أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صابر الفيتوري - شاعر يجمع الحطب ليوقد ناره














المزيد.....

شاعر يجمع الحطب ليوقد ناره


صابر الفيتوري

الحوار المتمدن-العدد: 2247 - 2008 / 4 / 10 - 04:48
المحور: الادب والفن
    


هكذا صار الجرح سقفا للعمر
بناء تصدعت أفكاره
رؤوس توجتها تيجان الطين
لم تدمع الدمى عندما انبجس الدم
من جسد "كر ونس" *
انحنت ركب الصحراء
علي فخد البحر
انشغل أبناء التحف
بتصليب الشياطين علي الجدران
ودارت دائرة النيران بالجرة العتيقة
حتى كأن الكون غثاء أحوى
******
خرق تمسح أديم السفح
والفرسان غيوم يطلون من النوافذ
كأشباح منسية
التاريخ عاجز عن رتق المخيلة
الفاتنة التي جمـّلها أبوها الكاذب
كي يعتليها وجهي في المرايا
مخبول وثقت
لا الريح لا التاريخ سيعذر
فتتطاير لسان الخشب
ببطن الجرس ..
*****
إذا مررتُ فوق البحر يسكر
الأحراش تسجل السواد في الأجندة
فنبل الزواحف براق
تتجشأ معاناة إبصار الشمس
وأنت البصار العظيم
العتمة تكوين بدائي
ورائحة أرغفة الخبز
نجوم .. مليئة بالحكايات
ولاشيء يعلق في السماء دون خوف
ذئبة تلعق هذا الجرح
وتدلنا بلسان من حجر علي طريق الشفاء
الجماجم قباب غموض
في منتصف الريح تبكي
بعيدا عن تشفّي أولاد الليل ..
******
قبل أن تهبط البعوضة
فوق تضاريس وجدك
سارع والتقط ضوءا لا يخبو
بيد عارية عشق المتناقضات
دون أن يتخشب العصر
علي إيقاع النعي الكبير
وارم في جهنم بحلمك وحلم
أجيال لاحقة ..
******
كما لم يكن الهواء يستظل في صدري
يسمّيني طريدا
وأنا العنيد بالفطرة
والتسمية كيان
تلفظني الأنفاس
ولا تعيدني إلا بعد أن أفرط في مفاتيح سيارتي
رئتي بالون منتفخ يبحث عن عظام الزهور
فوق روس الأسوار
يترصدني الكفن
الأرض عنوان غامض
لا تهتدي إليه إلا الفراشات المكفنة بالألوان
والفراشات لا تجيد قراءة الأخبار..
******
تحملني آنسة لا عذراء
بين كفيها وتطوي علي لسانها
عندما صارحتها أني مثلها
فتحت دفة صدرها وكتبتني
وحين عاد الريح
حملها على كتفه نكاية بي
ورماها
محترقة .. لكن رمادها الزهري
حنين يدثرني ..
******
تندمل جراح الرمال
عندما يرسم الملح بياضه
في أحضان الوهم الأخضر
ينسدل كلما دخل فصل الخريف
مدرسة التخّفي
كينونة التعاقب
الابتكار المتجسد ..
*****
بصقه من الوجه إلى الوجه
دون احتشام
اللسان يمارس الرذيلة
فوق الأرصفة علي الطرقات
أصابعه ملتوية كالأفاعي
تختلج مسام الأرض
راسمة سيلا من القلق ..
******
الخطو يرتوي من خيط الهواء المشبوب
بالمخاطر والطين
بين حركة وجمود درب يضيء
وبين درب وكلام متوجس
الأقدام تقبض على المسافة
فلا عيون عسس هاربة
ولا شاعر يجمع الفحم ليوقد ناره
حين يهمد الشجر
ويطرقه الخشابون
رداء للجسد
حينها يكون للماضي
رحلته الأبدية ..
******
يروض الأفق
بصوت القلم
وعبر المساحات المجهولة من الحناجر
والو هاد
الجبال ذات القمة الافتراضية
وحدها من يغني لله
بأنف
وفم
وعيون ..
******
يوما آخر
يغرق السفليين حتى جباههم
تلامس العيون هزيمة السماء
الوحشة
تضيء كمصباح هزم في رمضان
لأن النوم غالب
******
الأشلاء تباع في سوبر ماركت
الأساطير
نتوءات من نواح وصراخ
تقطع شموخ الحجر
وتغفر له نتوءاته الشائخة
فقد شاغب الدمع وغالب السكين
وتستدير تطارد الحبل المقصف ..
******
بقدر ما نحتاط
فالشمس كشفت عورتنا
ورقصت ابتهاجا بالخديعة
كشبح يتسلل من ثقب الباب
ويلقي للفضيحة بيانا .
*******
ـــــــــــــــــــــ
* إله الوقت عند الإغريق



#صابر_الفيتوري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أصحاب المواقف لا يموتون الا وقوفا
- عمر الككلي : كنت ساكون افضل لو لم اسجن ..
- في القَبْل ليبيا
- تفاصيل أنا منذ تلك الماضوية
- الموسيقى .. لغة جامعة للشعوب
- ترنيمة الحب والموت
- رغم الألم والكيد مات الشاعر عزيزا
- الكتاب الالكتروني جليس من نوع اخر
- رواية بثلاثة اوجه يحضر احدها ويغيب الباقي


المزيد.....




- روبرت ريدفورد وهوليوود.. بَين سِحر الأداء وصِدق الرِسالة
- تجربة الشاعر الراحل عقيل علي على طاولة إتحاد أدباء ذي قار
- عزف الموسيقى في سن متأخرة يعزز صحة الدماغ
- درويش والشعر العربي ما بعد الرحيل
- -غزة صوت الحياة والموت-.. وثيقة سينمائية من قلب الكارثة
- -غزة صوت الحياة والموت-.. وثيقة سينمائية من قلب الكارثة
- بائع الصحف الباريسي علي أكبر.. صفحة أخيرة من زمن المناداة عل ...
- لماذا انتظر محافظون على -تيك توك- تحقق نبوءة -الاختطاف- قبل ...
- فاضل العزاوي: ستون عامًا من الإبداع في الشعر والرواية
- موسم أصيلة الثقافي 46 يقدم شهادات للتاريخ ووفاء لـ -رجل الدو ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صابر الفيتوري - شاعر يجمع الحطب ليوقد ناره