أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبدالله خليفة - عالم جديد يتشكل














المزيد.....

عالم جديد يتشكل


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3018 - 2010 / 5 / 29 - 23:41
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


احتاج الأسلوبُ الرأسمالي للإنتاجِ إلى عدةِ قرون لكي ينمو ويتبلور ويتصارع ثم يقاربُ وحدةً عالمية متنافسة كذلك.
منذ الكشوفات الجغرافية وهذا الأسلوب يتشكل في الغرب، في أوروبا الغربية بقوة كبيرة، ثم يتمدد إلى أمريكا الشمالية التي وجد فيها قارة بكراً.
إن الدولَ الرأسمالية القيادية كبريطانيا وفرنسا وألمانيا تركت هذه القيادة للولايات المتحدة الأمريكية، التي أهلتها السوق الجغرافية الهائلة، وغياب الجذور والمشكلات الإقطاعية، وحضور قوى عاملة بكر، والتمدد في قارة أمريكا الجنوبية، لكي تصبح القوة الرأسمالية الكبرى الأولى، وظهر ذلك في ميادين السياسة عبر الحرب العالمية الأولى ثم الثانية التي حسمتها مع الاتحاد السوفيتي.
كان حضورُ الرأسماليات الشرقية متأخراً في عمر التشكيلة الرأسمالية العالمية، واستعانَ هذا الحضور بأدواتِ الدول، وبفضاءِ الايديولوجيات الشرقية الدينية والتعاونية، ثم تنامت المضامين المتوارية لهذه الرأسماليات.
وبعد عملياتِ التوحيد الرأسمالية العالمية التي تمت قسراً بإنهاك المعسكر "الاشتراكي" ودفعه نحو التغيير، وبالاعتماد على المعسكر القديم المراكم للرأسمال الكوني، تصاعدت عملياتُ النمو الرأسمالية بفوضوية واشتباكات بين مختلفِ أقسامِ الرأسماليات الكبرى: الولايات المتحدة الأمريكية، أمريكا الجنوبية، أوروبا الغربية، أوروبا الشرقية، اليابان، روسيا، الصين، جنوب شرقي آسيا، الهند، استراليا، جنوب افريقيا.
تفوقتْ أمريكا على غيرها بسببِ الأسبقية التاريخية في قارة ذات موارد كبيرة وبلا عوائق سوى الهنود الحمر الذين قضت عليهم الأسلحة الحديثة بسرعة، ثم تنامتْ عملياتُ العنفِ السياسي الأمريكية الشمالية من أجلِ حيازةِ الأسواق، مما وسمَ الطابعَ السياسي الحكومي الأمريكي بالاجرام، وهو أمرٌ شكل حزبين عنيفين لطبقةٍ واحدة ذات ولايات متشابهة.
إن غيابَ فعل الطبقات العاملة الشعبية الأمريكية هو بسبب هذه الفوائض الضخمة التي انهمرت على السوق الأمريكية الداخلية خلال قرنين، وهذا المستوى المتطور للإنتاج.
ولهذا نرى عقوداً طويلة من خفوت الفعل الشعبي داخل أمريكا، خاصة مع انتشار العصابات الاجرامية السياسية، وقوانين الكبت، ووجود المعسكر الاشتراكي السابق الذي كان يُبرر هذا القمع.
لكن نمو الأسلوب الرأسمالي للإنتاج أقوى من الأشكال السياسية التي تتمظهر بها علاقات الإنتاج، فهو يندفعُ ليشكلَ توحيدا عالميا لذاته، فوق فسيفساء الأمم والشعوب والأديان والأنظمة، بسبب انه أسلوب إنتاج توحيدي رغم تفكيكه وتمزيقه.
أطاحتْ قوةُ البخار والقاطرات بالممالك الإقطاعية في أوروبا، وأطاحتْ الثورةُ التقنية والمعلوماتية بدول المعسكر الاشتراكي، وقادتْ هذه الثورة لتوحيد الكرة الأرضية عبر جسور الإنترنت والسلع، وستؤدي إلى المزيد من التغيير في دول الأسواق الشرقية المحتكرة، ويقود دول الشرق لثورات صناعية تقنية بشكل متسارع يغير علاقات الهيمنتين الذكورية والسياسية والتخلف الزراعي ومستويات القوى العاملة المتخلفة.
لقد وضعت موازين القوى الولايات المتحدة في مركز القيادة في هذا الوضع التاريخي المضطرب المتسارع النمو، واستغلت القوى المتنفذة ذلك في التهام الفوائض النقدية من العالم النازف.
تدعو برامج المحافظين الأمريكيين إلى إلغاء كل حماية، وإلى فتح كلي للأسواق وتغييب الملكية العامة، لكن هذه تؤدي إلى مزيد من الاضطرابات وفوضى الإنتاج، مثلما أن بقاء الملكيات البيروقراطية العامة، لا يقود إلى تطور قوى الإنتاج في الدول الشرقية وتحرير القوى العاملة من الهيمنات الحكومية.
وجود الأمم المتحدة في أمريكا، ظهور قيادات من حكومات عالمية، تطور منظمات الأمم المتحدة المختلفة، كلها يشير لضرورة حكومة عالمية أو تعاون دولي وثيق يتجه نحو حل تناقضات العالم المعاصر الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
وتشير عملية الإزاحة للمحافظين الأمريكيين ونهوض الطبقات العاملة والمفكرة في الولايات المتحدة وتنامي تأثيرها في السياسة العامة، ومجيء رئيسين ديمقراطيين إصلاحيين داخليا وخارجيا: كلينتون وأوباما، وتصاعد حكومات اليسار في أمريكا الجنوبية، وهيمنة القوى الشعبية على البلديات في أوروبا الغربية، وعودة اليسار الديمقراطي لأوروبا الشرقية، حتى باتت رأسمالية النزيف العالمي وتوجه الفوائض نحو العالم الرأسمالي المتطور محل إعادة نظر عميقة.
فقارة مثل افريقيا تحتاج إلى عمليةِ إنقاذ كبرى، بدأت الكثير من الدول تقترحها.
كذلك ظروف العالم الإسلامي والعديد من دول الشرق تحتاج إلى تغييرات اقتصادية واجتماعية وليس إلى تكديس الأسلحة والفقر والحروب.
لم تعدْ مقبولةً الآن نظرية السوق الحرة الكاملة، وعدم تدخل الدول كإشراف وتخطيط، خاصة على المستوى العالمي، فعملية التغيير في الأسلوب شرقية، وعملية التآكل في الأسلوب غربية، وعملية التداخل بينهما على المستوى العالمي؛ صراعاً وتكاملاً، تتطلب الخروج من العفوية المحضة، ومن غياب التخطيط، إلى العملية الاقتصادية التعاونية المشتركة التي سوف تظهر مع تصاعد أصوات الأغلبية المنتجة في كل بلد وعلى المستوى العالمي.
وتظل القوى المالكة هي المسيطرة بطبيعة الحال لكن الأزمات وانهيار بعض الاقتصادات الشرقية، واختناق الأسواق تدريجيا بسببِ تحول كل الدول إلى مصدرة للسلع، هو أمرٌ يجعلُ من التبادل من أجل التبادل يمضي في طريق مسدود.
هذا منظورٌ مستقبلي بطبيعة الحال.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمةُ كتلٍ رأسماليةٍ مختلفة
- العلمانية الإسلامية والتضحية
- النظامُ البرلماني البريطاني المبكر
- التجار والسياسة
- التعددية الدينية الغيبية والعقلانية
- مصر تتحرك!
- البرجوازية الصغيرة الشرقية العالمية
- جدلية التراكم الديمقراطي
- الأفكار والتحولات في العالم الثالث
- سيناريو العودة للوراء
- سيد قطب (1-3)
- خيار الزوال
- محاصصات طائفية وليست ديمقراطية
- هزيمة اليسار في الانتخابات العراقية
- الحداثة مشروعان فقط
- بُنى اقتصاديةٌ جديدةٌ
- انتخابات العراق والاستقطاب
- توريط مجتمعنا في انهيارات كلية
- في الوعي النهضوي الأولي (3 - 3)
- في الوعي النهضوي الأولي (2)


المزيد.....




- الوقت ينفد في غزة..تح‍ذير أممي من المجاعة، والحراك الشعبي في ...
- في ذكرى 20 و23 مارس: لا نفسٌ جديد للنضال التحرري إلا بانخراط ...
- برسي کردني خ??کي کوردستان و س?رکوتي نا??زاي?تيي?کانيان، ماي? ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 28 مارس 2024
- تهنئة تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج بالذكرى 9 ...
- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟


المزيد.....

- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي
- بصدد الفهم الماركسي للدين / مالك ابوعليا
- دفاعا عن بوب أفاكيان و الشيوعيّين الثوريّين / شادي الشماوي
- الولايات المتّحدة تستخدم الفيتو ضد قرار الأمم المتّحدة المطا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبدالله خليفة - عالم جديد يتشكل