أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - نصر القوصى - الشيخ لبيب أول حارس لكنوز القدماء المصريين














المزيد.....

الشيخ لبيب أول حارس لكنوز القدماء المصريين


نصر القوصى

الحوار المتمدن-العدد: 3012 - 2010 / 5 / 22 - 16:12
المحور: سيرة ذاتية
    


عندما أحس الشيخ لبيب بقرب أجله أجلس ابنه محمد إلى جواره لم يكن الشيخ العجوز يود أن يوصي ابنه بشيء على وجه الدقة لكنه فقط أراد أن يخبره بشيء ما لذلك فقال له بعامية فصحة سوف أترك لك ميراثا كبيرا
ابتسم الابن في وجه أبيه وظن أنه يضحك معه فهو يعرف أن أبوه لا يملك من الدنيا سوى الستر فلا أرض يملكها ولا أموال طائلة في البنوك ويبدو أن الأب العجوز فهم المعنى الحقيقى لأبتسامة أبنه فعاجله قائلا ألا يكفي ان يظل اسم أبيك (الشيخ لبيب محمد يوسف الشقيري) محفورا في معابد الكرنك جنبا إلى جنب مع أعظم الملوك الذين بنوا أعظم حضارة عرفتها البشرية
ويبدو أن الشيخ العجوز كان يتنبأ في تلك الليلة قبل ما يزيد على نصف قرن من اليوم بما سوف يحدث فها هو اسمه يطلق على أقدم مخزن للآثار في معابد الكرنك بالأقصرالتاريخية
ويفخر أهالي الأقصر كثيرا بالشيخ الراحل لبيب الشقيري ويطلقون عليه لقب (حارس آثار مصر) ويقولون إن الراحل الكبير عمل حارسا لأكبر ثروة أثرية في مصر في وقت لم يكن أحد يجرؤ فيه على القيام بتلك المهمة قبل ما يزيد على نصف قرن مضى
ابنة الشيخ لبيب الحاجة زينب لا تعلم الكثير عن والدها هي فقد كانت صغيرة عندما رحل عن الدنيا عندما توفي الشيخ لبيب كانت زينب لا تزال طفلة تلهو مع أخواتها وسط آثار الكرنك العظيمة ولم تكن تدرك حينذاك بقيمة ما يحرسه أبوها من آثار لكنها تضيف كان يعرف قيمة ما يحرسه لكنه في الوقت ذاته كان رجلا طيبا في غاية التواضع والأمانة وكنت أسمعه دائما وهو يقول لأمي هذا مال الحكومة لازم أحافظ عليه زي عيالنا
تتذكرالحاجة زينب الملقبة ب (أم أبو العقارب ) جيدا كيف كانت والدتها
تطلب منها أن تذهب بالطعام إلى أبيها في المعبد وتقول كان هذا الأمر بالنسبة لي شيىء يدعو للفرحه فقد كان ذلك يعني أن يمنحني ابي مليما أحمر وهى (عملة مصرية قديمة ) كما كان المشوار إلى المعبد يمنحني فرصة ان ألعب مع زميلاتى من البنات
تحكي الحاجة زينب بطريقة تكشف عن طيبة فطرية كيف دفن والدها ذات ليلة تمثالاً صغيراً في أرضية المعبد بعدما وجد نظرة غدر في عين أحد الزوار وكأنما كان يعبر بذلك عن خشيته من ان يسرق هذا التمثال فأراد أن يحبسه في الأرض
يبلغ محمد الابن الأكبر للشيخ لبيب من العمر اليوم 73 عاما ويتذكر جيدا زيارة الملك فاروق ملك مصر السابق لمعابد الكرنك ويقول لم أكن أتجاوز السادسة عشرة من عمري عندما زار الملك فاروق الكرنك انقلب الهدوء في المكان إلى ضوضاء شديدة وفكر الناس وقتها في حيلة ماكرة لاستدرار عطف الملك فارتدوا الثياب الممزقة على أجسادهم علهم ينالون منه أموال لكن ذلك لم يحدث
يحكي محمد الابن الأكبر للشيخ لبيب حارس كنوز الكرنك كيف دخلت سيارة الملك إلى ساحة المعبد العتيق وكيف قابل الملك نظرات الناس في ذلك اليوم بمزيج من الكبرياء والغرور ويقول لم يعجب ذلك والدي فدعا عليه ولم تمر سوى سنوات قليلة على تلك الزيارة حتى استجاب الله لدعائه وخرج الملك من مصر إلى المنفى
دفعني الفضول قبل أن أغادر المكان لأن أسأل الحاجة زينب عن سر تسميتها ب (أم أبوالعقارب) فقالت وهي تضحك إن ابنها محمد كان في طفولته يستخدم العقارب للهروب من الذهاب إلى المدرسة فقد كان يدعي المرض وعندما نحاول معرفة ما به نجد عقربا ميتا بين طيات ملابسه فنعتقد أنها قد لدغته ويكون من الطبيعي أن يجلس في البيت أسابيع حتى يشفى من لدغة العقرب وعندما تكرر الأمر بصورة لافته راقبناه فوجدناه يصطاد العقارب ويضعها بيده داخل ملابسه حتى لا يجبر على الذهاب إلى المدرسة فأطلق الجيران عليه لقب (أبو العقارب ) وظللت أحمل هذا الأسم الى الأن



#نصر_القوصى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقاء صحفى مع رجل عجوز كره نفاق المجتمع وأحب براءة الطفولة
- لقاء مع عراف يعرف أسرار البيوت
- الصحافة الفرنسية تنتقد خطة تطوير مدينة الأقصر
- مات العم نوبى البطيش قاد عربة موتى مسيحى الأقصر 20 عاما
- الصحافة حينما تبرز جوهر الأماكن الآثرية القديمة
- حوار صحفى كشف جميع أوجه الغموض
- الصحافة ساعدت فى نجاح تجربة الكفاح هذه (2)
- الصحافة ساعدت فى نجاح تجربة الكفاح هذه
- ألمانيا تكرمه ومحافظ الأقصر يستولى على ارضه
- نبذة من تاريخ أشهر مدينة آثرية فى العالم
- التعاسة فى الحب
- القرى المصرية أكثر تمييزا وعنفا طائفيا من المدن
- لقيامه بتقديم شكوى الى رئيس الجمهورية
- رساله تفوح بطعم الفساد والآلم والتمييز بين آبناء الوطن الواح ...
- برنامج القاهرة اليوم والأستهانة بالشعب المصرى
- من يصنع الفتنة
- رساله الى كل آمراه مريضه بالخيانه
- المريس قضية لا تنتهى
- المطالبة بمحاكمة أمين عام آثار مصر لنعته آحد الآثريين بانه ن ...
- مذبحة نجع حمادى والصحفيين والكتاب المحترمين


المزيد.....




- مصور بريطاني يوثق كيف -يغرق- سكان هذه الجزيرة بالظلام لأشهر ...
- لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس ...
- عمرها آلاف السنين..فرنسية تستكشف أعجوبة جيولوجية في السعودية ...
- تسبب في تحركات برلمانية.. أول صورة للفستان المثير للجدل في م ...
- -المقاومة فكرة-.. نيويورك تايمز: آلاف المقاتلين من حماس لا ي ...
- بعد 200 يوم.. غزة تحصي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية
- وثائق: أحد مساعدي ترامب نصحه بإعادة المستندات قبل عام من تفت ...
- الخارجية الروسية تدعو الغرب إلى احترام مصالح الدول النامية
- خبير استراتيجي لـRT: إيران حققت مكاسب هائلة من ضرباتها على إ ...
- -حزب الله- يعلن استهداف مقر قيادة إسرائيلي بـ -الكاتيوشا-


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - نصر القوصى - الشيخ لبيب أول حارس لكنوز القدماء المصريين