أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السهلي - حتى لا ينجو القاتل















المزيد.....

حتى لا ينجو القاتل


محمد السهلي

الحوار المتمدن-العدد: 3025 - 2010 / 6 / 5 - 15:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



صنف مراقبون موقف السلطة واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير من الهجوم على «أسطول الحرية» في خانة المواقف التضامنية (!) ورأوا أن هذا الموقف افتقد العلامة الفارقة التي يفترض وجودها في تصريحات قيادة السلطة وبيان اللجنة باعتبارهما من «أعمدة» البيت الذي يشتعل فيه الحريق ويتسع.
وعلى الرغم من أن دعوة المجتمع الدولي بمؤسساته المختلفة إلى اتخاذ الإجراءات الكفيلة بردع المعتدي ومعاقبته هو أمر صحيح ومطلوب، وكذلك الأمر بما يخص الجامعة العربية وغير ذلك من المنظمات والهيئات ،إلا أن هذا يأتي في إطار البحث في الجوانب القانونية والإنسانية فقط (وهي مهمة) إلا أن الجريمة المرتكبة سياسية أيضا وبامتياز.
على ذلك، إذا كانت السلطة واللجنة التنفيذية جادتين في اتخاذ موقف على مستوى الحدث، فإن الحديث هنا يجب أن ينصب على بحث الخيارات السياسية المتاحة أمام الشعب الفلسطيني وحركته الوطنية وهذا يبدأ ـ برأينا ـ بإغلاق باب المفاوضات مع إسرائيل على اعتبار أن ما ارتكبه قراصنتها يشكل عدوانا صارخا على الشعب الفلسطيني من خلال الاعتداء على مناصري حقه في الحرية والاستقلال.
فمن غير المعقول أن يبدو الموقف «الرسمي» الفلسطيني متخلفا ومختلفا عما حوله من مواقف على أصعدة عدة:
• فهو متخلف قياسا بموقف الشارع الفلسطيني داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة وخارجها وهؤلاء يشكلون بمواقفهم بوصلة رئيسية يجب الاهتمام بمؤشرات توجهاتهم وأخذها بنظر الاعتبار.
• وهو مغاير لمواقف معظم القوى والفصائل والمؤسسات والهيئات الفلسطينية التي عارضت أولا الدخول في المفاوضات في ظل استمرار الاستيطان وتعويم مرجعيتها، ومن الطبيعي أن تطالب الآن بوقف هذه المفاوضات فورا أمام هذا الإصرار الإسرائيلي على ارتكاب الجرائم بحق الشعب الفلسطيني ومناصريه.
• ما سبق في شقيه الشعبي والسياسي يعبر عن حقيقة الموقف الفلسطيني في الوقت الذي يمثل فيه أي موقف معاكس خيارا ضيقا باتجاه السير نحو المجهول وهو امتداد لحالة الدوران في الحلقة المفرغة والتي دفعنا ولا زلنا ثمنا باهظا جراء ممارسته ومن المفترض أن يجري القطع معه نهائيا.
عندما أعلنت الأغلبية العددية في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير عن قبول الدخول في المفاوضات غير المباشرة، سوغت ذلك بأنها تعطي فرصة للجهود الأميركية تجاه التسوية السياسية للصراع القائم، وبأنها لا تريد أن يبدو الجانب الفلسطيني هو المعطل لهذه الجهود وفق تقدير يقول بأن واشنطن ستكتشف أن الجانب الإسرائيلي هو الذي يقف حجر عثرة أمام نجاح هذه الجهود.
وعندما اجتمع المبعوث الأميركي جورج ميتشل مع الفريق الفلسطيني المفاوض ذكر بأن بلاده ستراقب بجدية وحزم أي إجراء استفزازي من قبل أي من الطرفين وبأنها لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه من يقوم بهكذا إجراء، وعندما سئل عن معيار الاستفزاز الذي سيحكم وفقه الجانب الأميركي تكتم على الأمر ولم يوضح سوى مطلب واحد هو وقف التحريض الفلسطيني.
ولا نعرف هنا في حال أعيد طرح الاستفسار على ميتشل مرة أخرى من زاوية تصنيف الهجوم على «أسطول الحرية» فهل سيخرجه من دائرة اختصاص مسار المفاوضات وشروط استمرارها على اعتبار أنه «مسألة دولية» خارج الاختصاص؟
وهل سيعتبر أن الرقابة الأميركية (في حال وجدت) على مسار المفاوضات مقصورة في جغرافيتها على أراضي الضفة الفلسطينية كون قطاع غزة خارج الولاية (الإدارية) للسلطة الفلسطينية في رام الله؟
وبالتالي فإن ما يجري من أحداث تتعلق بحصار القطاع ومعاناة سكانه خارج التداول في سياق الحكم على الاستفزاز والجرائم الإسرائيلية المرتكبة ولا يُسمح بتسجيلها في ملف أداء الجانب الإسرائيلي في موضوعة المفاوضات!؟
وحتى تستقيم الأمور وينسجم الأداء السياسي الفلسطيني مع الأهداف الوطنية المطروحة فإننا نعتقد أنه يجب تحديد النقاط الآتية:
• وضع جريمة الاعتداء على «أسطول الحرية» في إطار الجرائم وحروب الإبادة الممارسة ضد الشعب الفلسطيني ووضع المجتمع الدولي أمام موقف فلسطيني موحد يرى بأن إسرائيل في إجراءاتها وممارساتها ليست شريكا صالحا في أية مفاوضات ضمن الشروط والظروف القائمة، وإذا كانت الإدارة الأميركية ترى أن من مصلحتها التقدم في مسار التسوية السياسية فمن واجبها ومعها أركان المجتمع الدولي أن تعمل على «تأهيل» الجانب الإسرائيلي لهذا الغرض لا أن تصوب كل ضغوطها على الجانب الفلسطيني دون غيره.
• والرسالة هذه لها عنوان آخر هو الجامعة العربية التي من واجب مكوناتها أن تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني وحقوقه وتساعده على إنضاج ظروف المفاوضات بدأ من رفض إجراء هذه المفاوضات في ظل استمرار الاستيطان وتعويم مرجعيتها واستمرار العدوان والتهديد والوقوف إلى جانب هذا الموقف الفلسطيني ودعمه والدفاع عنه بدلا من الانضمام إلى حملة الضغوط الغربية في مواجهته.
• الالتفات الجدي إلى الوضع الفلسطيني الداخلي والعمل الدؤوب لاستعادة الوحدة الوطنية بعد أن أثبتت التطورات المتلاحقة أن الانقسام بات يتسع لمرور جميع مشاريع الحلول التي تنتقص من الحقوق الفلسطينية وتسعى لتصفية القضية الوطنية بدءا من شطب حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وممتلكاتهم وصولا إلى التناغم مع التصورات الأميركية ـ الإسرائيلية تجاه مستقبل الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وفي إطار السعي المطلوب ومن موقع المسؤولية الوطنية لاستعادة الوحدة نرى أنه من الضروري أن تتخد مكونات الحالة الفلسطينية سياسيا وشعبيا في مواجهة الأخطار الصهيونية اليومية وفي مقدمتها الاستيطان وحملات التهويد فمن المفترض أن تكون هذه مهام وطنية جامعة يجرى في إطار استعارها تجاوز واقع الانقسام المرير الذي يحاول البعض أن يقرأ جميع المهام المطروحة وآليات تنفيذها ضمن قاموس الانقسام البغيض.
• إعادة الاعتبار للبرنامج الوطني وتظهير أولوياته في إطار الهيئات والمؤسسات الوطنية والأخذ بنظر الاعتبار واقع الشعب الفلسطيني في مختلف أماكن تواجده من خلال إعلاء شأن المهام ذات الصلة بالدفاع عن حق العودة والاهتمام بقضايا اللاجئين الفلسطينيين ضمن خطة وطنية واضحة ينهض لتنفيذها جميع مكونات الحالة الفلسطينية في مواقع اللجوء والشتات. وتوحيد الجهود الوطنية في الأراضي الفلسطينية المحتلة في مواجهة الاستيطان والتهويد وما يتفرع عنها من مهام تتعلق بمواجهة مشاريع الحلول الجزئية والدفاع عن القدس كعاصمة للدولة الفلسطينية وتكثيف الجهود الوطنية والصديقة من أجل فضح جرائم الاحتلال وتثمير قرارات محكمة لاهاي بشأن الجدار، والتوجه إلى المجتمع الدولي وهيئاته القانونية والإنسانية في إطار خطاب فلسطيني موحد يسعى لمحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين.
• وإلى جانب ذلك وقبله تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية وإعادة الاعتبار لدورها كمرجعية للشعب الفلسطيني واحترام قواعد العمل الوطني الائتلافي في مختلف مؤسساتها وهيئاتها وخاصة اللجنة التنفيذية والقطع مع حالة الاستفراد في الموقف السياسي عبر الاستعانة بالأغلبية العددية في هذه الهيئات والمؤسسات والاحتكام إلى قرارات القواسم المشتركة التي صدرت عنها.
• وفي إطار السلطة الفلسطينية ومؤسساتها ينبغي إعطاء الأولوية للنهوض بأوضاع المواطن الفلسطيني الاقتصادية والاجتماعية واعتماد السياسات التي من شأنها أن تخفف من الضرر الواقع عليهم بسبب السياسات الإلحاقية الإسرائيلية.
• ما سبق يمكن أن يجري في إطار السعي لاستعادة الوحدة الوطنية وإن كانت هذه المهام لا تصل إلى نتائجها المرجوة إلا عند استعادة هذه الوحدة وفق الأسس والمبادئ التي تم اعتمادها في إطار الحوارات الوطنية، على نحو خاص ما رد في وثيقة الوفاق الوطني ويعني في الجوهر إعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني على أسس ديمقراطية بما يكفل للحالة السياسية الفلسطينية استعادة المبادرة من أجل التقدم على سكة انجاز الحقوق الوطنية.
من غير ذلك، ستبقى حالة المراوحة حول الذات وسيبقى العدو الإسرائيلي مستمتعا بما نحن فيه وينتقل من جريمة إلى أخرى لأنه يعرف أنه في ظل هذا الواقع سرعان ما تقعد الدنيا إن هي وقفت في وجهه كلما ارتكب إحدى جرائمه.



#محمد_السهلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أحبط الرئيس؟!
- المطالب الأميركية ومؤشرات الرد الإسرائيلي
- من يدفع ثمن الإستيطان؟
- شجار عائلي
- الدوامة
- الاستيطان.. بغطاء عربي؟!
- نحن وأميركا.. والسلام
- مؤتمر فتح .. مكانك راوح
- المناورة
- إشكالية البرنامج الوطني: الهدف.. أم الوسائل؟
- حكومة نتنياهو وخطاب التهديد الإستراتيجي
- اللاجئون وثمن «الدولة»
- وليم نصار .. الموسيقار والمناضل
- عندما أرغموا واشنطن على الاعتراف بالحقوق الفلسطينية
- عندما يرحل الشهداء .. إلى ذويهم
- قراءة في التعديلات التي وقعت على مشروع برنامج الحكومة الفلسط ...
- مشروع برنامج الحكومة الفلسطينية : ملاحظات أولية
- عام على ولاية المجلس التشريعي الفلسطيني
- إلى متى تستفيد الأحزاب الصهيونية من الأصوات العربية؟
- الاصطفافات الحزبية في إسرائيل


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السهلي - حتى لا ينجو القاتل