أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صابر الفيتوري - إنها ليست الميتة الأولى لهذا الشاعر














المزيد.....

إنها ليست الميتة الأولى لهذا الشاعر


صابر الفيتوري

الحوار المتمدن-العدد: 3009 - 2010 / 5 / 19 - 00:22
المحور: الادب والفن
    


أصبح بحكم العادة أن نبكي وننوح على الراحلين من الكُتاب والأدباء بعد أن تطمر أجسادهم تحت التراب ، ومن غير المستغرب ان نخصص الملفات والصفحات في صحفنا ومجلاتنا للتأبين وتعديد خصال المرحوم ومآثره وحكمه وإبداعه ، وفي كثير من الأحيان نجعل عن غير قصد كاتب أو شاعر وما في حكمهما ، قد يكون لا يستحق كل هذا التهليل محولين هاوي إلى آلهة.
وهنا - أعرب بحرقة أن تدافع الأموات من الكتاب باتجاه المقابر الواحد تلو الآخر ، أربك الحياة الثقافية في بلادنا من خلال محاولة جعل كل من يرحل من الأدباء أو أصدقاء الأدباء من أعمدة الثقافة الليبية ، وبأنه قدم جواهره الأدبية وعظيم نظرياته لنا لننعم بها رغم أن الكثير منها قصائد متهرئة البناء وليست سوى تناصات رتيبة قراءتها تدعو للغثيان ، البعض دافعهم فعل الخير بكل أسف لكنه الخير المقرون بعدم الإلمام والتبصر ،حيث صرنا نشاهد ونسمع عن أناس لهم عطاء محدود وتجارب صغيرة مقرونة بأسماء مبدعين وصلت تجاربهم وأسماؤهم إلى ذروة النضج وتخطت آفاق المحلي إلى البعيد ،وهذا خلط يسيء للثقافة الليبية الواعدة ، مع قناعتي التامة أنه ليس ثمة في ليبيا اختراقات كبرى على مستوى النص ..
قد يكون من المخالف التطرق لأي جانب نقدي وإظهار رؤية أو معالجة تناقش مسيرة مبدع راحل من مبدعي هذا الوطن ،وما أكثرهم ،انتقلوا إلى جوار العارف العليم ، المخالف ليس لأدب الحوار أو النقاش الجاد، إنما مخالف للتقاليد الرجعية الليبية التي تحث على الانصياع واعتناق مذهب الصمت كخيار استراتيجي،والتستر خلف مبدأ اذكروا محاسن موتاكم ، ان الثورة ذات معاني النبل والافتخار هي الرد على تقاليد غير ذي جدوى ، بها ننتقد في كل وقت وحين فلا عصمة الا للشعب، مع حضور عامل المحبة بكل تأكيد ..
الشاعر ليس من يكتب نصاً واحداً ، الشاعر هو من يستمر ويتواصل ليكتب وينشد النصوص الجميلة والسيئة على حد سواء ،والذي يطوي مرحلة بعد مرحلة ونشاهده في كل محفل شعبي، حتى أن بعد مكانه وصعبت تضاريس الوصول إليه يسمع القاطنين في البعيد ، ليس أجمل ما قال وأجادت به قريحته ،إنما ما وصل إليه في بحثه عن منهج لكتابة قصيدة محلقة، هي لا تخرج إلا من بين أصابعه هو وحده ، يشارك الكبار في احتفالاتهم الوطنية ويهدي باقات أزهاره متى طلب منه دون غضاضة ..
بسماعي لخبر رحيل " الباحث المترجم " خليفة التليسي ومغادرته دار الدنيا عبركم يا وسائل إعلامنا المحلية طبعا ً،حزنت لبرهة من الزمن ثم عدت مبتهجاً وكان شيئاً لم يحدث، السبب أن فكرة تبادرت إلى ذهني طردت عني شبح الحزن في وفاة التليسي الذي هو بحق احد رواد الثقافة الليبية الذين نالوا كامل حقوقهم في ليبيا وكان على رأس كل قوائم التكريم الصادرة في ليبيا طوال نصف قرن أو يزيد من عمر الوطن ..
فلم يسبق لي وإن قابلت الرجل باستثناء مرة أو مرتين على الأكثر ، ولم يبدى لي أي رغبة في التعرف على أي شيء يخص الشعر في ليبيا ، وكأنه عازم على طي صفحة في حياته، بل وأظهر لي انه لا يعرف أي واقع للمشهد الشعري الليبي لدرجة انه في حديث خاص بيننا في أمسية هي من الاماسي النادرة التي يحضرها التليسي أمكنني أن ارصد الفارق في الرؤية التي يحملها عن الشعر وبين الواقع فابتعاده وبالأصح غيابه المتكرر قد ابعد عنه المواكبة والاطلاع الدوري على المستجدات ..
إذن- لم يكن موت التليسي هو غيابه الأول عن المشهد الثقافي ، إنما هو كان غائباً أصلا ًوباختياره وكنا ندعوه في عديد المهرجانات والأمسيات الصغيرة والتي أنجبت جيلا ًمن الشعراء يتسيد المشهد الشعري الآن ، لكنه في كل مرة كان يغيب عنا وعن محافلنا الشعرية خصوصا ، فصلته بالشعر انقطعت كما انقطعت صلته مع الشعراء منذ مدة طويلة ، ولم تكون هذه المرة الأولى التي يغيب فيها فلا داعي للحزن والبكاء .



#صابر_الفيتوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل نترك فكرة البحث عن الأفضل لأننا اشتراكيون ؟
- المدونات ثورة ضد انحصار حرية التعبير
- الرغبة
- مسؤولية المثقف
- قوة المثقف
- شاعر يجمع الحطب ليوقد ناره
- أصحاب المواقف لا يموتون الا وقوفا
- عمر الككلي : كنت ساكون افضل لو لم اسجن ..
- في القَبْل ليبيا
- تفاصيل أنا منذ تلك الماضوية
- الموسيقى .. لغة جامعة للشعوب
- ترنيمة الحب والموت
- رغم الألم والكيد مات الشاعر عزيزا
- الكتاب الالكتروني جليس من نوع اخر
- رواية بثلاثة اوجه يحضر احدها ويغيب الباقي


المزيد.....




- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صابر الفيتوري - إنها ليست الميتة الأولى لهذا الشاعر