المنقبات

وسام صابر

الحوار المتمدن-العدد: 3017 - 2010 / 5 / 28 - 14:35
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    

حين كان حمد خاتمي رئيساً لايران استقبل وزيرة الخارجية الأسبانية وظهرت معه وهي تغطي رأسها بشال، استنكرنا هذا الفرض على ضيفة وُجب أن تحترَم ، وقدرنا لها موقفها باحترام البلد الذي زارته واستجابت لعاداتهم .
وفي السعودية لا يسمح لأي امرأة أو رجل بأخذ راحتهم بلباسهم وتجبر المرأة على الحجاب وحتى النقاب أحيانا أسوة بالنساء السعوديات .
وبعد سقوط الاتحاد السوفيتي و تشتت دويلاته وانفصالها، اخذ السعوديون يعملون على (تثقيف) المسلمين هناك فبنوا الجوامع واقاموا مدارس اسلامية تنشر تعاليم السلام بحذافيرها من محرمات ومنكرات دون ان يرفع احد اصبعه من تلك الدول معترضا على تلك النشاطات.
والإسلام في أوربا موجود منذ عدة عقود بسبب هجرة الكثير من المسلمين الى البلدان الأوربية، ولو لم يتنعموا بحريتهم هناك لهجروا أوربا وعادوا لديارهم.
والحق يقال، الحياة في أوربا تغري كل من يسمع عنها للهجرة والعيش فيها. فحرية الفرد واحترامه مكفولة إنسانيا وقانونيا، وفرص العيش الكريم متوفرة وحرية التعليم والعمل والدين لا غبار عليها. فالمهاجرون هناك يمارسون حريتهم في كل المجالات وفي أي شيء يرغبونه، بما فيها الطقوس الدينية المحرمة عليهم في بلدانهم الأصلية! وهناك المنظمات والصحف والمدارس والجوامع ولا احد يتدخل في شؤونهم ولا احد يعترض عليهم.
الآن بعد هجمات ايلول وانفجارات مدريد ولندن وكل الاعمال الارهابية التي نسمع عنها، والتي ارتكبت باسم الإسلام! والتي تماثل الجرائم التي ترتكب للان يوميا في بلداننا. ألا يحق لهؤلاء تأمين بلدانهم وضمان سلامة مواطنيهم!؟. بالرغم من أنهم لم يشنوا حملة تهجير للمسلمين أو العرب كما حصل بتهجير العراقيين من أصل أيراني على يد صدام. بل اكتفوا بالاعتراض على النقاب الذي يخفي هوية الشخص إذا كان امرأة أو رجل، وهذا حتما سيستغل من قبل المجرمين لتسهيل ارتكاب جرائمهم.
فلماذا كل هذا الاستنكار ؟ وكل هذا الضجيج ؟
البسوا الحجاب ولكن لا تغطوا وجوهكم لكي يتسنى لنا ان نميز الذكر من الانثى ولكي نتعرف على ملامحكم الحقيقية. لا سيما وان تقاليدهم في أوربا تعتبر من الوقاحة وقلة الذوق إذا تتحدث لشخص يخفي ملامحه عنك أو لا ينظر لعينيك.
هل هذا الطلب صعب ؟ ام هو جريمة ؟.
وهل من حقكم التحدث عن حرية الرأي الآن ؟ وانتم لا تتوانون عن قتل كل من يختلف معكم بالرأي او الطائفة؟.
فلو كانت هناك نسبة ولو ضئيلة من الحرية في تلك البلدان لما هجرها أبنائها لأوربا. واذا كنا نفرضُ على زوارنا والمقيمين ببلداننا (ان وجدوا) احترام قوانيننا وعاداتنا! لماذا لا نطبق ذلك علينا ونحترم عادات وقوانين البلدان التي نزورها أو التي نتخذها مأوى؟ أو على الأقل نقدر موقفهم النبيل باحتواء ذلك العدد الهائل من المشردين والهاربين من جحيم بلدانهم.
واذا كانت السعودية او إيران حريصة حقا على أبنائها! لماذا لا تطلب من المنقبات أن يتركن أوربا؟ ويرجعن للبلد الذي يحترم تقاليدهن! الى حيث يتنقبن كما شئن وشاء لهن الهوى!.
لماذا يعيشون ويأكلون ويشربون ويتنعمون بحياة كريمة مع هؤلاء الصليبين الكفرة !؟
ليعودوا للدول الإسلامية التي تحترم المنقبات وليتمتعوا بالحرية على أصولها!.

#وسام_صابر (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات