أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة - عصام سحمراني - المعوّق.. إحدى شتائم سياسيي لبنان!














المزيد.....

المعوّق.. إحدى شتائم سياسيي لبنان!


عصام سحمراني
(Essam Sahmarani)


الحوار المتمدن-العدد: 3003 - 2010 / 5 / 13 - 19:46
المحور: حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة
    


في لبنان حياة سياسية ناشطة إعلامياً بالإضافة إلى نشاطها في المكاتب والدوواين. فنشرات الأخبار تنتظر كلّ يوم مقدّمة مثيرة تغطّي نشاطاً بالغ الأهمية من هنا وترصد خبرا محركا للرأي العام من هناك، أو تُبرز مشادة سياسية بين أقطاب الطوائف لا تخلو من الإهانات والشتائم المتنوعة، وكذلك تطبع الجرائد اليومية في افتتاحياتها.

هدأت العواصف الإعلامية كثيرا هذا العام عن الأعوام الخالية منذ اغتيال الحريري. لكنّ المثير للإهتمام أنّ كلّ ما قد قيل خلال تلك الفترة وارتفع من شتائم وسباب علني صار من أسس السياسة اللبنانية. فبات من السهل مثلا أن نسمع سياسيا ينعت منافسا له بكلمة بذيئة يهلّل لها أنصاره، فيبدو المشهد وكأنّ شتيمة كهذه توثق الروابط أكثر بين القائد ومؤيديه في الدلالة منه على أنّهم أبناء مدرسة واحدة.

إشتهر كثير من الشتّامين وبرزوا على امتداد تلك الفترة ولعلّ أبرزهم وئام وهاب وميشال عون وسمير جعجع ووليد جنبلاط وعلي عمار والمفتي محمد علي الجوزو وآخرين. أما شتائمهم وبما أنّ معظمهم يؤكد على أنّ الخلافات سياسية لا دينية ولا طائفية، فقد ابتعدت عن الإهانات الدينية والإتهامات المذهبية المتنوعة، لكنّها وقعت في المحظور الإجتماعي الحقوقي حين أساءت إلى فئات تناضل يوميا من أجل نيل حقوقها المشروعة والأكيدة. فكان المسّ يومها ولم يزل بالأشخاص المعوقين.

بين يديّ الآن ورقة حصلت عليها اليوم خلال مؤتمر صحفي لحملة حقي- الحملة الوطنية لإقرار الحقوق السياسية للأشخاص المعوقين. ورقة تعرّف الإعلاميين على مصطلحات وكلمات قيلت وكُتبت ضمن أحاديث صحفية ومهرجانات ولقاءات لسياسيين بارزين، ووردت ضمن مقالات وتحقيقات لصحفيين معروفين. كلمات جُمعت من الجرائد اللبنانية تعلن مصطلحاً كـ"المعوّق" شتيمة قد يجد مطلقها ربما أنّها مؤثرة ومضحكة أيضا. ولا تتوقف المصطلحات عند هذا الحدّ بل تجعل من كلمات "الأعرج والعرجاء، والكسيح، والعميان والأعمى، والأعور، والمنغولي المعاق، والبتراء، والأبله، والأطرش والطرشان، والمكرسح، وذوي العاهات العقلية..." تجعل منها شتائم أسوأ بكثير من شتائم العرض والدين والأشخاص المقدّسين.

أستغرب حين يطلق سياسي أو صحفي مثل هذه المصطلحات بقصد الإهانة؛ ألا يمتلك صلة قرابة أو جيرة أو صداقة أو حتى معرفة بأحد من الأشخاص المعوقين؟ ألا يحسب أيّ حساب لهؤلاء الأشخاص؟ هل يعتبرهم مواطنين مثلهم مثله لا يختلفون عنه بالحقوق أم إنّه أكبر من ذلك وأرفع مقاما؟ لا أعلم صراحة ما الذي فكر فيه حين كتب وارتجل أو حين قرأ وردد ما كتبه له مستشاروه، لكنني أعلم من خلال المعطيات التي عملت عليها خلال انتخابات العام الماضي النيابية أنّ حزباً واحدا فقط، من أصل ثمانية أحزاب هي الأكبر على صعيد لبنان، ذكر في برنامجه الإنتخابي فقرة تخصّ الأشخاص المعوّقين، ولو كان ذلك دون تنسيق منه مع أصحاب القضية والشأن أنفسهم.

نضال جمعيات الأشخاص المعوّقين ومؤسساتهم الأهلية قائم على الدوام. لكنّ منع استخدام مثل هذه المصطلحات يتطلّب شراكة مع الإعلام بمختلف أشكاله وهو ما حاولت اليوم حملة حقي تعميمه كما حاولت مرارا من قبل عبر إطلاق فكرة بل مشروع الإعلام الدامج.

يفترض بمثل هذا المشروع العمل على تثقيف الإعلاميين ومؤسساتهم وتحذيرهم من الوقوع في مثل هذه الأخطاء المخلّة بحقوق شريحة كبرى من اللبنانيين. ويفترض كذلك إدخال مصطلحات حقوقية معيارية في المناهج الدراسية الثانوية، والجامعية خاصة تلك التي تمسّ الإعلام والشأن العام؛ مثل كلّيات الإعلام والتوثيق والعلوم السياسية والإدارية والحقوق والعلوم الإجتماعية والآداب والعلوم الإنسانية وغيرها. وكذلك لا بدّ من دفع الإعلام المكتوب والمرئي والمسموع إلى التصرف الجدّي باتجاه تحرير تصريحات السياسيين -الذين لا أمل بتثقيفهم على ما يبدو- قبل نشرها وبثها وإذاعتها بما تمليه المصطلحات المعيارية المطلوبة، حتى وإن لم ترض تلك المصطلحات غريزة الشتم لدى مسؤول منهم أو أكثر.



#عصام_سحمراني (هاشتاغ)       Essam_Sahmarani#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عمي السيّد لا يأكل بيتزا الحجّ نادي!
- حديث الفارغ والممتلئ في انتخابات بيروت
- من حقهم كلبنانيين أكراد
- يحصل في بعض الملاعب الأوروبية
- كترمايا
- أوباما الفاشل.. فرصة لحركات المعارضة العربية
- عماد الدين رائف.. صحفي متقصٍ لقضايا خاصة
- الحريري وبن غوريون والحرب القادمة


المزيد.....




- إسرائيل: واشنطن ستوقف تمويل الأمم المتحدة إذا منحت فلسطين ال ...
- الصين تدعو إلى وقف إطلاق نار فوري ومستدام في غزة وتدعم العضو ...
- -هيومن رايتس ووتش-: الغارة الإسرائيلية على مركز إسعاف في جنو ...
- مخيّمات المهاجرين في تونس: صفاقس.. -كاليه- التونسية؟
- منظمات إغاثة: عملية إسرائيل في رفح تعطل الخدمات الطبية
- منظمات إغاثة دولية: تعطل الخدمات الطبية بعد بدء إسرائيل عملي ...
- الأمم المتحدة تنتقد قرار إخلاء مدينة رفح وتعتبره -غير إنساني ...
- الجيش الأمريكي يعلق على اعتقال جندي أمريكي في روسيا
- صحيفة إسرائيلية: السجون لم تعد تتسع للمعتقلين الفلسطينيين
- NBC: اعتقال عسكري أمريكي في روسيا


المزيد.....

- الإعاقة والاتحاد السوفياتي: التقدم والتراجع / كيث روزينثال
- اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة / الأمم المتحدة
- المعوقون في العراق -1- / لطيف الحبيب
- التوافق النفسي الاجتماعي لدى التلاميذ الماعقين جسمياً / مصطفى ساهي
- ثمتلات الجسد عند الفتاة المعاقة جسديا:دراسة استطلاعية للمنتم ... / شكري عبدالديم
- كتاب - تاملاتي الفكرية كانسان معاق / المهدي مالك
- فرص العمل وطاقات التوحدي اليافع / لطيف الحبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة - عصام سحمراني - المعوّق.. إحدى شتائم سياسيي لبنان!