أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يعقوب ابراهامي - قافلة حرية؟















المزيد.....

قافلة حرية؟


يعقوب ابراهامي

الحوار المتمدن-العدد: 3025 - 2010 / 6 / 5 - 16:20
المحور: القضية الفلسطينية
    


"هذه ليست جريمة. إنها أكثر من جريمة. هذه غلطة فظيعة" (موريس تاليران)

المهنة: استشهاد. "هذه هي المرة الثالثة. في المرة الأولى أردت أن أموت شهيداً لكن الله لم يحقق امنيتي. في المرة الثانية أيضاً لم يمن الله علي أن أموت شهيداً. ولكني هذه المرة أرجو أن اموت شهيداً بعون الله تعالى." – قال البطل التركي لمراسل الإذاعة قبل ان يعتلي ظهر السفينة ويسارع ليمارس مهنته.

"من تركيا بدأت نهاية المشروع الصهيوني." (الشيخ رائد صلاح يشرح، لمن لم يفهم حتى الآن، لماذا اعتلى ظهر السفينة "مرمرة" من تركيا).

"قافلة الحرية هي مقدمة لآلاف القوافل والسفن التي ستأتي قريباً من كل انحاء العالم للاطاحة بالكيان الصهيوني" (احمدي نجاد يكشف عن اهداف "القافلة" ويخطط للمستقبل)

الحمقى، الأشرار والسذج:
الحمقى في قصة "القافلة" التي لم تصل إلى غزة هم، دون أدنى شك، اعضاء الحكومة الاسرائيلية الذين هرولوا بعيون مفتوحة ورؤوس مرفوعة ألى المصيدة التي نصبها لهم حماس والاسلام المتطرف، فوقعوا في الفخ، وجروا معهم شعب اسرائيل كله ملطخيننا بالخزي والعار.
هذا ما يحدث عندما يجتمع سبعة حمقى (كما سماهم يوسي سريد في جريدة "هآريتس") ويعطون اوامرهم لواحد من اقوى الجيوش في العالم ل"لدفاع عن الوطن" ضد "اسطول حربي" لم يشهد له التاريخ مثيلاً منذ الإنزال البحري على شواطئ نورماندي في الحرب العالمية الثانية: خمسة زوارق تتعطل بين الحين والآخر وسفينة واحدة تكاد لا تقوى على الإبحار (عن ركاب السفينة وربانها سنتحدث فيما بعد. نكتفي هنا بالقول ان معظمهم لم يكونوا من انصارالأخت تيريزا).

سبعة وزراء حمقى أحدهم وزير خارجية (ليبرمان) يمتنع كل وزراء الدنيا عن مقابلته بسبب افكاره الفاشية العنصرية، وثانيهم وزير داخلية (إيلي يشاي) يتلقى اوامره من شيخ مشعوذ خرف. ومن بينهم أيضاً جنرال متقاعد (يعلون) يحقد على الفلسطينيين، وعلى كل العالم ، لأنه فشل في اركاع الشعب العربي الفلسطيني يوم كان رئيس اركان الجيش.
وعلى رأس كل هؤلاء "الحكماء" يقف نتنياهو، عارض ازياء (كما كان يسميه أريئيل شارون) يعتقد أن في إمكانه خدع العالم كله بكلام معسول عن حل الدولتين في الوقت الذي يبتلع فيه المستوطنون اليهود اراضي الشعب العربي الفلسطيني قطعة بعد اخرى، وان في الامكان اقناع العالم برغبة اسرائيل بالسلام في الوقت الذي لا تفعل حكومته شيئاً لمنع تنكيل الفاشست اليهود بالسكان العرب في الاراضي المحتلة.

الصراع الاسرائيلي-العربي لا يمكن حله بالقوة. الاحتلال، لا ستتة زوارق، هو الذي يهدد امن اسرائيل. السيطرة على شعب آخر هو الخطر الأكبر على وجود اسرائيل. يعرف هذ كل من له عقل في رأسه ويستخدم عقله للتفكير. لكن حمقانا السبعة، بقصر نظرهم، وإيمانهم الراسخ بأن ما لم يحل بالقوة يمكن حله بقوة أكبر، وبتهورهم وغرورهم، حققوا هذا الاسبوع احد احلام احمدي نجاد الرطبة: هزموا اسرائيل، عزلوها عن شعوب العالم، وأساؤوا إلى سمعتها. هم حولوا الصهيونية إلى قرصنة واظهروا جنود جيش الدفاع الاسرائيلي بشكل قراصنة.
(اريد ان يكون واضحاً: لاسرائيل كل الحق في منع وصول الاسلحة لمن اغتصبوا قطاع غزة وقدموه لفمة سائغة لطهران واحمدي نجاد. ولكن هذا موضوع آخر.)

الأشرار:
"مرمرة" لم تبحر لإنقاذ اطفال غزة. (لمعرفة منظمة IHH "الانسانية" : وضع الاطفال في غزة خير من وضعهم في تركيا). القافلة التي اتجهت إلى غزة لم تكن "قافلة حرية" بل "قافلة شر".
الاشرار هم الشركاء في حلف غير مقدس بين رجب طيب اردوغان ( رئيس وزراء تركيا )، خالد مشعل (رئيس المكتب السياسي لحماس) والشيخ رائد صلاح (رئيس جماعة الاخوان المسلمين في اسرائيل).
هذا الثالوث هو الذي عبأ، نظم ومول "قافلة الحرية". وخلف هذا الثالوث غير البريء يقف احمدي نجاد والمعممون في طهران وبيروت وعواصم اخرى: يا معممو العالم اتحدوا!

لا لإنقاذ شعب غزة جاءت "القافلة" بل لتمرير مشروع هذا الثالوث. ومشروع هذا الثالوث هو، في المدى البعيد، لا اكثر ولا اقل من ارجاع الدول العربية والعالم الاسلامي قروناً إلى الوراء: إلى عهد الخلافة والفتوحات الاسلامية الكبرى. وهم لا ينكرون ذلك.

اردوغان يعمل منذ زمن طويل، وبنجاح لا ينكر، على محو كل معالم الحضارة العلمانية التي فرضها مصطفى كمال اتاتورك على تركيا، قبل ثمانين عاماً، والتي كان هدفها خلق دولة عصرية تواكب سير الحضارة العالمية.
(تباكي اردوغان على غزة يضحك الثكالى عندما يأتي بكاء التماسيح هذا من رئيس حكومة اغتصبت دولته لواء الاسكندرونة العربي. دون ان نتحدث عن اجداده الذين قتلوا الأرمن وعن جنوده الذين يقتلون الأكراد)

خالد مشعل يهدف إلى محو الانجازات الوطنية لمنظمة التحرير الفلسطينية (فتح) التي ارادت اقامة دولة فلسطينية عصرية ذات طابع علماني، لا اسلامي، على خلاف "حماس" التي تريد اقامة إمارة اسلامية تطبق فيها الشريعة الاسلامية: تقطع فيها أيدي السارقين وترجم فيها الزانيات بالحجارة. (هذا هو الخطر الداهم الذي يهدد غزة، لا الحصار الاسرائيلي).

أما الضلع الثالث في هذا التحالف الدنيء فهو "شيخ الأقصى" رائد صلاح الذي يريد تطهير فلسطين من "الصليبيين الجدد"، تجريد سكان اسرائيل المسلمين من معالم الحضارة الانسانية العلمانية التي اكتسبوها من "الصهاينة" وإقامة إمارة إسلامية، عاصمتها القدس، على كل فلسطين. فلسطين، في نظر هذا "الشيخ" الوقور، هي "وقف اسلامي" ولا حق لليهود على أي شبر منها.
رائد صلاح لا يخفي منهاجه هذا بل يعلن عنه صباح مساء من على كل منبر. و"قافلة" يشترك فيها شيخ هذا منهاجه لا يمكن ان تكون "قافلة حرية".
(مسكين الشعب العربي الفلسطيني في اسرائيل إذا كان رائد صلاح هو الذي يمثله).

إن صيحات "الله أكبر" التي تعالت من على ظهر "مرمرة" هي ليست بالضبط نشيد "الاممية". و"خيبر خيبر يا يهود * * * جيش محمد سوف يعود" هي ليست بالضبط شعار "يا عمال العالم اتحدوا!". وعلى اليسار العربي الذي وقف بمعظمه دون اي تحفظ إلى جانب "قافلة خيبر خيبر يا يهود" أن يشرح لنا موقفه من هذه الهتافات.

(ملاحظة: للأمانة نقول إن قسماً من المعلومات في ما ورد اعلاه مقتبس من مقال نشره الاستاذ مردخاي كيدار في جريدة "يديعوت أحرونوت").

السذج:
هؤلاء هم انصارالسلام والحرية، الذين انضموا إلى "القافلة" يدفعهم شعور انساني نبيل بواجب الدفاع عن الحق والعدالة، وعن كرامة الانسان، في كل بقعة من بقاع الارض.
لهم أريد أن أقول: عائلة جلعاد شليط توجهت إلى منظمي "قافلة الحرية" بطلب انساني بسيط جداً: خذوا منا رسالة إلى ابننا واجلبوا لنا رسالة منه. ("ابننا"، كما هو معروف، هو الجندي الاسرائيلي الأسير لدى حماس في غزة منذ اربع سنوات لم يسمح خلالها للصليب الاحمر بزيارته).
منظمو "قافلة الحرية" رفضوا.
سؤالي هو: لماذا لم تتركوا "القافلة" على الفور عندما سمعتم ان منظمي "القافلة" رفضوا حمل رسالة إلى جلعاد؟
وسؤال ثانٍ: هل انتم مستعدون الآن لحمل "رسالة حرية" من أم جلعاد وتسليمها لابنها الأسير؟ اسرائيل "البربرية" لن تعترض طريقكم هذه المرة.

"الوطنية هي الملجأ الأخير للأنذال." (صمويل جونسون) :
في نقاش حاد جرى بين اعضاء الكنيست (البرلمان الاسرائيلي) حول "القافلة" بلغ الحماس "الوطني" لدى عضوة الكنيست ميري ريجيب إلى حد انها اتهمت عضوة الكنيست حنين زعبي بالخيانة : "إذهبي إلى غزة، يا خائنة" – صرخت عضوة الكنيست "الوطنية"، ميري ريجيب، دون ان تستحي. مما يؤكد ان نظرية "الملجأ الأخير للأنذال" تنطبق ايضاً على غير الفاتنات.

عبد المطلب: لا بد ان يعقوب يشرب الآن انخاب النصر
كلا، يعقوب لم يشرب انخاب النصر، لأنه لا يفرح عندما ينتصر حماس، حزب الله واحمدي نجاد، وعندما يخسر الشعب العربي الفلسطيني والشعب الاسرائيلي.
يعقوب لم يشرب انخاب النصر بل بكى على الدم المسكوب، حزن على ابتعاد حلم السلام واستشاط غضباً عندما رأى "الشيخ" مبتسماً: "إذا رأيت نيوب الليث بارزة *** فلا تظنن ان الليث يبتسم"
عزائي الوحيد هو ان "الشيخ" رائد صلاح ليس ليثاً.



#يعقوب_ابراهامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على من يتستر عبد الحسين شعبان؟
- موقفان لليسار : أيهما كان يسارياً حقاً؟
- من أنت، جورج حداد؟
- هكذا اختفى مفهوم الرجعية من أدبيات اليسار
- الدقة العلمية، الخيال الخصب والديالكتيك الإلهي
- فؤاد النمري ودفاعه عن -فناء الضدين-
- نحو فهم أوضح للستالينية (2)
- نحو فهم أوضح للستالينية (1)
- على -أنقاض الدولة الصهيونية-
- اليسار العربي و-الكيان الصهيوني-
- حل منصف لا عدالة مطلقة
- إبتذال الماركسية
- ماركسيو -ألف ليلة وليلة-
- بين ماركس وانجلز
- اليسار والصراع العربي-الاسرائيلي (2 وأخير)
- اليسار والصراع العربي-الاسرائيلي (1)
- الستالينيون (اخيرة) : يعيشون في الماضي
- الستالينيون (5) : تزوير التاريخ
- الستالينيون (4) : حسقيل قوجمان ضد فريدريك انجلز
- الستالينيون (3) : الكذبة المفيدة


المزيد.....




- خلال احتفال اليوبيل.. العاهل الأردني يستل سيفه تحية للأجهزة ...
- الصين تؤكد استعدادها للتعاون مع روسيا لمواجهة قوى الاحتواء ا ...
- مصر.. ارتفاع كبير في أسعار البن والشاي والكاكاو
- إدانة تاريخية.. السجن 8 أشهر لمشجعين وجهوا إهانات عنصرية ضد ...
- بلينكن من القاهرة: اضغطوا على حماس
- شاهد: نازحون ينصبون مزيداً من الخيام في مخيم ساحلي بدير البل ...
- الانتخابات الأوروبية - في أي الدول تصدّر اليمينُ المتطرف؟
- بلينكن يعود إلى الشرق الأوسط للترويج لهدنة في قطاع غزة
- اللجنة البرلمانية لجرائم نظام كييف ضد الأطفال: على الجنائية ...
- لافروف لنظيره البرازيلي: راضون عن تطور علاقاتنا الثنائية ونن ...


المزيد.....

- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يعقوب ابراهامي - قافلة حرية؟