|
اسطول الحرية والحقيقة الغائبة
حسين عبدالله نورالدين
الحوار المتمدن-العدد: 3023 - 2010 / 6 / 3 - 17:21
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يحاول البعض ان يضفي صفة البطولة على النشطاء الذين كانوا على متن السفينة التركية. لكن الحقيقة شيء اخر. لقد كانوا نشطاء مسلحين مبيتين هدفا غير الذي اعلنوه قبل انطلاق رحلتهم. صحفيون اسلاميون يقومون بالدفاع عن هؤلاء النشطاء ويصورونهم بشتى انواع البطولة، بهدف اظهار اسرائيل معتدية على المسالمين والنشطاء المساكين. في التحليل العميق نجد ان تلك السفينة والاسطول عموما والحركة التي قامت بها المنظمة التركية الراعية للاسطول هي مجرد ادوات لاستفزاز اسرائيل حركتها ايران وجهات متطرفة في تركيا. حتى الحكومة التركية تريد حدثا مثل هذا لاكثر من سبب. فهي تريد الهاء الاتراك عن المشاكل الداخلية والاخفاقات التي وقعت بها حكومة الاسلاميين بزعامة اردوغان. كما تريد في الوقت نفسه كسب العالم العربي والشارع العربي بصورة خاصة لضمان استثمارات تركية ومشروعات تركية في البلدان العربية وكذلك تنشيط التجارة التركية مع العرب. التقت مصالح تركيا وايران وحماس وحزب الله والاخوان المسلمون والقاعدة لاستفزاز اسرائيل. هذا الاستفزاز الذي سيؤدي في هذا الصيف الساخن الى مواجهة عبر وكلاء في جنوب لبنان او غزة. سيجد حزب الله نفسه مضطرا للتحرش باسرائيل بحجة او بغير حجة. وكذلك ستفعل حماس لجر اسرائيل الى معركة. كما حدث في الفين وستة والفين وتسعة. الاسرائيليون من جانبهم اكدوا ان هذه المرة ليست كالمرات السابقة. وسيندم حزب الله او حماس على اي تحرش. يحاول الصحفيون الاسلاميون مثل صحفيي الجزيرة مثلا الذين يكتبون في الصحف ان يروجوا الى ان النشطاء على السفينة كانوا مساكين تعرضوا لمذبحة وحشية. الاسرائيليون من جانبهم نشروا صور الفيديو التي تشير الى ما حدث بالفعل. اسرائيل ستستوعب الادانات العربية والعالمية وتبقى على موقفها. عودتنا اسرائيل انها لا تقلق بالادانات ولا بالتنديد ولا بالصياح العربي الذي لا ينفع. ماذا تريد تركيا بالضبط؟ زعامة في الشرق الاوسط؟ تريد منافسة ايران على هذه الزعامة؟ تريد احراج القيادات العربية؟ ام تريد تحرير فلسطين؟ ستكون حركة الاحتجاج العنيفة كما حدثت في اسطول الحرية السبب في انهاء حكم الاسلاميين في تركيا. ولن يسمح لتركيا بتزعم الشرق الاوسط حتى وان كان ذلك بايعاز من الولايات المتحدة بغرض منافسة الزعامة الايرانية. اذا كانت تركيا اردوغان فعليا مع حق الشعب الفلسطيني في الحرية وتقرير المصير فلماذا لا تمنح هذا الحق للاكراد الذين تسومهم سوء العذاب في ديار بكر؟ الا يقوم الجيش التركي بعمليات ارهاب ضدالاكرادتفوق في حجمها وقسوتها ما تقوم به القوات الاسرائيلية ضد الفلسطينيين؟ لكنه العقل العربي النائم الذي لا يرى الا من جانب واحد. ما كشفت عنه حركة اسطول الحرية ايضا هو خواء وفراغ الذهنية العربية والاسلامية. من قراءة سريعة للتعليقات التي نشرت عل شاشة الجزيرة مباشر راينا تعليقات من قبيل: اهلا بالاتراك، نرحب بالزعامة العثمانية. دعوات لخلافة عثمانية. تسمية اردوغان زعيما للعرب والمسلمين. دعوات للقادة العرب بالتمثل بالقيادة التركية. كل هذا يدل كم ان العرب والمسلمين يتوقون لزعامة ويتوقون لبطل يقوم بالعمل الشاق مقامهم. عملية الاسطول هذه نزلت على العرب هدية من السماء واراحتهم من عناء العمل والجهاد طالما هناك اتراك مستعدون وصرفوا لمن قتل منهم لقب شهيد حتى ان العرب كانوا مستعدين للتنازل عن عروبتهم لصالح عثمانية الاتراك لمجرد انهم قاموا بعمل بسيط جد ستكون له نتائج سلبية على تركيا اولا وعلى العرب والمسلمين والفلسطينيين بوجه خاص. اعترض بعض الكتاب على استضافة اسرائيليين عبر الجزيرة وغيرها من الفضا-ئيات للتعبير عن وجهة النظر الاسرائيلية وهذا يدل على ضعف الموقف العربي الذي يعتقد انه اذا لم يتحدث الجانب الاخر عن وجهة نظره او لم تعرض وجهة نظره عبر الاعلام العربي لتدخل كل بيت فان ما تردده الابواق الدعائية العربية والاسلامية هو الحقيقة. حتى الحكومات العربية دخلت الملعب وزاودت على الفلسطينيين والاسلاميين. دعت الى تجميد مبادرة السلام العربية وواحدة من تلك الدول اعلنت انسحابها من المبادرة. الخبر كان مضحكا حقا. هل اسرائيل قبلت رسميا تلك المبادرة؟ هل اسرائيل ارتعدت من المبادرة وتوسلت السلام مع العرب؟ قدمت اسرائيل روايتها وقدم النشطاء روايتهم عبر الجزيرة وغيرها من الفضائيات التي انساقت وراء الموجة. الانسان العربي البسيط لا يريد ان يرى الحقائق لمجرد انهم يرون الجلاد يهوديا والضحية مسلما. ولكن هل هذا الامر يغير من الحقائق شيئا؟
#حسين_عبدالله_نورالدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
غزوة منهاتن ذكرى وعبرة: هل تعلمنا؟
-
المرجعية الفلسطينية واللعب بالنار
-
دمار غزة والانقلاب الثاني
-
ربنا موجود
-
لبنان ينتظر المجهول المعلوم
-
امارة غزة الظلامية والتباهي بسفك الدماء
-
انقلاب حماس ومستقبل غزة
-
خلط الاوراق والأدوار المشبوهة
-
المسيحيون في العراق والصمت الاسلامي المريب
-
لماذا لم اكتب منذ زمن
-
إعلان مكة مرهون بنتائجه
-
هل يقدر السنيورة على ما عجز عنه سابقوه؟
-
سبعة و سبعون
-
وقل جاء الحق وزهق الباطل
-
موت رئيس والضلال الذي كنا فيه
-
حزب الله في الشارع
-
الديمقراطية الأردنية ثغرات وأمنيات
-
ويفعلون ما يؤمرون
-
السباق نحو الهاوية: لبنان، ماا شبه الليلة بالبارحة
-
في يوم الذكرى: لن يخفنا الارهاب ولن يوقف حياتنا
المزيد.....
-
بعد غارة استهدفته قبل أيام.. إسرائيل تعلق على احتمالية مقتل
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراضه صاروخ أرض- أرض قادم من اليمن
-
بعد قطر.. مصر تؤكد للسعودية استعدادها توفير كل ما تحتاجه من
...
-
البنتاغون أكد أن هجوم 7 أكتوبر إرهابي بعد ساعات على وقوعه
-
مقتل -أيقونة التصدي- للجنود الإسرائيليين، وصاحب مقولة -بِيهم
...
-
سلسلة غارات إسرائيلية تستهدف الضاحية الجنوبية لبيروت وبلدات
...
-
رئيس الوزراء السلوفاكي يتعهد بمنع أوكرانيا من الانضمام لحلف
...
-
نتنياهو يتعهد بمواصلة العمليات العسكرية حتى تحقيق أهداف الحر
...
-
انفجارات قوية تهز بيروت عشية ذكرى السابع من أكتوبر
-
عام على هجوم حماس ـ أمن إسرائيل -مصلحة عليا للدولة- الألماني
...
المزيد.....
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
المزيد.....
|