أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - صلاح بدرالدين - السبيل الى تعميق تجربة كردستان العراق















المزيد.....

السبيل الى تعميق تجربة كردستان العراق


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 3013 - 2010 / 5 / 23 - 10:28
المحور: القضية الكردية
    


متابعة الحياة اليومية في اقليم كردستان العراق ومهما شهدت من أحداث وحوادث مؤلمة في بعض الأحيان الى جانب التسارع الهائل في البناء والاعمار وتشييد البنية التحتية في الاقتصاد وقطاعات الصحة والتعليم والثقافة في اطار الأمن المجتمعي والاستقرار وتعزيز حركة المجتمع المدني لن تكون سببا لغض الطرف ولو للحظات عن القضية المركزية الجامعة المتمثلة بمدى قدرة شعب الاقليم بمكوناته المتعددة ومؤسساته التنفيذية والاشتراعية والقضائية وأحزابه الحاكمة والمعارضة ومنظماته غير الحكومية في الحفاظ على انجازه الفدرالي التاريخي كشكل متقدم من حق تقرير المصير وتجربته الديموقراطية الوليدة الواعدة التي تحتاج الى الرعاية والتطوير المستمرين في ظل العراق التعددي الجديد المقام منذ سبعة أعوام على أنقاض أعتى الدكتاتوريات دموية واستبدادا في التاريخ الحديث .
الحرص الشديد ومن منظور قومي – انساني على انجازات اقليم كردستان بعد عقود من الكوارث والمعاناة وحملات الابادة يقودنا الى محاولة التعرف على ملامح المرحلة الراهنة والوقوف عليها بتمعن بما فيها من مكاسب وايجابيات وما يعتريها من نواقص وما يواجهها من تحديات داخلية وخارجية ويدفعنا بالتالي الى استخلاص نتائج ملموسة قد يؤدي الاشارة اليها والدعوة الى تطبيقها تقديم خدمة للمساعي المبذولة من أجل تخطي الأزمات وايجاد الحلول للمعوقات في مسيرة التقدم الحاصل بفضل التضحيات الجسام لشعب الاقليم بكل مكوناته وبعد نظر قيادته السياسية تجاه الأحداث والتطورات حلوها ومرها .
في تشخيص التحديات والمهام
هاجس الأمن هو الطاغي في كل العراق ومن ضمنه اقليم كردستان رغم تميزه بنوع من الاستقرار المعرض دوما الى الاختراق من الجهات الداخلية والخارجية اذا علمنا طول حدوده المتشاركة مع ثلاثة دول تحكمها أنظمة وحكومات لها أجندات خاصة ومشتركة اما معادية للكرد أو حذرة من القضية الكردية أو لاتريد الخير لاقليم كردستان والنظام الفدرالي المتبع في العراق ككل فالإرهاب هو أول الأخطار التي يتعرض له الاقليم وحادث استشهاد الطالب الجامعي – سردشت عثمان – أعادت مرة أخرى الى الأذهان مخاطر هذه الآفة وانعكاساتها السلبية على كافة مناحي الحياة الاجتماعية والسياسية نرى
في العديد من الدول يجري استخدام قوانين استثنائية طارئة على حساب الحريات العامة بحجة محاربة الارهاب وفي الاقليم الكردستاني تتم مواجهة الارهاب والحفاظ على أمن المواطن واستقرار المجتمع من دون اللجوء الى قوانين استثنائية خاصة مما يعني نجاح التعاون المثمر بين الحكومة والمجتمع المدني في التغلب على مخاطر الارهاب وهذا يعد أحد الأوجه المشرقة في خصوصية تجربة الاقليم ومبعث فخر شعبه مقارنة بالحالة القائمة في العديد من دول العالم والجوار ومن بينها سوريا التي تعيش حالة الطوارىء والحكم العرفي منذ أكثر من خمسة عقود تحت ذرائع واهية بهدف احكام التسلط وخنق المعارضة والحفاظ على نظام الاستبداد .
التحدي الآخر أمام شعب الاقليم يكمن في استكمال خطوات تطبيع الوضع الفدرالي من حسم أمر اعادة المناطق الكردستانية المقتطعة لأسباب عنصرية والمختلفة عليها الى الحضن الأم وتنفيذ بنود الدستور بما فيها المادة 140 حول كركوك ومناطق أخرى وترسيم حدود الاقليم بصورة نهائية وفي ذات السياق حل الاشكالات بين هولير والمركز الاتحادي بخصوص النفط والغاز والصلاحيات والمستحقات والأمور العسكرية وغيرها ولاتقل أهمية مما سبق عملية تنشيط مساهمة الاقليم بقيادته السياسية وسلطاته التنفيذية والاشتراعية في القضايا الوطنية العراقية وفي المقدمة التهيء لمرحلة مابعد انسحاب القوات الأمريكية والحفاظ على سيادة العراق واستقلاله من أية أطماع وخاصة من الجوار وتسريع العملية السياسية الديموقراطية بمافي ذلك تشكيل حكومة الوحدة الوطنية والمضي قدما في مسيرة التغيير في المنطقة الذي افتتحها ودشنها العراق الجديد منذ اسقاط النظام الدكتاتوري الشوفيني .
أما بشأن ترتيب البيت الكردستاني وهو تحد داخلي كبير قد يحتاج الأمر الى جهود وتضحيات وبرامج وخطط مدروسة والمدخل كما أرى هو جعل الانتقال من منطق الثورة الى منطق الدولة أكثر سلاسة بحيث لايتم الاخلال بالتوازنات الموضوعية على الصعيد الاجتماعي وفي مجالات الادارة بوضع العنصر المناسب في المكان المناسب حسب القدرة والكفاءة وليس الانتماءات الحزبية والجهوية ومن أجل تحقيق مبدأ التداول السلمي على السلطة لابد من الاتفاق على الهدف الوطني الكردستاني والعراقي اضافة الى القومي الكردي وإستراتيجية تحقيقه
والتوفيق ما بين استحقاقات مرحلة التحرر الوطني واستحقاقات الممارسة الديمقراطية والحسم في مسألة علاقة الدين بالسياسة والدولة على قاعدة ( الدين لله والوطن للجميع ) ،الأمر الذي يحتاج الى حظر تسييس الدين أو أسلمة الساسة كما أن الساحة الكردستانية بأمس الحاجة الى مشروع قومي – وطني خاصة في المرحلة الانتقالية الراهنة علما أن القيادة السياسية الكردستانية كانت سباقة في الماضي وحتى قبيل سقوط الدكتاتورية في صياغة وطرح المشاريع والبرامج والدساتير حيث نلحظ أن النخب الثقافية والجيل الشاب المواكب لتجربة الاقليم وحتى المواطن العادي لايتوقفون عن طرح التساؤلات المشروعة حول الحاضر والمستقبل وعن المشروع الوطني ان وجد ومضمونه وأهدافه وآلياته .
تساؤل آخر يشغل بال المواطن الكردستاني حول مصير الأحزاب التي فات أوانها ولن تكون ذات جدوى الا باعادة بنائها من جديد خاصة وأنها وبكل تاريخها النضالي المعطاء سابقا تحولت بعد استلام السلطة أو المشاركة فيها أو الاستفادة منها الى مصدر رئيس للاختلاف والمواجهة وحتى التقاتل حيث تحمل السلاح ويتم فيها التداخل بين السياسي والعسكري مما تهدد التماسك المجتمعي والروابط القومية والوطنية وانجازات شعب الاقليم مما تستدعي المصلحة الوطنية والقومية تجريد الأحزاب والجماعات من السلاح عبر استصدار قرار من البرلمان واعتبار الحكومة هي المسؤولة عن أمن المواطن والمنوطة بالسهر على مصالحه عبر أجهزتها وسلاحها من جانب آخر اعتماد قرار آخر بفرض الحظر