عصفوريات الإنترنت

محمد سليم

الحوار المتمدن-العدد: 3017 - 2010 / 5 / 28 - 08:44
المحور: كتابات ساخرة
    

ودخل يا خويا ودخل..بلا دستور في طاولتي..مسترسلاً..أنا فلان بن فلان بن علان بن عِلانة..فوراً..مسحتهُ أرضاً من مداسه حتى راسه بنظرة خاطفة ثم تركته وحيداً..في مسيرة" البن بنه"حتى وصل إلى آدم من تراب..عندئذ رفعت يدي وقبّلتها وهرشت رأسي وتحسست عصفورتي..ثم قلت:أنعم وأكرم أخ العرب..بـ بيتنا حللت أهلاً وبحينا وطئت سهلاً..وها..وبعدين يا زلمة؟!..تركني" أبن الهِرمه" بلا إحمْ ليُحدّق في الحضور مليا.. بتبجّح عجيب.."أي والله كده"..خطف كرسيا وحط رجِلا على رِجل و..لفْ بعضه على مقعده بصورة مخزية حتى غارت الرقبة في المنكبين.."سبحان الله"..تهجم بـ يده الطويلة وهتك عِرض نارجيلتي وأفترس ليّها بين فكيهِ..و بشهقة فظيعة خلع مبسمها وشفط نفسا عميقا حتى شبّت النيران في التُنباك وأتت على حجره.."يخرب بيته"..ظننت في نفسي أنه سينفجر..سينفجر لا محالة في رواد المقهى ويذهب شهيدا..وربما يتركهم أشلاءً متناثرة ويذهب في نار جهنم سعيدا.."والعياذ بالله"..ضل بمجلسه منفوخا كبالون يوم الزينة و..بدأ يضرب سقف المقهى بصلايا هامانية ولا الحُواه..عيّطت فيه يا خويا: حرااااام يا خويا عليك حرام..رد من بين شدقيه: بل جئتك على عجل في مشورة عنكبية؟..تعجبت من سحنة عجلته وعنكبية هيئته حتى مُت ضحِكا ثم..نزعت قهقهاتي وهمست في عقل بالي:عنكبية عصفورية!؟ ملوخية ؟ باين عليه أبن مناخوليا صحيح..و"أصدقكم القول؟"بقوة..استعدت نارجيلتي من بين يديه ووضعت مبسمي وأخذت أنفخ و..وأنفخ الأنفاس تلو الأنفاس"على فاشوش"وأنصت وأُحدّق..وهو يرغى ويزبد كجمل أعياه السفر في العولمة ومكاسبها و..يقفز وينط على دواليب السياسة وألاعيبها و..يعرج في الثقافة والمثقفين و..ويبلّبط في الأدب ودروبه و..ويتلعبط في الشعر وبيوته و..أستقر بعزم أكيد على فتح منتدى سيبري في العنكبية.."يخرب مطنه ما أطمعه" بجد..وقع عزمه المتين على رأسي..كصاعقة" الله يصدعه شج رأسي"
..ضربت صدغي بكفي وصرخت بعزم صوت: إنا لله وإنا إليه راجعون..ألبته ولا محالة هذا الغشيم سيُزيد عصفورياتنا عصفورية جديدة!..وبمنتهى الكياسة رفعت العصفورة ودخلت بسؤالي إياه"واللهِ كده": أأنت.. أنت تدخل سوق عكاظ وأنت الفقير دُقة بلا عكاكيز ولا فكاكير؟!..فرك يديه و فَرد نفسه يا خويا على الطاولة وبدأ يدقْدقْ ويمضغ في حضرتي.." من الآخر"..قال لي بالحرف:أنت يا هذا بلا بوُص من لغة أمك العربية أعرج النحو كسيح الإعراب عريان ثقافة وِلك ْولاهّ ها..لك شنّة ورنة في الفيس بوك..ضحكت من وصفه لي حتى بكبكت عيناي مطرا و كدت أسقط على نارجيلتي أرضاً.. ولما ارتويت بما وصلني منه وهممت بالانصراف سرق يديّ من جانبيّ وطيّب خاطري بفنجان قهوة ونارجيلة أخرى..عندئذ تربعت بتقطيب الحاجبين وبرم الشفاه و..بِنفس شيشة سألته: في أي شأن عصفوري تريد مشورتي يا بُص بُصْ ؟..قال: يا سليم أنصحني بسْ كيف أدير منتداي؟..رفعت قُبة قميصي الباهت ألوانه وارتشفت فنجاني السادة رشفا رشفا وبــ بسمة سيبرية "أي والله كدهون"و الدخان ملء فمي :"كُمُوْن لافلي"وألبته لا تُقاطعني..ودعني أقص عليك القصص و طمأنته بـــ؛ ولا تحمل هماً وما عليك سوى أن..........
تختار لمنتداك أسما رنانا فضفاضا..واترك أبواب المنتدى على مصاريعها ليكون منتداك كرنفالاً لكل ما هوعجيب غير مألوف..ألبته..ستجدهم على الأبواب صفوفا وصفوف ولا طوابير جمعية استهلاكية بحارة للعواطليه..قال بطرقعة أنامله-:"كده كده!"..زدته-:وأستعذ بالله من الشيطان الرجيم وعلى أقرب ورشة حِدادة فنية صُكْ نياشين صوريّة وقلائد من ألقاب سيبرية وزيّن بها رقاب أعضائك المنْخولية-:"كده كده لحكاية!".. وتخير المخلصين المؤمنين منهم/هن لتجعلهم شُورابات خُرجْ وشراريب خّورجات يهتفون خلفك في المناسبات القهرية و..هشّك وبشّتك الإمعات المفرفرين وأجعلهم فوق خُرجك..قال-:"يا سالُوم على شُرابة خُرجك ورفع إبهامه عاليا كده وكده"-: واشغلهم يوميا لو أعانك ربك في سباقات الرقم القياسي للكتابات البلاموطية البلعوطية..-:" كده كده طيّة طيّة حلاوة عسلية؟"..-:أيّ نعم وأفتح لهم ساحات وساحات لتفريغ الغضب فيك وفى أهلك..وطوّل بالك عليهم ما قدرك ربك وإلا انفجروا في رؤسائهم وملوكهم ورحت أنت بستين داهية..-:"داهية كده!"..-:أجعل مالا يلزم يلزم بفنية وحرفية وشاركهم بأريحية.. وفتّح عينك تآكل ملبن على مهلبية..وتمتع بالشفافية ما أمكن وأنشر عليهم أغطية البرستو ريكية ..-:" ريكية؟"..-: نعم..عملاً بحرية الرد والرد المضاد دع الأعضاء يأكلون بعضهم بعضا و..لو وجدتهم وقد صاموا عن الكلام المباح وكفوا أقلامهم عن البذاءة والنواح أدخل بينهم لتثير حميتهم العدوانية فينشط الخامل منهم ويتعاركون بمنتداك بالليل والنهار ولا الديوك الشركسية ..-:"شر كسية..كدهون وكدهون!"..-:وداوم على غسيل العقول الفرفورية بشامبو الرياء والنفاق برويّة ومشط شعر رؤوسهم بحرفية وأنتف الريش أول بأول ولا تأخذك بهم رأفة ولا رحمة ولتكن أنت دكتاتور العصفورية بالسلطانية..ولا تخش في الله لومة لائم وقصقص رقاب الرعية وكأنك تفرم ورق الملوخية.."أبتسم أبن ألأيه وظهرت أسنانه "..-:أسجنهم ولفّهم وأبرمهم ولا تسمح لأيا منهم بالخروج من سمّ الخياط وكن حصيفا..وزيّن باب المنتدى بأيقونة للدخول ولا داع ألبتة لأيقونة خروج وإن كان ولا بد فأخفها بستين داهية..وأجعل عداد الزوار كعدادات المياه بالأحياء الشعبية..ولتكن بُنديرة عداد الزوار تبدأ من الألف زائر ولا تنس نسب التضخّم السنوية..وبين الفينة والفينة ذكّر نفسك بهدفك الأسمى أن يكون جل الأعضاء آليين وأوتوماتيكيين أو أجعلهم بين البنين تكسب مصداقية وتسير العملية الإبداعية.. ربّي فيهم الرياء السيبري وعبادة ألوان الطيف العنكبية والألقاب الأوزعية..وأحذرك لا تلعب على أوتار الدين إلا بنغمة صولو بين الحين والحين ..-: وعلى غفلة قال -:يكفّي يا سُلم يكفي يا خويا..الله يوفق..بسْ.. بدّى أسألك وماذا لو لم أجد منتسبين ومنتسبات؟!..صرخت فيه بجد بجد!-:ثكلتك أمك وهل تلك مشكلة عصيبّة!.. يومياً ضف ما تشاء من أعضاء جدد بأسماء وهمية..وأجعل لك سبعين ذراع وأكتب بكل الأسماء في قشور الثقافة وأنسخ والزق أنّا تشاء ..وعلّق على نفسك بنفسك وشارك بعضك بحرفية و..بين الفينة والفينة أهجم على نفسك بحروب داحس الغبراوية وأجعلها بحق عصفورية تحتذى..و أحذرك كل الحذر ألا تنس نفسك فتحظرها وعندئذ يظل عقلك بلا عصفورية.....................................
حكايا ســــــاخرة

#محمد_سليم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات