كلمات ليست كالكلمات

وسام صابر

الحوار المتمدن-العدد: 2274 - 2008 / 5 / 7 - 09:07
المحور: المجتمع المدني
    

في زمن انقلبت فيه الموازين.. زمن يلفه الفقر والعوز والتخلف، لاتجد ماتواجه به الاخر سوى الكلمات التي بات بعضها بلا معنى وبلا مغزى فانقلب معنى الكثير من المصطلحات بحيث اضحت غير مفهومة ! فماهو معنى الحرية والديمقراطية والشعارات التي شبعنا منها لحد التخمة؟
ماهو جدوى مقاومة المحتل مادام ابن البلد أسوأ من المحتل الذي دفعنا أرواحنا ثمنا لطرده.

ففي نظرة سريعة للوطن العربي الذي اعلن استقلاله من الاحتلال منذ ستينات القرن الماضي..ماذا نرى؟
الفقر والامية منتشرة من المحيط الى الخليج .. والماضي الجميل زمن الحضارات الذي نتغنى به في مناسبة وغير مناسبة ظل على حاله دون ان نضيف اليه اي ابداع بل حتى دون ان نحافظ عليه وعلى اثاره من التلف والضياع .

معظم الدول العربية لاترى فيها اي اثر للعمران الا في المدن الرئيسية اما المدن الاخرى والارياف بشكل خاص، فكأن الزمن متوقف لاحراك به فالبيوت مازالت تشيد من الطين والشوارع غير مبلطة، اما وسائل النقل فمازالت على حالها منذ قرون.. اما الخدمات فتكاد تكون معدومة لامستشفيات ولا مدارس ، وان وجدت فانها تعاني من الاهمال والحرمان من معظم الخدمات ابسطها توفير مقاعد للتلاميذ كذلك التدفأة او التبريد ، حتى في بعض دول الخليج التي تعوم على النفط.
كل ذلك بعد ان قاوم العرب المحتل وطردوه من بلدانهم وتولى الحكم مكانه عرب ومسلمين، ولازلنا نحتفل في كل عام بذكرى استقلالنا، ونسمع الخطب والكلمات البليغة باهمية هذا اليوم من التاريخ وقيمته في حياتنا. ويتحدث الخطيب البليغ عن مدى التطور الذي شهدته البلد في ظل قيادته الحكيمة ورؤيته الصائبة للامور..أي تطور هذا الذي يقصده؟ ربما التطور الذي حصل على وضعه هو لو عرفنا كيف واين كان هو من قبل ، وكيف أصبح بعد كل سنين الحكم!.
الا يجدر بنا ان نقاوم هذا المحتل الجديد؟ المحتل الذي لبس قناع الثورة لا ليخدم الشعب والبلد ، بل ليجلس على كرسي الحكم (الحلم) ويتشبث به بكل عضو من اعضاء جسده.
انه نوع جديد من الاحتلال المقنع لابد من مقاومته، وحتى لو اردنا ازاحته بالوسائل الحضارية اي عن طريق الانتخابات، فلن يتزحزح من مكانه لانه سيفوز بها بنسبة 99%.

#وسام_صابر (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل