أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عادل الامين - سيرة مدينة: ركن الجمهوريين














المزيد.....

سيرة مدينة: ركن الجمهوريين


عادل الامين


الحوار المتمدن-العدد: 3024 - 2010 / 6 / 4 - 20:16
المحور: سيرة ذاتية
    


كل ما استيقظ صباحا على صوت ثلاث عصافير تغرد فى نافذة الفصل الذي اتخذه مسكننا فى مدرسة على تخوم قرية فى سهول تهامة فى اليمن ، قرية مظلمةحسبها من الحضارة ان تظهر على الخارطة ولكنهاتضى ء بقلوب اهلها الطيبين ..اسال نفسى(لماذا انا هنا؟؟
واتداعى ويطوف بى الخيال وحات..اسمع صافرة السكة حديد...فى مدينتنا الفاضلة عطبره... فى ايام طفولتنا الغابرة ..كنا نرى جمهرة من الناس يلتفون حول رجل يتحدث..تحت دوحة ظليلة على جانب الطريق الذى يمر امام مدرسة الكمبونى قادما من السوق وينتهى عن حديقة البلدية..كانت هذه الجمهرة من العمال ياتون فى ساعة الفطور..يستمعون الى هذا القول الطيب..وبمجرد ما تدوى الصافرة اذانا ببدء العمل ينفض سامرهم ويعودون الى ورشهم ولى الضجيج وصفير القاطرات..كنا اطفال لانعرف الكثير عن هذه المدرسة الفكرية الى تنزل للمواطن البسيط فى الشارع..بل كانت تدهشنا الكتب البسيطة المطبوعة بصورة بدائية علىروق رونيو..كا ابي يشتريها ويقراها دئما...وعندما كبرنا ودخلنا الجامعة ..شاهدنا نفس هذا المنظر الاليف فى شوارع الخرطوم ..تحت دوحة فى حدائق القصر..او جوار سينما كولزيوم..او عند المتاجر الفخمة عند مكتب بريد بحرى نساء يرتدين وثب ناصع البياض يتحدثن ..رجال انقياء اتقياء يتحدثون وجمهور ذكى ومؤدب يستمع
***********8
ثم تلى ذلك اننا اضحينا من عشاق هذه المنبر الحرة فى الهواء الطلق .تركنا مدرجات الجامعة ومعاملها التىيقدمون فيها العلم الذى لا ينفع..واضحينا مدمنين لحياة الفكر والشعور وجنة المعانى التى لا تضاهيها جنة المبانى..كان يلفت نظرى فى الاركان التي تقام فى الجامعة..وجود طلاب غير سودانيين..عرب..تسيل دموعهم خفية عند استماعهم للانشاد العرفانى عن الحسن والحسين رضى الله عنهما..وبعد ان تعرفت عليهم كانو عراقيين من ابناء الشيعة...على..ليث..اسعد...والآخير هذا كان ياتى من جامعة الجزيرة...ظل هؤلاء العراقيين اصدقاء الفكرة ولى ايضا..وبدات اركان الجهوريين تتصعد مع الاحداث في منتصف الثمانينات..واخيرا بدات ماساة الحلاج التى شهدنا فصولها ونحن ما زلنا طلاب مزمنون فى جامعة الخرطوم..واذكر انه كانت اول نواة تجمع نقابى بدات من خلال بيانات التضامن التى انهالت على الاركان الجمهوريين فى الميدان الغربى..وامتلات الجامعة باهلنا الغبش الطيبين الذين كانو يتهيبونها قديما ..واذكر انه عمل كل طلاب الجامعة على اسقاط الاسلاميين فى الاتحاد بروح جماعية شارك فيها حتى اصدقائى العراقيين ..الذين اخبرونى ان الاستاذ يشبه مفكر شيعى يسمى محمد باقر صدر.اعدمه صدام حسين فى اواخر السبعينات.وقد اهدانىاسعد كتابه اقتصادنا..وفاز التحالف فى اتحاد 1985 بالدعاية القوية التي قدمها لهم ركن الجمهوريين..وتبلور العمل النقابى الذى قاد لاسقاط نظام نميرى لاحقا ..وبعدها تركت الجامعة وعدت الى عطبره..وتخرج اصدقائى العراقييون..وقد بكو كثرا على اعدام الاستاذ... بعد سنين طوال ومراسلات مع على العراقى جاء الى اليمن سنة 2000 لزيارتى والبحث عن العمل..واخبرنى بان اسعد شارك فى انتفاضة الشيعة سنة 1991..واعدمه الطاغية صدام حسين..احزننى موت اسعد صديق الفكرة والذى كان يشد لها الرحال من جامعة الجزيرة...وعاد على باقر الى العراق...وانقطعت اخباره ايضا..
**********
عدت يوما الى مدينتى فى اواخر الثمانينات قادما من كريمة ووجدت نفس الجمهرة وهم يستمعون الى وهابى ذو ثوب قصير ويجلسون الساعات الطوال يااكلون فول الحاجات كوجبة فطور بائسة بعد ان سكتت الورش وهمدت القاطرات وماتت عطبره كما نعاها المرهف محمد حسن سالم حميد..
****************
كل ما استيقظ صباحا على صوت ثلاث عصافير تغرد فى نافذة الفصل الذي اتخذه مسكننا فى مدرسة على تخوم قرية فى سهول تهامة فى اليمن ، قرية مظلمة حسبها من الحضارة ان تظهر على الخارطة ولكنهاتضى ء بقلوب اهلها الطيبين ..اسال نفسى(لماذا انا هنا؟؟
واتداعى



#عادل_الامين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ام كوكاية
- الاصدقاء الثلاثة والطاعون
- كل الوان الظلام
- الفراشة والنار
- قطار الشمال الاخير(مجموعة قصصية)
- سيرة مدينة: مك الدار
- مقالات سودانية:المحكمة المهزلة .. وعار الأبد !! ... بقلم: د. ...
- سيرة مدينة: العمة نورا وسوق الزيارة
- اليقين والقدر
- السودان صراع الرؤى وازمة الهوية
- اخر جرائم مصطفى سعيد
- الساقية...(رواية سودانية)
- رواية-عازف الكمان-
- لم تنهار الاشتراكية بعد...
- سيرة مدينة:سباق المسافات الطويلة
- أركاماني المؤسس الأول للدولة السودانية المدنية 270- 260 ق.م.
- مقالات سودانية:الإسلام كنظرية نقدية
- سيرة الرجل الذى ناضل لكل الاجيال
- صباح الخير عام 2008
- الحوار المتمدن والثورة الثقافية


المزيد.....




- اصطدم بعضهم بالسقف وارتمى آخرون في الممر.. شاهد ما حدث لأطفا ...
- أخفينها تحت ملابسهن.. كاميرا مراقبة ترصد نساء يسرقن متجرا بط ...
- عجل داخل متجر أسلحة في أمريكا.. شاهد رد فعل الزبائن
- الرئيس الإيراني لم يتطرق للضربة الإسرائيلية بخطاب الجمعة
- وزير خارجية بريدنيستروفيه: نحتاج إلى الدعم أكثر من أي وقت مض ...
- مخاوف على حياة 800 ألف سوداني.. تحذيرات من ظهور جبهة جديدة ب ...
- -الرهان على مستقبل جديد للشرق الأوسط بدون نتنياهو- – الغاردي ...
- العراق... ضحايا في قصف على قاعدة للجيش والحشد الشعبي
- جمهورية جديدة تعترف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية.. وا ...
- كوريا الجنوبية.. بيانات إحصائية تكشف ارتفاع نسبة الأسر المكو ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عادل الامين - سيرة مدينة: ركن الجمهوريين