أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مثنى حميد مجيد - تراتيل للسلام في كنيسة القديسة كلارا














المزيد.....

تراتيل للسلام في كنيسة القديسة كلارا


مثنى حميد مجيد

الحوار المتمدن-العدد: 3017 - 2010 / 5 / 28 - 19:52
المحور: الادب والفن
    



أواظب ، منذ أكثر من شهر ، على الحضور مع السويديين إلى الصلاة الصباحية في كنيسة القديسة كلارا في قلب ستوكهولم .مسؤولي في مكتب العمل هو الذي إقترح علي العمل في الكنيسة وقال : هناك شرط واحد ، عليك أن تحضر الصلاة الصباحية ، فقبلت على الفور نظرآ لأني شديد الفضول لمعرفة الأديان الاخرى وخاصة في بلد كالسويد بلغ درجة عالية من ممارسة حرية الضمير والإعتقاد.

من الثامنة صباحا وحتى التاسعة ، ينشدون وبمصاحبة الموسيقى تراتيل تفتن الروح وترفع الوجدان وتدمع العين الحزينة وتزيح الكرب والهموم من القلوب المثقلة. هؤلاء الرائعون ، نساء جميلات ورجال متواضعون يرتلون للسيد المسيح ، للسلام ، للنور ، للمحبة ، للمرضى ، للجائعين ، لجرحى الحروب ، لكل الناس تراتيل الشفاء والفرح والبشارة بالخير والسعادة يعمان العالم . كم أنا سعيد مع هؤلاء القوم لكني مع محبتي لهم لم أستطع أن أكون مثلهم أي مسيحيا بل إن مندائيتي تعمقت وترسخت حين سمعتهم في أحد الأيام يرددون ترتيلة مندائية قديمة تمجد العمل يكرر فيها ـ اطلب تجد وسل تلق ـ نبي ونشكا ونمر ونشتما ـ.

اطلبوا من على الارض وأنا اتيكم من ثمراتي العالية
ابغوا بيمين الجسد وانا اتيكم بيمين الحق
لقد طلب الأقدمون واعطوا ويطلب اللاحقون ويعطون
اطلبوا تجدوا لانفسكم ولارحامكم وارحام ارحامكم ولرب سرب الحياة الأكبر
ـ ترجمة الباحثة ناجية المراني ـ مفاهيم صابئية مندائية ـ ص151

الترتيلة مترجمة إلى السويدية كما وردت في ورقة التي وزعت على المصلين *


Bed,så ska ni få
Sök,så ska ni finna
Klappa på,så ska det öppnas,
Så ska det öppnas för dej
Som man bad i gamla tider
Som man bad i gamla tider
Som man bad i gamla tider



كدت أرفع صوتي مقاطعا إنشادهم الجميل ـ يا جماعة!هذه ترتيلتنا كيف جاءتكم إلى هنا من أرض الرافدين!. هنا ، في قلب ستوكهولم ، وقريبا من القطب الشمالي يردد هؤلاء السويديون الطيبون ترتيلة مندائية من تراتيل الماء والنور فكم رائعة وأصيلة هي ثقافاتنا العراقية القديمة ، ما الذي يدفعني إذن لترك الأصل والذهاب إلى الفرع؟

قلت لقسيسة وهي شابة نحيفة شقراء أتبادل معها أحيانا أطراف الحديث ـ نظرآ لجذوري الغنوصية من الصعب علي أن أعتنق أي ديانة أخرى فالمندائي مجبول وراثيا على محبة المعرفة ونسميها ـ مندادهيي ـ أي معرفة الحياة ولذلك ليس سهلا عليه أن يكون شيئآ اخر غير نفسه أي أن يحدد نفسه بمعتقد وحيد يتمحور به فهذا يناقض طبيعته السيكولوجية الموروثة عبر أزمنة طويلة ويناقض المبدأ الأساس في المعرفة وهو الإنفتاح على الحياة المتحركة والعالم والاخرين.

إنني بقدر ما أقترب من المسيحية أو أي ديانة أخرى بقدر ما أجد نفسي تنشد أكثر إلى أصلها المندائي. إبتسمت القسيسة الشابة وقالت . نعم أنتم تناقشون الأمور كثيرا وتستخدمون العقل أكثر من القلب لكنكم قريبون علينا وطقوسكم قديمة وجميلة .

بعد مرور شهر إجتمع بي مسؤولي وسألني إن كان عملي جيدا وأني سعيد به فقلت له نعم لكني أشعر وكأني فضولي ومتطفل عليهم فأنا يا صديقي لست من الصنف المتدين وقد يكون لديهم شعور غير مريح عني كوني أجلس خارج دائرة الصلاة ولا أردد معهم الأناشيد. فأجابني مسؤولي باسما ـ بالعكس هم مرتاحون إليك بل ويعتبرونك ضيفا مقدرا كونك من معتقد مختلف. إذن لا توجد مشكلة وبإمكاني العمل هنا إذا أردت.

..............................

* كانت لدي نسخة لترجمة سويدية أكثر قربا وتفصيلا من النص المندائي لكني للأسف فقدتها



#مثنى_حميد_مجيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نداء إلى مدعي عام محكمة لاهاي بخصوص وحش السعودية
- حسناء السويد ووحش السعودية
- ديالكتيك البكالوريا في زمن فاشي، إلى طلبتي وزملائي المدرسين
- حبيبتي...أنا نائب في البرلمان
- تايتانك الإنتخابات في ستوكهولم
- الطبيب الجوال يمثل الضمير العراقي فأنتخبوه لن يخذلكم
- الكتاب المقدس للكروة المزمور الثاني
- قائمة إتحاد الشعب 363 هي قائمة الزعيم الحبيب عبد الكريم
- لمحة نقدية مقارنة بين كارين بويه والشابي والمعري
- الكتاب المقدس للكروة 3 المزمور الأول
- الكتاب المقدس للكروة - 2 -
- الكتاب المقدس للكروة
- مشرد - كارين بويه
- قصيدة للشاعرة السويدية كارين بويه
- برج خليفة وحلم بغداد
- الذهاب إلى الاخرة محفوف بالمخاطر
- لترتفع رايات كومونة باريس
- تأملات في كفشة شعر صدام
- ماء زمزم ، شراب الأبرار في ترتيلة مندائية
- نأمل أن يكون حوارآ إيجابيآ مع الأخ حميد الشاكر


المزيد.....




- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...
- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مثنى حميد مجيد - تراتيل للسلام في كنيسة القديسة كلارا