أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - من علوم القرآن :القرآن والواقع الاجتماعى : هل جزاء الإحسان إلا الإحسان














المزيد.....

من علوم القرآن :القرآن والواقع الاجتماعى : هل جزاء الإحسان إلا الإحسان


أحمد صبحى منصور

الحوار المتمدن-العدد: 3014 - 2010 / 5 / 25 - 20:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


القرآن الكريم لغة الحياة ، وما يقوله القرآن عن البشر يتجسد واقعا في حياة الناس ولا تملك إلا أن تقول ، صدق الله العظيم "

هل جزاء الإحسان إلا الإحسان

هذه الآية الكريمة تنطبق على هذه الحادثة التاريخية :
فى عصر الخليفة المتوكل عاش فى الريف المصرى أحد الأقباط النصارى كان
كثير المال مشهورا بالكرم وسماحة النفس وكانت له دار ضيافة واسعة ويعطي صدقات سرية لأهل الستر في الفسطاط ..
وحدث أن أتى إلى مصر رجل من أصحاب الخليفة المتوكل غضب عليه الخليفة فهرب منه إلى مصر وجاءها متنكرا يلبس الصوف ، يدعى الفقر والاحتياج .
وحين دخل إلى الفسطاط وجد فيها كثيرين من أهل بغداد وأصحاب الجاه في الدولة العباسية فخاف أن يعرفه أحدهم فانتقل من الفسطاط إلى الأرياف وانتهى به المسير إلى ضياع ذلك النصراني حيث تسبق النصراني شهرته في الكرم والسماحة .
وسأله النصراني عن حاله فأوجز له الرجل بأنه كان ذا جاه وسطوة وقد تقلبت به الأيام وأحوجته إلى الهرب والتخفي ويريد من يكفله ويعطيه عملا. واكتفى النصراني منه بهذا الإيجاز فلم يسأله المزيد ، وأعطاه المأوى والعمل ، فأظهر الرجل البغدادي همة ونشاطا وإخلاصا فما كان من النصراني إلا أن فوض له كل أموره ووثق فيه واطمأن إليه .

ثم ورد للنصراني صاحب الضرائب قادما من الفسطاط وأخبر بأن الأخبار قدمت من بغداد بمقتل الخليفة المتوكل وتعيين ابنه المنتصر ، وقد أرسل المنتصر رسولا إلى الفسطاط للبحث عن رجل هرب من المتوكل بسبب صداقته للمنتصر اسمه فلان ويأمر الولاة بإكرامه وإرساله على وجه السرعة إلى بغداد .
واضطرب الرجل البغدادى حين سمع هذه الأخبار ، وخلا بالنصراني وأخبره بأنه الرجل المطلوب وأنه لابد من رحيله إلى بغداد ليتولى منصبه ويسترد مكانته وثروته ويرعى أهله وولده ، وأخبره أنه لن ينسى الجميل الذي أحاطه به النصراني .
وأثناء عودته أوصى المسئولين في الفسطاط بالنصراني خيرا وعاد إلى بغداد يتمتع بالجاه والنفوذ .

ومرت الأيام وتولى أحد المفسدين وظيفة المعونة وكانت تعني في ذلك الوقت الجباية والضرائب والأمن ، فاشتط في معاملة ذلك النصراني وزاد في الضرائب عليه ، ليأخذ منه الرشاوى بالظلم والتسلط ، فعزم النصراني على السفر إلى بغداد ليستعين بجاه ذلك الرجل على الظلم الذي حاق به .

ودخل النصراني بغداد وسأل عن صاحبه فعرف أنه صاحب نفوذ في دار الخلافة وأن الجميع يقصدونه في رد المظالم وقضاء الحاجات ، وعندما ذكر النصراني اسمه وصفته للحاجب أسرع بإدخاله عليه، فلما رآه الرجل وهو وسط أصحابه من رجال الدولة قام واحتضنه قائلا : " مرحبا بأستاذي وكافلي والقائم بي حين قعد عني الناس " .
وسارع أولاد الرجل وأعوانه بالترحيب بالنصراني وسأله الرجل عن سبب المجيء فحكى النصراني أمام الحاضرين ما وقع من صاحب المعونة بمصر من ظلم له ، فنظر الرجل إلى كاتب يجلس بين يديه وقال له : كنت السبب في تقليد أخيك ذلك المنصب في مصر فصار أكبر سبب في الإساءة إلي وإهانة اعز الناس لدي " وأسرع بكتابة رسالة إليه يوبخه على ما فعل ويوصيه خيرا بالنصراني .

وظل النصراني عاما في ضيافة البغدادي ، وورد أثناءها الخبر برفع المظالم عن ضيعته ، وحصل على تخفيض هائل في الضرائب المقررة عليه. وكان النصراني أكثر كرما فأعلن تنازله عن ضياعه لذلك الرجل ، فرفض ذلك التنازل ولكن النصراني بعد عودته إلى الفسطاط أشهد أولي الأمر بتنازله عن ضياعه لصديقه، ولكن البغدادي حين توفى ذلك النصراني تنازل عن الضياع لأقارب النصراني وأسبغ عليهم رعايته وحمايته .

وهكذا نجد تنافسا في الشرف والشهامة بين شخصين احدهما مصري قبطي والآخر بغدادي مسلم . ولكن الراوي للقصة يضن علينا بإعطاء اسمهما لأن البغدادي كان حيا يرزق حين قص الراوي قصته .
وقد ذكرها ابن الداية فى كتابه ( المكافأة ).

ملاحظة
قمت بكتابة سيناريو لهذه القصة التاريخية وتم انتاجها سهرة تليفزيونية ضمن مشروع ( اصلاح التعليم المصرى ليكون أكثر تسامحا مع الأقباط ) الذى تولاه مركز ابن خلدون فى عامى 1998 ـ 1999.وقد كنت مشرفا أساسيا عليه مع اخوة من داخل المركز. وكان المقصد من انتاج هذه الدراما التاريخية إثبات وجود مناطق مضيئة فى تاريخ المسلمين فيها التسامح والكرم والعلاقات الطيبة بين المسلمين و المسيحيين فى مصر بالذات ، ردا على دعاوى التعصب التى نشرها التطرف الوهابى فى مصر .



#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسلمة بن عبد الملك : قائد عسكري فذّ ظلمته التقاليد الأموية ا ...
- هل مات أبو طالب كافرا كما يزعم أرباب الدين السّنى ؟
- أَأَنتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ ؟؟ ابرا ...
- الرد على صاحب هذه الرسالة ( رسالة الى كاتبى موقع أهل القرآن ...
- ( 16 ) وعظ السلاطين: زياد ابن أبيه الواعظ السفاح :
- لا نبتغى الجاهلين !!
- ابن إياس مؤرخا
- (2 ) من دروس قصة موسى : - إن خير من استأجرت القوي الأمين -
- يسألونك عن ( الخلع )
- (16 ) وعظ السلاطين : رفع الإصر عن شعب مصر
- إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ
- ( 15):وعظ السلاطين : تغيير المناخ الثقافى بين معاوية ومبارك ...
- ( 13):وعظ السلاطين : تغيير المناخ الثقافى بين معاوية ومبارك ...
- بسبب هذا المقال تعرض موقعنا ( أهل القرآن ) لهجوم هكرز حسنى م ...
- (13):وعظ السلاطين : وعظ الرئيس ( محنط ) حسنى مبارك
- بيان بشأن إعدام مواطن لبنانى فى السعودية بتهمة السحر
- حوار مع موقع آفاق العربى الأمريكى
- السعودية تحتاج الى ( القاعدة )
- ( 12):وعظ السلاطين : معاوية وحسنى مبارك بين التجويع والتسقيع ...
- ( 11):وعظ السلاطين : معاوية وحسنى مبارك بين التجويع والتسقيع ...


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - من علوم القرآن :القرآن والواقع الاجتماعى : هل جزاء الإحسان إلا الإحسان