على أية علاقات حزبية خاصة سرية أو علنية من دون موافقة الحكومة خارج حدود الاقليم وبالأخص مع أنظمة وحكومات وأجهزة دول الجوار التي تقتسم الشعب الكردي الى جانب ذلك يمكن التفكير الجاد بمدى نجاعة البحث عن سبل أخرى لتفادي الوضع الناشىء من تقليص دور الأحزاب ومنها على سبيل المثال عبر مؤتمر شعبي عام تعددي يكفل مشاركة كل الأطياف والألوان الكردستانية أقواما ومكونات لاعادة اللحمة من جديد والتوافق على مشروع قومي – وطني جامع شامل يجيب على كل التساؤلات .
الأزمة في الحركة الحزبية في سائر أجزاء كردستان مستفحلة وان أي علاج من الجذور يجب أن يتم في الاطار القومي – الوطني معزز بحماية الجماهير الواسعة بعد فشل الاتفاقات الحزبية الجانبية التي اما استندت الى مفاهيم العقلية الفئوية الضيقة بعيدا عن نهج – الكردايتي – الواسع والمنفتح أو اعتمدت المحاصصة أساسا لها كما في الحالة الكردية العراقية التي تحتاج الى حكومة قوية تحت أنظار البرلمان ومراقبته ومساءلته تطبق الدستور والقوانين أي حسب منطق الدولة الحضاري وبذلك لن يعود شعب كردستان أسير انفعالات الأحزاب والجماعات وضحيتها بعد تجريدها من السلاح والصلات مع الجهات المعادية ولن تبقى تجربة الاقليم التاريخية الثمينة في مهب الريح ودرجة الخطر أما مسألة الاصلاح الحزبي فالتجربة الكردية وتجارب أحزاب التحرر الوطني في المنطقة أثبتت لنا أمرين : الأول - أن غالبية الأحزاب لم تعد قابلة للاصلاح بل تحتاج الى اعادة بناء من الجذور القاعدية تشمل تجديد التنظيم والقيادة والبرنامج الفكري – السياسي والوسائل والمهام بالطرق المنظمة المدروسة أما الثاني – استحالة اجراء الاصلاح أو اعادة البناء عبر أفراد كانوا رموزا للصراعات داخل الأحزاب وأججوا لاقتتال الداخلي ومارسوا الارهاب الفكري والعنف الجسدي بحق المقابل المختلف في مراحل وأوقات مختلفة .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلنا عرب .. كلنا اخوان
- - داود أوغلو - يهزم - أتاتورك -
- - عروبة العراق - ضد - وحدة العراق -
- ردا على مزاعم باطلة بحق مؤسسة كاوا ( الهيئة الادارية )
- أهل الدار أولا .. ثم الجوار
- على ضوء دعوة نيجيرفان بارزاني للاصلاح : اعادة بناء - البارتي ...
- قراءة في كلمة نيجيرفان بارزاني التأبينية
- مقاومة التغيير في العراق وخدمة الاستبداد في سوريا
- نعم لتظاهرات الخارج والوقوف دقيقة في الداخل
- الشراكة الحقة في - السراء والضراء -
- المالكي .. حليفا
- بمناسبة الذكرى السنوية لميلاد مصطفى البارزاني..- خه بات - تح ...
- بمناسبة الذكرى السنوية لميلاد مصطفى البارزاني ...- خه بات - ...
- على أعتاب الذكرى السادسة : ترميم البيت الكردي أولا
- نظام الحصة – الكوتا – وحقوق المرأة ( كردستان العراق نموذجا )
- العراق في ميزان - أهون الشريين -
- الانتخابات العراقية في مؤسسة كاوا
- لانريد - عفوكم - بل نريد اعفاءكم
- لمصلحة من تطوى قضية اغتيال الحريري
- مناقشة الردود على مشروع - الحركة الوطنية الكردية - ( 2 - 2 )


المزيد.....




- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - صلاح بدرالدين - السبيل الى تعميق تجربة كردستان العراق