أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عادل الامين - سيرة مدينة: العمة نورا وسوق الزيارة














المزيد.....

سيرة مدينة: العمة نورا وسوق الزيارة


عادل الامين


الحوار المتمدن-العدد: 2755 - 2009 / 8 / 31 - 08:34
المحور: سيرة ذاتية
    


كل ما استيقظ صباحا على صوت ثلاث عصافير تغرد فى نافذة الفصل الذي اتخذه مسكننا فى مدرسة على تخوم قرية فى سهول تهامة فى اليمن ، قرية مظلمةحسبها من الحضارة ان تظهر على الخارطة ولكنها تضى ء بقلوب اهلها الطيبين ..اسال نفسى :لماذا انا هنا؟؟
واتداعى ويطوف بى الخيال واحات في اروقة الذاكرة..
*****

في يوم صرف المرتبات عصرا وأيام الجمعة ينتعش سوق الزيارة ،هذا سوق سمى كذلك لان من العادات الخاصة جدا بمدينتنا وبعض المدن السودانية الأخرى زيارة المرضى بصورة منتظمة في المستشفى الحكومي الكبير المشيد منذ أيام الإنجليز نجم عن ذلك سوق مؤقت يفرش فيه البائعين كل ما يخطر في بال من أشياء تلزم الأطفال والنساء والرجال..ملابس وعطور أواني منزلية،لعب وحلويات..هذا السوق الذي يمتد أمام المستشفى يعتبر ظاهرة فريدة في المدينة ،تجد فيه كل الناس وكل الأخبار..الناس في أبهى حلة وهم يعودون مرضاهم،الشيء الذي يجعل المريض يحس في تلك اللحظة الحرجة للانتقال إلى جوار ربه انه محبوب وانه عزيز على كل الناس ولا زال هناك فسحة من الوقت للتسامح ..يجد كل العزاء في الوجوه الطيبة التي تحيط به من كل جانب،نحن السودانيين في الحقيقة اناس وجدا نيون نعيش في عالم المعاني.زكما نه عند زيارة المرضى تنتهي الخصومات وتعقد الصفقات التجارية وتتولد قصص الحب العابر بشقيه العذري والحسي لا فرق،انه طبيعة إنسانية كما يقول ما يكل جاكسون في أغنيته الشهيرة human nature نحن في مدينتنا لا نهين النساء ولا نستهجن الحب ولا نحاصر الناس بسلوكياتهم الخاصة كل إنسان شريف ما لم تصل قضيته دوائر الشرطة والمحاكم اذا كنا نبحث عن التميز،مدينتنا تحيا بالديموقراطية وتموت بموتها ،نحن لا نتبع الظن أو نجرم الآخرين.. لا ازدراء لا تحقير هذه الحرية تعطى كل إنسان في المدينة طابع مميز
********
العمة نورا عبدالله الحسن طيب الله ثراها..كانت من كائنات الشوق الاخر في المدينة...ظلت تقوم بالواجب لكل مرضي المدنية الاقرباء والغرباء..تحمل عمودها وترمسة الشاي وفرشة بسيطة وتلازم المرضي من الرجال والنساء كافضل مؤسسة مجتمع مدني يتشدق بها الشيوعيين في زمننا لتعس هذا ...زمن الكوليرا..في زيارتي الاخيرة للسودان ذهبت عطبره واخبروني بموتها الفاجع ..وحيدة في بيتها العامر الذى يضج بالذكريات بعد تزوج الابناء والاخوات ورحلو الي الخرطوم..قيل لي انها جهزت الواجب لزيارة المستشفي ، ترمسة الشاي وعمود الفطور..وشعرت بتعب مفاجيء ... استلقت ونامت ..ولم تستيقظ ابدا...نعم هكذا كانت خاتمتها...ماتت وحيدة وهي تتقي النار ولو بشق تمرة،ليس كما يردد واعظ المدينة عريض القفا ذو اللحية الصفراء ، الذى يقول ما لا يفعل ...بل بمكتسب سرى في دمهامنذ نعومة اظافرها وارث اخلاقي قديم يشكل جزء هام من طقوس المدينة ...ولكن شيع جثمانها كل سكان المدينة والقري المجاورة والملائكة المردفين الذين لا نراهم وا ولياء الله الصالحين ،اوتاد الارض في القبل الاربعة والطيور ايضا ،هطلت امظار غزيرة وبكتها السماء ...وانطوى بموتها عصر ذهبي لمدنية شبعت مواتا وصمتت فيها حتى القاطرات.. وانطوى زمن كان فيه النساء نساء والرجال رجال...
****

كل ما استيقظ صباحا على صوت ثلاث عصافير تغرد فى نافذة الفصل الذي اتخذه مسكننا فى مدرسة على تخوم قرية فى سهول تهامة فى اليمن ، قرية مظلمةحسبها من الحضارة ان تظهر على الخارطة ولكنها تضى ء بقلوب اهلها الطيبين ..اسال نفسى:لماذا انا هنا؟؟
واتداعى ويطوف بى الخيال واحات في اروقة الذاكرة




#عادل_الامين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليقين والقدر
- السودان صراع الرؤى وازمة الهوية
- اخر جرائم مصطفى سعيد
- الساقية...(رواية سودانية)
- رواية-عازف الكمان-
- لم تنهار الاشتراكية بعد...
- سيرة مدينة:سباق المسافات الطويلة
- أركاماني المؤسس الأول للدولة السودانية المدنية 270- 260 ق.م.
- مقالات سودانية:الإسلام كنظرية نقدية
- سيرة الرجل الذى ناضل لكل الاجيال
- صباح الخير عام 2008
- الحوار المتمدن والثورة الثقافية
- اللعنة التي حلت بالمكان
- الفكرة الجمهورية...حياة الفكر والشعور
- تراتيل الصحابة
- سنت جيمس
- مثلث حلايب والرابطة التجارية لدول البحر الأحمر
- خيال مآتة برتبة جنرال
- متى يعلنون وفاة الشمال
- كن اباذر...!!!!


المزيد.....




- دبي بأحدث صور للفيضانات مع استمرار الجهود لليوم الرابع بعد ا ...
- الكويت.. فيديو مداهمة مزرعة ماريغوانا بعملية أمنية لمكافحة ا ...
- عفو عام في عيد استقلال زيمبابوي بإطلاق سراح آلاف السجناء بين ...
- -هآرتس-: الجيش الإسرائيلي يبني موقعين استيطانيين عند ممر نتس ...
- الدفاع الصينية تؤكد أهمية الدعم المعلوماتي للجيش لتحقيق الان ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /20.04.2024/ ...
- ??مباشر: إيران تتوعد بالرد على -أقصى مستوى- إذا تصرفت إسرائي ...
- صحيفة: سياسيو حماس يفكرون في الخروج من قطر
- السعودية.. أحدث صور -الأمير النائم- بعد غيبوبة 20 عاما
- الإمارات.. فيديو أسلوب استماع محمد بن زايد لفتاة تونسية خلال ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عادل الامين - سيرة مدينة: العمة نورا وسوق الزيارة