- تسبب في تحركات برلمانية.. أول صورة للفستان المثير للجدل في م ...
- -المقاومة فكرة-.. نيويورك تايمز: آلاف المقاتلين من حماس لا ي ...
- بعد 200 يوم.. غزة تحصي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية
- وثائق: أحد مساعدي ترامب نصحه بإعادة المستندات قبل عام من تفت ...
- الخارجية الروسية تدعو الغرب إلى احترام مصالح الدول النامية
- خبير استراتيجي لـRT: إيران حققت مكاسب هائلة من ضرباتها على إ ...
- -حزب الله- يعلن استهداف مقر قيادة إسرائيلي بـ -الكاتيوشا-


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد نبيل الشيمي - المثقفون والسلطة في العالم العربي