أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - من علوم القرآن :القرآن والواقع الاجتماعى (4) ( وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ )














المزيد.....

من علوم القرآن :القرآن والواقع الاجتماعى (4) ( وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ )


أحمد صبحى منصور

الحوار المتمدن-العدد: 3019 - 2010 / 5 / 30 - 21:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


القرآن الكريم لغة الحياة ، وما يقوله القرآن عن البشر يتجسد واقعا في حياة الناس ولا تملك إلا أن تقول ، صدق الله العظيم "


ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الأخر

1 ـ يذكر القرآن أن الأعراب أشد الناس كفرا ونفاقا ، كما يذكر أن من الأعراب من يؤمن بالله واليوم الأخر ويراعي حدود الله تعالى " الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (97) وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (98) وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلَا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ : التوبة 97: 99 " .

2 ـ وبعد أن قطع الخليفة المتوكل الأعراب والعرب من الجيش العباسي أصبح أولئك في مصر عنصر اضطراب وقلق ، يثيرون الفتن ويقطعون السبيل خصوصا عندما يضعف شأن الحاكم في الفسطاط أو في القاهرة ، ولكن لم يخل الأمر من وجود نبلاء وعظماء في الأخلاق بين الأعراب .
ويظهر هذا في تلك القصة التي راواها أحمد بن يوسف الكاتب الطولوني في كتاب " المكافأة " وقد ذكرها له أحمد بن دعيم أحد قادة ابن طولون .
وملخص القصة أن أحمد بن طولون أثناء انفراده بحكم مصر ولى أحمد بن دعيم على الصعيد الأوسط ، وحدث أن ثار الأعراب في المنطقة بزعامة سوار القرني فتأهب ابن دعيم لجمع الأخبار عن ذلك الثائر ، وعرف أن أحد كبار الأعراب قد أصبح من أتباعه ، فكتب لابن طولون بما عرف فأمره ابن طولون باعتقال ذلك الأعرابي وإحضاره إليه ليحقق معه بنفسه . ولم يمانع الأعرابي واستسلم بلا مقاومة ، وسار ابن دعيم بالأعرابي في حراسة مشددة . وفوجئ في الطريق بجماعة من التجار معهم شاب من الأعراب يرجونه بإطلاق سراح ذلك الإعرابي في مقابل خمسمائة دينار يدفعها ذلك الشاب الأعرابي ، فقال لهم ابن دعيم : قد أعلمت به الأمير وهو ينتظره وقد خرج الأمر من يدي . فقال له الشاب الأعرابي : " إذن خذ الخمسمائة دينار وأطلق سراحه وضعني مكانه " فذهب ابن دعيم للأعرابي الشيخ الأسير وقال له : لقد كنت مغموما بسببك والآن جاء أوان خلاصك فإن شابا أعرابيا يعرض أن يكون مكانك وتفوز بالحرية وسيدفع لي خمسمائة دينار مقابل ذلك " فتعجب الشيخ الأعرابي وطلب رؤية ذلك الشاب ، فلما رآه اعرض عنه وقال له : " أمض لشأنك " ، ورفض العرض ، وقال لابن دعيم : " لا يحسن بشيخ مثلي أن يأخذ أجرا على المعروف ، فهذا شاب أغارت عليه عصابة لصوص فأنقذته منها ، وهو يريد أن يرد لي المعروف بأن يضع نفسه في قبضة ابن طولون ولن يخرج من قبضته إلا قتيلا . وهذا ما لا أرضى به لشاب مثله " .
ورفض الشاب ورجا الشيخ أن يقبل العرض ، وبكى له وهو يقول " أنشدك الله أن تقبل مني ما بذلته لك ، فإن هذا المعروف يطوق عنقي . وإن عارا على الكريم أن يموت وعليه دين من ديون المعروف " فقال له الشيخ " إذا رأيت عصابة تحيط برجل فخلصته مما هو فيه فإنك بذلك تكون قد أوفيت لي المعروف الذي صنعته لك " فأكب الشاب على قدمي الشيخ يقبلهما ، وأعطاه ما معه من أموال ، فرفضها الشيخ وانصرف الشاب حسيرا .
ووصل ابن دعيم بالشيخ الأعرابي إلى ابن طولون وحكى له القصة فأعجب بشهامة الشيخ الأعرابي وأطلق سراحه وبعث في طلب الشاب الأعرابي الآخر وأكرمه وجعلهما في الديوان عنده وأصبحا من حاشيته .

3 ـ يبقى ان نقول إن من عظمة القرآن أنه لا يطلق حكما مطلقا على اى مجموعة بشرية لا تزال على الأرض حية تسعى ، سواء من أهل الكتاب أو من الأعراب أو من اى مجموعة من الناس . الأحكام المطلقة فى النسق القرآنى تنطبق على صفات بشرية مثل الكفر والايمان و الظلم و الفسق و التقوى والبر و الاحسان والتوبة وغيرها ، وهى بطبعها صفات متغيرة متحركة غير لازمة ، ويظل الانسان قابلا لهذه او تلك طبقا لحركته فىىالحياة وقابليته لهذه وتلك الى أن يموت وقد تحدد مصيره ودرجته الى يلقى بها الله جل وعلا يوم القيامة . عندها فقط يكون الحكم عليه مطلقا .



#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من علوم القرآن :القرآن والواقع الاجتماعى (3) الذين يوفون بعه ...
- من علوم القرآن :القرآن والواقع الاجتماعى (2) ( والذين ظلموا ...
- من علوم القرآن :القرآن والواقع الاجتماعى : هل جزاء الإحسان إ ...
- مسلمة بن عبد الملك : قائد عسكري فذّ ظلمته التقاليد الأموية ا ...
- هل مات أبو طالب كافرا كما يزعم أرباب الدين السّنى ؟
- أَأَنتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ ؟؟ ابرا ...
- الرد على صاحب هذه الرسالة ( رسالة الى كاتبى موقع أهل القرآن ...
- ( 16 ) وعظ السلاطين: زياد ابن أبيه الواعظ السفاح :
- لا نبتغى الجاهلين !!
- ابن إياس مؤرخا
- (2 ) من دروس قصة موسى : - إن خير من استأجرت القوي الأمين -
- يسألونك عن ( الخلع )
- (16 ) وعظ السلاطين : رفع الإصر عن شعب مصر
- إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ
- ( 15):وعظ السلاطين : تغيير المناخ الثقافى بين معاوية ومبارك ...
- ( 13):وعظ السلاطين : تغيير المناخ الثقافى بين معاوية ومبارك ...
- بسبب هذا المقال تعرض موقعنا ( أهل القرآن ) لهجوم هكرز حسنى م ...
- (13):وعظ السلاطين : وعظ الرئيس ( محنط ) حسنى مبارك
- بيان بشأن إعدام مواطن لبنانى فى السعودية بتهمة السحر
- حوار مع موقع آفاق العربى الأمريكى


المزيد.....




- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة للأطفال الجديدة TOYOUR EL-J ...
- الجيش اللبناني يعلن توقيف أحد أبرز قياديي تنظيم الدولة الإسل ...
- بعد إغلاقهما 12 يوما.. إعادة فتح المسجد الأقصى وكنيسة القيام ...
- إعادة فتح أبواب المسجد الأقصى أمام المصلين
- بزشكيان: القواعد الأمريكية تسعى لزرع الفتن بين الدول الإسلام ...
- الداخلية السورية: خلية جاءت من مخيم الهول وفجرت الكنيسة بدمش ...
- -سرايا أنصار السنّة- تتبنى الهجوم على الكنيسة في دمشق
- خبراء: فلسطين قضية محورية في تجديد الأمة الإسلامية
- مفتي القاعدة السابق يروي تفاصيل خلاف بن لادن والملا عمر
- تفجير الكنيسة يُفجع عائلة سورية.. ومناشدة للشرع


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - من علوم القرآن :القرآن والواقع الاجتماعى (4) ( وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ )